نوع آخر – الحلقة الثّانية عشرة والأخيرة

غادرتني هيام .. بجسدها لكنها لم تغادر قلبي وبقيتْ بروحها معي.. احسستُ كأني ولدتُ من جديد..وشعور الحب يخالج صدري ويسير بروحي مجبرا قلبي على الخفقان من جديد.. فكأن هيام اعادت لقلبي الحياة من جديد بعد تكشف الحقائق مثل ما يفعل جهاز الصدمة الكهربائية لإنعاش القلب.. فرحتُ جدا فرحً غامر واعتراني شعور بسعادة عملت كملطف لجميع جروح روحي وقلبي وداوتها على الفور.. كالسحر.. هذا هو الحب.. بإمكانه ان يميتك بلحظة.. وبإمكانه كذلك أن يحييك.

 

نظرت للساعة فاذا بها السابعة.. لم اجد وقتا اضيعه في النوم.. ذهبت مباشرة للحمام اغتسل.. وانا فرح بكل الآثار التي تركتها هيام على جسدي وزبري.. تناولت كوباً من قهوة زيادة.. كعادتي وقبل ان اخرج من البيت متوجها للمحل.. اطلَّت هيام برأسها من غرفة ابي وهي تبتسم لي وتنظر لي بعيونها ألجميلة التي بدأت تتفتح الهالات السوداء ماحولها وتستعيد نظارتها بشكل ملحوظ.. وتورد خداها فصار كتفاح لبناني ينتظر القطاف.. وعادت الحياة لشفتيها الممتلئتين رطبتين مغطاتين بالشهد.. وخصلة من شعر هيام المجعد تنزل على جبينها.. فبدت بعيوني وكأنها ملكة جمال الكون دون منازع.. لن تقنعني كل نساء الدنيا بدلا عنها ابدا..

 

حركت هيام شفتيها تحريكا استطعت ان أقرأهما وهي تودعني وتقول لي (احبك.. خلي بالك من نفسك.. حتوحشني) وارسلت لي قبلة من شفتيها عبر الاثير.. فاجبت على قبلتها بقبلة وانا مبتسم وسعيد..

 

لم تكتمل سعادتي رغم متعة اللحظة الآنية واستمتاعي بها.. فلايزال شبح عبيد وحكمت.. يطارداني.. ويقضيان مضجعي.. أما مسالة هناء.. فسأتعامل معها لاحقا.. الأهم.. ثم المهم..

 

طوال طريقي للمحل وانا اضع سماعات في اذني واستمع لأغاني العندليب الطربية السعيدة.. غير منتبه للواقع الذي يدور حولي.

 

وصلت المحل وبدأت عملي وهيام لا تفارق فكري وخيالي ولا حتى ربع لحظة.. وانا لا اريد سواها.. لتحتل كل تفكيري وعقلي وقلبي وروحي

 

كل ما فكرت به .. هو كيف اضع حلا عقلانيا ومنطقيا وقابلا للتنفيذ لتخليص هيام من براثن عبيد .. انا لست سوبرمان لكي افعل ما اريد بلحظة.. يجب ان تكون كل خطة تخطر في بالي واقعية ومنطقية وقابلة للتطبيق على ارض الواقع.. وكذلك قابلة للنجاح.. والا.. فالنتائج ستنعكس علي وعلى هيام بشكل اسواء..

 

لم يبق في بالي سيناريو.. من افلام كثيرة شاهدتها ومن قصص وروايات اكثر قرأتها.. إلا وحاولت تطبيقه .. فلم اجد بعد شيئا يناسب ظروفي وامكانياتي..

 

وبينما انا منغمس ومشغول بافكاري.. وسعيد بنفس الوقت.. حتى انتبهت لبائع متجول بسيط كان يمر من امام المحل كل يوم يبيع الجرائد .. كنت اشتري منه الصحف لا لأطالعها.. بل حبا في مساعدته.. وكنت ارمي تلك الصحف في المحل كيفما اتفق.. واحيانا استفيد من استخدامها في مسح زجاج المحل او ماشابه..

 

اشتريت منه جريدة اليوم واكرمته.. ورميتها في زاوية من المحل.. فوقعت عيني بالصدفة على صحيفة كانت تقبع تحت كومة من اثقال الميزان وبعض اكياس السكر ومعلبات أطعمة.. وكانت تحتوي على عنوان بارز بالبنط العريض ( الشرطة الأسرية تعتقل متحرشاً بأبنته وتقدمه للقضاء) !

 

شدني العنوان كثيرا فأزلت كل ماعلى الصحيفة بحذر.. وسحبتها بعناية ونفضت الغبار عنها .. كانت ملوثة ببعض البقع المختلفة..من اثار كوب قهوة او قدح شاي…. لكني أستطعت أن اقرأ الخبر بكل تفاصيله..وكان في ذيل الخبر خط ساخن للتبليغ عن مثل تلك الحالات..وكذلك عنوان القسم المسؤول عنها.. فلمعت في بالي فكرة للإيقاع بعبيد.. لكني بحاجة لدليل دامغ وقوي استخدمه ضده.. لكي استطيع تقديمه للعدالة ..

 

اثناء ذلك.. لم تنس هيام ان ترسل لي كل ساعة رسالة قصيرة تشرح لي فيها ببضعة كلمات مدى سعادتها وفرحتها برجوعنا معاً وحبها لي وكنت افرح جدا بكلماتها.. وارد عليها بنفس الحماس.. شعور جميل جدا.. لدرجة اتمناه ان لا ينتهي ابدا.

 

وبينما كنت كذلك.. قاطعني عن هذا العالم الذي كنت مندمجاً معه .. عادل.. واعادني للإدراك الوجودي للواقع المادي!

 

وفورا عندما رأى عادل وجهي.. ابتسم وفرح.. بعد ان سلم علي وصافحني بحرارة

 

عادل: ايه.. ماتفرحنا معاك ياصحبي.. شكل الدنيا حلوت قوي معاك.. 

ابتسمت.. وانا انظر له..كان بودي ان اصرخ لشدة فرحتي ..ليعرف كل الناس بحبي لهيام وبالحقيقة المكتشفة.. 

 

فتحت لعادل علبة سبرايت.. وتقبلها بابتسامة عريضة ..وقلت له

 

انا: انتاااا… انت كان عندك حق فعلا يا عادل..في كل كلمة قولتها لي

عادل وهو متحمس وفرحان: طب..هااا.. وايه كمان.. متقولي على اللي حصل وتريحني وتفرحني معاك؟ عشان شكلك فرحان قوي.. والدنيا ماشية كويس معاك

 

سردت لعادل ماحدث بالضبط بعد ان واجهتُ هيام واعترفتْ لي اخيرا بالحقيقة وسبب إخفائها عني..(بالطبع دون ذكر تفاصيل اللقاء الحميمي 😅)

 

عادل: يااااااابن الكااااااالب يا عبييييد.. كله دا يطلع منه؟؟ اما راجل ضلالي ومفتري.. دا يستاهل الضرب بالجزمة على نافوخه ونافوخ اللي خلفوه.. دا مش بني ادم.. دا وحش!! ياساتر.. معقوله في كده بني آدم.. لا لا.. مش ممكن !!!

 

انا: للأسف.. هي دي الحقيقة اللي كانت هيام مضطرة تخبيها عني وانا ظلمتها كثير!!

عادل: مش قلتلك يا صاحبي؟؟ مش قلتلك ان هيام مش بتاعت الحاجات دي.. وقلتلك شغل دماغك وفكر.. واديك اهو.. منبسط ومستريح.. ومبسوط ع الاخر..

انا: دق ع الخشب يا عادل.. انا ما صدقت المية ترجع لمجاريها.. ماهو انا نحس.. كل مرة اعيشلي يوم حلو معاها.. بتحصل مصيبة بعدها 

عادل وهو يضحك ويضرب على الطاولة بيده: ادق الخشب؟؟ فاكر.. لما حكيتلك عن منى؟ و بعدين قلتلك دق الخشب وقتها، اوعى تكون انت كمان بتفكر تتجوز هيام 

انا: لا ماتخافش.. هيام ما تجوزليش للأسف.. بس دا مش معناه اني ما احبهاش او ممكن اتخلى عنها.. حبنا لبعضنا اكبر من كل الروابط دي.. مش محتاج جواز او اي حاجة عشان اثبت ان هيام ليا.. وانا ليها.. احنا خلاص حنكون لبعض على طول.. زي اي اثنين متجوزين.

عادل: طب.. وبنت عمتك هناء.. حتعمل ايه بخصوص موضوع جوازك منها؟؟

انا: بلاش تفكرني وحياة ابوك.. خليني مبسوط الكام يوم دول.. وبعدين يحلها حلال!

 

بعد ان دارت بيننا انا وعادل حوارات لطيفة .. متقطعة كالعادة بطلبات الزبائن القادمون للمحل بين حين وآخر.. خاطبني عادل مجددا

 

عادل: طب وناوي تعمل ايه دلوقت؟ عشان عبيد يبطل يزن على هيام ويجبرها كل مرة تعمل حاجات غصبن عنها .. انا طبعا معاك في كل حاجة تعملها..

انا: أحنا لازم نفكر بعقلنا كويس.. لأن الانتقام الصح يحتاج تخطيط صح!

 

ثم استرسلتُ معه بالكلام: انا الأولوية عندي بالمقام الأول.. عبيد.. وازاي اتخلص منه ومن شره ومن استغلاله لكل اللي حواليه.. بأي ثمن.

عادل: ايوا يعني حتعمل ايه؟ فهمني

انا: حقولك بعدين.. بس لما اراجع الخطة كويس..

عادل: طب مانراجعها سوا.. يمكن اقدر افيدك او اساعدك بحاجة..

 

شرحت لعادل خطتي البسيطة.. السهلة الممتنعة!! فهي خطة سهلة.. من حيث التفاصيل.. لكن تطبيقها صعب.. يحتاج إلى قوة قلب وشجاعة من هيام!

 

عادل: طب وده كله حتعمله هيام لوحديها؟؟ دي مسكينه.. تفتكر انها تقدر تعملها لوحدها؟

انا: ماهو مافيش حل غير كده.. لازم هيام تواجه مخاوفها.. وتتشجع.. عشان تخلص من الكابوس اللي اسمه عبيد

عادل: طب وحكمت؟؟

انا: حكمت دلوقتي مايهمناش قوي بصراحة.. رغم اني تبهدلت واتضربت مرتين بسببه وعنده.. بس مافيش داعي في الوقت ده نشغل بالنا فيه !!

عادل وبغضب ثانية وبصوت عال: ايه دا.. احنا كل مرة. يهزقنا الراجل ده.. ومنعرفش ناخذ حقنا منه.. ؟؟ ليه.. يطلع مين هو بقى؟؟ انا مقدرش استحمل اكثر من كده يا زكي.. 

انا: اهدى شويا يا صاحبي.. اهدى شويا..

عادل: تاني حتقولي اهدى.. ونسيب حقنا بردو؟؟ طب والفلاشة.. امال لازمتها ايه؟؟ مانطلعها وننشرها ونطين عيشته وعيشة الخلفوه..

انا: لا.. لا ياعادل.. اهدى شوية واتقل. 

الفلاشة لو طلعناها دلوقت.. ممكن نضرب بيها على قفى حكمت.. ونأثر على حملته ومكانته بين الناس شويه.. بس مانقدرش نقضي بيها عليه!

عادل: ليه مانقدرش نقضي بيها عليه ؟ ليه .. معقول ؟؟ فهمني

انا: لان عنده انصار كثير ومحامين كبار.. ويقدر يكذب الفيديوهات اللي على الفلاشة ويقول بكل بساطة انها متفبركة.. اي نعم ممكن تعمله شوشرة وقلق حبتين.. بس متنساش شعبيته عند الناس.. تخليهم يصدقوه.. 

عادل: بس العيار الي مايصيبش بيدوش.. مش كده بيقولو

انا: ماهو يافالح.. بعد ما يفوق حكمت.. من دوشة العيار ده.. حيرجع يدور علي انا بالذات.. لأني اكثر واحد حيشك فيه بعد ما شافني عنده بالتسجيلات.. واعترفتله اني شفته مع هيام.. وانا حكون كده خسرت اللعبة من اول جولة.. لأن بعدها حيكون ماعنديش اي حاجة تانية امسكها عليه.. ويا عالم حيعمل فيا أيه المرا دي!

عادل وهو يهدأ قليلا مقتنعا بكلامي: هاا.. تصدق عندك حق!. طب حنستفيد من الفلاشة امتى؟

انا: ماتستعجلش على رزقك يا صاحبي.. كله باوانه.. وكل واحد حياخذ جزائه..

 

استطعت ان اقنع عادل بضرورة تركيز جهودي على عبيد في الواقت الراهن.. كما انه من الصعب جدا فتح اكثر من جبهة على انفسنا بوقت واحد.. والتركيز محصور الآن.. بعبيد

 

بينما كنا ندردش انا وعادل.. اتصلت منى بعادل! لم افهم شيئاً منه.. فقط لاحظت ارتباكه وتلعثمه وقلقه الواضح. حين سألته ان كانت الأمور بخير.. طمأنني بشكل سريع ثم اعتذر مني وغادر.. دون ان ينسى ان يقول لي ( كلمني في أي وقت.. لو احتجتني..تمام؟)

عدت للعنوان المكتوب بالصحيفة ودون تردد اتصلت بالخط الساخن.. وبعد انتظار دام لدقائق قليلة.. اجابني موظف خدمة..وطلب مني جميع معلوماتي الشخصية..

 

وثم سالني عن الغاية من أتصالي فأجبته بأنني اريد التبليغ عن حالة تحرش بقاصر… 

 

اخبرني موظف الخدمة بأن الخط مخصص لمن يتعرض للتحرش او احد ذويه.. وان الأفضل لو حضرت للقسم المسؤول بنفسي واعطاني العنوان (نفس العنوان المكتوب بالصحيفة) وأخبرني بأن القسم لايحتاج الى مواعيد ويستقبل الشكاوي بشكل مباشر..

 

ثم شكرني لاتصالي.. وشكرته أيضاً وانهيت الأتصال

 

وفعلا.. أغلقت المحل بسرعة واستأجرت تكسي.. ووصلت القسم.. الذي كان يبعد حوالي اربعون دقيقة.. وهناك في الاستعلامات وقف رجل بزي مدني ورحب بي بشكل مهذب جدا.. وبعد ان شرحت له باختصار بدون اسماء طبعا عن رغبتي بالتبليغ عن متحرش ! وجهني الموظف لغرفة على يمينه.. وفيها سوف اقابل ضابطا يدعى حسام..الذي كان يستقبل مثل هذه الشكاوي دون اي مواعيد او تعقيدات.. لحسن الحظ لم اضطر للانتظار إلا قليلا أمام مكتبه ..حتى دعاني الحاجب على بابه للدخول.

 

حسام ضابط في الشرطة الأسرية ومسؤول عن تلك الجرائم.. يرتدي زيا مدنيا ..وهو شاب في العشرينات تخرج حديثا من كلية الشرطة كما يبدو عليه الحماس كثيرا لأنه اختار هذا القسم بإرادته..كان شخصا مهذبا جدا ومتعاونا.. ورحب بي بحرارة وتعامل معي بلطف وكأنه صديق! وطلب مني الجلوس ثم طلب لي قهوة.. وبعد ذلك شرح لي بعض النقاط المهمة قبل ان ادلو بشكواي.. 

 

حسام: احنا لازم نكون حريصين على اي معلومات يقدمها المشتكي.. والأدلة وأهميتها.. لأننا عايزين نجمع اكبر قدر ممكن من الأدلة قبل ما نعتقل المتهم.. واحيانا.. احنا مجرد ما نقبض على المتهم .. المتهم يعترف بكل حاجة.. وساعات حتى من غير اي اقلام 

 

ابتسمت لكلام الضابط حسام وهو يلطف الأجواء. وشعرت من كلامه على حرصه البالغ فيما يختص بتلك الامور وكيف يتعامل بجدية معها هو وكل أفراد القسم..لكونها ظاهرة خطيرة في المجتمع..

 

وبعد ان قصصت على الضابط حسام قصة هيام مع عمها.. التي للأسف كما قال لي..انه عدى عليها الزمن ولم يعد بالإمكان التحقيق فيها.. لكنه اكد لي ان تهديدات عبيد لأفراد عائلته القصر تؤخذ بعين الاعتبار.. وانه ممكن ان يساعدني فيها. هو بحاجة لدليل واحد فقط.. والباقي سيتكفل به الضابط حين يحقق مع عبيد.. وسيجعله يعترف.. حتى لو اضطر لاستخدام اساليبه الخاصة.

هكذا.. اعطاني الضابط حسام خطة بسيطة وقابلة للتنفيذ. وكذلك اعطاني رقم هاتفه الشخصي. واكد لي انه موجود في كل وقت لمتابعة شكواي وانه سيتربص بعبيد وسيعتقله فور حصوله على الدليل.

خرجت من القسم وانا اشعر ببعض الارتياح وكذلك الحماس لتنفيذ خطة الضابط والخلاص من عبيد . 

 

عدت للمحل افتحه فلا يزال بضعة ساعات حتى حلول المساء.

بعد مرور الوقت بشكل بطيء جدا علي! كنت اتوق شوقا لرؤية هيام آخر النهار وهي تفتح لي الباب.. بابتسامتها الجميلة الساحرة..عجيب هذا التحول في الإنسان.. بالأمس القريب.. كنت لا اطيق البيت لوجودها فيه متجنباً رؤيتها..واليوم.. صرت اكره كل لحظة تمر علي.. بعيدا عنها! 

 

اخيرا بحلول المساء اقفلت المحل وغيرت رأيي فلم اذهب للجيم بعد ان تلقيت رسالة حب من هيام (وحشتني بجد يا حبيبي.. امته حشوفك بس ؟).. وصار قلبي يدق بسرعة ويرسل اشعارات لزبري يحركه قليلا.. فتنمل رأسه .. 

 

اسرعتُ الخطى في طريق عودتي للبيت.. وكنت اضع سماعة في اذني لاستمع لبعض الاغاني.. 

 

وبالصدفة البحتة.. سمعت اغنية قديمة لسامو زين.. كأنها تترجم كل احاسيسي في تلك اللحظة.. اغنية تقول

 

( انا ليك.. انا ليك .. انا اقرب من الدنيا ليك

انا جنبك حنين عليك .. كان حلم عمري الاقيك

حتى آخر الأغنية الجميلة) 

 

كنت أسير حاملا قلبي بين كفي يدي وهو يغني معي..ل هيام.. 

 

انا ليك.. يا هيام.. انا ليك..

حتى وصلت اخيرا للبيت وبمجرد ان طرقت الباب ..فتحت هيام لي مبتسمة وخصلة من شعرها المجعد نازلة على جبينها.. وهي ترحب بي بخجل وحياء كأنها ترحب بزوجها الجديد وليس حبيبها فقط..

 

كانت ترتدي ثوبا جميلا جدا من القطن بألوان متعددة متشابكة ومتعانقة مع الزهور المختلفة الألوان حتى غدت في نظري فراشة ترفرف بجناحيها سعيدة بأجواء الربيع وتطير في حقول من الزهور المتفتحة.

 

كأني ارى هيام لأول مرة!

 

لولا خوفي من المارة لقبلتها على مشارف الباب.. دون ان أحررها من حضن يدي وأقودها لغرفتي فورا لأطارحها الغرام..اريد ان اعوض معها ما فاتنا من ايام.. فالجنس.. مع من تحب.. له طعم مختلف تماما.. ومتعة لا تنتهي.

 

تذكرت وجود ابي وعلي ان اضبط اعصابي واؤجل كل هذا الآن فقلت لهيام قبل دخولي 

انا: عايزك في موضوع مهم جدا… بس بعد ما أسلم على بابا..تجيلي المطبخ!!

 

استغربت هيام .. ربما ظنت اني اريد ان افعلها معها في المطبخ، لكني أكملت موضحًا: مش اللي في بالك.. متقلقيش.. اللي في بالك ده محتاجه منك على رواق.. بس بعدين.

 

ابتسمت هيام خجلا.. واوطأت راسها.. ثم دخلنا معا.. وسلمت على ابي مثل كل يوم..كان أبي سعيدا لسعادتي.. حتما أبي استطاع تلمس فرحتي التي بانت علية وعلى طريقة تعاملي مع الجميع.. لم اطل المكوث كثيرا عنده وخرجت من غرفته لكي آخذ حماما سريعا وحين انتهيت ارتديت بيجامتي وخرجت.. فرأيت فورا ان هيام في المطبخ.. فذهبت اليها

 

وقفت خلفها وهي واقفة امام الموقد ..حضنتها وشممتها من خلف رقبتها . . جفلت هيام قليلا… وهمستْ بهدوء: حاسب.. يا حبيبي.. ابوك لسه صاحي !

انا: بحبك.. بحبك قوي يا هيام..

فالتفتت لي هيام دون ان افلتها..وهي ترد علي بصوت ناعم اهتزت له كل فرائصي شوقا وحبًا: وانا بحبك واموت فيك.. 

 

فصار وجهها الجميل مقابلا لوجهي..وانا لازلت احضنها مستمتعا بطراوة جسدها وملتصقا بها محاولا السيطرة على الانتفاخ الذي تحت بيجامتي..فقبلتها قبلة جميلة سريعة وبادلتني هيام التقبيل وانا امص لسانها واتنفس انفاسها العطرة..حتى غبنا قليلا في قبلة رومانسية غير مبالين في العالم المحيط بنا.. لا نقطع القبلة إلا بكلمة (أحبك) التي كررناها كثيرا ونحن نقبل بعضنا بنهم..فجأة قاطعنا صوت احد القدور ! الموضوعة على الموقد وهو يغلي ويسكب محتواه..

 

جفلت هيام وتحررت من حضني بصعوبة وعادت تهتم بالقدر تسيطر عليه.. وهي مبتسمة بخجل فالسعادة صارت واضحة على هيام لدرجة ان الحياة عادت مع ابتسامتها لكل ارجاء البيت . وكذلك اصبح وجهها الجميل حياً من جديد..واختفت حول عينيها تلك الهالات السوداء فعاد وجهها مرة اخرى نظرا مشعا منيرا وحيا..! 

 

اريد ان ارى هيام دوما هكذا.. اريدها مثلما عهدتها دوماً.. مرحة فرحة مبتسمة نشيطة كنحلة.. لا تعرف الهدوء.. تمشي مع خطواتها الحياة فَتَنْبُتُ الأزهار خلف آثارها وتتبعها الفراشات اينما تمشي.. ان هيام .. هي الحياة بالنسبة لهذا البيت.. بل هي حياتي انا. ولابد لي ان احمي هذه الحياة بروحي وادافع عنها بكل قوتي.. ولن اسمح لأحد ان يسرق مني تلك الفرحة بعد الآن.. لقد انساني حضن هيام وعطرها ما جئت لأجله.. 

فانتبهت اخيرا و قلت لها: حبيبتي هيومة… انا جايلك في موضوع مهم قوي 

اجابتني هيام وانا واقف خلفها معطيها حيزاً قليلا لتتحرك بحرية وهي تقوم بتهدئة النار: اوعى تقلي حاجة بخصوص البت المسلوعة بتاعتك ديه !

انا وبابتسامة خفيفة: لا لا.. موضوع تاني خالص.. 

 

صمتت هيام وهي تنتظر مني اكمال ما اقول

 

انا: موضوع يخص عمك عبيد..

 

انتبهت لي هيام دون ان تقاطعني.. فأطفئت الموقد والتفت بوجهها نحوي.. مستغربة!

فأخذتها من يدها واجلستها على كرسي وسحبت آخر جلست عليه امامها.. وقلت لها بهدوء

 

انا: انت لازم تكلمي عمك بأقرب فرصة.. 

 

تفاجأت هيام بطلبي!

 

هيام: انت بتتكلم جد ؟ ازاي تطلب حاجة زي كده مني؟ معقول؟ طب ليه؟ 

تغيرت ملامح هيام قليلا.. لا اريد ان اراها هكذا بصراحة.. فسارعت بجوابي لها

 

انا: هيومتي.. انا بحبك.. والي حقوله ده عشانك وعشان بحبك..

انا كنت دايما بفكر في كل كلامك عن عمك وذكرياتك الوحشة معاه .. وكنت بقول..هي ليه هيام بتستسلم كده بسهولة على طول؟ كنت ظالمك بالأول.. بس بعدين.. عرفت انك انسانة رقيقة وضعيفة بس بزيادة.. خوفك على اللي بتحبيهم بيخليكي تسلمي نفسك وتستسلمي بسرعة عشان تحميهم ..ما بتفكريش بنفسك ابدا..حتى لو على حساب سعادتك وحياتك..

 

كانت هيام صامتة ولكنها مشدودة الأنتباه لما اقول فأكملتُ

 

انا: الوقت جاه.. اللي لازم تواجهي فيه كل مخاوفك.. وترفضي تستسلمي بعد النهارده.. وتحاربي عدوك وتقفي قصاده.. وتتغلبي عليه كمان.. وانا واقف جنبك ومعاك.. مش حسيبك لوحدك بعد النهارده

 

كانت هيام متأثرة جدا بما اقول وكأني وضعت يدي على الجرح والذي طالما عانت منه..وكشفتُ عن سبب دائها.. ولكني اريد ان اداويها بحبي وتمسكي بها ووقوفي معها..فأكملت

 

انا: اسمعيني بس..للآخر.. اللي حتعمليه دا عشان وردة وسعد واحمد.. وعشانا برضو.. عشان نخلص من كابوس اسمه عبيد.. ونعيش حياتنا بسعادة بعيد عنه وعن قرفه.. 

 

ثم سالتها: انت واثقة في؟ 

 

فأجابت هيام على الفور بدون تردد: طبعا ياروحي..من غير ما تسأل.. انا اديلك قلبي وروحي وعقلي وعنيه 

انا: طيب.. اللي حقولهولك حتعمليه بالضبط.. واللي تعمليه دا.. حيخلينا نخلص من عبيد.. ونرتاح منه..عشان كده انا لازم اعرف .. هو اخر مرة كلمك قبل يومين.. وهددك بوردة لو مارحتيش لحكمت.. صح؟

اوطأت هيام رأسها بخجل: اه.. صح.. !! هو قال اني لازم استناه يكلمني بعد يومين كمان.. ويقولي بالمعاد٫ المفروض انه بكرة يرجع يتصل !

حاولت ان اشد من عزيمة هيام: معلش يا هيام.. متتحرجيش مني.. انا فاهم كويس ومقدر انك بتعملي كل ده غصبن عنك.. انا عاوز منك.. اول ما عبيد يكلمك تاني تقوليله على طول انك مش موافقة تروحي لحكمت!! 

هيام: بس كدا حيتجنن..!

انا: وهو دا اللي احنا عايزينه! انا عاوزه كده يتجنن لما يسمع رفضك ويتعصب.. ويطلع الوحش الي جواه.. ويرجع يهددك تاني بوردة.. عشان احنا حنسجله المكالمة يا هيام..!

بس عاوزك ايه.. تستدرجيه كويس و تخليه يتكلم بوضوح انه حيعمل كده في ورده.. مش بس تلميح فاهماني يا حبيبتي؟؟؟

اهيام: بس انا خايفة قوي لا يروح يعمل حاجة بالبت المسكينة؟

انا: متخافيش.. انا عاوزك بس تخليه يوصل كده لآخره بتهديده .. وحتى لو قفل الخط بوشك. متخافيش.. انت حترجعي بعد شويا تتصلي تكلميه وتقوليله حاضر وانك حتروحي لحكمت..عشان مايعملش حاجة بوردة!

 

لاتزال هيام مستغربة من خطتي ويعتريها بعض الخوف: طب.. وانا.. انت حتخليني اروح لحكمت…فعلا؟

 

انا: متخافيش.. انت حتقوليلو الكلام ده كده وكده .. بس مش حتروحي لحكمت أبدا.. لأن عبيد مش حيلحق يتأكد من مرواحك.. عشان التسجيل بتاعه حنطلع بيه فورا ع الشرطة .. فيه ضابط هناك ابن حلال اسمه حسام.. انا كلمته بالموضوع واديتله فكره.. وهو حيساعدنا بسرعة . ونكون انا وانت شاهد اثبات على تحرش عمك بيكي وتهديده بالتحرش لأولاده.. ودا لوحده اثبات قوي عشان يتحبس

 

هيام: تفتكر دا حينفع.. ممكن يتحبس.. ونخلص منه ومن قرفه؟

انا: انا متأكد انه حيحصل..

 

كان علينا الانتظار حتى يكرر عبيد اتصاله غدا. وكان لابد من وجودي مع هيام اثناء الاتصال ولهذا لن اذهب للمحل غدا. وببساطة حملت برنامجا لتسجيل المكالمات على هاتف هيام. 

 

اقتنعت هيام بما طلبته منها وهي واضعة كل ثقتها في .. ثم تركتها تكمل اشغالها في البيت . لكنها تذكرت شيئاً فقالت: بس انت مانمتش من امبارح يا حبيبي يا زكي.. مش كويس عليك كده.. لازم تريح نفسك يحبيبي

 

قالت لي هيام ذلك وانا كنت اقاوم عيني اللتين تنغلقان لوحدهما

 

انا: انا حروح اريح حالا.. وانام .. بس متخلنيش انام لوقت متأخر.. صحيني بدري يا هيومتي

هيام: حاضر يا حبيبي.. بس انت ريح جسمك ونام تلاقيك تعبت قوي يا روحي

 

اخبرت ابي اني متعب قليلا ولن اتناول العشاء معه.. وفعلا رميت نفسي كميت على سريري بعد يوم حافل من الأحداث.. واستغرقت في النوم……….

 

في الصباح نهضت بسعادة مرة اخرى .. وانا فرح جدا.. شعور لا يوصف وانت لم تعد حرا .. وملتزما تجاه شخص آخر بمشاعرك..وقلبك.

 

سألني ابي عن سبب عدم ذهابي للمحل فادعيت انني متعب جدا.. وسأقضي بعض الوقت في البيت.. كنت انتظر ان يتصل عبيد بهيام بأي لحظة 

 

كانت هيام صاحية وقد غيرت ثيابها وتبتسم لي مع تحية الصباح كعروس خجولة لعريسها الجديد

حاولت ان اشغل نفسي بقراءة بعض القصص التي صارت ملاذي الوحيد للتسلية وقضاء الوقت .

 

فجأة هرولتْ نحوي هيام.. ودخلت غرفتي بسرعة حيث كنت اجلس على الطاولة ..وهي تخبرني بأن عمها عبيد يتصل.. فأخذت الهاتف منها وفعلت خاصية تسجيل المكالمات عن طريق تطبيق حملته سابقاً على هاتف هيام.. واعدته لها..وطلبت منها فتح السبيكر:

 

هيام: الو…ايوا يا عمي.. انا .. انا مش رايحة..!

عبيد: هو لعب عيال يا هيام.. انت رجعت بكلامك ولا ايه

هيام: اه.. بصراحه.. عشان انا قرفت.. قرفت مقدرش اروح لحكمت تاني.. ماقدرش

عبيد وبنبرة غاضبة: انت نسيتي نفسك ولا ايه يا وسخة! انا الي لميتك ولبستك ووكلتك وشربتك.. لولاي كان زمانك بتشتغلي شرموطة رخيصة في الشارع.. 

هيام: مقدرش.. مقدرش.. ارحمني ارجوك كفاية .. ارحمني

تغيرت نبرة عبيد وصارت اعلى وزاد غضبه وتحول الى شخص لئيم جداً: انت نسيتي.. نسيتي ورده.. يا هيومه؟؟ 

 

هيام في محاولة لاستدراجه بالكلام وهي تنظر لي وانا اشجعها بنظراتي: مالها ورده.. مالها يعني.. حيحصلها ايه يعني!

عبيد: مالها ايه.. مانتي عارفه..

هيام: لا ماعرفش.. 

عبيد وقد بدأ يفلت منه زمام الامور وبغضب

عبيد: بصي يا اللي اسمك هيام.. انت حتروحي لحكمت ورجلك فوق رقبتك.. والا والله لأعمل في ورده اللي عملته فيكي؟؟

بالطبع كان جعل عبيد يقول جملة صريحة تدينه صعبا في هذا الاتصال.. حتى ان هيام صارت تذرف الدموع خوفا وارتباكا..لكنها صمدت امام رعب عمها وتشجعت وانا بقربها امسك يدها وانظر بعيونها اشجعها واشد من عزيمتها..

 

هيام: ازاي يجيلك قلب تقول عن بنتك كده.. بنتك القاصر.. من دمك ولحمك.. طب انا في داهية.. مع اني بنت اخوك..بس ازاي.. انا مقدرش اصدقك.. 

 

عبيد وهو يفقد اخر ورقة في لعبته فيرميها: ايوااااا… ايوااا.. انا حعمل فيها زي ماعملت فيك.. وهنيكها زي ما نكتك يا هيام.. لو ما روحتيش بكره لحكمت وخليتيه ينيك خرمك اللي انا هريته نيك يا شرموطة.. فاهمة.. !!

 

هيام وبذكاء: مش حتقدر تنيك بنتك يا عبيد.. عشان انت بتقول كده بس عشان تخوفني وتجبرني اروح لحكمت ..مش هتنيك وردة بنتك.. مش حتعملها!

 

عبيد وبطيش كبير: طب و رحمة ابويا.. انا حعمل كل ده فيها.. وذنبك ع جنبك عشان الي حيحصلها كله حيكون ذنبك و بسببك.. وحتسمعيها بودانك كمان.. من ورده.. ها..

 

اقفل عبيد الخط.. وانهارت هيام بالبكاء مرتعبة وطلبت منها ان تخفض صوتها كي لا يشعر ابي بشيء.. ورمت نفسها بحضني منهارة وهي تردد باسم (وردة) 

 

انا: ماتخافيش ياحبيبتي.. متخافيش.. المهمة خلصت خلاص..كل شيء حينتهي..اطمني.. انا معاك

 

لم تجب هيام بسبب بكائها.. فنبهتها الى معاودة الاتصال بعبيد ايضا و تسجيل المكالمة. وفعلا.. اعادت هيام الاتصال وهي مرتعبة ومرتبكة.. متوسلة

 

هيام: ارجوك يا عمي.. ارجوك متعملش حاجة فيها.. انا حروح.. حروح لحكمت.. زي مانت عايز.. وقت ما انت عايز.. بس بلاش عشان خاطري.. بلاش تعمل حاجة فيها..

عبيد: ايواه كده اعقلي وارجعي شطورة بتسمعي الكلام.. واعملي اللي انا اقولك عليه وبس..فاهمة.. 

هيام: فاهمة يا عمي.. فاهمة

عبيد: بكره الساعة عشرة الصبح.. تنظفي خرمك كويس.. وتحضريه لحكمت يا شرموطة.. اقفلي ياللا وغوري..

 

اغلقت هيام الاتصال وهي تبكي وتنظر لي وكلها رجاء في

هيام: وردة بقت في حمايتك يازكي.. 

حضنتها وقلت لها: ماتخافيش.. مش هيلحق يعمل حاجة.

هيام بخوف: طب.. ممكن ينكر.. ويقول انه قال الكلام ده بس هو ما عملهاش. مش يمكن يسيبوه يخرج او ميقبضوش عليه اساساً!!

انا: ماتخافيش اقولك… حسام باشا.. وعدني انه هيخليه يعترف بطريقته.. هو متعامل مع ناس كثير زي عبيد ويعرف ازاي يخليهم يقروا ويعترفوا..

 

اتصلت بالضابط حسام بعد ان طمأنت هيام مرة أخرى واخبرته عما فعلناه بعبيد واننا سجلنا له مكالمة صوتية يعترف فيها بنيته للاعتداء على ابنته في حال رفض هيام لطلبه..

 

طلب مني حسام الحضور فورا لاختصار الوقت ومعي الدليل. خرجت وهيام تبكي بحرقة وتتبعني حتى باب البيت وهي تكرر علي ( وردة بحمايتك.. يا زكي) 

 

فور وصولي للقسم ومقابلتي لحسام .. شغل حسام المكالمة المسجلة وقال في رضا وهو يطمأنني

 

حسام: عال .. عال قوي.. اهو ده سبب كافي يخلينا نقبض عليه فورا.. ومتخافش انا هخليه يقر ويعترف بطريقتي.. عشان انا عارف الاشكال ديه تجي ازاي. انا حجيبه من قفاه في ظرف ساعة.. ماتشيلش هم يازكي وطمن مرات ابوك كمان.. 

 

بعد ذلك اجرى حسام اتصالاته السريعة والعاجلة واستصدار مذكرة قبض فورية بحق عبيد..

 

رجوت الضابط حسام ان ارافقهم لكي اشاهد عبيد وهو يقبض عليه ..لكنه رفض لعدم وجود مسوغ قانوني لمرافقتهم لكنه قال لي بابتسامة ماكرة

 

حسام: بس انت عارف اننا بعد ساعة حنكون هناك ونقبض عليه.. مش همنعك انك تكون هناك لو حابب !!

 

شكرت حسام من قلبي.. وغادرته مسرعا الى حيث يقطن عبيد.. ووقفت هناك امام احد الاكشاك ابتاع سجائرا و مشروبا باردا.. اراقب الدورية وخائف الا يكون عبيد في شقته او يكون قد خرج..

 

وبينما انا كنت افكر بذلك.. حتى جاءت دورية حسام المؤلفة من سيارة شرطة ( بوكس) وفيها عنصرين أو ثلاثة من الشرطة.. 

 

تجمع الناس وبعض المارة امام عمارة عبيد وكذلك خرج بعض السكان من شرفاتهم يشاهدون الحدث بعد ان اثارت فضولهم دورية الشرطة الغير متوقعه في عز النهار

نزل الضابط حسام في الحال ودخل العمارة التي فيها شقة عبيد ومعه الشرطة الذين تحت قيادته.. وماهي الا دقائق.. ورأيتهم يخرجون من باب العمارة ومعهم عبيد وهو مقيد بالكلبشات و يدفعونه دفعاً بإهانة .. محنيا ظهره ورأسه نحو الأرض وهو يقاد منهم ومنظره ذليل جدا وهو يردد ( انا معملتش حاجة يا بيه.. ) .. لم يخرج خلف عبيد إلا زوجته نعيمة وهي تصرخ ان زوجها بريء ولم يفعل شيئاً! 

 

لم اتردد في تصوير تلك اللقطة بفيديو قصير .. لأريه لهيام فور ان اعود.. واشفي غليلها في عمها المجرم الذي حتما سينال جزاءه العادل

 

قبل حلول المساء اتصل بي الضابط حسام وهو يطمئني بأن كل شيء سار على مايرام.. وان عبيد تم إيقافه على ذمة التحقيق.. بعد أن اعترف بسهولة عن تحرشه بابنته !! وسيتم طلب ابنته للكشف الطبي ومعرفة حالتها ان كانت لا تزال بكر!! رغم اعتراف عبيد انه لم يفعل شيئاً بها.. فقط ملامسات سطحية !! ولهذا لن يخرج عبيد من القسم الا للمحكمة لينال ما يستحقه.

 

كان خبرا صادما بصراحة، لكن كان يجب ان ارد على حسام

انا وبسرور بالغ: انا مش عارف اشكرك ازاي يا حسام باشا..

 

حسام: انا الي مفروض اشكرك لمساعدتك لينا عشان نخلص المجتمع من مجرمين زي عبيد وأمثاله

 

شكرت حسام مرة اخرى بحرارة والذي اكد لي انه كان يؤدي واجبه فقط.. وودعني وهو يكرر قوله بأنه جاهز للمساعدة في اي موضوع احتاجه فيه.

 

كانت الاحداث تمر بسرعة وبشكل مركز.. اتصل بي عادل يسألني عن سبب اغلاق المحل لغاية الآن فأخبرته بكل شيء وان عبيد الآن في قبضة العدالة! وانتهيت منه ومن شره ومن ضغوطه على هيام.

 

انا: بس انت ماقلتليش.. طمني.. حصل معاك ايه مع منى؟؟

عادل: لا ماتشغلش بالك يا زكي.. بعدين نتكلم .. المهم انت دلوقتي..

ألف مبروك.. الف مبروك يا وحش.. انت عملت اللي كان لازم يتعمل من زمان.. براو عليك يا صاحبي.

 

هنأني عادل وفرح لفرحي وبارك لي كثيرا على ما حققته من نجاح وانتصار على عبيد.. وذكرني كذلك بحكمت. فقلت له: معلش يا عادل سيبني كده يومين افرح بس.. وبعدين هنبقى نشوف حل للحكاية دي.

 

لم اطل الكلام مع عادل فودعته وتوجهت فورا للبيت لا اريد ان احرق المفاجئة على هيام لهذا لم اتصل بها..

 

وفور ان فتحت هيام الباب.. كانت مرتبكه قلقة خائفة ويقتلها الفضول.. حتى ابتسمتُ في وجهها و زففت لها البشرى.. فلم تصبر هيام لشدة فرحها وقفزتْ علي تحضني وانا لازلت امام الباب.. بكت هيام من شدة الفرح لخلاصها من هذا الكابوس.. لم ادخل البيت كي لا اثير استغراب ابي.. سوف اخبره بالأمر لاحقا..

 

بعد ان دخلت البيت اخذت بيد هيام نحو المطبخ وانا متحمس جدا.. اشرح لها التفاصيل واريها بنفس الوقت فيديو القاء القبض على عبيد.. وهيام تبكي من الفرح وتقبل بوجنتي وتحضني كل قليل.. وتنهال علي بعبارات الشكر والثناء.. كانت الفرحة التي في عينيها.. كفرحة مظلوم فُكَ أسره من الحبس..بعد سنوات طويلة.. او اسير اطلق سراحه وعاد لوطنه مشتاقا يحضن اهله واصحابه.. فرحة رأيتها في عينيها لا يمكن وصفها بالكلمات ..ابدا.

 

للأسف كنت مضطرا ان اقول الخبر لأبي على مائدة العشاء..لكني لم أشاء قول الحقيقة كلها.. فأخبرت أبي ان عبيد كان عليه ديون كثيرة عجز عن سدادها.. فرُفعت شكوى بحقه وتم اعتقاله!! 

 

كانت ردة فعل أبي متوسطة .. 

 

أبي: اهو حال الدنيا .. مالهاش أمان.. انا كنت عارف ان عبيد مزنوق بقرشين.. وكنت دايما بساعده على قد ماقدر.. وادي اللي كنت خايف منه حصل.. ماهو يابني لما الأنسان يفضل كده مايمدش رجليه على قد لحافه.. بتحصله مشاكل ماتنتهيش..

 

حنقول ايه بس.. ربنا يفك حبسه !

 

بعد العشاء.. تمنيت لأبي نوماً هانئاً.. وذهبت لغرفتي استريح قليلا.. وقع نظري على التقويم السنوي.. جفلت لسهوي ونسياني وانغماسي بالفترة الأخيرة في العمل والمشاكل.. حتى انني خفت ان يتم فصلي من المدرسة لكثرة غياباتي.. لولا ان المدير انسان طيب وعلى معرفة تامة بوضع ابي الصحي.. فكان يغض النظر عن غياباتي التي تجاوزت الحد المسموح.. حتى انه بعث لي زميلا يذكرني بأن الفرصة لا تزال أمامي لإجراء الامتحان.. لكن.. هل سأستطيع التحضير للامتحانات في هذا الوقت القصير؟

 

سرحت في سقف الغرفة وانا مستلق على فراشي.. غضضت النظر حالياً عن اي تفكير.. سوا هيام.. وعودتها للحياة.. وعودتها لأحضاني..

 

حتى غلبني النعاس.. وغطيت في نوم عميق..

 

فجأة

 

لم اشعر بأي شيء.. سوا يدين ناعمتين تمسحان على صدري..وشفتين طريتين رطبتين حلوتين تقبلان شفتي.. وانفاس عطرة حارة تدخل انفي مباشرة فتُحييني من جديد

 

وشعيرات لخصلة مجعدة تدغدغ جفوني توقظها بهدوء.. فتحتُ اجفاني بصعوبة للنصف.. وتأكدت ظنوني.. 

 

كانت هيام في اروع وابهى طلة.. تجلس ملاصقة لي و قدمها فوق قدماي.. وصدرها فوق صدري.. كانت متعطرة وجاهزة كعروس لعريسها..

 

اراد النوم ان يسرقني منها لشدة التعب مجددا.. لكن شهوتي المتقدة طردته واعادت لي ولزبري النشاط .. 

 

كانت هيام تلبس ثوم نوم خفيف من الساتان بلون صحراوي.. لاشيء تحته.. ملتصق على جسمها ويكشف شق صدرها الذي فضحته حلماتها المنتصبة من خلف القماش.. وابطيها محلوقين..مغريين

 

وكانت تضع مكياجا خفيفا يناسب سمرتها الخفيفة اللذيذة.. وهي تداعب بأناملها الناعمة وجنتي وشعري وذقني وصدري وحتى زبري..وهي تردد بكل رومانسية كلمة ( أحبك) بدون توقف..

 

فتحتُ عيني.. وفورا بدأت ابادل قبلتها واتفاعل معها بشفتي..مستمتعا بهذه اللحظات الجميلة ولا اريدها ان تنتهي..

 

قطعتْ هيام قبلتها بعد ان لاحظت استيقاظي التام وقالت لي بشيء من الدلع والاغراء

 

هيام: زكي..حبيبي .. انا خايفة لا يجي يوم وتسيبني؟ او تبعد عني بعد ما رجعتلي من تاني

فأجبتها بثقة ومطمئن لها وانا أصحصح من النوم: اوعي تقولي كده تاني.. انتي خلاص بقيتي مراتي . وانا راجلك..مش ممكن أحب او افكر بغيرك

 

ابتسمت هيام لكلامي وعدنا نقبل بعضنا في نهم…حتى مارست معها الجنس كأني امارسه لأول مرة.. جميل جدا طعم الجنس حين يتهيأ له عاشقان ..

 

تركتها تعتليني.. و لأول مرة اشعر بمدى حساسية وتفاعل هيام.. لأول مرة اراها تستمتع معي بكل حرية.. دون خوف او قيود او ضغوط.. 

 

كانت تضم شفتيها الشهيتين الرطبتين وهي تمسك بزبري بيدها الناعمة وتوجهه نحو كسها المحلوق وشفرتيه البارزتين المتقدتين شهوة واللزجتين بشدة لشدة هياجها وتفاعلها.. 

 

كان شعورا جميلا.. وهي تصعد وتهبط.. وانا مستمتع بملمس نهديها بكلتا يدي و انا اقبص عليهما.. امسدهما وافرشهما.. وهيام تتأثر بسرعة لكل حركة فتنطلق من فمها الآه رغما عنها..

 

لم يكن جنساً صامتاً تماماً.. بل كنا نردد كل قليل كلمة واحدة لبعضنا.. لا نمل من تكرارها ( أحبك )

 

كانت تزيد بحركاتها وتأوهاتها.. كأنها تمارس الجنس لأول مرة في حياتها.. لم تخلع قميص نومها.. لكنها اسدلت خيوطه من فوق كتفها.. وانزلته حتى كشفت نهديها.. فصار القميص لا يغطي الا سرتها ملتفا حول ظهرها..

 

استمتعت جداً.. هذه المرة.. لأني رأيت علامات الاستمتاع على وجهها.. احيانا متعتك انت.. تكون باستمتاع من تحبه ويحبك..

 

لم انتبه لها حتى نطقت وهي ترجوني ان اسقيها لبني.. ولبيت لها النداء.. وانا امطر رحمها العطشان.. بموجات من لبني الدافيء .. التي جعلت هيام ترتعش وتنتفض.. وتضع يدا على فمها كي تمنع صرختها لقوة شهوتها وقذفها..تزامناً معي.. 

 

حتى ارتخت هيام وسقطت فوقي.. تحضني وتقبلني ولايزال زبري في جوفها يأبى الخروج.. حتى هيام تأبى ان تفك أسره.. 

 

بقيت اقبلها و لكن هيام ذرفت دمعة.. فأستغربت.. وسألتها بكل حب: ليه كده بس ياحبيبتي.. في ايه ؟ بتبكي ليه ؟

فأجابت هيام وهي تلعب بأناملها الناعمة بشعيرات صدري وملتصقة بي لا يفصل جسمينا شيء: خايفة.. لسه خايفة.. عايزة حضنك يفضل ليا على طول.. خايفة من الأيام!

 

اجبتها وانا الاعب خصلة شعرها التي تزين جبينها وتضيف لجمالها جمالا: متخافيش… بوعدك يا هيام.. عمري ما حكون لغيرك.. ولا يمكن احب غيرك.. انا ليك… انا ليك.. وطول عمري حبقى ليك.. وانتي ليه

 

تظاهرت هيام بالأطمئنان.. فلم تنجح في اخفاء قلقها وخوفها من المستقبل.. 

 

كنت اعرف فيما تفكر.. اعرف قلقها من هناء ومشروع زواجي منها.. واعرف انها تفكر بالجامعة.. التي سالتحق بها بعد نجاحي.. وخوفها من الفتيات التي من جيلي وبعمري.. وقلقها من ان تخطف احداهن قلبي منها.. وفرق العمر الذي بيننا.. اعرف انها خائفة.. لكني بقرارة نفسي لا اريد سواها.. وسأثبت لها ذلك على مدار الأيام القادمة..

 

حضنتها بقوة.. وشد زبري من انتصابه وهو لايزال اسيرا في مهبلها.. حتى شعرتْ به هيام وهو يطرق رحمها من جديد.. وتفاعلتْ معه بسرعة..وبدأنا جولة جديدة

 

مارستْ معها الجنس حتى الفجر.. وقبيل الصباح .. طلبت منها ان تعود لغرفة ابي كي لا يشعر بغيابها.

 

كنت آمل ان افتتح يومي الجديد بدون أي مشاكل.. خاصة بعد ان صار عبيد رهين السجن.. وحاولت ان امارس يومي الاعتيادي ..فذهبت للمحل وانا في نيتي ان اكلف عادل ليجد لي شخصًا امينًا اجعله ينوب عني في المحل في الفترة القادمة.. مقابل اجر مناسب.. فإيرادات المحل لا تستحمل وضع عمال بأجور.. لكن.. لم يكن لدي خيار آخر

 

وبينما انا مشغول بهذه المسألة.. رنت هيام علي تتصل ..

 

هيام: الحق يا زكي.. عمتك صفية وبنتها عندنا في البيت !!!!!

 

النهاية

قيّم هذه القصّة

كم نجمة ستعطيها؟

متوسط النتائج 0 / 5. عدد المقيمين 0

كن أوّل من يقيّم

تعليقان اثنان على “نوع آخر – الحلقة الثّانية عشرة والأخيرة

اترك رداً على غير معروف إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!