في أيام الثانوية.. كنت تلميذاً مهذبً وخلوقاً.. وخجولاً أيضاً.. كما أني ضخم قليلاً ..
انا أحمد…
والداي احسنا تربيتي ولم يقصران علي في اي شيء كنت احتاجه.. ولم أشعر في يوم بأي نقص معين او بحاجة لشيء ..
ابي وامي هما موظفين في القطاع الحكومي والأحوال المادية متوسطة ونعيش في بيت صغير ورثه ابي من جدي الذي توفي قبل ان اولد..
ولي كذلك اختين أكبر مني وأخ أصغر.. ولقد تزوجتا كليهما وعاشتا مع ازواجهن في استقرار.. والفرق بيني وبينهما كبير بالعمر .. فلقد كنت في السابعة حين تزوجن اخواتي..
والدي كانا مثقفين كثيرا.. ولقد أثرا علي كثيرا في جعلي محبا للقراءة مثلهما..
استطيع ان اصف نفسي بشخص قنوع وسعيد بما لديه.. وحياتي طبيعية.. ربما لا تخلو من مشاكل بسيطة بين الحين والآخر لكنها لم تعكر صفو حياتنا في البيت ابدا..
كان لدي اصدقاء معدودين.. وعلاقتي بهم جيدة.. وكل شيء بالنسبة لي كان يسير بشكل سلس وطبيعي دون اي مشاكل..
عندما وصلت لمرحلة الثانوية.. لم يكن هناك شيء يؤثر على حياتي.. لم اكن متميزا ولا كسولاً .. لكني كنت أؤدي فروضي المدرسية واتجنب افتعال المشاكل.. رغم اني شاب طويل مقارنة بأقراني وبنيتي جيدة مما يعطي لشكلي هيبة امام الشخص المقابل..
فلم يتجرأ احد من اقراني على الأصطدام بي او التنمر علي.. خوفاً من بنيتي .. !
فالتنمر والأصطدامات والخلافات الصغيرة تحدث بشكل يومي في تلك المدارس ..
الى أن حدث في يوم أمر.. هو من سيغير كل شيء بالنسبة لي.. !!!
دخل الى فصلنا تلميذ جديد.. سمعت فيما بعد ان اهله انتقلوا حديثا الى منطقتنا.. ولا اعرف الاسباب خلف انتقالهم..
لكنهم سكنوا الحي للتو .. وابنهم التحق بمدرستنا.. وقد كان من حظه ان يكون في فصلي بالذات.. وستعرفون السبب لاحقا..
هذا التلميذ يدعى بهاء.. هو شخص بنفس اعمارنا.. لكن.. شيء ما.. يدعوك لأعادة النظر اليه عدة مرات!! عندما تراه لأول مرة!
فبنيته ناعمة.. ليس ذو عود خشن.. وشكله كيوت اكثر من كل اقرانه.. هو ابيض البشرة جدا.. بشعر اقرب للون الأشقر وبعيون خضراء فاتحة..
وجهه جميل جدا بصراحة.. اي شخص سيلاحظ ذلك بسهولة.. ولكن.. الحلو ما يكمل..!
بسبب نعومته وانطواءه على نفسه وخجله المبالغ به.. تعرض بهاء للتنمر الشديد من كل اقرانه في الفصل وحتى في عموم المدرسة..
كنت اراه يتعرض للمضايقات بشكل مستمر ومزعج.. ولم يكن يدافع عن نفسه.. كان يكتفي بالسكوت والبكاء احيانا.. وسط ضحك التلاميذ المتنمرين عليه والذي يسخرون منه اكثر في حالة بكاءه..
بطبيعتي لم اكن احب التدخل.. فوالداي ربياني على الأبتعاد عن المشاكل وعدم التدخل فيما لا يعنيني..
لم اكن جبانا ابدا.. كنت استطيع الدفاع عن نفسي بقوة وتلقين المتجاوزين درسا وايقافهم عند حدودهم.. منذ اول يوم دخلت فيه المدرسة..
استمر الحال هكذا بالنسبة لبهاء.. طوال اشهر السنة الدراسية..
وقبل نهايتها بأسابيع وقع حدث مهم جداً..هو الذي سيكون الحدث المؤثر في حياتي كلها
ففي هذا اليوم دخلت الفصل قبل نهاية الأستراحة.. وشاهدت بعيني الكارثة!!!!
وجدت فوضى عارمة في الفصل.. اصوات عالية بين صراخ وضحك ومختلف انواع الكلام البذيء لدرجة ارتفع فيها غبار الأرضية ليبدو كعاصفة مغبرة صغيرة تحدث الآن..!
لم افهم ماذا يحصل حقا.. وعندما ركزت جيدا.. تأثرت جدا بما رأيت..!
لقد شاهدت بهاء .. في منظر يفطر القلب.. ثيابه ممزقة وملوثة وفيها اثار بعض الدماء.. ووجه مدمى ايضا.. وشعره منكوش..
وكان يتكور على نفسه تحت احدى الرحلات الخشبية ليستطيع حماية نفسه قدر الامكان من ضربات زملاءه المتتالية التي لا تعرف الرحمة..
تزاحم التلاميذ.. كلهم..حتى المستضعف فيهم.. والجبان.. فوق بهاء ولقنوه ضربات متتالية واهانوه بكلمات بذيئة شتموه وشتمو امه وابوه..
منظر.. لا يمكنك ان تقف صامتا امامه.. اما ان تكون جزء من اللعبة او تكون خارجها..
بصراحة اعتراني غضب شديد.. كاد يتحول الى السنة نار تخرج من عيوني..
فتقدمت بينهم مستغلا قوتي البدنية.. اشق طريقي بدفعهم للجوانب .. وبدأ بعضهم يقع جانبا على ظهره لقوة دفعي له..
وصرت كجدار امامهم .. وبهاء خلف ظهري.. وابتعد التلاميذ قليلا مني فهم يدركون حجمي ويهابوني..
فصحت بهم عالياً بعد ان خفت اصواتهم تلقائيا بحضوري..
انا: باااسسس !!!!! الحفلة انتهت!! وكله يلا يروح يقعد في مكانه.. مفهوم..!
احدهم: .. هو كان يعني من اهلك ولا من قرايبينك؟ مالك انت ومالو؟؟
انا: اه.. من قرايبيني.. ! والي يمسه يمسني.. والي ليه حاجه عنده.. ياخودها مني!! ها.. ؟ اعيدو تاني ولا فهمتوا خلاص!!
بعد كلامي وصوتي العالي.. الذي خوف التلاميذ مني وجعلهم ينسحبون بهدوء عن بهاء وعادوا لأماكنهم.. اثار منظر بهاء المسكين تعاطفي..
بهاء ظل منحنيا يبكي بهدوء في مكانه.. فاقتربت منه وانا امسك كتفه أطمئنه..
انا: ما تخافش.. خلاص.. ماحدش لو دعوة بيك من النهاردة.. قوم.. قوم وامسح دموعك.. مايصحش تبكي انت راجل!!
بعد لحظة.. هدأ بهاء قليلا.. فأكملت كلامي معه
انا: تعالا معاي ؟
بهاء بخوف: .. اجي معاك فين؟
انا: تعال بس ..ماتخافش..
نهض بهاء يرتب ثيابه الممزقة قليلا وينفض بيديه التراب عنها.. ثم وقف..وسار معي..
فأخذته الى خارج المدرسة..لدكان قريب منها .. لصاحبه عم حسن.. الذي كان يعزني كثيرا لمعرفته بوالدي..
عم حسن: خير يابني.. ماله صاحبك ده.. هو كويس؟
انا: .. لا بسيطة يا عم حسن.. ماتقلقش.. عارف انت بقى تلاميذ وبتتخانق..
بس ياريت لو تسمحلنا نخش جوا عشان نستخدم الحمام بتاعك..
عم حسن: قوي قوي.. تفضل يا ابن الغالي المحل كله قدامك..
انا: متشكر يا عم حسن
يوجد في دكان عم حسن ملحق صحي صغير ونظيف .. طلبت من بهاء ان يغسل وجهه ويرتب وضعه .. واشتريت له زجاجة عصير وهو يطمأن لي كل قليل ويشعر بالأمان..والهدوء.. وهو معي
وبعد ان هدأ بهاء واطمأن لي.. نظر لي وقال: انت عملت معايا كده ليه؟
انا: عشان انا مارضاش بالظلم.. وكل حاجة ليها حدود.. لازم تقف عندها.. وإلا .. هنعيش حرفيا كلنا في غابة .. القوي ياكل فيها الضعيف
بهاء: تفتكر.. الي عايشين فيه ده.. لسه ما تحولش لغابة أصلاً!!
شعرت بحزن في صوت بهاء فنبرة صوته تدل على حجم المعاناة التي كان يتعرض لها في حياته..
انا: ايه يا بهاء .. مالك شايل حمل الدنيا كلها فوق ظهرك ..؟ دنتا لسه شباب.. وبكرا تخش الجامعة وتحقق طموحك .. وتصبح ديه مجرد ذكريات هتضحك عليها..
صمت بهاء ولم يرد علي.. فأكملت حديثي معه..
انا: انت.. نفسك تخش أي جامعة ؟ حلمك ايه؟ ماعندكش احلام ولا طموحات؟؟
صمت بهاء مرة اخرى وعلامات الحزن صارت واضحة اكثر على وجهه..
بهاء: نفسي؟ طموحي؟ مستحيل يتحقق.. مستحيل!
بكى بهاء بهدوء .. فتعاطفت معه جدا ولم افهم سبب حزنه ويأسه الكبير وتفهمت عدم رغبته بأفصاح كل ما في داخله..
فأعطيته منديلا ليمسح دموعه.. وقررت ان اغير الموضوع لأحسن مزاجه
انا: يا جدع سيبك من الكلام الي انا قلته ده.. قال يعني انا الي هبقى طيار لما اخلص الجامعة..هههه.. يمكن طيار آه.. بس بتاع ديليفري وبيتزا..
ابتسم بهاء لكلامي وضحك اخيرا..
انا: ايوا كده يا عم افرد وشك.. الدنيا مش مستاهلة..
بص هقولك على حاجة..
تقبل نكون صحاب؟ وانا اوعدك..طول مانت صاحبي ماحدش هيستجري يكلمك كلمة واحدة او يضايقك..
ها.. قولت ايه؟؟
وافق بهاء مبتسما بهز رأسه.. ومنذ تلك اللحظة.. اصبحنا صديقين.. وصداقتنا تصبح اقوى بمرور الأيام..
وكنت اكتشف كل يوم ميزات جديدة في شخصية بهاء.. تجعلني اعجب به اكثر.. فهو مثقف ونهم للقراءة والكتب.. ولديه معلومات وافرة عن كل شيء.. وهو ذكي ايضا .. ذكي جدا..
واصبحنا بعد فترة قصيرة انا وبهاء انتيمين..متقاربين جدا من بعضنا..
في وقتها كنت اتلقى انتقادات كثيرة من بعض الزملاء في المدرسة الثانوية لكون بهاء ( ليس من الاشخاص الذين يتوافقون معي في المظهر)
بسبب كونه كيوت جدا.. وناعم وتصرفاته لينة جدا.. وبسبب شكله الوسيم جدا.. الذي يدعو للريبة بسبب رفقتي له..
لكني ابدا لم اكن اهتم لكلامهم الذي لم يؤثر في علاقتي مع بهاء.. لأني كنت انظر له بنظرة صديق محب لا أكثر.. ولم تستهوني تلك الافكار المنحرفة ابدا..
فكنت اقرف جدا من تفكير هؤلاء الاشخاص.. واستغرب انحسار افكارهم في هذا المنحدر الذي يؤدي للأفكار المشبوهة والميول المنحرفة!
مرت الايام والأشهر.. واصبح بهاء عزيزا جدا علي وحتى على عائلتي ..الذين اعتبروه فردا منا
فكان بهاء يزورنا في اي وقت..وعلاقته بالجميع ممتازة من افراد عائلتي..
حتى اهل بهاء كذلك توطدت علاقتهم بنا بسبب تلك الصداقة ..فهو وحيد أمه وابيه.. وكانوا فرحين جدا بسبب صداقتي بابنهم.. وحمايتي له
فمنذ ان عقدت معه تلك الصداقة ..وبهاء تتحسن احواله في البيت والمدرسة..
فلم يعد يتعرض للضرب او الأهانة .. فلقد اصبح معروف جداً.. ان بهاء صديقي والكل يحسب له الف حساب بسبب حمايتي له..ودفاعي عنه كفرد من عائلتي ..
بعد فترة من الزمن..
مرت مدة طويلة على تلك الحادثة التي نشأت بسببها علاقتي ببهاء.. واصبحنا أفضل وأعز صديقين.. الى ان وصلنا الى السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية..
كنا نجلس دوماً بجانب بعضنا البعض.. متلازمين في الصباح والمساء.. نادرا ما نفترق..
يكاد بعض الناس يظننا أخوين ..ولولا ان بهاء اشد أشراقة واجمل أطلالة.. لظنوا اننا توأمين..لشدة تلاصقنا ببعضنا..
الا ان بهاء.. رغم نضجه تماما الآن.. ظل ليناً.. وحساساً جدا.. وسريع التأثر .. ودموعه قريبة جدا من وجنتيه.. فيبكي متأثرا او متعاطفا لأبسط المواقف..
ورغم كل هذا التقارب.. كنت اخجل ان اسأل بهاء عن سر ليونته.. وطبعه الذي يجعل اغلب من يراه.. يأخذ عنه تلك الفكرة المنحرفة!
على المستوى العائلي.. كانت علاقتي بأمه السيدة حنان جيدة جدا.. والتي لا اعرف لماذا كانت فرحة جدا بعلاقتي بابنها..!
حتى انها كانت توصيني دائما به.. لدرجة.. شعرت ان بهاء.. بنتهم التي سأتزوجها يوما وليس ابنهم؟؟؟؟؟؟؟
اما ابيه فكان رجلا نبيلا ومثقفا وكان ايضا راضيا عني وعن علاقة ابنه بي.. لكنه لم يكن مثل زوجته حنان.. كثيرة التوصية بأدق التفاصيل.. كأني خطيب بهاء!!
فأمه كانت تتصل بي في كل وقت لو اراد بهاء الذهاب للحلاق مثلا ..كي ارافقه! او إن اراد بهاء التسوق.. فكانت تتصل بي ايضا لأرافقه كظله.. !
رغم ان بهاء نفسه كان يطلب مني التسوق معه بشكل اعتيادي.. لكني استغرب الحاح امه بالموضوع!! فهي شديدة الخوف والقلق عليه..
طوال علاقتي ببهاء .. لاحظت ان غرفته في البيت.. تعطي انطباعا غريبا لكل من يدخلها..
فعادةُ الشباب ان يضعوا في غرفهم صوراً تدل على شخصيتهم..كصور ملاكمين او صور سيارات وربما ايضا صور بعض النجمات المثيرات..
إلّا ان بهاء لم يضع سوا صوراً لفتيات كيوت جدا.. وشخصيات انمي ايضا..اغلبها صورا مشبعة بالألوان الزاهية وخاصة اللون الوردي..!
كذلك كان يحتفظ في خزانته بكثير من مستحضرات العناية بالبشرة.. بشكل ملفت للأنتباه..
رغم ان تلك المنتجات قد تبدو للوهله الاولى انها منتجات للعناية ببشرة الرجل .. لكن بهاء بالغ في اقتنائها وشرائها ..
فلقد كان كثير الاعتناء بنفسه ولهذا فأن بشرته ناعمه جدا وبيضاء ومشرقة..
ومع كل ذلك .. كنت اخذ الامر بحسن نيه لأنني اعرف ان هناك شباب يعتنون ببشرتهم بشكل مبالغ به..
وكنت اعتقد ان من حق بهاء ان يقوم بذلك خاصه انه شاب وسيم جدا جدا
فلربما لديه حلم يخجل من قوله امامي وهو ان يصبح موديل في المستقبل أو عارض ازياء
تلك المواد والعطور الجميلة كانت متوفرة بكثره في ديلابه وخزانته..
ورائحة بهاء جميله جدا .. فهو يعتني بأدق التفاصيل في بشرته وجسمه ولطالما شممت منه العطور الرائعة التي أظنها أقرب للعطور النسائية!
غرفته مرتبة جدا.. عكس اغلبيتنا نحن الشباب.. فنحن نكون غالبا مهملين وكسولين ونعتمد على امهاتنا او اخواتنا في ترتيب غرفنا وأسرتنا.. والالوان الداكنة هي من تغلب على فرشاتنا وستائرنا!
لكن غرفة بهاء دائما مرتبة.. ونظيفة جدا ومعطرة وهو من يقوم بترتيبها بنفسه ..
وألوان جدران غرفته فاتحة جدا وزاهية ! حتى ملابسه كانت ذات الوان فاتحة ومنوعة.. وخامة القماش ناعمة جدا ..
ربما ..كنت استطيع تفهم ذلك لو. كان بهاء لا يزال صغيرا ..لكن هذا رافقه لغاية ان كبرنا معا ودخلنا آخر مراحل الثانوية..!
وبطبيعة علاقتنا القريبة..كنت اراه احيانا بالشورت والفانيلا.. والاحظ نعومة جلده الشديدة.. فيكاد يخلو جسده من الشعر ..
حتى منطقة أبطيه.. ملساء طوال الوقت.. لا ادري ان كانت بطبيعتها بهذا الشكل.. ام انه يعتني بها بشكل منتظم.. لدرجة أن أبطه اجمل وانظف من أبط بعض بنات المنطقة التي عرفتهن !!
وكنت اقول لنفسي ربما لديه جينات خاصة به.. وجسمه لا ينمو فيه الشعر.. تحصل لبعض الشباب..!
كان لي اصدقاء اخرين غير بهاء.. وكانت علاقتي بهم جيدة جدا.. ومثل باقي الشباب في تلك المرحلة..كنا نحاول الارتباط بفتيات المنطقة أو ان نلاحق بعض الشراميط اللواتي يعملن تخفيضات للشباب امثالنا في العطل والمناسبات..!!😁
وكنت كلما ادعو بهاء ليرافقني كان يرفض بشدة.. ويشعر بالأنزعاج..
بهاء: انت.. ازاي بتروح الاماكن دي؟؟ دي ستات مش نظيفة لا مؤاخذة.. انت ماتخافش على نفسك من الامراض يا احمد؟؟؟
انا: ماتخافش.. ما انا عامل حسابي.. بستخدم كوندوم.. المهم بقضيها واهو نفك عن نفسنا شويا..ولا فاكرني هفضل زيك!! افضل استنى لحد ما يجيلي النصيب !؟ وساعتها اقعد اسأل اصحابي ..الحقوني ياجدعان..هعمل ايه في ليلة الدخلة ..ههههه..!
بهاء: ها.. لا.. لا.. بس انا مابحبش الحاجات دي.. وكمان.. انت مش ملاحظ انك بقيت المدة الي فاتت بتقضي وقت كثير مع صحابك!! حتى مابقتش تقعد معايا زي زمان!!
انا: ..اللاه.. ايه يا بهاء.. مالك عامل زي ماتكون المزة بتاعتي ..وبتفاصلني وبتحاسبني .. امشي مع مين ولا مين ! ايه..انت بتغيييير يا بهاء.. هههه..
بهاء: بغير؟؟ وهكون بغير ليه يعني.. ما انت حر طبعا.. تقضي وقتك مع اليعجبك..بس انا..من باب العشرة والصحوبية.. ولا انا ماليش حق عليك يا صاحبي..؟
انا: طبعا يا بهاء ليك حق..انا كنت بهزر معاك يا صاحبي..دنتا اقرب واحد ليه.و معزتك عندي حتى اكثر من اخويا حسين.. !! دنتا ولا بمعزة البت أشجان اختي..ههههه..
بهاء: بطل بقى..مابحبش الهزار البايخ ده..!
فكنت اضرب بهاء ممازحا..و احضنه بعد ذلك بقوة وهو يحاول التهرب مني دون فائدة..حتى اسمح انا له بذلك..!
كنا اقرب واعز صديقين طوال الفترة الماضية .. حتى ان بعض الناس او الجيران نادرا يرون احدنا دون رفقة الآخر..
لكن..رغم قربي وعلاقتي القوية ببهاء.. الا اني لازلت اشعر بأنه يخفي عني سرا..
وقد يكون سرا خطيرا.. لأني مهما فتحت له قلبي واطلعته على اسراري..كان يبقي ذلك السر الغامض بعيدا عن كل مواضيعنا ونقاشاتنا
فكان دائما يتهرب من اسالتي المعتادة..مثل..لماذا لم يصاحب اي فتاة لغاية الآن..علما انه شاب وسيم جدا جدا.. ولن ترفض اي فتاة ان تكون بصحبته بالتأكيد..
في احدى المرات كانت هنالك فتاة في المنطقة تدعى سوسن وهي فتاة جميله جدا وكان الكثير من الشباب يحلموا بأن يقيموا علاقه معها
سوسن كانت أحياناً تقف على الشرفه المقابلة لشرفة شقه بهاء تحاول ان تجذب انتباهه بشتى الطرق ..
فلقد لاحظتُ ذلك عندما اكون معه في البيت ونحن نذاكر سوية..
فعندما يخرج بهاء للشرفه ليشم بعض الهواء واخرج انا كذلك معه .. كنت الاحظ تلك الفتاه التي تبتسم وتلوح بيدها احياناً له بيأس دون ان يهتم لها قطعا!
حتى انني حاولت انا بنفسي ان اجيب على سوسن وارد على ابتسامتها بأبتسامة .. فكانت تغلق باب الشرفة في وجهي!
فعرفت ان تلك الفتاة معجبة ببهاء وحين فاتحته بالموضوع.. اخبرته ان تلك الفتاه واضح عليها جدا انها معجبه به ..
فكان بهاء يتهرب من الموضوع ويقول انه مركز في دراسته ومستقبله وانه لا يحب الفضائح ولا يحب تلك الطريقة في العلاقات.. وكنت استغرب جدا فعله غير المبرر مع تلك الفتاة
فقررت ان أُخرج بهاء من هذه القوقعة التي يحيط نفسها به ودفعته دفعا لكي يخرج معي في مشوار دون ان اخبره عن نيتي لنلتقي مع بعض الاصدقاء..
وهناك سنأخذه معنا لأحدى بائعات الهوى.. ولكن ما حصل انه عندما اكتشف خطتنا ونحن في طريقنا لبائعة المتعة ..
تراجع .. وحاول الانسحاب من بيننا بشكل مثير للدهشة… فبعد أن وصلنا الى عاهرة مشهوره بالجمال والنظافة.. وجدته ينزعج ويتعصب وهو يلومني لأني وضعته بموقف سخيف!!
تلك العاهرة معروفة جدا.. كما ان اسعارها غاليه ولا يستطيع أي احد من الاشخاص العاديين ان يمارس معها الجنس بسهولة..
كان لا بد من حجز موعد مسبق .. وقد ننتظر لأيام حتى يأتي دورنا للقاءها!! تلك العاهرة تدعى جميلة..
هي كانت جميلة.. من يراها لا يمكنه أن يغض الطرف عن جمالها ومستحيل ان يتردد في معاشرتها!!
موقف بهاء قد وضع في راسي 1000 سؤال بلا أجوبة !! فبقيت اتساءل مع نفسي .. لماذا يتصرف بهاء بخجل زيادة عن اللزوم ؟
صرت اخشى ان خجله هو جبن وخوف من الجنس الاخر .. لكني مع كل ذلك قلت ان بهاء ربما يعاني من اضطراب او خوف او عقدة نفسية ما..
وكالعادة.. اقنعت نفسي بأن بهاء مسيره في يوم ما أن يتجاوز هذه العقدة ويتخلص منها..خاصة بعد ما تعرض من تنمر وسوء معاملة.
خاصه في ايام السنة الأخيرة من الثانوية .. كنا ندرس بشكل مكثف لكي نأخذ مجموع درجات عالي يؤهلنا لدخول الكليات التي نحلم بها ..
فأحيانا ابيت عنده.. واحيانا يبيت عندي.. وكلا عائلتينا يعرفون بذلك
وفي احدى المرات حصل موقف غريب آخر.. يضاف للمواقف المثيرة الغريبة التي تخص بهاء وغرابة شخصيته..
في ذلك اليوم كنت ابيت عنده.. لكي ندرس معا احدى المناهج الدراسية الصعبة..استعدادا للامتحانات التي ستؤهلنا لدخول الجامعة..
فطلب مني بهاء ان احضر له احدى الملازم التي تساعدنا على فهم تلك المادة المهمه للدراسه
وكان يشعر ببعض الكسل وهو يستلقي على فراشه.. فطلب مني البحث عنها في ارجاء الغرفة
بحثت عنها كثيراً لكني لم اجدها.. فأخبرني بهاء أنه ربما نسيها في داخل درج خزانته للملابس ..
وكان علي ان افتح الخزانه للبحث عنها في الدرج العلوي فلربما اجدها هناك..
وفعلا فتحت خزانته وبقيت ابحث عنها في الدرج والعلوي .. ولكن ما حصل كان شيئا صادما وسبب لي مفاجأة من العيار الثقيل جدا!!
فلقد وجدت بين الملابس ستياناً صغيرا جدا .. ولونه وردي جميل جدا وقماشه ناعم ومثير جداً..
ذهلت لهذا الشيء الذي وجدته بشكل غير متوقع.. فأخرجته وانا ارفعه بيدي .. انظر اليه اتفحصه.. فأنا اعرف أن بهاء ليست لديه اخوات ..
فمن اين يا ترى يكون قد أتى بذلك الستيان الجميل ؟
كما ان امه امراه كبيرة بالعمر بالنسبة لهذا القياس ولا يمكنها بكل الاحوال ان ترتدي هذا الحجم الصغير جدا والذي قطعاً لن يناسبها او يناسب عمرها!!
في تلك اللحظة.. ما إن رآه بهاء في يدي جفل مرتعبا.. ونهض واقفا من مكانه وهرول نحوي وهو يقول لي..
بهاء: سيبو.. سيبو..!!!
وكنت اضحك واقول له
انا: اي يابني الحاجات دي؟؟ ايه الي جابها عندك هنا؟؟
يرتبك بهاء ويحمر وجهه ويتعرق ولا يعرف ماذا يقول .. لكنه قال اخيرا.. كاسرا احراجه وخجله مني
بهاء: ده.. حاجة خاصة جدا..ماقدرش اقولك عليها..ارجوك سيبو..
فاخذ مني بهاء الستيان واخفاه في مكان آخر بسرعة ..
حتى بعد ان ضغطت عليه كثيرا واخبرته بانني صديقه ويستطيع ان يفتح لي قلبه وانني بئر اسراره لكنني فشلت في انتزاع السبب وراء وجود هذه القطعه في دولابه!!!
ففكرت في بالي بأن بهاء ربما بسبب خجله الشديد قد حصل على هذه القطعه من احدى صديقاته التي أخفاها عني!!
فلربما لديه علاقه سريه بفتاة ما .. فبهاء من النوع الخجول جدا ولا يتكلم عن تلك الاشياء بسهولة
فهو موضوع حساس جدا بالنسبه له.. وعليه فقد اقنعت نفسي انا.. بأنه حصل على تلك القطعه من صديقته السرية..
وربما يقوم بالعادة السريه ممسكا بهذا الستيان ويشم رائحه تلك الفتاه فيها كما يفعل اغلب الشباب في هذا الوقت ..
أنا في وقتها لم اهتم للموضوع كثيرا .. ونسيته بمرور الأيام..
أما أنا .. احببت فتاة في المنطقه تدعى ريم ..
كان ذلك .. حب غير ناضج .. ذلك الحب الذي يمر به جميع اقراني .. ولا تنتهي غالبا تلك القصة على خير !
بسبب زواج ريم المبكر من ابن عمها المتمكن الذي عاد حديثا من الخليج ..أُصبت بصدمه في وقتها
وشعرت بالحزن الشديد.. وفي وقتها وقف معي بهاء موقفا ايجابياً.. لكي أتجاوز تلك الأزمة بسلام..
لكنه أعلن عن موقفه من النساء صراحةً.. فكان دائما يقول لي.. لا تتوقع الوفاء من النساء فهن دائما يفعلن هذا بالرجال!
فكنت اشعر ان لديه حقد على الجنس الناعم وكنت اعزو ذلك الى كونه قد يكون مصاب بعقده تجاه النساء ويخاف من ان يحتك بهن!
مرت علي تلك التجربة مع ريم مرور الكرام .. ولم اتذكرها فيما بعد.. وصرت اضحك عليها الآن.. لكونها تجربه غير ناضجة وقد يمر بها كل انسان في تلك المرحلة من حياته..
بعد اشهر طويلة من المذاكرة.. وأدائنا للأمتحانات الوزارية.. استطعنا أن نحصل مجموع جيد ولكن للأسف كل منا سوف يكون طريقه مستقبله بأتجاه مختلف…
مجموع درجاتي كان يسمح لي بالقبول في كلية الآداب..
أما درجات بهاء أهلته لدخول كلية القانون! لحسن الحظ أن كلانا سوف يدخل نفس الجامعة..
تلك الجامعة كانت في محافظه اخرى.. ولهذا كان علينا التسجيل في شؤون الطلبة للحصول على السكن الداخلي ..
عندما علمت ام بهاء بذلك .. قلقت بشده وجاءت خصيصا للبيت وقد احضرت معها الكثير من الهدايا !!
وبعد أن سلمت على والدتي .. قالت لي انها تعرف ان ابنها سيكون بأمان ان كان معي لذلك اوصتني به كثيرا وارادت أن نسكن سويه ..لأنها لا تثق الا بي!
كما أعلنت أنها لا تريد ان يسكن أبنها في السكن الداخلي المشترك للطلاب.. وأعلنت عن أستعدادها لأستئجار سكن صغير لأبنها..
وقد طلبت مني أن أسكن معه.. بدون مقابل.. وترجتني ان أوافق.. كي لا يبقى بهاء لوحده
فهي تعرف ان بهاء شخص مسالم وبسيط وقد يتعرض للاذى من الاخرين وان وجودي معه ضمان له ويشعره بالأمان
وافقت .. بعد ان وافق اهلي كذلك.. فنحن لم نكن مستعدين ماديا لتحمل تكاليف أضافية.. نحن في غنى عنها..
بعد موافقتي.. ظلت أم بهاء تمتدح بنا كثيرا وقالت .. انها لولانا لكانت قد ارتحلت الى منطقة اخرى كما فعلوا في السابق !!
عرفت عندها فقط سبب انتقالهم الى منطقتنا بعد سنين طويلة.. اذ لم اكن اجرا على السؤال لمعرفة السبب !
وقد أتضح ان عائلة بهاء ضاقت ذرعا بأهالي منطقتهم السابقة الذين كان اولادهم يتنمرون عليه دوما.. مما أحزنهم واذاهم.. فهم يرون بكاء بهاء كل يوم.. بسبب المعاملة التي يتلقاها!
أخبرتني السيدة حنان .. أنها لطالما أعتبرتني أخا له.. وبأنني سوف اكون له دوما اخا وعونا وصديقا
وهي سعيدة جدا أننا سوف نكمل مشوار حياتنا لبناء مستقبلنا سويا وانها تفتخر بهذا الشيء
وهكذا…
دخلنا انا وبهاء مرحلة جديدة من حياتنا والتي تعتبر اجمل فتره في حياة الانسان .. الحياة الجامعية..
وكنت أؤمن بأن هذه فرصة العمر لبهاء لكي يطلق الطاقه المخزونه في داخله ويتحرر من عقدته تجاه النساء..
كنت أعتقد انه سوف يحتك في كليته بأكبر قدر ممكن من الفتيات الجميلات ومن مختلف الاماكن والمحافظات..
فهنا في الجامعة.. تعتبر فرصة حقيقية له لكي يبني علاقه مع فتاة او ربما يجد حب حياته ..
بهاء كان يحاول ان يبين لي ولكن بشكل غير مباشر أنه من النوع الذي يفضل أن يحافظ على نفسه من اجل صاحبة النصيب!!
في اول أيام الجامعة..
كنا فرحين جدا بالأجواء الجامعية ونحن نتعرف على اشخاص جدد.. ونقوم بنشاطات جديدة مختلفة..
رغم ان كل منا يذهب لكلية مختلفة.. لكن احيانا نلتقي في منتصف اليوم.. عند الكافتيريا الكبرى المخصصة لطلبة الجامعة.
لكن.. كنا نفضل ان نؤجل حكايات اليوم ومغامراتنا الجديدة.. والاحداث المهمة الى المساء..حين نجتمع في سكننا المشترك..
الذي كان عبارة عن صالة وغرفة منام صغيرة مشتركة بسريرين في كل جهة.. مع خزانة ملابس لكل منا .. ويوجد ملحق صغير نستخدمه كمطبخ.. بالأضافة للصحيات..
حين نعود في المساء لسكننا الذي يشبه الشقة الصغيرة.. كان كل منا يرتب محاضراته التي اخذها في ذلك اليوم …
وكل منا يذاكر واجباته.. وقمنا ايضا بتوزيع مهام الشقة بالتساوي..
أيام محددة اعد فيها أنا الطعام.. واغسل الصحون وانظف الغرفة.. وهو يقوم بذلك ايضا في ايام اخرى..
وبعد ان ننهي التزاماتنا وننهي العشاء بسيط .. نتداول فيما بيننا اهم الاحداث التي جرت لكل منا في ذلك اليوم
وبعد مرور شهر على وجودنا في الجامعة .. لاحظت ان بهاء لم يكن يتكلم للآن عن الفتيات!!
فالفتيات كن من اولويات اهتماماتنا نحن الشباب.. كثرتهن.. وطبيعة القرب منهن بسبب الأجواء الدراسية.. كانت تعطينا الفرصة للتعرف على عدد جيد منهن..
بدوري انا تعرفت على مجموعة جيدة من الفتيات في كليتي.. وكن صديقات جيدات.. وليس بالضرورة ان تكون علاقة جنسية..
ولكن المهم.. ان تتعرف بشكل افضل على الجنس الآخر.. وتحاول ان تفهمهن وتفهم كيف يفكرن.. وربما بعد فترة ستعجب بأحداهن..او تقع في حبها..
أما بهاء.. لغاية الآن.. لم يأتي على ذكر فتاة واحدة!! حتى وان سألته عن طبيعة الفتيات الموجودة في فصله وكليته.. كان يعطيني جوابا عاما لا تفاصيل فيه..
مثلا( بنات كويسه.. بنات جمال.. بنات مثقفة..بنات ناس.. ) لم يكن يحدد ولو فتاة واحدة قد استحوذت على انتباهه!!
والأدهى من كل ذلك.. كان دائما يتكلم عن أعجابه بشخصية المحاضر أو الاستاذ الذي يعطيهم الدروس !!
فكان يخبرني بأنه يطمح ليكون بمستوى شخصيته وكان يمتدح ذكائه كثيرا! ولم يغفل عن مديح اناقته .. فكان يقص لي فقط الاحداث التي تتعلق بدراسته.. وطبيعة المنهاج الذي يدرسه!
لقد شعرت باليأس.. من بهاء.. كنت اعتقد ان عقدته ستنفك عند دخوله الأجواء الجامعية..
ولكني أقنعت نفسي مرة أخرى بأننا لا زلنا في السنه الاولى وقد يجد بهاء في الوقت المناسب تلك الفتاه التي تخرجه من ذلك البئر!
اما ما حدث في الايام التاليه فكان الصدمه الاكبر في حياتي !!
في تلك اللحظات فقط .. خرجت من أطار الصديق دون وعي مني ودون ارادتي !!
في ذلك اليوم عدت للشقه مبكرا .. ولم اعرف ان بهاء لم يذهب لكليته هذا اليوم أساساً..
وعندما دخلت الى الصاله لم يسمعني بهاء ولم يشعر بدخولي .. وما أن فتحت باب غرفه النوم.. صدمت بما رأيت …
رأيت بهاء عاريا تماما يقف امام المرآه يلتف حول نفسه يتفحص جسده !!
لكن المشكلة لم تكن تلك.. فقد يرى بعضنا اصدقائه وهم عراة صدفةً.. ويمر الموقف بشكل مضحك..
لكن..لكن.. كان بهاء.. يقف بجسمه العاري.. الشديد البياض والنعومة.. وبوضع يشبه وقفة الإناث..قد أثارني لأول مرة!!!
طوال صداقتي معه.. لم افكر ابدا بشكل منحرف تجاه بهاء.. لكن الصورة التي رأيتها أمامي أثارتني بشكل غريب رغما عني..
وسببت لي أنتصابا لا أرادياً..
انتبه بهاء لوجودي.. وارتبك.. وحاول ان يستر اعضاءه وصدره بيديه كما تفعل البنات!!!!
بهاء مذعوراً: أحمد…!!!!