لست شاذًّا – الحلقة الثّانية

 رأيت بهاء يجفل وهو يحاول ان يداري جسده يائسا بيديه.. شاحبا ..خائفا.. محرجا..

 هو لم يفعل شيء خطأ.. كثير منا يقفون عراة امام مرآتهم أحيانا.. لكن..أظنه شعر بالخوف بسبب نظرتي انا له!

 لقد فتحت انا عيوني على اتساعها.. بسبب ما رأيته من منظر مذهل لم اتوقع ان اراه ابدا.. وفي من!! في اقرب شخص لي!

 كان علي انا .. ان اتصرف بشكل طبيعي .. كما يفعل الناس.. فعدت خطوة للوراء واغلقت الباب بيدي..

 انا: .. انا… انا آسف يا بهاء.. ماكنتش فاكر انك هنا جوا.. كنت فاكرك لسه في الجامعة!!

 

 لم يجبني بهاء.. اظنه مازال مرتبكا.. لكني سمعت خلف الباب الضجة التي افتعلها وهو يفتح ابواب الخزانة الخشبية.. بالتأكيد ليضع على جسمه ما يستره !!

 عدت باتجاه المطبخ.. اترك مساحة خصوصية اكبر لبهاء .. ليتخلص من احراجه بسببي وليرتدي ملابسه بحرية!

 لكن.. لكن منظره وهو عار.. قد ألتصق في مخيلتي..يسرح امام انظاري اينما اوجها..

 فقلت نفسي.. كلا.. ليس من المعقول ان اكون انا من يثيره صاحبه!! قضيبي كان فيه انتصاب تحت البنطلون.. لو كان حرا.. لصار انتصابا كاملا..!

 شغلت نفسي باعداد الشاي في المطبخ.. احاول طرد تلك الخيالات المنحرفة من عقلي..

 بعد ان اتممت اعداد الشاي اخذت معي قدحا لبهاء وانا في طريقي مرة اخرى للغرفة..

 دخلت.. ووجدت بهاء.. قد ارتدى ثيابه.. وكان يتهرب من النظر لي بشكل مباشر.. ويجلس على مرتبته يمسك كتابا يذاكر فيه..

 كلمته بشكل طبيعي في احواله لتجاوز الموقف الذي حصل.. باعتباره موقفا عاديا يمكن ان يقع بين الاصدقاء.. ولا يشغلون بالهم به

 

 انا: .. عملتلك احلا كاسة شاي تستاهل بقك.. خود…

 بهاء: .. شكرا..

 انا: انا كل مرة بحط معلقتين.. زي مانته بتحبه.. مش كده ولا انت غيرت النظام..

 ابتسم بهاء: لا.. صحيح.. انا لسه متعود اشربه بمعلقتين سكر..

 انا: ها.. اخبار الجامعة والمذاكرة معاك ايه..؟ واخبار المزز الي في كليتك.. ايه؟؟ طمني.. كولو تمام!!؟؟

 بهاء: اه تمام.. ماشي.. !

 انا: ايه ده؟؟؟ بقولك اخبار المزز ايه.. بتقولي ماشي..؟ هي مافيش مزز خالص في الكلية بتاعتك ولا ايه..

 بهاء: واللهي على حسب ذوقك.. ممكن انا شايفهم مش مزز قوي يعني.. وممكن غيري يشوفهم اجمد مزز في الجامعة..

 انا: تصدق كلامك صح يا صاحبي. طب.. وانت.. لسه ما شفتش وحدة مزة جامدة في نظرك .. حركت القلب المحجر الي جواك ده..؟

 بهاء: محجر؟! مش مسألة محجر.. يا احمد.. بس.. بس انا مش فاضي للكلام ده.. انا جاي هنا عشان مستقبلي ومش بحب اضيع وقتي في الكلام ده..

 انا: طيب..خلاص خلاص.. انا حفظت الهري الي انت بتقوله ده كل مرة بسألك فيها..

 ماشي يا عم.. اسيبك تذاكر.. واروح اشوف انا مصالحي بقى

 بهاء: على فين العزم انش****؟؟

 انا: رايح اضيع وقتي المهم مع الشلة بتاعتي.. نغير جو.. نضربلنا حجرين يروق نفوخنا.. ونلعبلنا عشرتين طولة واحنا بنتفرق على ماتش ليفربول المنتظر..

 بهاء: بجد.. مانته لسه راجع من بره.. طب.. امته هتذاكر بس؟

 انا: ما انا سبتلك المذاكرة يا صحبي.. مش كفاية واحد مننا عليها ..ههههه

 بهاء: بايخة على فكرة!

 انا: سلاااام يا صاحبي

 

 فخرجت من الغرفة مع استمرار تذمر بهاء بسبب تصرفاتي التي تشبه تصرف اغلب الشباب امثالي من لا مبالاة واهمال وصرمحة.

 

 استمرت الاحوال كما هي في السنة الدراسية.. الروتين اليومي المعتاد.. بالطبع كنت احاول تجنب النظر لبهاء.. سوى بنظرة صداقة..

 لكن.. احيانا بهاء .. يتصرف على سجيته وينسى نفسه.. فألاحظ ميوعته دون ان يقصد هو فعلها..

 كما لاحظت استمراره بالمحافظة على نقاء وصفاء بشرته..

 كنت اخجل ان اسأله ان كان ذلك طبيعي فيه.. ام انه يعتني بجسده بشكل مبالغ!

 احيانا يرتدي اشياء فضفاضة.. وعندما يرفع يديه يداعب شعره كالفتيات.. كنت ارى لمعان أبطيه.. !

 المنظر كان يثيرني قليلا.. لم ارى نعومة ولا صفاء تلك المنطقة الا عند الممثلات والنجمات.. هل عمل بهاء لنفسه ليزر؟؟ ومتى؟ ام انه خالٍ من الشعر تماما بشكل طبيعي؟؟

 ومع ذلك كنت ابعد عن رأسي اي تفكير قد يتجاوز حدود الصداقة حتى قي خيالاتي كنت امنع نفسي من التفكير ابعد من الحدود

 

 ثم حصل شيء .. غير حياتي انا شخصيا.. وقد يقلبها 180 درجة..!

 

 تعرفت الى فتاة في الجامعة.. في جروب مرحلتي الدراسية.. اسمها رشا.. رشا جميلة وناعمة وقصيرة بعض الشيء لكنها فتاة ذات ملامح انثوية واضحة جدا..

 اعجبت بها جدا.. ومع الايام بدأت اشعر بعاطفة قوية نحوها.. وصرت ابني احلامي اعتمادا على وجود رشا في حياتي..

 كنت اتمناها ان تكون زوجتي بعد التخرج .. ولهذا قررت ان اصارحها بحبي..!

 رشا كانت مميزة جدا.. بكل شيء.. ليست جميلة وحسب.. بل وهي اذكى فتاة في الجروب والاعلا درجات..

 كما انها من عائلة متمكنة ماديا.. فوالدها مدير شركة تجارية معروفة. رشا كانت محط اعجاب العشرات من الشباب .. وهدف يتمنون تحقيقه..

 كنت اشعر بضعف موقفي مع كل هذا التنافس الواضح الشديد عليها من قبل كل اقراني في المرحلة..

 كنت أحدث بهاء عنها في كل احاديثنا اليومية.. واريته صورتها التي اخذتها لها بالهاتف بصورة جماعية..

 واخبرته كم هي جميلة وكم انا معجب بها وبدأت احبها..

 اخبرته عنها كل شيء.. تقريبا.. وبهاء لم يعترض على مشاعري تجاهها لكنه كان ينصحني بالتريث وعدم الاستعجال..

 لكن القلب ومايريد.. خاصة اني لاحظت منها تصرفات تميزني عن باقي الزملاء وشعرت بأعجاب متبادل من طرفها..

 فأنا شاب طويل وبنيتي الجسمانية قوية.. ومظهري حسن جدا.. ووسيم.. لما لا .. اكيد سألفت انتباهها واعجابها..!

 في هذا العمر يكون الشاب منا متخبطا في مشاعره وطائشا.. لا يفكر بنتائج افعاله ولا بتبعات قراراته.. هو يفكر في اللحظة فقط

 فقررت ان اصارحها بحبي.. وليكن ما يكن.. وفعلا.. كان افضل قرار اتخذته في حياتي.. رشا.. بادلتني نفس الاحساس.. ولقد لاحظت ذلك من تصرفاتها معي وتمييزي عن الآخرين..

 

 انا: يا رشا.. احنا صحيح زملا بقالنا مدة قصيرة.. بس بصراحة مش قادر ابطل تفكير فيكي.. عشان .. انا بصراحة بحبك.. ايوا يا رشا.. حقيقي بحبك!

 

 في البداية احمرت خدود رشا من الخجل والإحراج .. وصارت تبتسم.. ولا ترد علي بسرعة.. لكنها بعد ان انتظرت منها الرد قالت لي بخجل

 رشا: بص يا احمد .. هو انت شاب كويس و.. وسيم ..و مانكرش اني كمان معجبة بيك.. وانا.. كمان حابة ادي فرصة للمشاعر الي بيننا.. ونشوف اذا كنا نقدر نكبرها سوا مع بعض في مشوارنا..

 

 رغم ان رشا لم تعلن حبها لي صراحة.. لكنني طرت من الفرح بسبب جوابها الإيجابي هذا.. فهذا يعني أنها موافقة ضمنيا..

 فرحتُ جدا .. ولم تكن الدنيا تسعني من الفرحة.. وانا انال اول شيء تمنيته في حياتي من كل قلبي

 لم اكن اريد غير رشا .. لتكون حبيبتي.. لم افكر في اي خطوة بعدها.. ولا في المستقبل

 المهم اننا سندخل في علاقة حب والغرض منها شريف بالتأكيد

 

 في اليوم الأول من بعد مصارحتي لرشا..عندما عدت للبيت .. رآني بهاء فرحا جدا ..

 فلقد دخلت للبيت وانا اصيح بفرح غامر ..

 انا: باركلي.. باركي.. يا بهااااء.. انا فرحان قوي..

 

 وقف بهاء امامي مبتسما.. لا يعرف ماهو سبب فرحتي..

 فحضنته بقوه وأنا أرفعه على صدري.. ممازحا وسعيدا..

 وهو يضحك بشكل مستمر.. فرح لفرحتي دون ان يعرف سببها..

 كنت استطيع حمله بسهولة.. فبهاء ناعم ورشيق وخفيف الوزن..

 وبعد أن انزلته عني ..

 قال بهاء: الف مبرووووك.. يا احمد.. بس على ايه فهمني ؟

 انا: رشا.. رشا وافقت خلاص..

 بهاء: وافقت؟! على ايه ..؟؟

 انا: وافقت انها تكون حبيبتي خلاص!! انا قلتلها على كل حاجة.. وهي وافقت!! انا بجد فرحان قوي..

 

 صمت بهاء قليلا..ثم تكلم

 بهاء: ها.. مبروك.. مبروك يا احمد!

 

 لاحظت علامات الانزعاج الواضحة على وجهه ورد فعله لم يكن سلبيا جدا.. لكني لاحظت فتوره

 هو لم يرد ان يضيع علي فرحتي.. فجاملني بابتسامة باهته وخف حماسه..

 ولكن بعد قليل.. لم اشعر بفرحتي الحقيقيه لما حققته مع رشا بسبب رد فعل بهاء !!

 

 انا: مالك يا بهاء ؟؟ فيه اي بس.. انت مش فرحان لصاحبك انتيمك؟؟ مش فرحان اني شقطت أجمد مزة في الكلية.. وانتمت معاها ؟؟

 بهاء: لا.. طبعا فرحان.. بس.. بس..

 انا: انت هتبسبس ياخويا.. ماتتكلم يا بهاء.. انت بتعرف عنها حاجة انا مش عارفها؟؟هو فيه ايه بس؟؟ فهمني؟

 بهاء: بصراحة انا خايف عليك يا صحبي.. رشا بنت جميله جدا وهي محط انظار كل الشباب الي معاكو..ويمكن ..

 صمت بهاء قليلا ثم اكمل

 بهاء: ماتزعلش من كلامي.. بس يمكن الحظ وقف معاك يا صحبي .. عشان انت كنت الشاب الي سبق الكل .. وتجرأ وتقدم بحبه ليها..

 ويمكن هي كمان نفسها حبت تديلك فرصه من بين كل الشبان التانيين.. الي يمكن.. ولا مؤاخذة في الي هقوله.. يمكن يكونوا احسن منك بالمستوى..اقصد من الناحية المادية يا احمد.. ما تفهمنيش غلط..

 

 عاتبته كثيرا على كلامه وقلت له

 انا: لا يا بهاء.. رشا تحبني.. اه بتحبني وعشان كده ادتني فرصه اثبتلها حبي.. ولولا انها ماحبتنيش من الأساس.. كان المفروض انها تقولي ده صراحه..

 

 بهاء مازال غير مقتنع ..

 لكني واصلت حديثي ادافع فيه بقوة عن موقف رشا

 انا: يمكن هي عندها شعور بسيط يخليها ما تحسش بالامان معاي الا لما تتأكد من حبي والايام تثبته ليها.. مافيهاش حاجة يعني…

 بهاء: ويمكن .. يا صاحبي هي قبلت تديك فرصة عشان انت الوحيد المناسب ليها في الوقت حالا.. ويمكن لما تجيلها فرصة احسن.. تغير موقفها !!

 

 اصبت بإحباط وغضب وزعل شديد على بهاء بسبب كلامه الأخير الذي قاله..

 بهاء اعتذر مني بعد ذلك بشدة لكنه قال لي

 بهاء: انا بس خايف عليك يا احمد ..صدقني..خايف من المستقبل عليك.. خايف لا تتجرح وتتأثر يا احمد..

 وانت لسه شاب والمستقبل قدامك.. ويمكن احنا ياما لسه هنشوف حاجات كثيرة فيها حلوة ومرة..

 انا: ياااه.. ده الي يسمعك يقول انك عجزت بدي .. انت جايب الخبرة دي في الحياة منين.. ؟

 

 بهاء: من الي بقراه في كتب كثير تلخص تكارب ناس كثير مروا في حياتهم بازمات ونكبان وشافوا حاجات كثير..

 بص يا احمد علاقه حب في العمر ده في الوقت القصير ده.. صعب جدا انها تنجح في المستقبل.. نادر جدا.. وعشان كده انا خايف عليك

 انا: طب انت بتقولي الكلام ده ليه؟؟

 بهاء: عشان هي ماردتش عليك بكلمة أحبك.. زي ما نته سمعتها.. هي ردت عليك انها هتدي فرصة.. والفرصة يا احمد.. 50% منها نسبة فشل!!

 انا بعناد: و50% نجاح بردو !!

 

 سكتُ وبقيت في حالة زعل من بهاء.. لم يعجبني كلامه.. لأنني بنيت احلاما كثيرة على هذه العلاقة..

 وتصورت ان رشا ستكون زوجتي في يوم من الايام.. ولا اريد ان احطم هذا الحلم قبل ان يكتمل تخيله فقط..

 

 مرت الأيام الايام والكل صار يعرف ان رشا الأنتيم الخاص بي..

 الكل صار يعرف ان رشا حبيبتي انا.. فكنا نتمشى في اروقه الكلية دائما مع بعض ونمسك يدينا مع بعض دون خجل .. وامام الجميع وحتى أمام مرأى الأساتذة

 كنت اعيش اياما جميلة جدا مع رشا .. وكنت سعيد جدا ولم اخطط لأي شيء آخر له علاقة بالمستقبل..!

 لم افكر بالأمور الماديه ولا من الناحيه الفعلية لكي اجعل ارتباطي برشا رسميا..

 ولكن كنت في الواقع أُطمأن نفسي بأنه مايزال أمامنا ثلاث سنوات قادمة.. ولأتركها للأقدار..

 

 لكن الأيام تمضي.. والسنة على وشك الانتهاء .. وعلاقتي مع رشا اصبحت اقوى نوعا ما ..ولكني فعلا لاحظت مع مرور الوقت ان رشا لم تقل لي ولا مرة كلمة أحبك !

 حتى حين أكرر عليها متعمدا عبارات الحب .. واني اشتاق لها كانت تجيبني بانها ايضا تشتاق لي.. لكنها لم تجبني بكلمه احبك لحد الان !!

 فكنت أخدع نفسي واقول بان رشا تحبني لكنها تخجل من قول ذلك

 كنت لا اريد سواها من العالم.. وكنت اتباهى بحبي لها وكنت ايضا لا اتوانى عن بذل كل شيء لأجلها

 فكنت ايضا ساعدها في الدروس واعد لها المحاضرات واقوم لها ببعض المشاوير.. فكنت افعل كل شيء فقط لأرضيها وان تكون مرتاحة

 وصل الأمر بي لدرجه انها تتصل بي احيانا في اوقات متأخرة فقط لكي اقضي لها بعض الحاجيات الخاصة بها في الكلية

 فكنت اخرج ليلا ابحث لها عن الشيء الذي تريده سواء من كتب او مصادر او اي شيء تحتاجه لكي أهيئه لها واعطيه لها في اليوم التالي في الكليه ع

 كنت اظن ان كل شيء يسير على ما يرام وكنت فرح جدا وفي البيت اشغل طوال الوقت انغام الحب من اغاني العندليب

 وكنت اضع صورها محفظتي وفي قلبي وعلى جدران غرفتي..

 

 ولكن …….

 حدث ما لم يكن في الحسبان ..

 كان هناك شاب في المرحلة الرابعه من الكليه وعلى وشك التخرج .. يدعى وسيم !

 وسيم اسم على مسمى فهو شديد الوسامه يشبه الممثلين الاتراك كمهند المعروف وكان طويلا ايضا وذو بنيه ممتازه وابيض البشره ذو لحية شقراء

 وكان ذو حاله ماديه ممتازه جدا فوالده يعمل في المجال السياسي وكما هو المعروف ان السياسين يصبحون فجأه اثرياء بعد ان يدخلوا هذا السلك !!

 فكان يأتي للكليه بسيارته الفارهه ويرتدي ارقى الثياب ويضع اغلى العطور.. واظنه كان يلاحظ وجودي الدائم مع رشا ..

 وربما اعجبته رشا ولم اكن اتوقع ذلك.. لكني عرفت هذا لاحقا من صديقات رشا اللاتي هن زميلاتي.. وكانت رشا تحكي لهن اسرارها..

 تقرب وسيم من رشا دون علمي وصارحها بحبه وسألها ما الذي يعجبها في انا..؟

 وقال لها بأنني شاب عادي جدا وان هنالك 1000 شخص يتمناها ويتمنى ان يقبل التراب الذي تحت قدميها ؟؟

 وسيم: انتي جرى لعقلك حاجة؟؟ ايه الي عاجبك في احمد؟؟

 رشا: ها.. لا ..احمد شاب كويس..ولطيف..حرام اتكلم وحش عنه..

 وسيم: فكري بعقلك..انا كلها كام شهر واتخرج.. وبابا عاوز الفرحة تبقى اثنين.. التخرج والجواز! وانا جاهز من كله.. الشقة والعربية والسيغة وكل حاجة.. ناقص العروسة بس.. وانتي الي انا اخترتها.. قلتي ايه بفى ؟

 

 رشا تشعر بخجل وتفرح بنفس الوقت..

 رشا: بس.. انا مش عايزة اتجوز الا بعد ما اتخرج!

 وسيم: ولا يهمك..احنا نعمل خطوبة وكتب كتاب.. وانا مستعد استناك لحد ما تخلصي..وتتخرجي..قلتي ايه؟؟

 اسمعي كلامي بعقلك.. عشان احمد.. حالته المادية على قده.. ولازم تستنيه لحد مايتخرج.. وحلني بقى في وقتها !.. هيحتاج كااام سنة عقبال ما يلاقي وظيفة ويحوش كم مليم من مرتبه لو قدر.. ويدور على شقة بالتقسيط على قد مرتبه..وموت يا حمار!!

 

 رشا لم توافق مباشرة.. لكنها اعطته موافقة ضمنية..

 وسيم إستطاع ان يقنعها بانني لست الشخص المناسب لها وانه هو الاجدر بها واعلن له حبه واستعداده بان يثبت لها ذلك

 خاصه انه على وشك التخرج وان اهله قد جهزوا له كل شيء ليتزوج ولا ينقصه سوى الفتاه المناسبه

 بدى كلام وسيم لرشا مقنعا جدا لكن رشا لم تجد العذر المناسب لتفسخ علاقتها بي !

 

 في الفتره الاخيرة صارت رشا تبحث عن اي حجة لكي تنهي تلك العلاقه بشكل مهذب !!

 هي لم ترد ان تجرحني بصراحه وتقولها لي في وجهي لا اريدك!

 حاولت رشا في البداية بالطرق التقليديه التي تقوم بها الفتيات عاده مع اي شاب لا يرغبن بالاستمرار معه في العلاقه !

 

 فصارت لا تكلمني كثيرا ولا ترد على رسائلي ولا تجبني بانها مشتاقه لي ايضا ولا تكلفني بالاشياء التي كانت تكلفني بها سابقا من محاضرات وتسوق وغيرها !!

 حتى انا شعرت بابتعادها عني بشكل تدريجي.. لقد لاحظت ذلك بسرعة.. فأنا شاب ذكي كفاية لأفهم ماتقصده

 فقررت مواجهتها وسألتها لماذا تفعلين ذلك ؟؟

 فأجابتني ببرود بأنها قد استعجلت في قرارها وانني ايضا استعجلت في مصارحتي بحبي لها !!! واعترفت انها فعلا كانت معجبه بي لكنها لم تصل الى مرحله الحب !!

 

 عاتبتها بشده ولكنها واجهتني بدهاء.. وتحدتني بانها لم تقل لي كلمه احبك واحده طوال علاقتنا مع بعضنا !؟؟

 فذهلت عندما سمعتها تقول هذا وسكت فليس لدي حجة ضدها..فأنا فعلا لم أسمعها تقول لي كلمة أحبك واحدة!!

 ثم قالت لي ايضا كمحاولة منها لتضميد جراحي.. بأنني سأجد الفتاه المناسبة لي مع مرور الوقت !!

 وبأننا لازلنا شبابا ولا زلنا صغارا والحياة مليئة بالأشخاص الذين سنقابلهم ونتعرف عليهم..

 

 شعرت من كلامها بأن هناك شخص آخر في الموضوع.. لكنها اخفت ذلك عني..

 طبعا.. بعد مدة قصيرة بسبب صداقتي مع بنات الجروب.. اللاتي هن صديقاتها أيضا.. أستطعت ان اعرف منهن بوجود وسيم.. وكل ماحدث معه خلف ظهري..

 فغضبت جدا.. وصار الدم يغلي في عروقي.. وذهبت لرشا اواجهها مرة اخرى

 

 فقلت لها

 

 انا: انت ازاي تكذبي عليا وتخبي عني.. ازاي يطاوعك قلبك.. وتخونيني؟؟ هانت عليكي العشرة؟؟

 

 رشا غضبت لكلامي.. وخرجت عن النمط المهذب فقالت لي بكلام قاسي: انا حره !!وانت مش سي السيد يا احمد.. ومش ماسك روحي في اديك..

 انت مجرد شاب.. وانا تعرفت عليه وقضيت معاه كم يوم حلو في الكلية.. وهتكون مجرد ذكرى على الهامش وممكن هنسى الذكرى دي خالص بعد مدة.. ومش هيبقالك اي وجود في حياتي..!!!

 

 امتلأت بالغضب وانا اجيبها: انتي.. انتي ازاي تكوني كده؟؟ انت ماعندكيش قلب.. انت فعلا خاينة.. انا مش مصدق الي بسمعه.. يا خاينة.. الخيانة دْيٓن.. يا رشا.. وهتدفعيه في يوم من الايام.. وهتشوفي..هتشوفي ازاي هتتخاني.. زي ما خنتيني..

 

 رشا غضبت جدا وكشفت عن وجهها الحقيقي وتعاملت معي بخبث وباسلوب سوقي رخيص

 رشا: اوعى تكون فاكر ان وحدة غيري كانت هتعبرك.. إحمد **** اني اديتك وش.. وبلاش تخليني اقول كل الي جوايا..وياريت..ياريت يا احمد تبعد.. وماتورنيش وشك تاني.. وابقى دورلك على وحدة من مقامك.. وتليق بيك .. ده.. ده اذا لقيت وحدة اساسا ترضى بيك !!

 

 غادرت رشا وانا متألم ومجروح بسبب اهانتها لحبي وكرامتي ومن اسلوبها القذر.. واشتعلت النار في قلبي.. وتحول الحب في داخلي الى غضب عارم ورغبة بالانتقام بأي شكل..

 

 وفعلا.. حاولت في الايام الاولى ان لا يبدو علي التأثر بتركها لي.. وصرت ابحث عن اي فتاة في الكلية لأكوّن معها ولو صداقة.. لكي اكسر كلام رشا لي واثبت لها اني استطيع ان اجد البديل عنها وبسرعة..

 

 لكني لم اجد فتاه اخرى متاحة في الكليه .. فالسنة شارفت على الانتهاء واغلب البنات قد ارتبطن بصديق او زميل معهن..

 

 خاصة بعد ان عرف الجميع انني كنت على علاقة برشا.. واي فتاة ستتجنب الدخول في علاقة مع شخص منفصل حديثا عن حبيبته..

 اسباب كثيرة تبعد الفتيات عني.. بعضهن يخافن.. ربما يعتقدن انني انا من خنت رشا.. وبالتالي.. لن يقدرن ان يثقن بي فقد يتعرضن لنفس المصير !!

 كلام رشا بقي في دماغي يحفر في جمجمتي واشتعل غضبا وحقدا واشعر بالعجز وانا اتذكرها حين قالت لي انها تتحداني ان اجد اي فتاه اخرى في الكليه ترضى بي ؟؟!!

 كلامها هذا كان جارحاً جدا

 وفعلا لم احقق هدفي بالانتقام لأني ببساطة لم اجد فتاة متاحة.. وان كانت متاحة..فانها رفضتني ببسبب علاقتي السابقة برشا..

 كما انه صعب ان اجد فتاة أقنعها ان تساعدني في مشروعي للانتقام.. فأخبرها أننا فقط سوف ننشئ علاقه نكاية برشا بعد ما قالته لي !!!

 شعرت بالياس حقا وشعرت ان رشا تنتصر علي في تحديها وتنامت في داخلي رغبه كبيره من اجل الانتقام مع العجز التام ..

 لااعرف ما افعل في وقتها كنت اتعذب حرفيا واشعر بالظلم..

 ولكن بهاء في البيت كان يقف معي موقفا مشرفا وكان يهون علي.. فهو لم يلمني على الذي حصل ولم يعاتبني بانه سبق وقد حذرني من رشا..

 ولكنه كان يهون علي ويواسيني ويقول لي بانني سوف أجد الفتاه الافضل منها والانسب لي

 كان يقول لي بانني سوف انساها وان الحياه لا زالت امامي طويله والفرص كثيره ..

 لكني لم اكن اقتنع بكل هذا الكلام.. فبعد مده قصيره سمعت ان رشا دعت كل الحضور من مرحلتها من اجل حفلة خطبتها في الفيلا الفارهة التي يملكها والد وسيم المعروف ..

 

 ولقد كنت انا ايضا من ضمن المدعوين للحفل !!!!

 فشعرت فعلا ان رشا توغل في جروحي وتزيد أيلاماً لها بدعوتها تلك لكي تثبت لي انني شاب فاشل وخاسر بدونها.. وانني تافه ولم اجد أي فتاة تقبل بي!!

 كنت اتالم حرفيا وأعاني.. كيف سأذهب للحفل؟؟ هل تريد ان تراني وحيدا..بلا حبيبة.. هل تريد ان ترى انكساري امامها وتسمح لوسيم بوضع دبلة الخطوبة في يدها امامي وانا في حالة هزيمة وخسران ؟؟؟

 لشدة يأسي بحثت عن اي فتاه فقط لترافقني في الحفل مقابل مبلغ مادي .. ولكني قلت ان تلك خطه فاشله اذا أنكشف الموضوع لاحقا.. سيكون انتقامي أيضاً فاشلا ! وسيرتد علي الصاع صاعين !

 لذلك كان علي فعلا ان اجد فتاه تقبل بي صديقا لها وتتصرف على هذا الأساس وتبقى ترافقني الى أن احقق انتقامي..

 شرحت الموضوع لبهاء الذي تعاطف معي حقا ولكنه قال لي انه لا يستطيع ان يساعدني بهذا الامر.. ونصحني بعدم الذهاب للحفل ونسيان الموضوع..والانتباه لمستقبلي..

 

 ولكني حين كنت اجلس في غرفتي بمفردي.. أتذكر المشهد حين رايت بهاء عاريا !! وتذكرت كل تفاصيل جسمه ونعومته !!

 فاخذت احدى صوره وادخلتها في برنامج فوتوشوب الذي يحول الرجل الى انثى.. وكانت النتيجه صادمه !!!

 لا يمكن تفرقة بهاء عن أي أنثى أخرى ابدا.. بهاء لو وضع بعض المكياج الخفيف .. ولبس ملابس الفتيات فلن يستطيع احد ابدا تميزه عن باقي الفتيات!!!

 خطرت تلك الفكره على بالي.. وكانت فكره جنونيه وجريئة جدا ولكني كنت متردد في طرحها على بهاء !!

 ماذا سأقول له لكي افتح معه الموضوع ! كنت اريد من بهاء ان يساعدني في هذا الموضوع بأي طريقة لتنفيذ انتقامي..

 بالتدريج اخبرت بهاء ان نجاح انتقامي منوط بفتاة تلتزم معي لمدة بسيطة.. ليس شرط ان تحبني..او نقيم علاقة.. فقط تبقى تتظاهر امام رشا بأنها صديقتي..

 فتاة يجب ان تبقى معي دائما كلما احتاجها .. ثم أخبرته بأن الموضوع منوط به هو فقط ليساعدني ويقف معي موقف العمر ؟؟؟

 

 صدمة بهاء كانت كبيرة..

 بهاء: ايوا.. الموضوع واقف عليا انا ليه.. انا دخلي ايه.. انا ماعرفش اي بنات..مانت عارفني يا احمد… ماليش علاقات ولا اعرف اي واحدة..

 انا: ما.. ماهو بصراحة ماينفعش انت تفضل محايد كده.. لازم تقف معايا وبصفي وتعمل حاجة.. لازم تساعدني يا بهاء..!

 بهاء: طب قولي في ايدي ايه انا وهعملو.. مش هتأخر واللهي.. بس ازاي اساعدك؟

 انا بتردد: بص.. انا محتاجلك تقف معايا موقف العمر.. موقف مش هانسهولك ابدا يا بهاء.. بس تفتح دماغك معايا.. وتركز..

 بهاء بتساؤل: انا مركز معاك .. بس هعمل ايه انا.. انا مش فاهم هعمل ايه..؟؟

 انا بخجل: انتَ .. انتَ يا بهاء..!!!

 بهاء: انا..؟ يعني أيه أنا ؟ وليه بردو ؟ لسه مش فاهم؟؟

 

 بلعت ريقي وانا استعد لقول الفكرة المجنونة وانظر لردود فعل بهاء

 انا بأرتباك: انت.. الي هتكون صاحبتي!! قدام رشا بس..!!

 

 ضحك بهاء بشدة غير مصدق ما اقول…

 بهاء: هههههه… انا..؟ طب ازاي.. انا مش فاهم..؟؟ هتقول لرشا اني صاحبتك.. وانا شاب زي زيك ؟؟؟ههههه

 

 انا: ماهو.. ماهو.. ماهو انت مش هتكون شاب!!

 بهاء بخوف: ايه!!! يعني ايه.. تقصد ايه مش هكون شاب؟؟

 

 حاولت ان أكون منطقيا في كلامي وواضحا

 انا: اسمعني بس.. للآخر..ما

 انتَ.. أنتَ هتلبس بنت!!!

 بهاء بغضب: لااااااااااااا.. دانتا اكيد تجننت.. مش معقول الي بتقوله ده.. !!! اكيد مخك اتلحس وجراله حاجة.. مش معقول الي بتقوله .. مستحيل..!!

 

 نهض بكاء من مكانه وتركني مغادرا الغرفة حيث كنا نتحاور.. وهو يردد معه كلاما لم افهمه.. معبرا به عن غضبه ورفضه..

 لقد رفض بهاء ما قلته رفضا قاطعا.. حتى انه لم يسمع مني كامل الفكرة وكيفية تنفيذها..

 

 خجلت ان اعيد فتح الموضوع مرة اخرى مع بهاء .. وبهاء نفسه تجنب ايضا الخوض فيه معي..

 ولكن..بعد ايام.. شعرت بالإحباط واليأس.. وتسلل الحزن لروحي.. ولاحظ بهاء ذلك علي.. وتراجعي كذلك على المستوى الدراسي

 حتى نفسي أنا ايضا لم اعد مهتما بها.. فنمت لحيتي وشكلي صار يشبه المتشردين.. وصرت ادخن واشرب الكحول.. في انكسار واضح

 

 أقترب موعد الحفل .. وانا زدت من شرب الكحول وتدخين السجائر بلا مناسبة..

 شاهدني بهاء اضيع امام عينيه.. ولم يعد ينفع معي اي كلام او نصائح..

 فاجأني دخل علي الغرفة وسألني

 بهاء: يعني انت هتفضل تعمل في نفسك كده لحد أمتى؟؟

 

 لم اجبه.. كنت ادخن مهموما ومتحسرا وتائها في الفشل الذي اعانيه والضياع الذي تهت فيه

 بهاء مرة اخرى: طب.. يعني .. السبب الي هيخليك ترجع تبقى كويس زي زمان .. هو انك تنتقم منها بس؟؟؟

 انا بتذمر: هو انا اقدر انتقم من نملة؟؟ انا فاشل.. فاشل وضايع ومقدرش اعمل اي حاجة..

 بهاء: طب بس جاوبني..جاوبني على سؤالي يا احمد..الي حايشك انك ترجع لحياتك.. هو الانتقام بس؟؟ يعني لو نفذته.. انت هترجع اكيد تهتم بمذاكرتك وحياتك ومستقبلك..؟؟

 

 اثار كلام بهاء استغرابي.. لا اعرف مالذي يريد التلميح اليه..

 لكني قلت له بثقة

 انا: آااااااه.. لو بس انتقم منها الفاجرا.. واشوف في عنيها حسرتها واوريها في عنية حلاوة الانتصار!! يبقى دى هو المنى ومش عايز بعد كده اي حاجة..

 بهاء: ماجاوبتش على سؤالي؟؟ هترجع لحياتك ومذاكرتك بعدها؟؟؟

 انا باستغراب: انت ماسك في الحته دي ليه؟

 بهاء: يا اخي جاوبني بس على سؤالي؟؟؟

 انا بفتور: آاااه.. هرجع لحياتي!!!

 بهاء: وعد؟

 انا باستغراب اكثر: وعد!!!

 بهاء بأصرار: توعدني بجد .. مش كلام وبس؟

 انا: اه واللهي.. بوعدك!! بس هو في ايه؟؟

 بهاء بتردد: يبقى.. يبقى انا موافق!!!

 انا: موافق؟؟

 بهاء: اه..موافق .. انت نسيت فكرتك المهببة الي قلتهالي عشان تنفذ خطتك وتنتقم من رشا..ولا ايه..؟

 

 صدمت وذهلت وفرحت بنفس الوقت بجواب بهاء

 انا: ايه؟؟ بجد؟ بحد موافق؟؟ انا..انا..

 قطعت الكلام وقفزت عليه احضنه من شدة الفرحة.. حتى كاد يختنق وهو يطلب مني ان أهداء..ثم ابعد يدي عنه.. وطلب من اني اكون هادئا اكثر ومتحكما في افعالي لكي نعرف كيف نتصرف

 بهاء: اهدى كده شويه أمال! انا وافقتك.. بس بعد ما شفتك خلاص هتضيع .. ومش نافع معاك اي كلام او نصيحة.. قلت يا واد.. لو كان الي حايش احمد عن حياته ومذاكرته هو انه ينتقم بس.. يبقى ما تساعده في الجنان الي طلبه منك.. وتقف معاه.. لحد ما نخلص من ام الحكاية دي ونرجع لمذاكرتنا وحياتنا بقى!

 انا: انا..انا.. مش عارف اقولك ايه يا صحبي..بجد مشلاقي كلام اقوله.. انت انقذتني فعلا.. بجد انا بشكرك من قلبي

 بهاء يبتسم: شكر ايه بس يا احمد..دحنا خوات..مش بس صحاب..وياما انت وقفت معايا تساندني وتحميني.. واليوم جيه الدور عليا..عشان اقف معاك واساعدك..

 ها.. ايه هو المطلوب مني؟؟

قيّم هذه القصّة

كم نجمة ستعطيها؟

متوسط النتائج 3 / 5. عدد المقيمين 2

كن أوّل من يقيّم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!