لست شاذًّا – الحلقة الثّامنة والأخيرة

 د.فارس يكمل حديثه يبسطه أكثر لكي تستوعبه ام بهاء .. السيدة حنان

 د.فارس: حضرتك .. عارفه أن أي مرض يكون له مستويات .. زي البرد كده! فيه انسان بياخد برد خفيف وبعد كم يوم المرض يعدي بسلام ، وفيه انسان بياخد برد شديد يجبره أنه يقعد في البيت ويبقى سخن ما يتحركش من مكانه !

 اهو المرض النادر الي عند بهاء ابن حضرتك .. للأسف من النوع الشديد جدا ..

 دي حاجة مافيهاش خطورة على حياة ابنك .. بس انا اقصد شكل المرض الي عنده .. قوي جدا ..

 

 السيدة حنان بقلق: طيب يا دكتور .. المهم .. فيه علاج للشكل القوي من مرض ابني !

 يتنفس الدكتور فارس بعمق ثم يقول لها : انا درست حالة ابنك كويس يا ست هانم .. لو كانت حالة ابنك من النوع العادي .. كنا يمكن نقدر نديله هرمونات ذكورية تشد من جسمه وتطلع الشعر في وشه وجسمه .. وممكن تأثر على بُنيته وتخليها ذكورية أكثر ..

 بس المشكلة لازم يفضل طول عمره ياخوذ الهرمونات ديه .. ما عدا طبعا العلاج النفسي المكثف .. الي لازم بهاء يأخذه عشان يقدر يتعود على التغيرات الجديدة اللي هتحصله .. وممكن بعد كم سنة يبطل من الحالة الي هو فيها دي !

 

 بهاء لم يعجبه كلام الطبيب ابدا وعبس بوجهه وصار يضغط على يد أمه .. ليشعرها بخوفه

 السيدة حنان: طيب وايه العمل في حالة ابني يا دكتور ؟

 د.فارس: في حالة إبنك.. للأسف , الهرمونات الذكورية هتأذيه جدا .. وهاتاثر على عضلة القلب.. وما انصحش بكده خالص أبدا..

 السيدة حنان: يا دكتور انا ماحلتيش في الدنيا غير ابني ده .. وماستحملش ابدا لو جراله حاجه ..وانت تعرف مجتمعنا كويس ..

 وانا عاوزة اشوف ابني كويس ومبسوط ومرتاح ومافيهوش حاجة

 وياريت حضرتك تراعي مشاعر ام بتتعذب حرفياً في كل لحظة لحالة ابنها .. الي عمره ما قدر يفرح أو يعيش زي باقي الناس.

 

 يصمت د .فارس مطولا .. وهو ينظر بنفس الوقت إلى بهاء ويتعاطف جدا معهما

 د .فارس: بصراحة.. هو فعلا ابنك صِعب عليه كثير ..

 انا أعرف زميل ليا .. بروفيسور مشهور في جراحة الاعضاء التناسلية.. اسمه د . بشير الجراح ..

 ده عالم معروف جدا هنا وفي كل دول المنطقة.. وكمان هو بيعرف اهم رجال البلد وعنده نفوذ كبير قوي ..

 اظن .. أنه هو الوحيد الي يقدر يساعدكم في الموضوع ده

 

 تفرح السيدة حنان بمساعدة د . فارس لها .. وتأخذ العنوان منه بحماس ..

 

 بعد أن شكرت ام بهاء د .فارس .. خرجت مع ابنها عائدة إلى الشقة ..

 في الطريق ظل بهاء يناقشها من وجهة نظره

 بهاء: . انتي يا ماما عايزاني بجد ابقى راجل بشنبات كده .. ومعضل والبنات تجري ورايا ؟؟؟ هو ده الي انت عايزة تشوفيه فيا بس؟

 الأم: .. انا .. انا ماقلتش كده يا بهاء .. بس انا عاوزة اشوفك طبيعي زي بقية الناس!

 بهاء بغضب: ومين قال اني مش طبيعي؟ طيب .. لو خذت هرمونات الذكورة الي بيقول عليها الدكتور ده .. ؟ تفتكري اني من جوا هبقى كويس؟ هرتاح؟ هاحس بسعادة؟

 الأم بمودة: ياحبيبي.. مش هو ده الي المفروض بيتعمل؟ والمفروض انك تبقى عليه؟ ياحبيبي انت تولدت راجل .. كل الناس شايفاك كده .. انت تولدت كده !

 بهاء ينفجر غاضبا : الناس؟ وهو المهم الي الناس شايفاه بس ؟

 طب وانا .. ؟ انا مش مهم احساسي جوا عامل ايه ؟ مافكرتيش ..أنهم ممكن يقدروا يطلعوا شنبات في وشي ..بس مش هيقدروا يمحوا البنت الي عايشة جوايا ؟ انا كده هاتعذب اكثر يا ماما ؟ حسي بيه دا انا بتقطع من جوايا ..

 الأم تحاول تهدئته : أهدى شوي يا حبيبي ! انا مش قصدي حاجة من الي قلته .. انا بس عايزاك تبقى سعيد ومبسوط .. صدقني ..هو ده كل الي يهمني !

 

 يهدأ بهاء قليلا .. ثم تعود أمه تكمل حديثها

 الأم: أنا بجد عايزة اشوفك مرتاح .. ولو انت كمان بتحبني وعاوز تشوفني مبسوطة .. يبقى تسمع كلامي وتجي معايا للبروفيسور الي قالنا عليه الدكتور فارس! يمكن يساعدنا نلاقي حل يبسطك انت بالدرجة الأولى!

 بهاء: انا .. أنا موافق يا ماما.. وهروح معاكي للبروفيسور ده .. بس ارجوكي توعديني .. أنك مش هتخليني اعمل حاجة غصب عني !

 الأم بعطف: اوعدك ياحبيبي.. اوعدك يا روح قلبي ..

 

 يبتسم بهاء .. مرتاحا لكلام أمه.. لأنه يثق فيها أكثر من نفسه.. ويكمل معها الطريق نحو الشقة

 

 في الشقة عندي

 وصلت السيدة حنان وبهاء .. يبدو عليهما التعب والحيرة بنفس الوقت .. والتوتر واضح على بهاء قليلاً

 لم استطع ان اعرف اي شيء من أم بهاء حول نتائج التحاليل وراي الدكتور فارس وتشخيصه .. إلا في اليوم التالي حين ذهبنا انا وبهاء للجامعة.. وهناك أخبرني بالقصة كلها ..

 

 بعد أن اطلعني بهاء بالقصة كلها

 انا: حلو قوي !.. خليني انا اجمع معلومات عن البروفيسور الي اسمه بشير ده .. اشوف حكايته ايه

 بهاء: ايوا وحياتي عندك يا احمد .. دا انا هموت من الخوف والقلق .. وماعرفش البروفيسور ده بيقول ايه ولا ايه لماما لو رحناله .. ويمكن يأثر عليها ولا يخليها تغير رأيها.. وتضغط عليه عشان اخذ دوا ولا حاجه

 انا مش عايز أخذ الحاجات ديه الي اسمعها هرمونات!

 دا انا ماصدقت ارجّع ماما لصفي بعد ما الدكتور فارس قرب يقنعها اني اتحول لراجل معضل !

 انا: ما تخافش يا حبيبي يا بهاء .. مش هاسمح انك تعمل حاجة غصبن عنك .. ولو على جثتي !!

 انا جنبك ع طول يا حبيبي.. زي ما وعدتك .. حتى لو اضطرينا بعدين أننا نهرب ..

 بهاء بتعجب: نهرب ؟ نهرب نروح فين ؟

 انا: أي مكان .. أي بلاد .. المهم اننا نكون سوا .. ولا انت مش عايز أننا نبقى سوا ؟

 بهاء بفرح : دا يوم مناي اني ابقى معاك ع طول .. بس هو احنا بجد .. هانطر أننا نهرب !!

 انا: انا بقول كده كحل نهائي .. واحنا مش هنعمله إلا لو حسيت انك هاتعمل حاجة غصبن عنك..

 خلينا نتفائل بالأول ونشوف الموضوع ها يرسي على إيه

 

 ابتسم بهاء وسكت لكنه لم يخفي قلقله وتوتره البالغ الجديد.. الناتج من إحساسه بتحول الأمور إلى مسألة جدية لا لهو فيها .

 

 استطعت بعد أيام أن اكثف من جهودي واستغل علاقاتي كلها مع الأصدقاء والأساتذة.. وبحثت كذلك عن البروفيسور في الانترنت.. وقارنت تلك المعلومات التي جمعتها كلها مع بعضها .. لأستطيع استخلاص الحقيقة

 

 هذا الشخص .. البروفيسور، كان لديه ابن وحيد .. يعاني من نفس المشكلة التي عند بهاء .. يا محاسن الصدف !!

 وبسبب عناد أبيه وخوفه على صورته امام المجتمع .. أجبر البروفيسور ابنه الوحيد على تناول هرمونات التيستيرون ..

 والتي للأسف أعطت تأثيرا سلبيا على ابنه الوحيد .. الذي ظل يعاني طوال اشهر وهو يأخذ بهذه الأدوية مجبرا عليها ..

 حتى وصل إلى حالة نفسية صعبة جدا .. فانتحر الأبن الوحيد امام عيني البروفيسور.. بالقاء نفسه من شرفة عيادته في الطابق الثالث .. !

 ربما أراد أن يثبت لأبيه أنه غلطان ولم يتعامل معه كطبيب بالمقام الأول.. لذلك ذهب لعيادة أبيه ..للمرة الأخيرة ..

 ويبدو أن النقاش الاخير مع والده البروفيسور لم يفضي إلى نتيجة ..

 مما دفع بابنه أن يفقد السيطرة على نفسه.. لأنه حذر أبيه أكثر من مرة .. بأنه سينتحر .. لكن أبيه لم يستمع بجدية إلى نداء ابنه ..

 ولهذا .. توجه الأبن أمام أبيه لشرفة عيادته..ببساطة والقى نفسها منها وهو يخبره ( انا هارمي نفسي قدام عنيك.. اهو .. عشان تصدقني!!!)

 المأساة.. أن أبيه ظل جالسا خلف مكتبه.. لم يحرك ساكناً.. كل ظنه أن ابنه يحاول الاستعراض فقط أمامه لكي يثنيه عن قراراته التشخيصية الخاطئة والتي آذت الأبن كثيرا ..

 

 

 وبمنظر صادم ..

 يقفز الأبن حقيقة أمام أنظار أبيه ..ويهوى للموت !! في حين أن البروفيسور فقد النطق لاسبوع لهول الصدمة .. لم يكن يصدق أن ابنه رمى نفسه حقا من الشرفة أمامه !!!

 لقد عانى البروفيسور كثيرا لفقدان ابنه .. دفع ثمن غالي جدا .. لأنه اهتم لصورته أمام المجتمع والناس .. أكثر من اهتمامه بمعاناة ابنه !

 لقد صُدم البروفيسور بصدمة العمر .. فلقد فقد ابنه الوحيد.. وكذلك فشل مسبقا في اعادته لوضعه الصحي المستقر.. لم ينجح في أن يكون مهنياً كفاية ليعالج ابنه

 

 بعد أن التقيت بهاء في الجامعة.. كما جرت العادة ! بسبب تواجد أمه المستمر معنا في الشقة ..

 أخبرته بتلك المعلومات التي جمعتها عن البروفيسور.. فأصيب بهاء بالذعر والخوف ..

 

 بهاء بخوف مذعورا: ايه ده ؟؟ انا خفت بجد !! انا مش ممكن اسمح لأمي أنها تاخودني للمجرم ده ؟؟

 انا محاولا تهدئته : أهدى ياحبيبي يا بهاء .. أهدى !

 بهاء بعتب: انت ازاي عايزني أهدى!!! ازاي؟؟

 انت مش بتحبني؟ مش بتخاف عليه ؟

 

 انا: والله بحبك وبخاف عليك أكثر من نفسي . بس أهدى وخليني اقولك على الي انا بفكر فيه

 بهاء: … ؟

 انا: .. أنا بصراحة رايي مع رأي مامتك ! انت لازم تروح معاها البروفيسور ده ..!

 بهاء بتعجب كبير: انت بتتكلم بجد ؟ انت ازاي تطلب مني اعمل حاجة زي دي؟؟ هي دي فكرتك ؟؟ بجد ؟؟

 انا: اسمع كلامي يا حبيبي وثق فيا يا بهاء.. لأن انا شايف عكس الي انت شايفة ؟

 بهاء: عكس الي انا شايفة ؟ انا مش فاهم منك حاجه!!

 انا: فكر معايا شويا يا بهاء ..

 دلوقت فيه بروفيسور مشهور .. خسر ابنه الوحيد الي كان عنده نفس المرض النادر بتاعك .. عشان عمل حساب للناس وماتصرفش بمهنية .. وهو بروفيسور قد الدنيا !!

 وده طبعا من حسن حظنا

 بهاء: قصدك ايه ؟ما تنورني؟

 انا: قصدي .. أن البروفيسور مش ممكن هيكرر غلطته الي عملها في علاج ابنه .. معاك !

 بهاء بتردد: انت شايف كده؟

 انا: انا متأكد من كده ؟

 بهاء: وايه الي يخليك متأكد كده ؟

 انا: عشان مافيش بروفيسور ذكي .. هيقع بنفس الغلطة مرتين ..

 يا بهاء يا حبيبي.. انت مش خسران حاجة لو رحتله ..

 ولو طلع هو زي الدكتور الي قبله .. وأثر على مامتك .. انا في وقتها هأثر عليها من تاني .. ما تخافش

 بهاء بدأ يقتنع برأيي: حاضر .. انا هاسمع كلامك ..

 انا: انا معاك يا بهاء.. مش هتخلا عنك أبدا.. لأني بحبك ..

 بهاء: وانا كمان بحبك

 

 بعد أيام قليلة ..

 ارتأت السيدة حنان.. أن تحجز موعدا مع البروفيسور بشير الجراح .. والتي حصلت عليه بصعوبة بالغة جدا .. فانشغال البروفيسور طوال الوقت .. يجعله غير متفرغ الا بشكل نادر للمراجعين ..

 في البداية.. حاول طاقمه تحويل السيدة حنان إلى طبيب آخر ينوب عنه .. مما اضطرها أن تتكلم بتفضيل عن حالة ابنها ..و كذلك مشورة د.فارس الذي أوصى بالذهاب للبروفيسور

 الفريق الطبي .. حين عرف بحالة بهاء النادرة .. أعطى موعدا استثنائياً لها .. لأنهم ملزمون بتبليغ مثل تلك الحالات للبروفيسور شخصيا

 

 وبعد اسبوع واحد فقط.. اخذت السيدة حنان ابنها للمستشفى الخاص الذي يملكه البروفيسور لكي تعرض ابنها عليه شخصياً

 

 

 في مكتب البروفيسور بشير الجراح

 استقبل البروفيسور السيدة حنان وابنها بهاء.. ببرود في البداية .. فهو رجل منشغل جدا اغلب أوقات اليوم .. ولا يمكنه رؤية المراجعين كلهم بنفسه

 كان يضع فريقا من الأطباء المتخصصين يعملون تحت إشرافه ومعه .. لكثرة مراجعيه .. ولكنه يتدخل هو بنفسه فقط حين يكون الأمر مهما جدا ..

 ومع أن البروفيسور كان لديه علم بأن حالة بهاء نادرة لكنه لم يعرف التفاصيل ولا شدة الحالة .. فلقد كانت ليست حالة نادرة وحسب .. إنما نادرة جدا ومن النوع الشديد جدا ..

 وبعد أن أطلع الدكتور البروفيسور بشير الجراح إلى ملف بهاء بتركيز .. انعكست معالم الحزن فورا على وجهه.. كأن حالة بهاء أعادت له فورا ذكرياته الأليمة التي تخص ابنه ..

 كانت السيدة حنان تشرح بارتباك واضح حالة ابنها وتبدي مخاوفها عليه .. وترجو منه أن يهتم بابنها..

 قاطعها د.بشير .. وهو يطلب بهاء للفحص السريري..

 بهاء كان خائفا مترددا ..لكن البروفيسور طمأنه بابتسامة بثت في نفس بهاء الراحة والطمأنينة فورا ..

 كأن نظرات الأبوة لامست قلب بهاء وأثرت فيه .. فجعلته يطيع البروفيسور ويلبي طلباته .. فصار متعاونا جدا معه في الفحص ..

 

 كلها بضعة دقائق .. ثم أنهى البروفيسور فحصه ..

 وبعد طول انتظار وقلق من حنان وابنها .. طالع البروفيسور كليهما وقال

 البروفيسور: ماينفعش!

 الأم: افندم !!؟؟

 البروفيسور: ماينفعش ابن حضرتك يأخذ أي هرمونات .. لأنها هتضره في حالته ديه

 الأم: طب حضرتك .. ايه الي ممكن تعمله عشان ابني يبقى كويس !؟!

 البروفيسور: في حالة إبنك .. كنت نصحت بعملية تصحيح جنسي.. لأن أعضاءه الذكورية ضامرة جدا .. لكن .. للأسف الضمور الشديد ده ..هو نفسه هيكون سبب عدم إجراء عملية التصحيح دي!

 الأم: تصحيح ؟ طيب ليه عملية تصحيح ؟ وليه كمان ما تنفعش؟

 البروفيسور: عملية تصحيح.. لأن حالة ابنك متقدمة جدا ! في الحالات العادية للمتلازمة الي بيعاني منها .. بيكون هناك كروموسوم زيادة xxy يخلي الجسم فيه صفات أنثوية أكثر بشوية من الصفات الذكورية

 أما في حالة إبنك الي هي من النوع الشديد .. فهو عنده كروموسوم Xxy وده معناه أنه الصفة الأنثوية الجينية عنده أكثر من الذكورية بنسب٧٠ ٪ !! وفي الحالة دي .. الكفة الجراحية تميل لتحويله لأنثى كاملة..

 بس للأسف.. مش هانقدر نستفيد من الأنسجة الي عنده في أعضاءه التناسلية.. عشان نحولها لمهبل .. لأنها أنسجة رخوة وقليلة جدا ..

 الأم: انا لسه مش قادرة افهم كلام حضرتك يا دكتور!

 البروفيسور: انا هاختصر عليكي الكلام العلمي .. الي أقصده

 انا ممكن بس احول النص الفوقاني لأنثى .. بس ابنك هايحتفظ بعضو الذكري الصغير .. لأنه هايستخدمه كجهاز بولي في حالته !

 الأم مصدومة: بس ده تحول مش كامل .. انا كده ممكن أأذي ابني أكثر…

 بهاء يتدخل: يا ماما ..عايزة إيه أكثر من الي قاله الدكتور ..عشان تصدقي اني بنت ..؟ ارجوكي .. ارجوكي خليني اعمل العملية ديه واخلص …انا تعبت وزهقت من الوضع الي انا فيه

 الأم: بس يابني .. الناس.. هتشوفك ازاي … انت هتكون في نظر لمجتمع جنس ثالث أو شميل !؟ وبردو هتتعرض لتنمر ومضايقة وقصتك مش هتخلص ع خير! كأننا زودنا المشكلة ما حليناهاش

 

 يبدو أن البروفيسور.. تعاطف جدآ مع حالة بهاء .. وهو يراه يتناقش مع أمه .. وكان البروفيسور يخاف أن يكرر خطأه نفسه مع ابنه ويسيئ تقدير العلاج ..

 لذلك فإن البروفيسور.. قرر مساعده بهاء بأي طريقة لكي يوقف أي احتمال مستقبلي ممكن يجعله يفكر في الانتحار

 

 البروفيسور: انا مش هعمله عملية تحويل جنسي بس .. انا كمان اقدر ازوده بألاوراق المطلوبة الي تثبت حالته وسبب التحويل!

 الأم: طيب والاسم والسجل المدني ؟ هيقتنعو أن ابني بقى بنت ازاي وهو لسه من تحت راجل في نظرهم؟

 انا عاوزة ابني يتحول لبنت بشكل قانوني كمان ..مش بس شكل ظاهري..

 عايزة الناس تبطل تتكلم في السيرة دي وتقول أنه فعلا طلع عنده عيب خلقي وتعالج ورجع لأصله كبنت!!

 

 البروفيسور يشعر بمعاناتها ويتعاطف جدا معها

 البروفيسور: الحكاية دي انا اقدر أتكفل بيها يا مدام .. ما تخافيش..

 انا ليا ناس كبار جدا يحبوا يخدموني .. وهاقدر اغير اسم ابنك وجنسه في البطاقة كمان .. وبشكل رسمي .. وقانوني .. وبكدة نكون قفلنا الموضوع وما فيش حد يتكلم فيه بعد كده ابدا

 الأم: طيب الي انا اعرفه ..أن فيه لجنة من الدكاترة.. يكشفوا ع المريض عشان يثبتوا صحة جنسه.. ويكتبوا في التقرير الي هيترفع لدايرة السجل المدني أن ابني فعلا تحول لبنت لسبب طبي .. دول هنعمل فيهم ايه ؟؟؟

 البروفيسور: سيبي الموضوع ده عليا .. ما تقلقيش.. المهم انتم توافقوا وتاخدوا قراركم

 

 

 بالطبع .. زاد قلق ام بهاء على ابنها أكثر من قبل .. فاجراء عملية تصحيح جنسي معقدة مثل تلك ليس بسهل ابدا .. خصوصا مع وجود عراقيل كثيرة أخرى تتعلق بالجانب الرسمي لهوية ابنها ..

 بالنسبة لبهاء .. فلقد لمعت عيناه من شدة التأثر والحماس .. وهو يسمع كلام البروفيسور.. فحلم الطفولة.. الذي قضى مضجعه طوال عمره الذي مضى .. بات الآن وشيكا من أن يتحقق ..

 مع أن السيدة حنان.. تجنبت الحوار مع ابنها حول هذا الموضوع.. لأنها تعرف جيدا أنه سيخضع لتلك العملية ..حتى لو كان في ذلك مجازفة له..

 

 كالعادة ..

 عرفت انا تلك الأخبار من بهاء .. في أروقة الجامعة .. وصار يكلمني عن شعوره العامر بالسعادة والحماسة اللا محدودة ..

 انا: بس العملية مش سهلة يا بهاء .. انت لازم تفكر كويس قبل ما تاخذ اي قرار مهم زي ده في حياتك .. عشان القرار ده ما فيهوش رجعة تاني ابدا ..

 بهاء بقليل من زعل: ليه .. ؟ هو انت مش فرحان عشاني! مش شايف اني اخيرا تحقق حلمي وهابقى بنت رسمي!

 انا: بالعكس يا حبيبي يا بهاء.. انا فرحانلك أكثر ما تتخيل.. بس انا خايف عليك وعلى سلامتك بردو .. انت تهمني قوي يا بهاء .. دا انا بحبك بجد

 بهاء يفاجأني: انت بجد مستعد انك تتجوزني لو انا تحولت لبنت ! بجد!؟

 انا بارتباك لعدم توقعي للسؤال: ايه؟ .. انت بتسأل السؤال ده ليه ؟

 بهاء بزعل: مش انت بتقول انك بتحبني؟ يعني في الآخر.. مش ها تتجوزني؟ولا ها تسيبني!

 انا: لا يا حبيبي.. انا مستحيل اتخلى عنك .. بس انا تفاجأت بسؤالك.. لأني مش عاوزك تعمل التحول ده عشاني!

 لو كنت عايز تتحول ..فلازم تعمل ده عشانك انت بالأول . عشان تحس بالاستقرار مع نفسك وتعيش مرتاح ومبسوط.. ماتعملوش عشاني أرجوك

 بهاء : يعني ايه؟ انت مش عاوزني ابقى بنت حلوة وجميلة .. وتمشي معايا وتتباهى بيه وبجمالي وسط كل الناس .. زي ما عملنا في حفلة خطوبة رشا ؟؟

 انا بشاعرية وملاطفة : لا يروحي انت .. مش قصدي كده ابدا .. ! انا لو عليا .. بقولك اني بحبك اصلا من زمان .. زي ما انت .. انا حبيتك كده ولسه بحبك سواء فضلت كده او غيرت من جنسك .. لأني بحب الي جواك .. بحب روحك وقلبك ومشاعرك وطريقة تفكيرك واحساسك الجميل ورقتك الي بعمري ما شفت زيها .. أما الباقي .. الشكل الخارجي ..بحبه بردو ..مهما كان .. لأنك قمر .. قمر يا حبيبي

 

 فرح بهاء بكلماتي .. واستطاع أن يفهم قصدي..

 

 

 بعد أيام قليلة

 فوجئت بطلب السيدة حنان لمواجهتي لوحدي بعيداً عن أسماع بهاء

 طلبت لقاءي في كافتيريا عامة في مكان قريب .. وجاءتني كأنها متخفية لاتريد أن يعرف أحدا بوجودها معي

 .. فلقد بالغت من ملابسها لتضيع معالمها العامة .. فارتدت فستان فوقه جاكيت ربيعي مع أن الجو حر .. ونظارات شمسية غامقه .. وقبعة كبيرة فوق الرأس!

 وبعد أن جلست امامي .. طلبنا مشروبا باردا لكلينا .. ثم باشرت السيدة حنان بالحديث

 الأم: انا جايالك في موضوع مهم يا احمد .. مسألة حياة أو موت!

 انا بخضة: للدراجة دي الموضوع كبير؟

 الأم: ايوا يا احمد .. بالنسبالي .. الموضوع كبير قوي..

 

 اخذت السيدة حنان تشرب من المشروب البارد ..ثم أخذت نفساً عميقاً.. وبعدها باشرت بالكلام

 الأم: الي هقوله ده يفضل سر مابينا .. مش عاوزة بهاء ابني بالذات يعرف بالحكاية دي .. اوعدني يا احمد

 انا بفضول واستغراب: بوعدك يا ست حنان !

 الأم: ابني لو عرف الي هقوله ده ممكن يزعل مني ..

 انت عارف قد ايه بهاء حساس للموضوع ده .. وهو فاكرني اني مش بصفه ولا حتى يمكن ضده ! بس الحقيقة هي العكس..

 انا كل الي يهمني سعادة ابني وانه يعيش مرتاح ومبسوط

 وصدقني انا مايهمنيش كلام الناس ابدا ..بس كلام الناس هو الي بياثر على حياة ابني حتى لو كنا ما بنهتمش ليه خالص

 التنمر والتلقيح في الرايحة والجاية.. هو الي يخلي بهاء كئيب وحزين وممكن يتأثر جدا بيه لدرجة هتخليه يعمل في نفسه حاجة بعد الشر عنه

 انا: انا فاهم كل الكلام الي حضرتك قلتيه ده .. بس لسه حضرتك ما دخلتيش في الموضوع الي انت جايه عشانه

 الأم: عاجبني ذكائك يا احمد.. وده واحد من الأسباب الي تخليني مطمنه ع ابني معاك

 انا: شكراً يا ست حنان .. بهاء ده اهم انسان في حياتي .. صدقيني

 الأم: انا عارفه ده .. وعشان كده انا جايالك في الموضوع ده

 .. انا هوافق أن بهاء يعمل العملية الي قال عليها البروفيسور.. بس انا عايزاك توعدني بحاجة .. لأني مش موافقه ع العملية الا لو انت وعدتني بالحاجة دي

 انا بفضول: امريني يا ست حنان .. انا سامعك

 الأم: توعدني انك ها تتجوز ابني/ بنتي بعد العملية .. وقدام كل الناس؟

 انا باستغراب: ايه ؟ انا لسه مش فاهم؟ يعني انت مش هتوافقي ان ابنك يعمل العملية عشانه هو ؟ .. أو عشان يرتاح ويحس بالسعادة ؟؟

 الأم: انت مانقدرش تفهمني يا احمد !؟! انا أم وبتخاف ع ابنها .. وانا خايفة لا يجرى لابني حاجة ومش قادرة افكر ممكن هايحصل في ابني ايه بعد العملية .. وممكن أكون ندمت في قراري الي خدته ..

 انا عاوزة كل الناس ..لسانها يتقطع بعد العملية .. ومافيش حاجة تخلي الناس تبطل كلام .. غير الجواز !!

 انا: انا .. مقّدر موقفك يا ست حنان .. وانا والله معاك في كل كلمة قولتيها ..

 الأم: يبقى توعدني انك تتجوز ابني/ بنتي بعد العملية .. لأني عارفة أن الجواز من ابني بالتحديد مش سهل ابدا .. خصوصاً موقف أهلك الي هم عارفين انك وبهاء تربيتوا صحاب من وانتم صغيرين ..

 الموضوع ده فيه تحدي كبير يا احمد

 انا: انا بوعدك يا ست حنان .. بوعدك اني هعمل المستحيل عشان ارتبط بالإنسان الي انا حبيته .. ده .. ده يوم المنى .. انا مش مصدق نفسي

 الأم: بس ما تنساش يا احمد .. موقف أهلك ومواجهتهم! فيه حاجات كثيرة هاتحصل وأسئلة كثيرة هتتسأل! خصوصا عن موضوع الخلفة!

 وانت لازم تعرف تجاوب أهلك على كل الأسئلة دي وتقنعهم كمان .. الموضوع هيبقى عليك انت لوحدك يا بهاء ..

 لأني مش هقدر اساعدك فيه ..

 

 كنت استمع بتركيز لأم بهاء واراها جادة وبنفس الوقت قوية ومستعدة لعمل المستحيل من أجل سعادة ابنها الوحيد

 

 الأم : انت عارف .. ممكن موقف أهلك يكون سلبي لو تدخلت انا بنفسي.. لأنهم ممكن يفتكروا .. اني طبعا هوافق أجوزك لابني لأنه ده من مصلحتي ..

 عشان أهلك عارفين كويس أنه محدش هيرضى يتجوز بنت ما بتخلفش أو عملت عملية تصحيح..

 الموضوع حساس جدا يا احمد.. خلي بالك !

 انا: مش مهم يا ست حنان.. انا مش مهم عندي اي حاجه غير اني وبهاء نعيش سوا مبسوطين.. مابيهمنيش الحاجات دي.

 واوعدك ..وعد راجل قد كلمته.. ان بهاء .. هيبقى شريك حياتي ومراتي طول العمر

 الأم بارتياح: دلوقت بس انا تطمنت على مستقبل ابني معاك ..

 

 انتهت تلك المقابلة بمودة كبيرة .. فلقد تفهمت دوافع السيدة حنان لما تفعله من أجل مصلحة ابنها ..

 خصوصا أن تلك العمليات دقيقة جدا وخطيرة ولايمكن التراجع عنها بعد عملها ..

 كما انها تكون مترافقة بآثار نفسية كبيرة .. حتى لو كانت إيجابية.. فإن تلك الآثار النفسية ستبقى لمدى بعيد .

 

 

 لقد تم تحديد موعد العملية .. بعد أن تلقى بهاء علاج نفسي من قبل طبيب نصح به البروفيسور..

 العلاج النفسي كان هدفه جعل بهاء يتقبل صورته وحياته الجديدة كأنثى ..

 ولقد تماشت الجلسات النفسيه مع ميول بهاء كثيرا لأنه من الأساس كان يشعر أنه بنت من داخله ولم يجد حتى الطبيب النفسي في طريقه علاجه اي صعوبة تذكر في جعل بهاء مستعدا لتقبل نفسه في المرحلة القادمة

 لقد وقفت أيضا مع بهاء في كل خطوة يخطوها نحو تقرير المصير..

 كنت امسك يده لا أتركها ولا اهتم ابدا بنظرات الناس لنا .. ولا كلامهم .. كل ما يهمني حبيبي بهاء وسلامته .. الذي سيصبح هبه .. زوجتي وحبيبتي وشريكة عمري ..

 لم أر بهاء سعيدا مثل اليوم ابدا .. كان وجهه ينير فرحا وسرورا ويتحرك بخفة كفراشة بيضاء جميله تتنقل بين الزهور في فصل الربيع ..

 كنت أدعمه بحبي ومشاعري وكلماتي ودعمي المتواصل له ..

 حتى أن السيدة حنان.. تأكدت من اني فعلا سأكون الرجل المناسب لابن: تها وزادت ثقتها فيَ بعد أن رأت اهتمامي البالغ فيه ..

 

 في يوم العملية

 كان الجميع يشعر بقلق وترقب وخصوصا بهاء.. بالطبع مهما كانت العملية تسير في مصلحته لكن تبقى لها رهبتها وخوفها ..

 على السدية المتنقلة كان بهاء يستلقي تحت غطاء خاص ..

 ومشيت معه وأمه كذلك .. إضافة للفريق الطبي في الممر المؤدي لغرفة العمليات ينظر لنا بعيون مدمعه.. في نظرته فرح مختلط بخوف وهو يتنقل بعيونه مني الى أمه .. ويد تمسك بيد أمه والأخرى بيدي ..

 كنا نمشي معه صوب غرفة العمليات مع الطاقم الطبي .. نشد من عزيمته ونشجعه بمختلف كلمات الحب..

 بينما السيدة حنان ..كانت تبكي بشدة بسبب قلقها البالغ على فلذة كبدها الوحيد

 

 وقبل أن يتم إدخال بهاء للعمليات

 فوجئت بالبروفيسور .. يأخذني على جنب ويقول لي

 البروفيسور: انا بقولك الكلام ده .. لأني عارف انت مين بالنسبة للمريض!

 انا قلت لازم اخليكم في الصورة لأن الأم بطبعها ما تقدرش تتحمل اني احكيلها التفاصيل دي

 لازم تعرف يا احمد .. أن بهاء عنده ورم في الخصية !!! احنا ماقلناش لامه حاجة عشان ماتتخضش ..

 انا بصدمة: ورم !!! ورم ازاي؟؟

 البروفيسور: ما تخافش .. الورم ده مش خبيث .. بس احنا لازم نشيل الخصيتين عشان نضمن ان المريض مش هيكون في خطر محتمل للكانسر في المستقبل..

 لأن فيه بعض الأورام ممكن تقلب لأورام خبيثة في أي وقت .. وللأسف بهاء عنده الورم ده .. والاحسن أننا نشيله !

 انا: طيب حضرتك انت بتقولي الكلام ده حالا ليه ؟

 البروفيسور: انا بقولك ده عشان تعرف أن العملية دي مش عملية تحويل عادية ..

 لا .. دي عملية اخصاء اضطراري .. يعني بهاء عمره ما هيقدر يبقى راجل من الأساس.. ولازم يتحول لبنت بس انا سبق وشرحت ده ليكم .. لأن في حالته ماينفعش أنه يتحول لبنت

 احنا هنعمله اللازم .. وانا عاوزك تطمن وتخلي ده في بالك

 

 صمت انا بعد تلك المعلومات التي عرفتها من البروفيسور لأني فهمت المغزى من كلامه والذي حملني الآن مسؤولية أخرى مضاعفة إلى جانب وصية ام بهاء لي ..

 اظن اني اصبحت مدركا ..أن بهاء مسؤول مني .. ومعاناته تلك لن تذهب سدى .. ولن يهمني بعد اليوم أي شخص آخر سواه

 

 لاحظت ام بهاء بالطبع.. أن البروفيسور أخذني على جنب للحديث ..

 لم اجب فضول السيدة حنان بعد أن سألتني بالطبع عن الحوار الذي دار بيني وبين البروفيسور .. كذبت عليها بكلام عابر .. أخبرتها أنه اعطاني توصيات عامة نقوم بها لبهاء بعد العملية.

 

 

 اخيرا دخل بهاء غرفة العمليات..

 ودعنا بابتسامة ودموع وكذلك نحن !!! ونحن نلهج بالدعاء له لكي يخرج معافا سليما من كل اذى

 

 ساعات مرت من القلق والتوتر والخوف والبكاء .. حتى انا ذرفت الدموع .. وليس ام بهاء فقط ..

 كنت أشعر حقا بالقلق عليه .. لقد تعذب بهاء كثير في حياته منذ صغره.. ولم يشعر بطعم الراحة ولا السعاده ..

 ليس ذنبه أنه ولد هكذا.. ولم يختر بنفسه أن يكون هكذا.. لم يعجبه ابدا ان يتنمر أقرانه عليه أو أن يلسن زملائه في الكلية عليه .. فهو لم يختر شكله ولم يحدد هيئته ..

 كنت أدعو بحرقة من كل قلبي .. أن يعود لي بهاء .. هبه .. ليكون الهبة التي احلم بها طوال عمري وسأحرص على رعايتها وحمايتها بكل ما لدي من حب وقوة

 

 وبعد إجراء عملية التحويل الجراحية بنجاح .. خرج بهاء .. متعافيا وفرحا جدا وهو يرى صدره يبرز كصدرالفتيات..

 وهنأته وفرحت له .. وأمه فرحت جدا كذلك .. والتقيت به في مرحلة الاستشفاء بعد اتمام العملية الناجحة ..

 استطعت أن أكلمه بشكل شبه رسمي .. بسبب تواجد أمه الداىم معنا ..

 كان فرحا جدا .. وهو يذكرني على وقوفي معه في كل لحظة من حياته .. حتى أمه عجزت عن شكري ..

 كنت أخبره .. اني لا استحق الشكر.. لأن ما قمت به كان حبا وواجبا تجاهه ..فعلت ذلك لأني أحبه .. وسأظل كذلك ..

 وبعد أن استقر وضع بهاء تماما وقبل إخراجه من المستشفى.. طلب منا البروفيسور أن نناديه ب اسم هبه من الآن فصاعدا وأدخله في علاج نفسي أيضا بعد العملية لكي يتقبل جنسه الجديد واسمه الجديد والتعود عليه ..

 كنت أرى فرحة بهاء .. اقصد هبه .. وانا سعيد جدا له ولسعادتها اخيرا .. اراها كطير أبيض فرد جناحيه اخيرا وحلق عاليا بحرية في سماء السعاده..

 بعد أيام قليلة .. استطاع البروفيسور من تغيير اسم بهاء رسميا الى هبه

 وذلك بسبب نفوذه الكبير وهو يضغط على اللجنة الطبية التي تكتب في تقريرها ان بهاء يعاني من خلل جيني وتشوه عضوي وانه تم تحويله لفتاة كاملة !!!

 وبناء على هذا التقرير ذهبت امهم كل التقارير لدائرة السجل المدني ليغيروا اوراق بهاء ويصبح هبة ..

 حتى أن الأمر تم إعلانه في الجريدة الرسمية ووسائل الإعلام.. مما خفف الأمر علي وعلى بهاء كثيرا.. لن نضطر لنواجه الناس بعد الآن

 فالجميع صار يعلم أن بهاء ولد بمرض نادر وورم اكتشف بالصدفة.. وأنه صحح جنسه بناءً على تقارير طبية صحيحة وموثوقة

 ولا احد يعلم سوى بهاء وامه وانا انه شيميل ..حتى اهلي ظنوا ان بهاء صار فتاة كاملة..

 وعند عودة بهاء وأمه لبيتها .. وذلك لأخذ بهاء/ هبة إجازة مرضية مطولة تعتبر كفترة نقاهة بعد التحول .. زار اهلي السيدة حنان واطمئنوا على ابنتها وصحتها ورأوا بعيونهم كيف تحول بهاء لفتاة رقيقة وناعمة وشديدة الجمال ..

 فصلت ام بهاء: هبه ابنها عني في السكن بعد أن أصبح فتاة بشكل رسمي وعلني للجميع ..

 فلم يكن من الأصول أن نبقى نسكن معا .. ومن هنا بدأت وحشتي له وشوقي إليه ..

 عانيت من مشكلة .. اني لم استطع الخروج مع هبه .. وحتى التكلم معها صار صعباً بسبب خوف أمها عليها .. فهبة الآن ليست بهاء ..

 لكني كنت أستطيع أن أرها وهي تبدو سعيدة فرحة جميلة .. كان صدرها بارز قليلا وهي ترتدي الثياب النسائية الجميلة التي تظهر مدى رشاقتها وحلاوة طولها ..

 من المستحيل أن تكون تلك الفتاة الجميلة ذكرا فيما سبق .. لن يصدق أحد ذلك أبداً

 تسببت لي تلك المشكلة بشوق كبير لحبيبتي هبه .. وكنت أريد أن اخطبها بأسرع وقت لأستطيع رؤيتها والخروج معها

 

 لكن .. لحسن الحظ السنة الدراسية كانت قد شارفت على الإنتهاء ..

 وبعد انتهاء السنة الدراسية وحلول العطلة الصيفية.. فاتحت اهلي بموضوع الزواج من هبه بشكل رسمي .. مع ان اهلي اعترضوا كثيرا في في البداية ..

 والسبب بالطبع موضوع الخلفة .. لكني استطعت بعد مدة قصيرة من إقناعهم .. بسبب الحاحي المستمر عليهم ..

 لقد أخبرتهم أنني أعرف بهاء وأخلاقه وطباعه وعاشرته منذ مدة طويلة وأنني أحببته ( بعد أن تحول لفتاة) لكي لا يشكّوا بوجود علاقة عاطفية سابقة فيما بيننا .. وأنني لن اجد افضل من بنت الجيران التي عاشرناهم وجاورناهم لعمر كامل تقريبا ونعرف كل طباعهم وحسن سلوكهم وسيرتهم الحسنة

 

 بالطبع بسبب العلاقة القديمة الطيبة بين أهلي مع ام بهاء .. وتمسكي الشديد بالموضوع .. به: ها ..اقتنع اهلي أخيراً .

 

 بعد أيام قليلة أعلنا الخطبة .. وطلبت مني ام هبه أن استعجل بالزواج .. حتى لو كانت حالتي المادية متواضعة..

 لقد أكدت لي أن بيتهم واسع وبأمكاني أن اشغل الطابق العلوي .. وساخبر اهلي بأنني استاجرته منها بمبلغ رمزي .. لكي لا تثير حساسية الأهل ..

 قضيت مع هبه فترة خطوبة قصيرة .. كنت أحترق شوقا ولهيبا لها .. وأنا أراها اجمل فتاة في الوجود..

 كانت هبه تشعر بخجل شديد وهي تتحدث معي .. شعرت بأنها إنسانة جديدة كليا ومختلفة.. حتى نسيت أنها كانت بهاء فيما مضى ..

 الجميل في الموضوع أننا سنكمل سنتنا الدراسية القادمة معا مرة أخرى .. ولكن كزوج وزوجة ..

 

 في منتصف العطلة الصيفية.. كنا قد تهيأنا للزفاف ! لم استطع طوال مدة الخطوبة لمس هبه .. حتى لم احصل على قبلة .. لكني صبرت لأن لغاية أسمى واجمل .. ستكون هبه لي طول العمر

 بعد أن تم إعداد العرس وحضور كل الناس المهمين والجيران المقربين والأصدقاء

 

 فوجئت بها تبكي وهي إلى جواري في الكوشه .. قبل ..

 انا: مالك يا حبيبتي.. تبكي ليه؟

 هبه: .. انا يبكي عشان كنت بحلم اني احققلك كل احلامك.. بس انا غصبن عني مش هقدر اعمل ده

 انا: وليه بس تقولي كده؟ دا انا الليلة دي اسعد انسان في الدنيا .. وكل حاجة بحبها وكنت بحلم بيها تحققت معاكي يا نور عيني ..

 هبه: انا .. كل شوية افتكر ..اني مش هاقدر اخلف .. واقول مع نفسي .. ازاي اسمح لنفسي اني احرمك من حقك الطبيعي في الحياة !

 انا بابتسامة: يا هبه.. انا بحبك جدا .. ومش مصدق نفسي انك هتكوني مراتي طول العمر .. ومش نادم على أي حاجة عملتها معاك .. ويا حبيبتي خلفة ايه وعيال ايه .. انتي هتبقي كل حاجة بالنسبة ليا .. انت هتكوني حبيبتي وبنتي وصاحبتي ومراتي ..

 يالا بقى امسحي دموعك يا نور عيني .. مش عايز اشوف غير ابتسامتك الحلوة

 

 ابتسمت هبه وهي تمسح دموعها .. ثم اقتربت من أذنها وهمست..

 انا: خلينا تنبسط في الاول يا حبيبتي دا انا مشتاق ليك بشكل ..

 ابتسمت هبه بخجل .. وهي تعرف قصدي ..

 وواصلنا الاستمتاع بمظاهر الفرح من اهلي واهلها ..

 

 واخيرا .. يتحقق الحلم ..

 وتم زفاف هبة لي أما أنظار كل الناس .. باجمل فستان عرس .. وندخل كلانا إلى عش الزوجية

 كانت هبه تبدو اجمل أضعافا مضاعفة عما بدت فيه يوم حفلة خطوبة رشا! حيث سرقت أنظار الجميع حتى خطيبها !

 لقد كنت محظوظا يوم أن عيرتني رشا بأني لن اجد فتاة ترضى بي من بعدها .. لأنني لولا ذلك الشعور والرغبة بالانتقام.. لما اقترحتُ على بهاء أن يكون هبة.. وما كان ليحدث ما حدث بيننا وتطورت قصة حبنا لتصل إلى كمالها بهذا الجمال الرائع

 لست شاذاً .. نعم .. ومازلت اقولها .. لأني احببت هبه من قبل أن تظهر للعلن .. وهي مختبئة في قلب بهاء ..

 

 في غرفة النوم

 أرادت هبه أن تعمل لي مفاجئة.. قبل أن نمارس الجنس ..

 لقد قررت أن تكون لي الليلة كالملاك .. اجمل وارق ملاك في الوجود ..

 وحين رايتها كذلك .. لم اجد كلاما يعبر عن تعجبي واعجابي بجمال تقاسيم جسمها .. فانا لم ارها عارية ابدا منذ أن أجرت العملية حتى يوم العرس ..

 لا اصدق هذا الجمال الذي امامي

 

 صورة هبه: بهاء بعد عملية التحويل. في ليلة الدخلة وهي تفاجيء زوجها بهيئة ملاك

 

 كان عضو هبه التناسلي شبه مختفي .. لم يتبق منه شيء بسبب ضموره .. وأصبح صدرها بارزا وواضحا وجميلا .. وكل علامات الرقة والأنوثة تطغى عليه ..

 

 نعم .. تلك هي زوجتي .. وانا اسعد مخلوق في الأرض

 

 اقتربت منها .. وقبلتها .. ومارسنا الجنس غير كل مرة .. جنس بين عاشقين محبين متزوجين .. للأبد ..

 لست شاذا ..

 ولم أكن في يوم كذلك ..

 انا عاشق ولهان .. فحسب

 وقد ظفر بحبيبه

 

 النهاية

قيّم هذه القصّة

كم نجمة ستعطيها؟

متوسط النتائج 5 / 5. عدد المقيمين 1

كن أوّل من يقيّم

تعليق واحد على “لست شاذًّا – الحلقة الثّامنة والأخيرة

  1. fun club يقول:

    الشذوذ الجنسي ليس مرضًا و التحول الجنسي ليس عيبًا طالما إن الرجل المحبوس في جسم سيدة سيعيش رجلاً طبعيًا بعد أن يتخلص من اعضائه الأنثوية أو المراءة المحبوسة في جسم رجل ستعيش سيدة طبيعية بعد التخلص من اعضائها الذكورية إنما المرض هو أن تعيش حياة الشاذ حيث تمارس اللواط لو كنت رجلاً كاملاً بحجة إنك تشعر أنك أنثى محبوسة في جسم رجل أو السِحاق لو كنتِ أنثى بحجة أنكِ ذكر محبوس في جسم أنثى هذا مخالف للطبيعة و للفطرة و كل انسان سليم عقليًا سيرفض هذه الممارسات الشاذة
    لكن هناك أناس غير أسوياء يفعلون هذه الممارسات المقززة المقرفة و يستمتعون بها
    و الأكثر قرفًا منهم هو الذي يرضي شهوته و ينسى أنه إنسان و يعيش بهدف أمتاع شهوته الحيوانية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!