عـدّة الكاهن – الحلقة الثّالثة

على ثالث درجات السلم توقف بشير يفكر قليلا ، بينه وبين ذلك الجسد الذى اشتهاه خطوات معدودة ، للمرة الأولى سيلتقى جسده بجسد أمرأة ، وليست كأى امرأة ، إنها بطلة كل أحلامه الجنسية ، إنها فاتن ، اكمل الهبوط درجة بعد درجة وهو يتصور كيف سيكون ذلك الحدث ، كانت تستعصى عليه حتى في أحلامه ، أواه من فعل الأيام ! خرج إلى أرض الحارة ، نظر بعينيه للأعلى ، فاتن تنتظره بشوق ولهفة تزيد عن لهفته ، أشارات له بالتفاتة وجهها نحو باب البيت أن يدخل ، دخل وفرحته تسابق خطواته ، كان يشعر بأن موسيقى الزفاف تعزف له مع كل درجة ، وصل إلى شقة فاتن ، قبل أن يطرق الباب وجدها تقف خلفه ، فتحت ودون كلمات دخل وأغلق الباب خلفه وهى تنظر إليه بنظرات ممتزجة بالرغبة العارمة والخوف كذلك ، لم يمهلها إلا لثوان معدودة ، أمسك بيدها فتوقفت غير ناظرة له ، أدار وجهها بيده فاستدارت تعانقه دونما هوداة ، تمرغت في أحضانه ، اعتصرها بين ذراعيه ، كان يفرغ شوق جسده لجسدها على شكل شحنات احتضانية ، كان يديرها فيمرر كفه على ظهرها ومؤخرتها البارزة الشهية ، نزع عنها جلبابها فكانت ترتدى تحته شلحة وبنطالا من القطن الطرى المطاطى ، أنزل بنطالها عن أردافها ، لم يجد تحته شيئا ، هرعت لتغلق باب غرفة الأطفال بالمفتاح بينما لا يزال بنطالها ساقطا ، نظر يتأمل ردفيها العاريين أمام عينيه للمرة الأولى ويتابع حركاتهما وفمه مفتوح ، عادت إليه لتشير له بعلامة النوم في إشارة لنوم أولادها في ذلك الوقت ، أمسك بيديها وأعادها لحضنه من جديد ، احتضنها ، ضم أردافها وهو يضع يديه عليهما كمن يقيس مساحتهما ، أدارها وهو ينزل بنطاله ليحرر قضيبه المنتفخ الأوداج من محبسه الذى استمر ست سنوات هى عمر زواجها بسامح ، جعل قضيبه بين ردفيها ثم ضمها من ظهرها لصدره وهو يداعب نهديها ليعتصرهما بين يديه ، وضعت أطراف أصابعها على يديه ، تسللت يداه مباشرة للحمها حتى صعدتا لنهديها ، لم تكن كذلك ترتدى شيئا يعيق لمساته فداعبهما ، استدارت فعاد يضمها لصدره وهو يضغط على ردفيها العاريين ، لحظات من نظر العين للعين في قوة من عينيه وخنوع من عينيها ، اقتحمت شفتاه شفتيها في قبلة هادئة متقنة الأداء ، تبعتها قبلات أخرى أكثر هدوءا ، ارتفعت حرارة نيران الشوق فزادت حرارة القبلات ، زادت سرعتها كذلك ، ارتجفت بين يديه ، كانت تقبله وعيناها مغمضتان لا تفتحهما إلا لتنظر في ملامحه ثم تعود لتغمضهما وهى تترنح .

احتضن لسانها بشفتيه يمتص ما به من شهد يتدفق على أطرافه ، جذبته من يده لتدخل به إلى غرفة الصالون ، وما إن دخل حتى حاول يزيح عن جسدها كل ما يغطيه ، تمنعت قليلا ونبهته أن النافذة مفتوحة وذهبت لتغلقها ولا زال بنطالها ساقطا أسفل مؤخرتها وردفاها عاريان ، ذهب خلفها وهى واقفة تحكم غلقها ، جلس على ركبتيه ليحتضن ردفيها بذراعيه ، التقى كفا يديه على منصة فرجها فراح يمد أصابع يده اليمنى لتبلغ شفاهه ، داعب بداية فرجها بطرف أصابعه في هذا الحضن ، بلغ بأطراف أصابعه بظرها البارز كحلمة الثدى خارج الشفرين فكانت تميل بجسدها للامام فتضغط مؤخرتها على وجهه وهو يداعب الشق ما بين ردفيها بلسانه ، جسدها ممتلئ لكن بغير ترهلات ، جسدها صبى شهى متماسك ، هبط بها إلى الأرض وراح يكمل تجريدها من كل ما تبقى فوق جسدها ، الآن قد اقترب مما يريد ، أشارت له نحو الأريكة فامتنع وراح يقف على قدميه وهى منطرحة أمامه على الأرض عارية تماما ينزع عن جسده كل ما يرتديه على الجزء العلوى ، نظرت لجسده وهى تتأوه ونظرات الإعجاب تخترق صدره المنبسط المتسع ونحتة جوانب جسده وهى تضيق عندما تتجه للخصر مطرزة بخطوط العضلات المتنوعة حتى تبلغ خصرا نحيلا ، طلبت منه البقاء قليلا كما هو أمام ناظريها لتستمتع بجسده الذى جعلها منتشية بنشوة السكر ثملة لا تتمكن من استيعاب ما تراه ، وقف وهو يظهر معالم جسده بدءاً من عضلات الكتفين وتحت الإبطين مع عضلات البطن واستوائها ، أزالت عنه بنطاله الساقط قليلا تحت قضيبه المتحرر ونظرت لعضلات فخذيه المتشكلة بشكل يتسق مع نحتة جسده الرائع الذى رأته كبطل في كمال الأجسام لا يبرح مسرح الاستعراض حتى يخرج فائزا بالذهبية ، نظرت لجسده بتمعن وهى تداعب شفتها السفلى بلسانها ثم وجهت عينيها نحو قضيبه المتصلب المتضخم وعروقه المنتفخة ، رأسه حمراء مشربة بالزرقة ، لم تتردد في التهامه بين شفتيها وهو تزوم وتهمهم وتحمحم وتنبعث من حنجرتها الآهات العميقة التى تدل على تحرقها لمذاقه ، قبضت عليه بكف فوق كف والرأس في فمها ، بهذا الحجم كان قضيبه طولا ، أما عرضا فكانت أصابعها لا تلتقى مع إبهامها ، نزلت إلى الأرض رافعة ساقيها لينظر إلى فرجها ومشافره الحمراء بين فخذين منبسطين كصينية الثريد فوقها ظلف الشاة ، نزل بفمه ليبدأ بأكله ، كانت تجيد الاعتناء بنفسها ، وكيف لا وهى فاتن الفاتنة ، سافر عبر مسافات الشوق يبتلع بظرها في فمه ، لسانه راح يجوب مشافرها وما بينهما ، أقحمه داخل فرجها فتذوق الطعم اللاذع لشهوتها ، لكنه اشتهى المزيد ، راح يدس إصبعه الوسطى في فتحة مؤخرتها وضغط بلسانه على بظرها ، خرجت آهاتها الممة وهى ترتفع بخصرها عن الأرض ، رفعت ساقيها وأمسكت بفخذيها بكفى يديها كأنما تحملهما حتى لا يسقطا فيعترضا متعتها ، اعتلاها دون دخول قضيبه ، أمسك بنهديها يداعب حلمتيهما ، عانقت شفتاه الحلمات جيئة وذهابا ، أمسك بنهديها بكلتى يديه ، راح يقبل عنقها ويمتص حلمة أذنها هامسا بما لاقاه من نيران الشوق وهو ينظر إليها عبر الشرفة ، كانت متعتها أقوى من مفاجأتها حينما رأته يعرف تفاصيل يومها ، ابتسمت في انتشاء لأنها جذبت هذا الوحش فصار من مريديها ، التهمت شفتيه مكافأة له على الإطراء ، أمسكت بقضيبه بأطراف أصابعها وراحت تدفعه داخل مهبلها وهى تعدل وضع جسدها بينما هو يتمنع ، كان يريد الاستمتاع بما حرمته منه الليالى السابقة ، قلبها على بطنها وراح ينام بخده على أردافها الرجراجة المصبوبة ، مسح على ظهرها بكفيه ، دلك كل جسدها بيديه ، جعل قضيبه بين ردفيها كثعبان نائم بانتظار تغافل فريسته حتى ينقض عليها ، تحرك قليلا به للأمام وللخلف ثم توقف ، راحت تحرك خصرها وردفيها لمزيد من حركته المنتظمة في ذلك الفلق ، انقلب وجعل وجهه عند قدميها ، بينما جعل قضيبه في الفلق والرأس موجهة لما بين فخذيها عند أول حدود مهبلها ، راح يداعب أصابع قدميها وكعبيها بلسانه ، كانت كلها في عينيه مشتهاة ، ونيران الشوق جعلته لا يريد ترك شئ من المتعة التى قد تخيلها من قبل ، ضاق بها الشوق واستبدت بها حرقة فرجها فاعتدلت لتنام على ظهرها وهى تهمهم متوسلة إليه أن يعتليها ، اعتلاها وأدخل قضيبه بهدوء بين أشفارها ثم ضغط عليه حتى اخترق قناة فرجها إلى نهايتها وهى أول مرة له ، لكن بحنكة الخبراء كان يتعامل مع جسدها ، كانت تتأمله وهو ينفذ ما تفكر فيه وترغبه ، يسرع قبل أن تطلب ، ويبطئ قبل ان تشير إليه ، يعنف قبل أن تناشده ويحنو قبل أن ترجوه ، يقبلها ويمتص لسانها ويقبل خديها حتى حدود العنق ، بقيت لتستمتع بما يؤديه حتى صرخت في لوعة واحتراق : أين كنت من قبل ، أنت المتعة مجسدة في رجل ، آه من فقدانك طيلة ما مضى ، ظلت تحسب معه رعشاتها بابتسام ، الأولى ، الثانية ، الرابعة ، السادسة ، وأين انتفاضتك أنت ورعشتك يا حبيب العمر الذى حل على غير موعد !

جلس القرفصاء ورفع ساقيها ، دلك مشافرها وأمسك بكفيها ، أدخل قضيبه وجذبها ، جذبها أكثر واكثر ، نهضت معه ، جلست على قضيبه وهو يركن بظهر إلى الجدار ، ضغط على جسدها فصار قضيبه مزروعا في فرجها تكاد تورق رأسه وتثمر داخلها ، لكنها ستروى وتسقى أولا ، انطلقت قذائف منيه داخل معسكرات المبيضين ، شعرت فاتن بلذة تغمرها من شعر رأسها حتى أطراف أصابعها ، شعرت بتنميل جسدها ، أغمضت عينيها وراحت تحتضنه بهدوء وتنام على كتفه في صمت إلا من التنهدات المنطلقة فوق عنقه ، حاول إنزالها فاستعصت ، امامنا الوقت يا حبيبى فلنهنأ بمتعتنا ، لا تتركنى ، هكذا توسلت ، أقامها ليلبسها سترة فوقيه ، كانت تنظر إليه في دهشة لكنه أخبرها انه سيمتعها بشكل كانت تتمناه من قبل ، افتحى النافذة ، جعلها تطل منها ثم أرخى الستارة على ظهرها فوق جسدها ليحجب رؤية جسده من الخارج ، صار نصفها العلوى يظهر من النافذة خلفها الستارة ، أحنى جسدها للامام ، دفع بقضيبه بين فخذيها من الخلف حتى دخل إلى فرجها ، كانت الستارة حاجزا بينه وبين ظهرها ، نزعت قضيبه والتفتت إليه وضمته بلهفة وشبق وهى تهمس في أذنه بحرقة : طوال عمرى يا حبيبى تمنيت ان يضاجعنى زوجى هكذا ، رجوته وتوسلت إليه وهو يرفض ، أنت تحقق أمنياتى دون طلب ، أنت تشعر فيم أفكر ، الآن عرفت أنك تحبنى حقا ، قلبى يراسل قلبك وقلبك يفك شفرات قلبى ، اما قضيبك فهو المكافأة التى وافتنى بها الدنيا ، افعل ما تريد يا عشيقى فهو ذاته ما أريد ، ثم عادت تتخذ نفس الوضع ترفع مؤخرتها اكثر ، تفتح ساقيها أكثر ، وقفت تنادى صاحب المحل المفتوح في الأسفل وتسأله عن بعض أشياء غير موجودة بالمحل ، لم تكن تريد شيئا ، لكنها أرادت أن تتحدث فقط بينما هنالك قضيب يناغى نشوتها ويلبى سعار جسدها ، وقفت تحكى مع جارتها في الشقة الملاصقة وهى تقف في شرفتها بينما راح بشير يرهز بقوة كلما سمع صوتها ، كانت تحاول أن توارى انتشاءها وتأوهاتها بينما تحدثها الجارة ، انطلقت ضحكاتها على نكتة سخيفة قالتها جارتها لكن ضحكاتها كانت بفعل نشوتها ، صفعها بشير على فردة مؤخرتها اليمنى ، فعاودت الضحك ، أدخل إصبعه في فتحة مؤخرتها فتعالت ضحكاتها وكلما سألتها الجارة ترد عليها أن ضحكاتها لأجل تلك النكتة التى قالتها ، فانطلقت الجارة تروى المزيد من النكات الغبية ، وفاتن مستمرة في الضحك والتأوه ، كان بشير قد بلغ أقصاه ، كان من قبل يتابع تلك المشاهد في حواراتها مع الجارات دون استيعاب للحوار لكن مع استيعاب تام لتفاصيل صوتها ووجهها ، لكنه اليوم هو من يدير المشهد من الخلف ، من خلف جسد فاتن ، ضغط وضغط حتى مال نصف جسدها من النافذة فسألتها الجارة ، فأجابت مدعية انها تنظر في اتجاه اول الشارع تتابع إحدى النساء لعلها صديقتها فلانة ، تراجعت بمؤخرتها للخلف فضغط بقضيبه للعمق وامسك بخصرها يضمه فانطلقت آهة عالية منها لتقاطع حديث الجارة التى سألتها عما بها فأجابتها أن شيئا ما يؤلم ساقها واستأذنت منها دقيقة لتراه ، التفتت إليه وعانقته تقبله بشكل مم وقضيبه يضغط فوق قبة فرجها ويتمدد حتى يبلغ سرتها .

سحبته من قضيبه وتوجهت به للأريكة ، جلست وأسندت ظهرها ثم رفعت ساقيها وفتحت فخذيها وأمسكت بشفاه فرجها بأطراف أصابعها ، تقدم إليها وهو جالس على ركبتيه على الأرض يوجه قضيبه لداخل مهبلها ، كان كلما يضرب بقضيبه تتحرك إليه حتى صار ظهرها فقط على الأريكة بينما مؤخرتها وفخذاها خارج حدود الأريكة بشكل تام ، ضمها من تحت ذراعيها ثم حملها ووقف بها وهى فاغرة فمها مندهشة كيف تمكن من حملها كاليمامة وهى الممتلئة المكتنزة ، زالت عنها دهشتها حينما وجدته يرفعها ويخفضها فوق قضيبه وهو يدور بها في أرجاء الغرفة ، همست في أذنيه لا لتمدحه بل لتسبه ، كيف غبت عنى كل تلك الاعوام وانت هكذا ؟ لو طلبتنى خادمة لك لظللت العمر تحت قدميك ، أنت الرجل الوحيد في هذا العالم ، لا يوجد رجل مثلك ، لم يعبأ بكلماتها وانطلق يضغط ويضغط ، أراد أن يريها المزيد من العجائب فأنزل إحدى يديه وحملها بذراع واحد ، غمرتها السعادة حتى فاضت سوائلها على قضيبة ، بل فوق خصيتيه ، بل زادت وفاضت حتى هطلت على فخذيه ، احتضنته وهى تقبل خديه وشفتيه بخطفات سريعة ، اطلق العنان لمنيه ليقتحم فرجها ، كانت تشعر بكل قطرة منه تضرب عنق رحمها ، نزلت من فوق قضيبه تدريجيا وهى لا زالت تحتضنه ، نظرت في الساعة المعلقة على الحائط فقبل جبينها وارتدى ملابسه وهى تتحسر على انتهاء حصتها من المتعة الفائقة ، ذهبت معه في هدوء دون كلام نحو الباب ، قبل أن يفتح الباب أمسكت بظهره تناشده أن يضرب لها موعدا آخر ، لا يتركه للصدفة من جديد ، عاهدها على التكرار مرة كل أسبوع حينما تسنح له الظروف إما في بيتها أو في بيته في مخزن الدور الأرضى .

خرج عائدا لبيته ، صعد لشقة أخيه مدحت الذى كان لا يزال ينتظره للغداء معه !

مدحت : إيه يا عم أنا نزلت أنادى عليك مالقيتكش كنت فين !

بشير : روحت اشترى حاجة من ع الناصية

مدحت : طب اقعد كل تعالى انا قلت اتسلى على ما تيجى

بشير : ألف هنا يا ابو يونس ، تسلم إيدك يا ام يونس ، الأكل ريحته تجنن

مدحت : ههههههه انت اللى شكلك جعان ، ده انت اول واحد يشكر في أكلها

مى : شوف اللى بقاله ساعة بياكل بيقول إيه ! طب انا راضية شهادتك يا بشير ، الأكل وحش !

بشير : لا ازاى بس !! بجد حلو جدا ، تسلم إيدك ، قول لى يا ابو يونس ، نويت على إيه ؟

مدحت : في إيه بالظبط ؟!

بشير : في شغلك ؟

مدحت : فين بقا على ما ابقا الاقى شغل تانى زى اللى كنت فيه ! ده انا من امبارح دماغى هاتتفرتك مانمتش الا بعد الفجر عمال افكر هاصرف ع العيال منين !

بشير : مدحت ! مش أخويا اللى يقول كده ، اللى انت عاوزه من عينى ، بعد الغدا ننزل عندى شوية

واصطحبه بعد الغداء إلى غرفته وأخرج له ما يقرب العشرة آلاف جنيه كانت كل ما تبقى بعد سلفة مختار منه ليكمل بناء البيت ، أخرجها له من دولاب ملابسه ومنحها له وهو يقول !

بشير : الأخ لاخوه يا مدحت ، خد ولو احتجت تانى تعالى قول لى

مدحت باكيا يحتضن بشير : أنا آسف ليك يا بشير ، يا أخويه ، بعد كل اللى شوفته منك النهارده عاوز اقول لك انى كنت شايفك بعين عميا خالص عن رجولتك وشهامتك

بشير : اعمل ايه في سوء ظنك بس ! بكره هاخليك تلعب بالفلوس لعب يا مدحت ، انا داخل في شوية مشاريع كده وشكلها هاتفتح وانا عينى ليك يا ابو يونس

مدحت ضاحكا : حبيب اخوك يا بشبش ، انما قول لى انت اتغيرت اوى ليه كده وازاى يعنى !

بشير : اهه الواحد بينام ويصحى يلاقى نفسه في حال غير الحال ، روق كده وفرفش وماتشيلش هم طول ما بشير موجود

في المساء جلس بشير في غرفته يتحدث مع مور – حات

بشير : لا زلت أفكر من أين أبدأ !

حات : عجيب أمرك ! أنت تملك العلم الذى يتيح لك كل ما خفى ، ابدأ من حيث كنت قبل العهد ، افتح تلك البرديات التى في الصندوق واقرأ ما فيها ، من هنا يبدأ الطريق ، إنها تخص الفارس العاشر ، كان يهوى تدوين الأحداث الهامة والجنائزية بأماكنها وتفاصيلها كنوع من التأريخ والتوثيق ، بعد القراءة اسألنى عن التفاصيل التى تحتاجها كاملة سأخبرك بها ، وها هو رقم هاتف ذلك ” النصير ” هو خير من تستعين به ، سجله على هاتفك ! إلى اللقاء يا بيش – را

نهض بشير ليفتح الصندوق وهو يستخرج البرديات ليقرأها بعناية ، كان يفهم كل نقش فيها علام يدل ، رأى الرسوم والإحداثيات حتى استوعب تماما كل ما فيها ، بعد القراءة ظهر له السيد حات يشرح له التفاصيل كاملة ويخبره بما جعله منتشيا مستبشرا ، ابتسم وهو يسحب هاتفه ليتصل بالمعلم نصير !

بشير : أيوة يا معلم ! أنا بشير بتاع البدرشين ، افتكرتنى ! كنت عاوزك في مشوار شغل ، تنزل البدرشين بكرة ! العصر ! آه ماشى حاضر ، لا خلاص هاستناك في ميدان الرماية ونكمل سوا بعربيتك ، لا مش هارجعك بإيدك فاضية عيب !

أنهى المكالمة وانتظر حتى اليوم التالى وفى الموعد كان يستقل سيارة المعلم نصير وفى الطريق تبادلا الحوار !

بشير : لقيت لك طلبك يا معلم !

المعلم نصير : إيه خير ! مقبرة الكاهن !

بشير : شوف يا سيدى ، انت قدامك مش أقل من سبع مقابر ملكية وتسعة للكهنة وكلهم في الجيزة ، والمقابر اللى اخترتهالك فى أرض فاضية ومفيش حواليها اى مشاكل شغل ع الرايق اوى يعنى يادوب نشترى ونشتغل ، ومن الآخر كده سنة شغل قدامك

المعلم نصير : ازاى ده ! انت بتتكلم بجد ! لو طريقهم سالك فأنا شارى والفلوس حاضرة

بشير : بعدين نبقا نتكلم في الفلوس وعلى كل حال اعتبرنا شركا

ظل بشير يوجه سيارة المعلم نصير نحو المناطق التى سيشتريها كما قال ، وكانت البداية على مقربة من بيت مختار ، نزل المعلم نصير وبشير إلى جواره ، توقف لحظات ثم قال !

بشير : شايف يا معلم حتة الأرض دى كلها !

المعلم نصير : آه مالها ؟!

بشير : شايف مساحتها كبيرة ازاى ! تيجى 1500 متر ، من يوم ما طلعنا للدنيا واصحابها عارضينها للبيع ولا حد فكر يشتريها

المعلم نصير : أنا اشتريها وهاسيبهالك هدية منى بعد الشغل وكل حتة اشتريها لو لقينا فيها خير تبقا بتاعتك !

بشير : تسلم يا معلم

المعلم نصير : انا اعرف اقدر الرجالة كويس

بشير : تعيش يا معلم ، بس عاوز اقولك وانورك ، انا صحيح فرجتك على كل الأماكن اللى فيها الشغل إنما المداخل والمخارج والتفاصيل كلها معايه انا ، لو فيه أى نية للـ….. !

المعلم نصير : عيب تهيننى يا بشير ! أنا راجل ، وطول عمرى إيدى نضيفة وسجلاتى بيضة ولو ما تعرفنيش اسأل عنى خليل الحلوانى يقول لك

بشير: يا معلم انت تتاقل بالدهب ، باتكلم على الرجالة اللى هاتشتغل

المعلم نصير : دول رجالتى ، عمرهم ما يعصوا أوامرى ، يبيعوا روحهم عشانى ، بكرة لما نشتغل مع بعض هاتعرفهم اكتر

بشير : يبقا اتفقنا ، تعالى نكلم اصحاب الأرض

المعلم نصير : طالبين فيها كام ؟

بشير : اهو شوية يقولوا هانبيعها بالمتر وشوية يقولوا على بعضها هانتكلم معاهم سوا ونشوف

المعلم نصير : لو بخمسين مليون هاخدها

وفى خلال يومين لا أكثر أنهى المعلم نصير عملية الشراء وبعلاقاته استخرج خلال أيام كذلك تصريح بناء مصنع للبويات بناء على طلب بشير ، كان كل شئ باسم نصير حتى انتهاء عملية الاستخراج ثم تنازل بعدها عن الأرض والمصنع لبشير ، بدأ العمل ، تم بناء السور أولا حول الأرض ، وتم وضع لافتة وبدأ العمل في وضح النهار ، فى اول يوم عمل وقف بشير في اتجاه الشمس ثم سار بضع خطوات في اتجاه الشمال وتوقف !

بشير : نبدأ هنا : مقبرة ملكية على عمق 12 متر وأربعين سنتى بالظبط ، الحفر عمودى 7 متر وبعدها غرب مترين وبعدين عمودى تانى 5 متر

المعلم نصير منبهرا : تسلم لى دماغك ! اشتغلوا يا رجالة زى ما قال الباشا

وبعد الوصول للباب وإزاحته قال بشير : دلوقتى السلالم تحت فيهم أول سلمة سليمة والتانية مقلوبة ، التالتة سليمة والرابعة مقلوبة ، الخامسة والسادسة تمام والسابعة مش سلمة أصلا دى مزلاج ، زحليقة يعنى ، بعد الدرجة العشرين فيه عتبة عرض ستين ، دى مش عتبة دى غطا مدغدغ وتحته بير! ناخد بالنا ، مفيش بيننا خاين ولا ابن حرام ! نيتنا صافية كلنا ، الرزقة شركة ! يلا همة يا رجالة

المعلم نصير : إدينى دماغك أبوسها يا ابنى ، ده انت كنز لوحدك ، انا لو اعرف انك كده كنت اشتريك بعمرى من يوم ما قابلتك اول مرة !

الآن أزيل الباب ، نزل أكثر الرجال خبرة وحده يرتدى قناعا لفلترة الهواء ، قام بتوصيل اللمبات المضيئة داخل المقبرة ثم وضع بها جهازا طاردا للهواء لمدة ساعة وخرطومه خارج الحفرة ، بعد الساعة وضع جهازا ضاخا للهواء بداخل الحفرة لساعة أخرى ، ثم نادى على المعلم نصير وبشير ليدخلا ، وفى الأسفل نظر نصير يمينا ويسارا وهو في غاية الإنبهار مما يراه من كنوز تفتح أحضانها لطالبيها ، احتضن المعلم نصير بشير وهو يهنئه ، كان تصميم المقبرة يتكون من فناء مفتوح وكانوا يستخدمونه في الماضى كمزار لأقرباء الميت يتلون فيه الترانيم عليه ، ثم واجهة المقبرة وعلى جانبيها لوحتان إحداهما على اليمين والثانية على الشمال ، قرأهما بشير فوجد عليهما أسماء المتوفي وألقابه التى حازها في عهده ، ثم مدخل المقبرة ، وتليه صالة مستعرضة تتعامد عليها صالة طولية لتشكلان حرف T وتوضع في الصالة الطولية على الحائط صورة لصاحب المقبرة ، وبعض منجزاته ومناقبه ، لا صوت يعلو فوق صوت الذهب ، أكثر من 750 قطعة من تماثيل ومنحوتات متنوعة ما بين الذهب والحجر ، وبوق فضي وسرير جنائزي ، وتمثال بالحجم الطبيعي للملك يقف متأهبا عند مدخل مقبرته ، رفع الرجال غطاء تابوت الملك ، نظر المعلم نصير حول موميائه فى صمت ثم ابتسم ، خرج مع بشير ليتم الاتفاق على النقل فى حينه ، وبمساعدة مور- حات أعطاه بشير خارطة تعليمات للسير والاتجاهات ليستعين بها أثناء النقل حتى لا يتم القبض عليهم ، نجحت عملية النقل كما رسمها بشير ، بعد أيام قليلة أرسل المعلم نصير سائقه ومعه حقائب للسفر مكتظة بالأموال المتنوعة فى جنسيتها بالملايين التى وضعها فى سيارة حديثة تركها هدية لبشير مخبرا إياه ان بداخلها نصيبه ،عاد بشير يخطط ليوجههم إلى المقبرة الثانية والثالثة والرابعة ، عمليات شراء الأراضى كانت كلها تتم باسم المعلم نصير الذى كان يستخرج ما فيها ثم يضع أساسات المبانى ويتنازل عنها لبشير بعد الانتهاء ، تكدست الملايين فى غرفة بشير بلا عدد وتكاثرت عقاراته ، قام بشراء إحدى الفيلات من خليل بك الحلوانى رجل الأعمال والتهريب على السواء ، وهناك جعل غرفة فى الطابق الأرضى فقط لتخزين الأموال ، أكمل بناء المصنع وتجهيزه على أحسن ما يكون ، وبعد عشرة أشهر تقريبا تمت العملية السادسة عشرة والأخيرة فى تلك المرحلة ، بعدها ذهب ليمنح أخاه عقد المصنع وتراخيصه وسجلاته الضريبية مع مبلغ نقدى يتجاوز الستة ملايين كرأس المال لشراء الخامات وعين له خبير إنتاج فى ذلك المجال كمستشار له حتى يثبت قدميه ، لم يصدق مدحت ما يجرى ، استبدت به الحيرة حتى أخبره بشير أنه أصبح من مضاربى البورصة منذ عدة أشهر ودخل فى عدة مشاريع مع عدد من رجال الأعمال ، وكل يوم هنالك المزيد من الأرباح ، انطلق بعدها مدحت ليدير المصنع الذى لم يكن ليحلم بالعمل فى مثله يوما ما .

لم تكن لقاءات بشير الغرامية بفاتن على ما يرام فى تلك الفترة لكنها كانت تتحرق شوقا إليه ، أما هو فكان لديه شهوة عارمة لجمع الأموال ، قبل انتقاله تماما ليقيم فى الفيلا بليلتين فقط أقام له مدحت حفل عشاء دعا إليه عائلة زوجته ام مى أو ” عزيزة 51 سنة ” إلى جانب أخوات مى ” ماجدة 28 سنة ومايسة 26 سنة” بأزواجهما وأبنائهما بالاضافة لأم بشير التى رفضت الإنتقال إلى الفيلا وقررت البقاء فى بيتها لترعاها مى التى تعرف احتياجاتها جيدا ، بعد العشاء نزل بشير لحجرته ليلاحظ بعد قليل انصراف المدعويين ، كان يلملم بقية حاجياته مع التمثال والصندوق حينما انتبه لشئ يسقط فى شرفته ، كانت فاتن هى من ألقت له بحجر صغير لتطلب منه اللقاء المم ، لم تتردد حينما أشار إليها لتأتى لبيته ، خرجت من شقتها ونزلت السلم ثم عبرت الشارع فى هدوء تام حتى دخلت من الباب لتجده ينتظرها خلفه ، دخل بها الدور الأرضى خلف الأقفاص القديمة المتراصة ، ضمته فى حضنها الملتاع المتشوق وهى تنزع عنه ملابسه الفوقية ، جلست على ركبتيها وهو لا زال واقفا يرتدى البوكسر فقط ، أخرجت قضيبه لتمتصه وتلعق رأسه وهى تتجرد من ملابسها ، أمسكت بقضيبه تداعب به شفاهها وتمرره على أثدائها ، نامت على ظهرها كما لو كانت فى عجلة لتطفئ نيران مهبلها وعيناها فى عينيه ، جلس بين فخذيها ثم انطرح فوقها ليتجه قضيبه بلا عون نحو فتحتها ، همست فى أذنه بنبض مشاعرها بينما هو يتحلى بالصمت والجدية فى أداء مهمته ، بعد قليل انطلق قضيبه ليقذف بحممه بينما هى تعتصر جسده فوق جسدها ، قامت لترتدى ملابسها وارتمت فى أحضان بشير بينما هو لا زال يرتدى ملابسه ، خرج بحذر حتى وصل لباب البيت ، نظر يمينا ويسارا وللأعلى والأسفل ثم أشار إليها لتخرج عائدة إلى بيتها .

اتجه ليصعد السلم فوجد على رابع درجاته امرأة تقول : صباحية مباركة يا عريس ! ودى من مقامك بردو عشان تنزل لها المخزن !

بشير : خالتى أم مى ! لا دى واحدة غلبانة كانت عاوزة مساعدة

أم مى : وساعدتها يا أخويه مش كده !

بشير : تعالى بس نشرب سوا فنجانين قهوة من إيدك الحلوين دول

أم مى : إيدى أنا اللى حلوين ! تعالى ، تعالى

دخل بشير إلى شقته وجلس فى الصالة مع أم مى ليسألها !

بشير : إنما انتى إيه اللى صحاكى لحد دلوقتى ! وماروحتيش معاهم ليه ؟

أم مى : أخوك هو اللى صمم أبات عنده عشان بكره يفرجنى ع المصنع ، دخلوا كلهم ناموا وسابونى ، أنا بقا مش بأنام بدرى أبدا ، وانا قاعدة بقا فى الشباك فوق لقيت البت دى رايحة جاية فى بلكونتها زى اللى بتولد وعنيها على أوضتك ، الفار لعب فى عبى ، طفيت نور الصالة وفضلت مستنياها اشوف هاتعمل إيه لحد ما بدأت تحدفلك طوب وبعدها لقيتها داخلة البيت ، نزلت على طراطيف صوابعى لحد ما لقيتك نازل لها ، نسوان هايجة عاوزة الحرق ، ابعد يا حبيبى عن الأشكال دى عشان كده غلط ، دى طمعانة فيك يا قلب أختك

بشير : لا ماتخافيش عليا ، إنما قولى لى بقا ، انتى احلويتى اوى عن الزيارة اللى فاتت كده ليه ؟

أم مى : أنا حلوة يا اخويه طول عمرى ، كل اللى يشوفنى مع بناتى يقول اختهم الكبيــ ! الصغيرة

بشير : طبعا أصغرهم وأحلاهم كمان ، هاتقعدى هنا كام يوم ؟

أم مى : لا ده انا ماشية بكره بعد ما نروح المصنع على طول

بشير : خسارة !

أم مى : خسارة ليه بقا !

بشير : كان نفسى تنورينا شوية كمان

أم مى : أنوركم آه ! ما كفاية عليك اللى بتنورلك المخزن ، على كل حال العزومات جاية كتير ، افوتك بعافية عشان تنام ، تلاقيك تعبان وحيلك مهدود !

بشير : هههههههه ، لا ده أنا قوة الموتور عندى أربعة وعشرين ساعة شغل من غير تعب

أم مى : الحصان الجامد تبان عافيته لما يسحب عربية عفية محملة بصحيح فى مشوار طويل ، مش ينط نطة على سور واطى ويقول أنا حصان !

بشير : هههههه يخرب بيت لسانك اللى بينقط عسل ، ماتيجى تقعدى جنبى ده انتى كلامك وحشنى

أم مى : واحشاك تبقا تيجى تزورنى ، مش من يوم جواز مى ما خطيتش ناحية الشارع ! تصبح على خير

وبعد انتقاله تماما للفيلا الجديدة ، مكث بضعة أيام يرتب فى حاجياته ، وضع الأثر فى خزانة خلف سريره ثم نام حتى الصباح ، استيقظ على رنين هاتفه فوجد المعلم نصير يدعوه بإلحاح ليذهب إليه فى زيارة له فى قصره الكائن بالمنيا ، تعلل بشير فى البداية بالانشغال ثم وافق على تلك الزيارة ، ذهب إليه فاستقبله استقبال الفاتحين ، يوم كامل وهو يقدم له واجب الضيافة ثم فى آخر النهار أخبره ان أمامه عملية يحتاج فيها استشارته وعلمه حتى يرى هل يكمل أم لا ، كانت المقبرة فى سفح الجبل ، ولم يكن نصير يؤمن أن بها شيئا مهما ، كان يظن انها ليست مقبرة فرعونية أصلا ، لكنه لم يكن ليترك فرصة إلا اغتنمها ، ولأنها ليست كطبيعة المقابر فى مدخلها وبابها الذى وصل إليه بالفعل ، قرر الاستعانة ببشير لعلمه ودهائه فى استكشاف المقابر قبل فتحها ، وقف نصير وبشير والعمال امام الباب ، صمت بشير للحظات ثم نظر أمامه ليجد ” مور ” تتبدى امام عينيه فى الأفق وهى مبتسمة ، بسطت يدها أمامه لتظهر له كيفية الدخول للمقبرة ، وما سيواجههم حينها من أكمنة ومطبات قد تودى بحياة من يحاول المساس بالمقبرة عن جهل ، شرح لهم بشير بالتفصيل ، دخلوا بالطريقة المعتادة بعد ضبط الهواء والإضاءة ، دخل الرجل الخبير أولا يليه نصير ومعه بشير يدا بيد ، قلب يمينا ويسارا فلم يجد شيئا يذكر، دبت الحسرة فى قلب نصير الذى دعا الرجال ليخرجوا بينما بقى بشير ينتظر انصرافهم بشغف ، توقف نصير ليتابعه متعجبا ثم قال له !

المعلم نصير : إيه خير مستنى إيه !

بشير : تعالى شيل الحجر ده البنى اللى فى الحيطة

المعلم نصير : طب ما أنادى على حد من الرجالة يشيله

بشير : يا معلم روق بقا واسمع كلامى ، مش عاوز حد يعرف احنا بنعمل إيه

نصير : تمام يا غالى ، آدى الحجر أهه ، يا قوى ! ايوة ده وراه ورق برديات اهه ، اقرا يا كبير ومتعنى

ظل بشير يقرأ والابتسامة لا تغادر وجهه بينما نصير ينظر إليه وهو مستبشر حتى توجه له بالحديث !

بشير : شوف يا معلم ! احنا من اول ما اشتغلنا سوا واحنا ع الجد والدوغرى مع بعض ، صح !

المعلم نصير : صحيح أنا معرفتى بيك مابقالهاش كتير لكن ما شوفتش منك الا الجدعنة والرجولة وفوقهم العلم والمفهومية اللى خلونى اعمل فى كام شهر اللى ما عملتهوش طول عمرى ، أنا بجد مديون لك بكتير يا بشير بيه ، إنما ليه الكلام ده ؟

بشير : خلى الرجالة يسبقونا ع البيت وقول لهم احنا راجعين وراكم

المعلم نصير : طب ومين اللى هايتاوى الباب ويقفل البتاعة دى اللى لا هى مقبرة ولا قبر !

بشير : بعدين ، قول لهم يرجعولنا بعد ساعة

المعلم نصير : من عينى يا استاذ

وقام نصير بصرف كل المتواجدين واتفق مع أربعة منهم على العودة بعد ساعة ليقوموا بردم ما حفروه ويواروا المقبرة عن الأعين !

المعلم نصير : تمام يا أستاذ ، دلوقتى مفيش غير انا وانت بس ، تؤمرنى !

بشير : عاوز اعمل معاك صفقة يا معلم ، اللى هنا وجنبنا ماكنتش تحلم تشوفه ، اللى هنلاقيه كله بالنص بينى وبينك تبيع وتبعتلى نصيبى

المعلم نصير : ده انت تاخد عينى يا بشير بس هو فيه إيه هنا والدنيا مغفلقة أهه ، هو الورق ده بيقول إيه !

بشير : فيه هنا باب هاندخل منه على مخزن فيه أكتر من أربعين ألف حتة كبير على صغير ودهب على فضة على حجارة ، المخزن ده زمان اوى مجموعة من المخلصين لموا فيه كل اللى خافوا عليه وشالوه هنا سنة31 قبل الميلاد لما معركة ” أكتيوم البحرية ” كانت شغالة والرومان كانوا بيحطوا رجلهم جوه مصر

المعلم نصير : آه حرب أكتيوم عارفها ، اللى انتحرت بعدها الست كيلوباترا

بشير : عليك نور ، الرجالة دى كانوا خايفين من الرومان يدمروا أو ينهبوا كنوز أجدادنا ، شالوها هنا وشالوا كمان خمستاشر ألف بردية فيها تاريخ مصر الفرعونى الحقيقى عشان الرومان ما يزوروهوش ولا يمسحوه ، وجوه امان أوى لا محتاجين أقنعة ولا غيره

المعلم نصير : يا سلاااام ! لا ولاد أصل صحيح ، طب افتح ورينى خلينى أتكيف ، فين الباب ؟

بشير : الحيطة دى ! هى الباب

المعلم نصير : طب افتحه ازاى ! دلنى يا غالى !

بشير : امسك المطرقة !

المعلم نصير : إيه هانكسر !

بشير : شايف الحجر ده !

المعلم نصير : آه شايف

بشير : اخبطه خبطة واحدة

وما إن ضرب نصير بالمطرقة حتى تفتت الحجر وظهر مقبض ملء الكف من الخشب ، ضغط عليه بشير ثم أداره وضغط بكتفه على الحائط للداخل فاستدارت على محور أوسط حمل بشير فرع الإضاءة ودخل به وخلفه نصير ليظهر أمامهما ما جعل نصير يخر على ركبتيه غير مصدق ، الحجرة فى بطن الجبل بلا أية نقوش ولا نحوت ، لكنها ممتلئة بالآثار الفرعونية المتنوعة فى أشكالها وخاماتها وعصورها ، جلس يبكى بكاءً هستيريا ، يقبل قدم بشير الذى أنهضه من الأرض وهو يربت على كتفه ، نهض وهو يقبل رأسه ، على اليمين وجد كومة من البرديات ، طلب من نصير أن يستدعى سيارة نقل ثم حملها بكل ما وجده من برديات ، تمت عملية التمويه أثناء النقل مع اتباع خطوط سير تبتعد عن مسار الشرطة واكمنتها حتى وصلت للفيلا بسلام ، أما نصير فقد أخفى سر المخزن حتى عن رجاله وهو يفكر فى التسويق ، عاد بشير بالبرديات للفيلا ، شئ ما جذبه لقراءتها سطرا سطرا ، عكف على قراءتها واحدة تلو الأخرى وهو يدون كل ما يقرأ ويترجم ، بعد قراءة ما أدهشه من حقائق غائبة أو مغيبة قرر أن يوصل كل ذلك للناس ليعلموا تاريخهم بصدق ، بدأ التفكير فى طريقة النشر ، استدعى مور- حات ليأخذ رأيهما ، وعندما حدثهما عن نيته فى النشر وجدهما يحذرانه !

حات : نحن حراس عليك يا بيش – را ، وما تفعله لن ينفعك ، لو استطعنا الوقوف معك امام العالم كله فكيف نمنع عنك نفسك ؟ أنت تلقى بنفسك إلى التخلى عن كل ما أنت فيه !

مور : سيد بيش – را ! بكل تاكيد نثمن سعيك للمعرفة ولكن ما تنوى فعله الآن لن يفيد ، ولولا اننا حراس على امنياتك لما حذرناك ، فبحق ما بيننا نناشدك التخلى عن رغبتك هذه حتى لا ينتهى وعدنا معك بالاستمرار !

بشير : لست أدرى لماذا تتحدثان بهذا الشكل وقد اعتدت منكما السمع والطاعة ؟!

حات : لأن بإمكانك الاستفادة العظمى مما أنت فيه لكنك تريد الانصراف عنه ، تريد وداعنا للأبد يا سيد بيش – را

مور : أنت الآن تختار بين أمرين أحدهما ينفعك والثانى سيلحق بك الأذى والضرر العميق

بشير : أنا متحير فى أمركما اليوم ، وأرجوكما التوضيح

مور : توضيح !ّ أى توضيح ! ليت بإمكاننا حل أنفسنا من الوعد والعهد ، أخبرنى سيد بيش – را ! هل تنوى بالفعل أن تخرج بما ستعرفه للناس أم أنك ستحتفظ به لنفسك ؟

بشير : ماذا سيحدث حينما اختار هذا الطريق او ذاك ؟!

حات : لو أنك ستحتفظ به لنفسك فنحن سنبقى على العهد شريطة ألا تتحدث فيه معنا مرة أخرى أو تخبر به احدا حتى لو كان ظلك ، أما لو أطلعت الناس عليه فحينها يكون قد انتهى شأننا معك وسنرحل عنك وبعدها لا نضمن تعرضك لأعنف المؤذيات

بشير : أتعجب من موقفكما ، بالقطع لن أخبر أحدا أنى فى حراسة مور- حات ، فكيف يكون الخيار إذاً

مور : لكى تفهم أكثر قبل أن تختار سيد بيش – را عليك أن تفكر جيدا ، ولكن لتفكر بصدق فاقرأ تلك البردية السوداء أولا ثم بعدها لك القرار ، إما ببقائنا إلى جوارك وإما الرحيل إلى الأبد !

حات : اقرأ واحفظ السر إن شئت لنفسك السعادة !

مد بشير يده ليأخذ البردية السوداء ليطالع ما فيها بينما لا زال حات ومور يقفان أمامه ، لم يفهم الأسطر الأولى لكنه بعد قليل بدأ يستوعب !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *