الهروب إلى تركيا​ – الحلقة الاولى

ودلوقتي عاوز افكر معاكم بصوت عالي واقول أن غالبا الحاجة اللي بتحصل بدون ترتيب بتكون جميلة واعتقد انكم معايا في الكلام ده

 

انا بقول الكلام ده عشان القصة دي حصلت بدون ترتيب مني ولا حتى مجرد تفكير وكان بيحصل معايا حاجات غريبة وقرارات اغرب ومعرفش أن القدر بيقودني لحاجات غريبة وجديدة بعد ما كنت وصلت لحالة من اليأس والملل وبدون مبالغة حالة من القرف من كل حاجة وده بسبب عدم الاستقرار النفسي في البيت

بسبب انعدام الحب أو نقدر نقول موت الحب أو حصل عند مراتي حالة من التشبع وبقت عاوزة تكون ام وبس مش زوجة لدرجة ان كل واحد فينا بينام في اوضة لوحده وبقت الوحدة محاصراني من كل الاتجاهات وكل ليلة افضل طول الليل افكر في حلول والبدائل

وكان آخر حل عندي أني اتكلم مع مراتي عشان نشوف طريقة نجدد بيها حياتنا ونستعيد الحب اللي مات

بس للاسف هي رفضت اخر امل ان الحياة ترجع لينا وقالت احنا خلاص كبرنا وبعدين المرض عامل تأثير ومش هعرف اديلك اللي انت عاوزه

مع اني عارف ومتأكد أنها بقت كويسة جدا بس هي بتحب تعيش دور أنها كبرت عكسي انا تماما

انا متفائل ومقبل على الحياة واحب أعيش حياة الشباب وعندي كمية معقولة من الرومانسية

المهم فقدت الامل في مراتي وبدأت أفكر في نفسي طالما رسالتي انتهت معاها والاولاد كبروا واتجوزوا وهي مش بتقعد معايا في الشقة زي ما بتقعد عند اولادها يعني الوحدة محاصراني زي ما قولت فخطرت في بالي اني اعمل تسوية معاش واخد مكافأة نهاية الخدمة واعمل اي مشروع يشغلني

وفعلا خرجت معاش مبكر ومعايا مبلغ محترم وبدأت استشير اصدقائي عن المشروع اللي ممكن اعمله وبناء على الحالة الاقتصادية للبلد الكل اجمع أن إقامة أي مشروع في الوقت ده هتكون نسبة النجاح قليلة والكل نصحني أني أعمل وديعة واخد الفوائد اعيش منها وهنا انا ندمت على قرار المعاش المبكر لان كدا الوحدة هتزيد والوقت هيكون طويل وممل وانا زي ما قولتلكم مقبل على الحياة وشكلي مش عجوز ولا ملابسي ولا اسلوب كلامي كمان وبقيت مدمن فيس اكتر من الاول واتعرفت على ناس جديدة ومنهم صديقة من عمري عراقية لكن لظروف العراق الأمنية والسياسية والاقتصادية سافرت هي وأسرتها تعيش في تركيا وبقت تحكيلي يوميا مميزات تركيا وان الحياة فيها حلوة وخطرت في بالي اني اسافر تركيا واخدت رأيها وتناقشنا في الموضوع من كل الجوانب وكان أهم حاجة عندي موضوع اختلاف اللغة فضحكت الصديقة وقالت دي اسهل حاجة هنا لان كل مكان تذهب إليه يكون موجود مترجم ويوجد اماكن لتعليم اللغة وسألتها عن فرص العمل خصوصا أن عمري تعدى الخمسين

فقالت فيه فرص عمل للعمر ده وان جوزها وابناها لم يستغرقوا اكتر من اسبوعين ووجدوا عمل مناسب واعطتني صورة عن تركيا أن الحياة هناك وردي

وفكرت كثيرا جدا اني اسافر ومعي المال اللي يخليني لا اخاف واقنع نفسي أنها رحلة لمدة أسبوعين لتغيير الجو وإذا ما حصل توفيق اعود بلدي من جديد

وقررت فعلا السفر وعملت كل الإجراءات وحجزت موعد السفر ومراتي كانت عند أحد الأولاد كالعادة فذهبت إليها واتصلت بباقي الاولاد وحضروا وابلغتهم بقراري وكانت مفاجأة ليهم كلهم اني اقولهم اني مسافر في الصباح الباكر

فقالت زوجتي يعني خلصت كل الإجراءات وتبلغنا النهاردة بموعد السفر

فقولت لها انتي اصلا مش عايشة معايا وانا عايش لوحدي حتي لو انتي في البيت والأولاد كانوا متفهمين الوضع عشان عارفين كل المحاولات اللي عملتها مع زوجتي وملتمسين العذر لقراري وفضلت أهزر مع الاولاد وكل واحد اتصل بزوجته وقضيت الليل كله معاهم وودعتهم ونزلت من عندهم اروح بيتي اخد الشنطة واطلع على المطار

لقيت اولادي في المطار منتظرين وصولي هناك وكانت مفاجأة حلوة منهم وطلبوا مني اني ارجع تاني عشان هما حسوا اني مسافر ومش راجع وطلبوا اني اتصل اطمنهم واني أسامح والدتهم وطمنتهم اني سأحاول تنفيذ مطالبهم وتم الوداع بالدموع

وركبت الطائرة التي ستنقلني لحياة جديدة

فهل ستكون رحلة للاستجمام أو رحلة طويلة أو استقرار نهائي

 

ده اللي هنعرفه في الحلقات القادمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: ممنوع النسخ