اشتد المرض على أبي في الأيام التالية، حزنت جدا لما أصابه وكذلك هيام..التي لم تدخر وسعا ألا وبذلته في رعاية أبي حسن.
اتصلت بالطبيب لمعاينة ابي مرة اخرى فلقد اخبره آخر مرة انه فقط بحاجة لراحة اسبوعين و ها هي المدة انتهت وأحوال أبي تزداد سوءا فأصيب بالحمى وصار يصعب عليه حتى الكلام.. ابي لم يكن كبيرا في العمر. لكن المرض أخذ منه مأخذا كبيرا. اخبرنا الطبيب انه لابد ان نصبر على العلاج الجديد فترة اخرى.. ولن تنفع المستشفى أبي بشيء والافضل له ان يبقى في بيته ويتلقى عناية هيام له..
بالطبع محل ابي بقي مقفلا منذ مرضه.. ولم يعد هناك ما نصرفه على احتياجاتنا.. فطلبت مفاتيح المحل من أبي كي اعمل بدلا عنه لكنه رفض رفضا شديدا
أبي: انت بتقول أيه؟ مش ممكن الي تطلبه ده.. انا قلتلك تشغل نفسك بمذاكرتك بس.. انا كلها.. اااه.. اااه.. كلها يومين وابقى كويس..وارجع للشغل تاني!
انا: يابا.. مانا كده كده حفضل قاعد سواء في المحل او في البيت وهناك برضو حمسك كتبي وأذاكرهم. هو يعني انا حعمل ايه اكثر من كده؟
هيام لأبي: الي بيقوله زكي صحيح يا حسن.. كلامه معقول.. سيب زكي يروح المحل اهو يذاكر هناك ويسترزق كمان..
ابي لهيام: خلاص.. اااه.. ااه يادماغي.. خلاص مادام انتي شايفه كده.
بعد مواجهتي مع هيام الاخيرة.. لم اتحرش بها ولم احاول ان اكون قليل ذوق واحترمت كيانها ووعدي لها بان لا افعل او اخذ شيء منها هي غير راضية عنه..
بالطبع لم تمنعني تلك الوعود من النظرات الخاطفة احيانا لجسم هيام وهي تعمل دون ان تدري بي.. فهي لم تغير لبسها لانها عودتنا جميعا على ذلك..واحيانا تخطفني رائحتها المميزة تلك حين تخطف مارة بجنبي او المح ابطيها . وهي تمد يديها لتنزل شيء او وهي تنظف البيت .. اي عمل يؤدي الى كشف اي مكان من جسمها .. انظر له بشكل خاطف.
نزلت للمحل في اليوم التالي الذي يقع قريبا من البيت.. لم يكن لدي اي خبرة بهذا المجال.. كنت أتأخر كثيرا حتى البي طلب الزبون وحتى تعودت على اماكن الاشياء وحفظتها.. وكذلك اسعارها..لم يكن عملا شاقا.. كما لم يكن عملا سهلا جدا.. خصوصا حين اراجع الحسابات في الليل.. واجرد المواد في المحل واسجل البضاعة التي نفذت لكي اطلبها من التاجر.. اما البضاعة التي لم تُباع.. كان علي ان لا اجلب منها كي لا تقع علي بخسارة..
علمني ابي كل مايتعلق بعمل المحل. وتعلمت بسرعه..كنت احاول ان اذاكر حين يكون لدي فراغ.. لكن اضحك على نفسي لو قلت ذلك.. صعب جدا ان اركز بكتاب بسبب ظهور زبون او اثنين بشكل مفاجيء.. لم يكن لدي اي فكرة عن عمل ابي سابقا.. انه يحتاج لتفرغ كامل.
وبين حين وآخر كانت تزورني ذكريات ماحصل بيني وبين هيام واتمنى ان اكسب رضاها في المستقبل.. هذه الأيام كانت هيام وكذلك انا شغلنا الشاغل هو صحة أبي. فلم يكن من الذوق فعل غير ذلك.
في أحد الأيام.. كان علي ان اجلب بعض المشتريات من تاجر الجملة. لم يكن بعيدا جدا.. استأجرت سيارة نقل صغيرة وذهبت للتاجر الذي يعرف ابي حق المعرفة.. اسمه حكمت..
حكمت: هو ابوك عامل ازاي دلوقت.. متحسنش؟
انا: للاسف لسه.. بس حيبقى كويس انشالله
حكمت: ابقى سلملي عليه وعلى مراته هيام
قال ذلك واحسست بنبرة تدل على انه يعرف هيام او يعرف شيء ما
أنا: هو انت تعرف مرات ابويا منين يا سيد؟
حكمت: لا.. عادي.. بعرفها وخلاص.. ابقى سلملي عليها كمان.. متنساش
حاول التاجر ان يتصرف وكأنه قال شيئا عاديا لكني بقيت افكر في كلامه كثيرا
في المحل جاءني عم عبيد النذل يريد . شراء بعض الاشياء.. فهو كان يستغل صلة النسب مع ابي .. لدرجة وجدت اسمه الأول والأثقل في صفحة الديون.. التي لا يوجد فيها شيء يدل على انه سدد من ديونه شيئا .. في هذا الدفتر الحالي !!!
عبيد: يبقى سجلهم ع النوته يا زكي.. !
اجبته بامتعاض وكنت مضطرا للموافقة خاصة ان ابي اوصاني عليه..باعتبار صلة النسب التي بيننا!
انا: حاضر.. يا عم عبيييد!
عبيد: هو ابوك ازايه دلوقتي؟؟
انا: كويس.. حيبقى احسن انشالله
عبيد: اااه طبعا طبعا.. و..و…
انا: و.. اييه في حاجة تاني يا عم عبيد ؟
عبيد: وعملت ايه مع هيام؟
انا: مايخصكش. انت خليك في حالك احسنلك ، وماتنساش روحك في ايدي.. واوعى تفكر تقرب تاني لهيام..فاهم..!
عبيد: الللللله.. في ايه بس يا زكي.. مانت كنت كويس اخر مرة تقابلنا.. وانا ساعدتك اني قلتلك اسرارها وازاي حتستفيد منها؟ جرالك ايه بس؟
انا: بقولك اييه! انا مش حعيدو تاني! اخرج انت منها خالص.. وملكش دعوة بهيام وإلا!!!
عبيد: حاضر.. حاضر..بس متبقاش عصبي كده ..انا قد والدك برضو..
انا: يعم مايشرفنيش تكون زي والدي.. خدها من قصيرها وروح يعبيد.. عشان مش فايقلك !
اثناء ذلك رن الهاتف.. كان التاجر حكمت ع الخط.. يتصل لأشياء تتعلق ببعض الحسابات.. فسمع عبيد. وهو مازال واقفا اسمه يتردد على لساني وبعد انتهاء الاتصال تكلم عبيد
عبيد: هو ده كان حكمت؟؟ يااااه.. على الصدف..
انا: تعرف حكمت منين؟
عبيد: هي هيام مقالتلكش؟ مجابتش سيرته؟ دا اكثر واحد من التجار الي كان يحب هيام ويطلبها!!
دائما ما يحاول عبيد ان يزرع الشك في رأسي بكلماته.. ونجح طبعا بسهولة في ذلك.. وصار ذلك واضحا علي من توتري وعصبيتي
انا: ملكش دعوة بحكمت وغيره.. فاهم ؟ ها يا عم عبيد.. محتاج حاجة تانية؟
عبيد: انت كده زي ماتطردني؟
انا: يعم دا مكان اكل عيش.. لو مش عايز حاجة تاني .. يبقى شرفتنا! !
ذهب عبيد عني وهو يتمتم منزعجاً من معاملتي له لكنه ترك أفكارا جديدة مزعجة لي أكثر في راسي
بعد قليل وأنا مهموم وسارح في المحل جاءني عادل.. عادل هو صديقي الانتيم القديم منذ الطفولة ولغاية الآن.. لكنه اختصر الطريق ولم يكمل الدراسة واشتغل حدادا مع خاله في محل ليس ببعيد عن المنطقة. لم نكن نخفي شيئا عن بعضنا .. الا قصة هيام.. لم اتجرأ ان احكيها له.. لكني استطيع الوثوق في عادل والسبب ان عادل قد قص لي قبل مدة عن حكايته واقسم علي بحياته ان اكتم الامر..كان عادل معجب جدا بزوجة عمه.. عمه كان تزوج امرأتين.. الاولى مرضت بعد ان خلفت له ستة ابناء.. فتزوج الثانية الصغيرة الجميلة جدا التي سرقت قلب عادل فكان يحكي لي عنها.. وكأي اصدقاء شباب كنا نتقبل اسرار المقابل ومشاعره ومعاناته.. ورغباته حتى لو كانت ممنوعه او محرمه.. عادل لم يصل في علاقته مع زوجة عمه لشيء مثلما فعلت انا! هو فقط كان معجبا ولديه محاولات خجولة مع زوجة عمه . ولم يتطور الامر للجنس لكنه اقسم لي ان زوجة عمه كانت متجاوبه معه ..المشكلة فقط فيه هو عادل نفسه.. مابين خوفه من الفضيحة. ومابين ضميره الذي يؤنبه .. مثلما كان ضميري يفعل معي.. ومابين المشاكل التي يخاف وقوعها مع عمه لو شعر به..
اظن ان اليوم سيكون فرصة لي لأفتح له قلبي.. فانا الان واقع في حيرة كبيرة.. تائه بين كلام عبيد وكلام هيام.. واريد ان اصدق هيام.. لكن الشك الجديد دمرني.
وبعد السلام الحار المتبادل بيننا وسؤاله لي عن صحة والدي قال عادل: اتمنى ان شغلك هنا ما يأثرش على مذاكرتك.. خلي بالك من مستقبلك يا زكي.. كفاية واحد مننا فشل وساب مدرسته.. شد حيلك . ياصاحبي ومتغلطش غلطتي ..
اجبته وانا كان اخر همي هو الدراسة في الوقت الحالي: متشغلش بالك.. هو انا يعني بعمل ايه.. اهو انا قاعد بذاكر..وشوف كل كام عقبال ما يجي زبون للمحل.. انت بس متقلقش عليه..
ورحت فورا اساله عن زوجة عمه منى التي كان يشببها كثيرا بالفنانة ريم مصطفى لجمالها الشديد..وكان سؤالي محاولة مني لفتح موضوعي ايضا فيما بعد ذلك
انا: الا بالحق.. عملت ايه مع منى؟
عادل: يعم سيبك منها.. دي حكاية مافيهاش امل خالص.. الموضوع متعقد كده ومش راضي يجيب نتيجه!
انا: ايه كمية اليأس ديه..اللي عندك يا عادل.. مالك في ايه ؟ اول مرة بشوفك يائس بالشكل ده!
عادل: اهو. هي دي الحياه ودا هو واقعنا.. صعب ..صعب قوي.. الاحسن ابص لقدام وافكر في حاجة تانية
انا: مالك يابني.. ايه التغيير الي حصلك فجأة كده؟ فين الحب والاعجاب الي كان مسيطر عليك.. دا اكيد حصل حاجه.. هي منى عملتلك حاجه؟ انت عملت حاجه غبيه طفشتها منك؟ متقول حاجه؟
عادل: بصراحه.. انا معملتش اي حاجه اصلا.. انا الخوف مسيطر عليا جدا.. وحسيت كده زي ما منى هي كمان انسحبت وبطلت تقرب مني خالص
انا: ماهو اكيد تبعد وماتقربش لما تشوفك متنح كده وجبان .. يابني الستات بتحب الراجل الجريء.. جمد قلبك جده ووريها انك راجل وجامد كمان..اوعى تخاف.. هو حيحصل ايه يعني. صدقني .. دي زيك بتخاف من المشاكل والفضيحه.. يعني لو بستها مثلا.. اكثر حاجة تعملهالك انها تديك بالقلم.. وتقولك مش عايزة اشوف وشك تاني!!
عادل: ايه ده يا كازانوفا.. انت جايب الكلام ده كله منين.. على اساس انك كل يوم مع وحدة شكل ومقطع السمكة وذيلها.. ! هو انت اخرك انجيلا وايت من عالنت.. حيجيلك خبرة مع الستات منين بقى؟؟
انا: عادل.. هو انا ينفع اقولك على سر!!
تفاجأ عادل من عبارتي الاخيرة التي قطعت حواره .. واثارت استغرابه.. فتحت لعادل علبة كولا وهو منتبه جدا لي وقال: قول .. في ايه!
انا: انا.. انا زيك يا عادل!
عادل: زيي ازاي.. مش فاهم؟
انا: هو انت مش معجب بمنى مرات عمك. اهو انا زيك..
عادل وهو يمزح: انت كمان معجب بمنى ..هههه.. ايه النحس اللي انا فيه ده؟
انا: منى مين بس.. انا بتكلم جد!
عادل: ايوا.. يعني انت عندك مرات عم انت معجب فيها برضو؟ بس اللي اعرفو انك معندكش عم.. متحكيلي حوارك بوضوح يا زكي
انا: بس ما تتخضش قوي..ها.. انا معجب بهيام..!
عادل بصوت مرتعب وخوف شديد: يخررررررب بيييييتك.. انت تجننت.. تجننت يا زكي!! دي مرات ابوووووك
انا: وطي صوتك. انا مش ناقص فضايح يا عادل
عادل: انت بتتكلم بجد.. ولا بتهزر؟
كان عادل متفاجيء جدا لأنه يعرف هيام حق المعرفة ويعرف دورها في تربيتي بعد وفاة امي.. حتى انه يعز هيام ويمدحها كثيرا فهيام كانت دوما تستقبله بترحيب وابتسامة و يعرف عن طبيعة علاقتي بها.. ويعتبرها علاقة صحية وجميلة.. لكنه ابدا لم يتصور اننا ممكن ان نذهب ابعد من ذلك.. كان هذا الخبر صدمة لعادل..
انا: انا بتكلم بجد.. وماتنساش اني وثقت فيك وامنتك على السر ده
بعد ان هدأ عادل قليلا.. واستوعب الصدمة بدأت اقص له الحكاية..
عادل: انا مش مصدق اللي بتقوله ده؟ . كله دا يطلع منك ومن هيام.. دانتا حكايتك حكايه..
انا: انا حكيتلك لاني تعبت.. مقدرش ابعد عنها ولا اقدر اقرب ليها..
لم اخبره بكل التفاصيل طبعا.. لكني اخبرته بنذالة عمها عبيد الذي يحب ان يستغلها.. واخبرته اني لا اصدق كذبه وافترائه على هيام.. ولكن الشك بداء يساورني مجددا.. واني لا اعرف كيف اتصرف..
عادل: اتاريك عمال بتنصحني واتقولي اعمل كده مع الستات ومتعملش كده.. عشان خلاص بقيت مأنتم مع هيام يا وحش
انا: مش وقت الكلام ده. قولي ..اتصرف انا ازاي ؟
عادل: انا رأيي.. متجيبش سيرة الي حصل النهارده بينك وبين عبيد.. وانصحك تراقبها.. بس متخليهاش تحس بيك.. دا عشان تريح تفكيرك.. اما نصيحتي ليك بخصوص الموضوع كله فقولك يا صاحبي.. خلي بالك.. عشان ممكن مشاعرك تتأذي.. اوعى تستعجل تحب وحده.. مش مكتوبالك..
انا: انت مالك كده سلبي جدا ومتشائم؟ يعمي الكلام ده تقولو لواحد عايز يتجوز زميلته في الجامعه ولا بنت في الحته…مش مرات ابوه.. هو يعني اني قلتلك انا عاوز اتجوزها!! انا مش زيك حالم ورومانسي اكثر من اللازم.. انا كل اللي انا عاوزه اني اخليها تحبني زي ما احبها.. وبس..
عادل: عموما يا زكي.. برضو خلي بالك من نفسك.. وانا عن نفسي مستعد اخدمك بأي حاجه انت تحتاجها..
انا: ياريت يا عادل.. مش حنسالك الجميل ده. ياريت تجمعلي معلومات عن التاجر الي اسمه حكمت عزيز.. تقدر؟
عادل: إديني كم يوم كده وحعرفلك بطريقتي ايه حكاية الراجل ده..
شكرت عادل لتفهمه وتعاونه.. يبدو ان العمل في محل أبي سيفتح عيوني على اشياء وخبرات جديدة.
أقفلت المحل مساءا وعدت للبيت حيث لم تجري اية احداث ذات أهمية.. حياتنا اليومية المعتادة مع فرق واحد فقط.. هو انني بدأت احب هيام واغار عليها كثيرا واتحمل بعدها عني.. احتراما لرغبتها .
اقتربت الامتحانات النهائية ولا زلت بعيد جدا عن كوني مستعد لها.. ولكن.. لا اريد ان احطم آمال أبي. كل ما اطمح له اي جامعة تؤدي بي في نهاية المطاف في صفوف القوى والملاكات العاملة في مؤسسات الدولة وبراتب شهري متواضع.. ان هذا ليس طموحي.. لكن أبي مقتنع بذلك وانا لا اريد تخييب ظنه.
مر اسبوع كامل على لقائي بعادل..واخيرا ظهر امام المحل ورحبت به وفتحت له علبة كولا
انا: ها.. أيه الاخبار يا عادل؟؟ طمني
عادل: هو كله كولا.. مفيش سبرايت ؟
انا: بطل طمع ياض.. وخلينا في المهم..
عادل:مش عارف اقولك ايه بصراحة يا زكي..!
انا: ما تقول وتريحني..
عادل: حكمت دا.. تاجر ثقيل قوي و فيه شكوك انه بيتاجر بالممنوعات . بس محدش ماسك عليه حاجة.. لأنه عامل نفسه راجل بتاع ربنا وعنده كمان جامع باسمه قريب من بيته اللي ساكن فيه.. وبيعمل اعمال خيرية ويساعد ناس كثير ..يعني صعب جدا حد يفكر ياذي الشيخ حكمت..! والظاهر انه المخازن اللي انت وغيرك من البياعين الصغيرين تشتروا منها… عاملها هو واجهة كده يغطي بيها على شغله الحقيقي..
انا: يبن ال…. وانا اقول لنفسي معقول العز والابهة دي كلها من الحاجات العادية دي اللي يبيعها لينا ؟؟ وكمان عامل نفسه بتاع ربنا… يابن الأبالسه !
طب وعرفت ايه كمان.. ؟
عادل: بصراحه.. كانت فيه وحده ست.. بتجيلو كل مدة..على أساس انها تنظفله المكتب بتاعه.. وبيقولو انها كمان بعد كده بتكيفه ويقضوا سوا مع بعض وقت حلو! وكل اللي سالتهم.. ادوني مواصفات . مرات ابوك.. لانهم ميعرفوش اسمها.. وبيقولو انها تجيله مرة في الشهر.. وساعات مرتين في الشهر.. بس اللي هم متأكدين منه.. انها هي الست الوحيدة اللي تخش على حكمت.
بلعت ريقي وتنفست كثيرا وصار قلبي يدق بسرعة.. لم اعد احتمل المزيد من الصدمات
أنا: انت متاكد من اللي بتقوله..
عادل: زي ماقلتلك بالضبط.. بس مش متاكد مية المية اذا كانت هي او مش هي.. ! محدش يعرف اسمها بالضبط..
انا: انا معرفش اودي جميلك دا فين.. ياعادل يا صاحبي
عادل: متقولش كده دا احنا اخوات.. بس انت مقلتليش حتعمل اييه؟؟
انا: ماعرفش. ماعرفش يا صاحبي! بس انا لازم اعرف الحقيقة.
كنت افكر بمراقبة هيام دون علمها.. ولكن كيف استطيع الدخول الى مخازن حكمت وثم الى مكتبه دون ان يشعر بي احد؟ اريد ان ارى الحقيقة بعيني مثلما رأيتها باحضان عمها عبيد.. صارت الافكار تسرح بي من مكان لآخر وصرت محتارا بين مئات السيناريوهات التي اصنعها كل لحظة.. ومابين ان اواجه هيام.. لكن هيام ستنكر بالتأكيد..وتستطيع اقناعي بسهولة بكلامها.. مستغلة حبي لها وتصديقي الاعمى لها..
غادرني عادل وسلم علي بحرارة واعاد عليه نصائحه لي بالحذر وعدم الانزلاق كثيرا في مشاعري تجاه هيام . فقررت ان اكثر من اشغال نفسي و تفكيري في دراستي وبعد اقفالي للمحل مساءا قررت الذهاب للجيم لا لكي احافظ على جسمي وحسب وانما لأصب جام غضبي وافرغه بالتمارين المرهقة ..
كنت اعود متأخرا اكثر من قبل على غير عادتي وصرت افوت العشاء مع ابي وهيام..
أبي حسن: يابني يا زكي انت بقيت تتاخر كثير.. مش من عوايدك يابني.. دانتا تشقى وتتعب النهار كله واحنا مستنيينك على نار.. ماهو ده الوقت القليل الوحيد اللي يجمعنا سوا يبني.. حصل ايه بس ..
هيام: عندك حق يابو زكي انا كمان لاحظت كده في المدة الاخيرة ومش عاجبني ابدا اللي يعمله ابنك في نفسه.. ياعيني عليه..دا هاري نفسه في الشغل وبيتعب كثير جدا
ابي: مش دي شورتك عليه يا هيام ؟ مش دا هو رأيك ولا نسيتي..
هيام: انا كان قصدي اريحك يا بو زكي واهو ابنك بقى راجل مايتخافش . عليه وقدها وقدود..
انا وقد قاطعتهما بشيء العصبية محاولا عدم اغضابهما: كفاية يابا.. وكفايا يا مرات ابويا.. انتم ملاحظين انكو كده حتسدو نفسي على العشا.. بلاش تتخانقوا عشاني.. ما انا كويس اهو وزي الفل..
ابي: يابني انا ماحيلتيش غيرك وبخاف على مصلحتك ومذاكرتك..
انا: متشغلش بالك يابا.. انت مخلف راجل.. متخافش عليه.. انت بس ركز في صحتك وغذي نفسك كويس عشان عايزين نشوفك ترجع تاني لصحتك وحياتك وترجع تتخانق معاي زي زمان
هيام: آمين يارب.. كده وترجعلنا زي الاول يابو زكي
بعد قليل ويعد ان ارتاح ابي وذهبت انا اخذت حماما ثم توجهت لارتاح في غرفتي. دخلت علي هيام فجأة لغرفتي.. كانت تبدو في عيوني اكثر جمالا من قبل كما انها كانت تلبس ثوبا فضفاضا جدا من القطن ورغم ان لونه اسود الا اني استطيع رؤية تضاريس جسمها الناري من خلاله بكل سهولة وكيف تدلى نهديها الكبيرين النازلين قليلا على صدرها وهي اطلقت لهما الحرية بالحركة فلم تقيدهما بستيان.. واما كسها كان مشعرا كمثلث برمودا.. لم ار منه سوا مثلث اسود بين قدميها.. وبالطبع فأن شق صدرها كان وضحا لي جدا بالأضافة الى ابطيها المكشوفين والذين يسهل رؤيتهما بسهولة مع اي حركة تقوم بها هيام..كان المنظر هذا كاف لي لكي يحرك رأس زبري واتهيج عليها.. لكني امسكت نفسي حين قالت هيام
هيام: انت بتروح فين الوقت دا كله؟ متخبيش حاجة عليه يا زكي.. انا عارفه انك بتخلص ساعة سبعة والمفروض انت هنا ع الساعة سبعة ونص. مش تسعة ونص يا زكي ؟؟ انا مرضتش اتكلم قدام ابوك وانت عارف انه صحته مش مستحمله.. فبقى الاحسن ليك ترسيني على الحوار الي بيحصل..ها!
انا: انت قلقتي كده ليه؟ انا بعد مخلص بروح الجيم!
هيام: ياسلام.. وشمعنى حبكت دلوقتي.. وانت كل وقتك في المحل والمذاكرة ..مش المفروض تخليلنا وقت نشوفك فيه! بابا وانا قلقنا عليك بجد..
رغم قلق هيام الحقيقي والواضح عليها ألا ان فكرة علاقتها بحكمت التي عرفتها مؤخرا صارت تجعل الغضب في داخلي ينمو باتجاهها.. ولكني استخدمت عقلي وسيطرت على اعصابي وحاولت ان ابدو كذلك على طبيعتي..قدر الامكان، فحاولت ان ارد عليها بشيء من المزاح
انا: ياهيومه. المذاكرة رياضة العقل.. والجيم رياضة الجسم.. مش العلم بيقول كدا..
هيام: وهو يعني العلم يازكي كان مستخبي فين وفجأة ظهرلك ؟ ولا انت..بتعمل كدا حوار عليا.. ولااااه.. اوعى يكون الي في باللي
انا: اللي ايه هو؟
هيام: متعملش غشيم عليه..يا زكي
انا: بجد وربنا معرفش ايه الي في بالك..
هيام: لا تكون مصاحب وحده من اياهم.. وبتزوغ بعد المحل عشان تروح تقضيهم معاها؟؟
انا وقد ضحكت من قلبي: هههه. هو انت غيرانه يا هيام ؟ بتغيري عليه؟
حاولت هيام ان تخفي حرجها بتصنعها انها لاتزال قوية بعد عبارتها
هيام: بغير عليك دا اييه.. بطل عبط يابني.. انا بس خايفة عشان مصلحتك ومذاكرتك.. بس معلش.. انا الغلطانة اني خايفة عليك
انا: انت زعلتي بجد؟؟ طب وحياة عنيك يا هيام عندي.. وغلاوتك عندي.. مفيش من الي في بالك والهبل الي قولتيه دا..
كأن هيام تنفست الصعداء قليلا وارتاحت لردي ولاتزال تحافظ على رباطة جأشها وقالت: عندك ولا ماعندكش.. دا شيء يخصك طبعا.. بس انا من خوفي على مصلحتك بس.. ومذاكرتك..
انا: اااه.. صدقتك ياهيام.. متخافيش يحبيبتي.. لاني مش لاقي وقت خالص.. ومركز في مستقبلي. متخافيش
هيام: طيب.. اسيبك انا دلوقت تاخذ راحتك..انا خليتلك العشا في الثلاجه.. عاوزني اسخنهولك!؟
انا: لا ياهيام.. متتعبيش نفسك.. انا مليش نفس.. واذا جعت.. ابقى انا اللي حسخنو لنفسي.. روحي انت كدا بس جنب بابا.. وريحي .. عشان انت كمان بتتعبي كثير وشايلة بابا في عنيك
هيام: تعبكو انت وباباك راحة يا زكي ..انتو عيلتو وكل حياتي.. هو انا ليه غيركو..
بعدها خرجت هيام..وتمنت لي ليلة هانئة. وانا قد دخلت الآن بعد موقف هيام في دوامة.. دوامة جديدة من عدة افكار متناقضة وتساؤلات كثيرة.. لا اجوبة لها.. لماذا هيام تحبنا كعائلة.. ولماذا تفعل شيئا قد يكون سبباً لخراب بيتها.. علاقتها مع حكمت ليس مثل علاقتها بعمها.. فعمها شخص نذل واستغلها.. ولم يكن في يدها حيله. اما حكمت.. ما طبيعة علاقتها بحكمت؟ يجب ان اعرف كل شيء..!!
في الايام التالية.. مابين المحل والجيم والبيت.. لم يحدث شيء مميز.. كنت اريد وضع خطة محكمة لمراقبة هيام دون ان تعلم عني شيئا..اتصلت بعادل لكي يساعدني في الموضوع فعادل علاقاته اكثر مني ولديه طرق وحيل اكثر مني كذلك.
انا: الو.. ايوا ياعادل.. ازايك عامل ايه
عادل: انا كويس ..
انا: انا جاتلي فكرة بس محتاج مساعدتك فيها..
عادل: ايه هي ..قول انا سامعك
انا: انت تعرف حد من العمال اللي في المخزن.. او من رجالة حكمت. ممكن يترشو؟؟
عادل: هو انا معرفش حد معين.. بس اعتبره حصل..
انا: هايل.. انا عاوزك تديله صورة هيام.. وتخليه يتصل اول مايشوف هيام هي تدخل المخازن.. عشان انا مشغول في المحل ومقدرش اتابع هيام لو خرجت من البيت
عادل: محتاجين $$ باكو..عشان نرضي الحد ده..
انا: هو مبلغ كبير شويا.. بس معلش.. هيام تستاهل
عادل: ماشيي يصاحبي.. كلها يومين واعتبر انه لينا عين جوا مخازن حكمت.
اخبرني عادل بانه وجد عينا هناك واسمه فتحي، كنت قد اشتريت بضاعة من حكمت. وشاء القدر ان يكون هناك خطأ واضح في الوصولات.. وطبعا هذه الاشياء تحدث بكثرة وكان لابد لي من الذهاب لحكمت لكي نصحح تلك الوصولات.. حكمت كان تاجرا معروفا.. وحتى لو تاخرت انا عليه او هو تاخر علي فلن يذهب حق أحد هباء ..بصراحة كنت أؤخر ذهابي لحكمت.. قدر المستطاع.. لعل فتحي المزروع هناك يتصل بي ويخبرني بقدوم هيام..
حكمت اتصل بي مرتين.. وهو يقول لي: هو انت مش عاوز فلوسك يا زكي.. امته بس تجيلي ونصلح الايصالات . هو عشان عندي شغل كثير جدا..مش انت الزبون الوحيد اللي عندي يا زكي!
انا: اااه.. حاضر حاضر.. كلها يومين واجيلك.. عشان مشغول حبتين
حكمت: طب بس متعوقش كثير..هااا… سلام.
اتصل رجلنا فتحي من المخازن.. اخبرني إن المرأة التي بالصورة دخلت للتو للمخازن وتوجهت لمكتب حكمت في الطابق العلوي.
انا: انت متأكد يا فتحي انها هي الست نفسها اللي في الصورة؟
فتحي: هاا.. اااه.. هي بذات نفسها!
جاءني الاتصال فتركت الزبون الذي كان يريد شراء بعض الاشياء واقفلت المحل على عجل
الزبون: خير يافندم.. سايبني وسايب المحل ليه..
انا: معلش حقك عليه.. حصل حاجة طارئة. لازم اقفل
الزبون: طب بس علبة سجاير..يافندم..و..
انا قفلت المحل وتركته يتحدث ويتمتم مع نفسه وهو غير راضي عني.
على وجه السرعة استأجرت سيارة اجرة.. وانا اخبره بالإسراع للمكان المقصود.. حتى بدى الطريق وكانه الى نهاية العالم.
وصلت للمخازن وكان علي الدخول من الباب الرئيسي حيث الاستعلامات وحارسان يقفان عند البوابة..وقد اريت لهما الوصولات حتى سمحا لي بالدخول.. لكن كان علي الانتظار في غرفة كبيرة مفتوحة مقابل المخازن باعتبارها غرفة الضيوف.. كان مكتب حكمت في المخازن المقابلة لانتظار الضيوف..ويجب صعود سلم مكشوف لها.. وسط العديد من العمال والحراس. يبدو انها مهمة مستحيلة..لم اجد الا ان اتصل بفتحي..نفسه لعله يساعدني بالأمر.. فانا لا استطيع تمييزه بين عشرات العمال.
انا: لازم اشوفك حالا.. انا عند غرفة الضيوف!
فتحي: بس احنا متفقناش على كده لامؤاخذه! احنا اتفاقنا اني ابلغك بس لما الست دي تيجي هنا.. مينفعش اشوفك هنا..
انا: معلش.. انا هراضيك.. متخافش..
فتحي: يابيه دا هنا مكان اكل عيشي.. وانا خايف لا حد من العمال يشوفني معاك
انا: هو انت خايف كده ليه.. احنا ما بنعملش حاجه غلط.. انت تعالا بس واعمل نفسك انك قريبي.. ليه كل الخوف ده بس؟؟
يبدو ان العامل فتحي يعرف بأعمال حكمت المشبوهه.. ولذلك يعرف جيدا ان التكلم مع الغرباء قد يعرضه للسؤال والشكوك..ولهذا بالغ فتحي بخوفه. لكني اقنعته بعد ان عرضت . عليه مبلغا اضافيا..
فتحي: اهلا يابن خالتي.. ازايك .. واحشني بتعمل ايه هنا..
قال ذلك بصوت مرتفع لكي يسمعنا بقية العمال والضيوف الجالسين قربي.
انا: اهلا يافتحي ازايك وعامل اييه..
ثم همست له: عاوز طريقة اطلع فيها السلم ده لمكتب حكمت
فتحي: ايييه.. انت حصل لمخك حاجه.. انت جاي تقطع عيشي..
انا: لييه بس.. فهمني.. هو قد كده صعب ؟
فتحي: عشان مش اي حد يطلع السلم دا الا لما المساعدين ينادولو بالاسم..ويدخلوه يقابل حكمت..
انا: طب وانت مش من المساعدين؟
فتحي: ها.. انا.. انا اااه..
انا: طب خايف ليه يابني..
فتحي: عشان ماينفعش ادخلك دلوقت. لان الست ديه جوا.. لازمن هي تخرج الاول
انا: بص بقى ياعم فتحي.. بص على العمال الي حواليك.. دول كلهم مشغولين.. محدش حياخذ باله..اتصرف طبيعي.. انت بس تعال معاي السلم.. وروح ملاكش دعوه..بعد كده
فتحي: ولو حصل حاجه.. حتصرف ازاي؟
انا: ملكش دعوة خالص.. انا حقول انني الحق عليه انني انا فهمت انه دوري وطلعت السلم..وانت لو حد سالك.. برضو قولو انك افتكرت انه مافيش حد عند حكمت وبسبب إلحاحي انا .. طلعتني لعندو.. ماشي ياعمنا..
فتحي: هو يوم مش فايت انا عارف.. هي حتبقى ليلة سودا مطينة بطين..
انا: ياعم متفاولش .. انت بس اعمل زي مقلتلك بالضبط..
بعد جهد . اقنعت فتحي بالأمر .. لكي يرافقني للسلم دون أعتراض من احد..وطبعا بعد ان ملأت جيبه بحفنة اخرى من النقود.
صعدت السلم وانا غير قلق لأني اقنعت نفسي بالفكرة التي اقترحتها على فتحي .. فعلا انا لا اعرف من هناك..فبدوت طبيعيا جدا مع محاولتي عدم اصدار ضجيج اكثر من اللازم..وعندما وصلت مكتب حكمت صدمت بوجود عامل آخر في الممر ..
العامل: في حاجه !!؟؟بتعمل ايه عندك؟
انا: اااه..اصل فتحي بعتني اندهلك..
العامل: وعاوز ايه فتحي الزفت دا..
انا: ماعرفش..
العامل: وسع كدا خليني اشوف النطع دا عايز ايه وانت اوعى تتحرك من مكانك .
نزل العامل. اما انا فكان علي ان استغل الوقت الضيق جدا.. وذهبت مباشرة لمكتب حكمت..الذي كان عبارة عن غرفة من خشب انيق وفيه باب خشبي ذو نافذة زجاجيه كبيره.. خلف النافذة ستارة زرقاء حجبت رؤية مافي الداخل..
بالطبع لن افتح الباب فهذا ضرب من الجنون.. حاولت ان ارى من حافة شباك الباب حيث الستارة تتحرك قليلا بفعل موجات الهواء الداخليه بالغرفة من اثر المراوح ..فقط تتحرك لحظة وتعود تنطبق على الزجاج لحظة اخرى.. منظر متقطع وصعب.. لكني فورا اخرجت موبايلي لأسجل الحدث.. فأستطاعت.. الكاميرا من حصول زاوية رؤية اكبر.. وصرت اتفرج من على شاشة الموبايل.. لم اكن ادري ان كنت في وضع يسمح لي بان انصدم.. فالصدمة لها وقتها لاحقاً.. لأني الآن مشغول اكثر بشيء اخر..وهو الخروج من هنا سالما دون مشاكل..
التقطت شاشة موبايلي..ظهر امراة عارية.. ظهرها وطيزها وشعرها كله يشبه هيئة هيام كانت عارية تماما. تتنطط على حوض حكمت الجالس على كنبه..وهو قابض بيديه على ثدييها ومستمتعا بما يحصل ..كان وجهه واضحا جدا.. وهو ينيك بهذه المراة.. قربت الزوم.. اكثر. حتى بان زبره وهو يدق بخرم تلك المراة.. كان ينيكها من طيزها..صعب جدا التقاط الاصوات من خلف الزجاج وكذلك صوت المرواح والضوضاء التي يحدثها عمال المكان.. لكن المشهد كان كافيا لتوثيقه.. مشهد لا يقدر بثمن.. وبنفس الوقت لم يُظهر وجه هيام.. لكني متاكد بنسبة 99 بالمئة انها هيام.. لأني اعرف ظهرها واعرف طيزها.. واعرف تقاسيمها جيدا.. حتى فجأة.. لفت بجسمها قليلا وهي رافعة يديها واستطعت ان التقط ابطها المشعر من مشهد جانبي!! هنا فقط.. بدأت الصدمة.. كان دليلا واضحا على انها هيام.. فقط بحاجة لوجهها لتأكيد ذلك.. لكن لم يحصل ذلك للأسف..
سمعت صوت عال تحت.. وكان العامل يوبخ فتحي وفتحي يعلي من صوته متعمدا لكي يُشعرني باقتراب الخطر. ولهذا تراجعت بسرعة بعد ان اغلقت الكاميرا.. ونزلت السلم بهدوء وبشكل خاطف..فلعب ذكاء فتحي دورا كبيرا بتملصي من المكان حيث واجه فتحي العامل وجعل ظهره للسلم..
خرجت من المكان لكي لا اتعرض للمزيد من الأسئلة..رغم اني كنت احب ان ابقى لأشاهد تلك المرأة وهي تخرج من مكتب حكمت.. ولكي اتاكد مليون بالمئة منها برؤية وجهها..كان لابد لي من التوثيق لأجمع الادلة الكافية لمواجهة هيام بما يحصل!
في طريق عودتي في البيت صرت مخنوقا جدا.. لا اعرف ماذا حصل لي.. شعور بالأحتقان والغضب والظلم..لن أواجه هيام الآن.. سأتحكم بأعصابي.. ولأصبر ولأنتظر وارى المزيد . فقد تظهر الأيام القادمة الحقيقة كلها.