نوع آخر – الحلقة السّابعة

حين عدت للمحل.. لأن الوقت لايزال مبكرا للعودة للبيت.. اعدت حص الفيديو الذي سجلته لحكمت اعدته عدة مرات . ركزت في الكتف الأيسر لهيام فهي لديها عليه اثر جرح قديم لكن للأسف كانت الجهة اليمنى من جسمها هي الاقرب لزاوية التصوير.. فلم اتبين شيئاً

 

لم اعد اعرف ماذا افعل… لازلت بحاجة لدليل دامغ يدين هيام.. احتفظت بالفيديو في ملفاتي السرية المخفية في الهاتف وعملت لها نسخة على فلاشة صغيرة. واكيد سيأتي وقتها واستفيد منها.

اتصل بي عادل قبل ان اغلق المحل بقليل

 

عادل: الو.. طمني.. هو اللي اسمه فتحي دا.. الفلوس.. جابت نتيجه معاه ؟

انا: ها.. ااه.. اااه.. طلع نافع 

عادل: ايه.. ماتحكيلي.. استفدت حاجه منه؟

انا: بعدين ححكيلك على كل حاجة بس لما تجيلي المحل ..

عادل: ماشي.. سلام.

 

بعد يومين من هذا الحدث انتشرت الأخبار بسرعة .. مفادها ان الشرطة داهمت مخازن حكمت..في اثر بلاغ من مجهول..يفيد بوجود مواد ممنوعة في مخازن حكمت.. ولكن الشرطة . بعد ان فتشت المكان لم تعثر على اي شيء.. 

وبعد هذا الذي حصل لحكمت تواصل جميع اصحاب المحلات الذين يتعاملون معه للأطمئنان على سلامته وكان لا بد لي ايضا ان افعل مثلهم فاتصلت به هاتفيا

 

انا: حمدلله على سلامتك ياحكمت.. 

حكمت: متشكرين يازكي.. بس لو اعرف مين ابن الحرام الي عمل بلاغ كيدي فيا.. ؟ ما الشخص الناجح والي يخاف ربنا زيي اكيد ليه اعداء كثير.. الله يسامحهم بقى..

انا: ياسيدي .. المهم انها عدت على خير.

 

اثناء ذلك نزل عادل أمام المحل من سيارة اجرة على غير عادته. فعادل نادرا ما يستقل سيارة اجرة.. ألّا للشديد ألقوي وكان منظره مرتبكا بعض الشيء

انهيت الاتصال مع حكمت .. وانتبهت لعادل المتعب والذي كان يلهث وشكله في عجلة من امره.. ففتحت له علبة سبرايت.. 

 

أنا: مالك ياصاحبي..فيه ايه..مالك متخض كده ليه..

عادل وبصوت خائف: انت فاكر الواد فتحي!! الجاسوس بتاعنا

انا: ااه طبعا فاكره . ماله..حصله حاجه؟

عادل: ااااه يا خويا.. حكمت شاكك فيه انه هو الي بلغ عنه.. ودلوقت حابسه في المخزن بتاعه.. 

انا: طب واحنا مالنا.. ؟ هم مش عاملين زي عصابة كده .. مايتحرقوا ولا يغوروا في داهية

عادل: مالنا ازاي بس.. انت مش كنت هناك قبل كم يوم..هو انت عملت ايه هناك؟؟

انا: مانا كنت حقولك بس لما تكون عندي في المحل.. 

 

وقصصت لعادل ماحدث بالضبط في مخازن حكمت..

 

عادل:يا ليلة سودا.. اهو دا الي انا معملتش حسابه.. ربنا يستر..

انا: مالك انت خايف ومرعوب كده ليه؟

عادل: ومخافش ليه.. مش هم شافوك عند مكتبه.. وانت عملت فيها حدق ووقعت راجل من رجالة حكمت مع فتحي..اهو هما بعد البوليس لما فتشهم . شكو انك مخبر وفتحي بيتعاون معاك.. ودلوقتي هم عاوزين يعرفوا مين المخبر ده..

 

حاولت ان ابدو شجاعا أمام عادل وكأن الامر لم يؤثر في لكن في داخلي كنت خائف بصراحه

 

انا: وهو فتحي حيقر على نفسه ليه يعني.. ماهو معملش كده من اساسه.. لو اتكلم اكثر يبقى هو كده اعترف على نفسه بنفس ذات نفسه ! زي ما عمرو عبدالجليل ما قال !وانا ما اظنش هو حيورط نفسه كده من غير سبب

عادل: انتا ماتعرفش حكمت عامل ازاي.. ورجالته.. دا عندو وش ثاني انت متعرفوش.. دول حيخلو فتحي يقر بكل حاجه عملها وماعملهاش..! عشان همه حيضربوه جامد.. ويمكن كمان يعذبوه لحد مايعترف..

 

حاولت مرة اخرى ضبط اعصابي..

 

انا: متخافش يا عادل.. انته ملكش دعوة بأي حاجه

عادل: وهو يعني انت ماتهمنيش يا زكي . مالي ياذيك ياذيني اكيد.. احنا لازم نشوف حل للمصيبه دي..

انا: متشغلش بالك انت.. انا عندي الحل.. 

عادل: اي هو ريحني.. اوعى تقول نهرب ولا نتدارى في ايتها حته؟

انا: بلاش الكلام الاهبل ده.. انا قلتلك انا ححلها.. بس اديني يومين على رواق ..اخطط وافكر.. وانت ماتقلقش.. حط في بطنك بطيخة صيفي..

عادل: حاضر.. اما نشوف اخرتها ايه معاك يابن حسن.. 

 

ذهب عادل على عجالة ..حتى انه نسي ان يشرب علبة السبرايت المسكين..

 

حاولت بعد سماعي لخبر عادل ان اتصرف بشكل طبيعي.. حتى فأجاني زبون جديد.. كأني رايته من قبل . المفاجآت.. لا تأتي فرادا.. انه غانم…! غانم ابن عم عبيد.. يعني ابن عم هيام..

وغانم هو طالب في كلية الحقوق .. شاب في العشرين من العمر..طويل ونحيف فيه شبه من ابيه في الشكل..ولا اعتقد ان مجيئه للمحل هو من قبيل الصدفة..كان يرتدي نظارة طبية ولديه شعر مُسرح بعناية.

 

غانم: ازايك يا زكي.. انا .. انا غانم ابن عم هيام.. مرات باباك.. عارفني..

من نبرة كلامه شعرت بأن هذا الشخص مختلف عن ابيه ففيه خجل وحياء واضحين.. لا اعرف من اين ورثهما؟ فمن ابوه عبيد.. ماذا سيرث منه؟؟

انا: اهلا يا غانم.. انا عارفك.. اهلا بيك . ازايك وعامل ايه..

غانم: انا..كويس.. اه… بخير.. 

 

كان غانم قد بدا عليه التردد كثيرا.. فكأنه يحتاج لشيء ويخجل من ذكره.. حاولت ان اشجعه على الكلام..

انا: مالك يا ميتر.. لو محتاج أي حاجة بس شاورلي عليها وانا تحت امرك..

غانم: بص.. هو انا ..انا محرج جدا.. منك.. عشان.. انا.. عاوز حاجات.. محتاجينها في البيت بس بصراحه معنديش كاش دلوقتي..

كان غانم يتكلم بتلعثم وحرج واضح ويبلع ريقه ويعدل بنظارته بيده كل بضعة ثواني.. فأدركت ان ابيه عبيد.. بعد ان رأى مني معاملة يستحقها.. قرر ارسال ابنه بالنيابة عنه ليستمر بجلب مؤنة بيته على حساب اموال والدي المسكين..

لم اشأ احراج غانم اكثر بعد ان رأيت ارتباكه فهو في موقف لا يحسد عليه.. 

انا: ااه . قوي قوي.. انته تاخذ المحل كلو هو وصاحبه.. 

غانم: متشكر جدا يا .. زكي.. بجد شكرا.

انا: لا ولا يهمك.. دا احنا بردو نسايب وبنت عمك هيام بمقام امي.. 

 

اخذ غانم كيسا كبيرا وصار يمليني طلباته التي كانت مكتوبة على ورقة.. وكالعادة قيدت الحساب في دفتر الديون.. فعلت ذلك هذه المرة لأن غانم صعب علي فعلا.. لكني لا اضمن ان اكون بنفس المزاج في المرة القادمة.. فتلك الأموال ليست سائبة..ونحن ايضا لا نريد الخسارة. 

 

قبل ان يغادرني غانم.. سألني: هي.. هيام عاملة ازاي.. كويسه

انا: ااه.. كويسه ومرتاحه.. الحمدلله.. 

كنت انظر لغانم . فشعرت ايضا ان غانم يعرف شيئا عن هيام.. او عن ابيه لكني لا اعرف كيف سأنتزع منه كل تلك الحقائق..

انا: هو.. ينفع اسالك ياميتر سؤال

غانم: اه.. قوي قوي.. تفضل

انا: هو.. هيام.. كانت عايشة كويس معاكو.. لا مؤاخذة في السؤال..

غانم: اااه.. ااه.. كويس جدا.. كويس قوي..

شعرت بداخلي أن غانم يكذب.. كنت مشغول الآن بحكاية عادل وخوفه من حكمت.. سوف اخصص لاحقا وقتا لكي اعرف كل شيء من غانم.. فشخصية غانم تعطيك انطباعا بأنه شخص بسيط وسهل ويمكن جرجرته للكلام بدون صعوبات.. فقط يحتاج لبعض الوقت..لكن ليس الآن..

 

انا: طب ماشي يا ميتر.. شرفتنا .. طريق السلامة

 

فغادر غانم وهو لايزال يكرر من حركته المزعجة لتعديل نظارته كل بضعة ثواني.. لا اظن هكذا شخص يقدر على هيام حتى لو رآها في حضن ابيه.. ولكن مع هذا سوف اضعه ضمن قائمة المشتبه بهم الخاصة بي، فأنا اصبحت منذ ان احببت هيام مثل المحقق كونان.

 

اقفلت المحل اليوم بنفس الموعد لكن لم اذهب للجيم اليوم . لم يكن لي مزاج للجيم .. وفور وصولي للبيت ..

فتحت هيام لي الباب وكانت ترتدي ثوبا محتشما على غير عادتها واستغربتُ حقا لذلك..حتى رحبت بي هيام بصوت عال وابتسامة باهتة صفراء

 

هيام: مفاجأة حلوة يا زكي.. ادخل شوف ..مين جالنا النهارده؟

 

كانوا ضيوفً غير متوقعين ابدا.. قد زارونا للبيت

عمتي صفية وابنتها هناء ضيوف عندنا!!!! لماذا لم يخبرني احد؟؟

 

عمتي صفية هي اخت ابي الكبرى في الخمسينات من عمرها.. وابنتها هناء الشابة هي الصغرى من بناتها التي اتمت للتو 19 عاما ودخلت كلية التجارة وهي الآن في سنتها الثانية.. كانت فتاة جميلة بصراحة.. ومهذبة ورشيقه ولديها شعر طويل جدا يصل حتى مؤخرتها بل يغطيها . بيضاء البشرة وجهها مدور وعيونها كبيرة ..لا عيب في هناء.. سوا انها ابنة عمتي صفية..

 

بالنسبة لي فانا لي موقف مع عمتي صفية.. فبعد الحادث قاطعت صفية أبي ولم تتواصل معنا لسنوات طويلة. لم يخبرني أبي بالسبب لذلك.. لكني لم اعرفها الا من البومات الصور التي يحتفظ بها ابي. لم اشأ ان اكون وقحا مادام ابي على قيد الحياة.. فقررت ان اجاري الامور واتعامل مع الموضوع بشكل طبيعي

 

انا: طنط صفية.. اهلا.. اهلا ..هي فين

هيام: جوا.. هي وبنتها..عند أوضة باباك..

 

دخلت وجدتهم حول سرير ابي وكانت عمتي متأثرة لمنظر ابي بعد ان جعله المرض نحيفا وحركته صعبة..لم تقدر على حجب دموعها.. لجانبها هناء.. كانت تجلس بشكل عادي جدا.. لا اظنها تذكر شيئا عن ابي مثلما انا لا اذكر شيئا عن عمتي.

 

انا: طنط صفية.. ! اهلا بيك .. نورتي البيت!

نهضت عمتي صفية . بشكل مفاجيء واتجهت نحوي واحتضنتني بقوه وحنان كبيرين.. بصراحه لم اشعر بمثل هذا الحضن منذ وفاة امي.. شعرت بدموعها وهي تلهج باسمي

 

صفية: زكي.. يابني.. ياحبيبي.. واحشني.. واحشني بجد يا حبة عيني ياقلبي.. ياحبيبي .. ياحبيبي يا زكي.. ياضناي يازكي..

 

تأثرت لحضن عمتي الذي تلمست صدقه وبدأت احتضنها مستذكرا امي الحبيبة..

 

ابي: شفتي يا صفية .. ابني زكي كبر ازاي وبقى راجل وسيد الرجاله..شفتي.. 

صفيه: ياضناي يا زكي.. دانتا واحشني موت يا ضناي..

 

بعد هذا اللقاء الحار توجهت لي هناء وصافحتني بشكل اعتيادي جدا..

 

ذهبت هيام للمطبخ لكي تجلب لنا شاي وماء . كانت هيام قد سحبت عددا من الكراسي حول سرير ابي لكي تجنبه عناء الجلوس على اريكة الصالة.. وعمتي ليست غريبة.. فجلست هي وابنتها وانا ايضا حول سرير ابي.. كنت مثل الاطرش في الزفة.. كنت امثل بشكل جيد.. ومتماشيا مع الدور بانني شخص مضياف ومرحب.. لكني لا اعلم حقاً ما يجري الآن..

 

فافتتحت احاديث ودية اعتيادية جدا مثل تلك التي تحدث بين الأقارب وأسئلة عن الحال والحياة العامة.. كل هذا لم يكن يهمني.. كان في صدري صرخة تريد ان تخرج من مكانها.. بأعلا صوت لتقول لعمتي.. اين كنتي.. ولماذا الآن!؟؟ لكني كنت اسيطر على تلك الصرخة.. التي شعر ابي بوجودها عندي فحاول توجيه الحديث لي

 

ابي: طنط صفية يابني .. هي زي امي الحاجة زهرة.. اللله يرحمها. حنينة وطيبة جدا.. بس يابني تحصل حاجات الانسان يفهمها غلط.. وبعدين يحس بانه غلطان.. ويرجع يفهمها تاني . عشان احنا كلنا بشر ونغلط..

انا: ها.. اه طبعا يابا.. كل اللي بتقوله صح!

هنا تدخلت عمتي للحديث

صفية: شوف يابني يا ضناي يا زكي.. في حاجة انت متعرفهاش.. بس لما تعرفها بوقتها حتفهم كل حاجة.. 

 

استطردت عمتي صفية بالحديث.. بشكل مطول جدا.. فعرفت منها ان سبب القطيعة بينها وبين ابي هو لحبها الشديد لأمي.. ؟ فعمتي كانت تظن ان سبب حادث السيارة التي راحت ضحيته امي.. هو ابي حسن.. والقت اللوم عليه لأنه سمح لها في ذلك اليوم بالقيادة في ظروف جوية صعبة.. حيث فقدت امي السيطرة على سياراتها وماتت في الحادث.. ورغم هذه القصة .. الا اني لازلت غير مقتنع بانه سبب كاف للقطيعة كل هذه السنوات..كما ان عمتي اضافت انها ايضا زاد زعلها على ابي حين تزوج هيام.. لكن فقط في الفترة الاخيرة شعرت بانها ظلمت هيام خاصة بعد ان تغيرت حالتي نحو الاحسن بعد زواجها من ابي.

 

والآن . سمعت عمتي باشتداد المرض على ابي وقررت زيارته بشكل مفاجيء فهي تسكن في محافظة اخرى. 

 

بعد ان ذابت جدران الجليد بيني وبين عمتي صفيه وعادت المياه تقريبا الى مجاريها ، جهزت هيام لنا العشاء و قضينا وقتا ممتعا كأي عائلة مجتمعة من جديد دارت احاديث كثيرة فيما بيني وبين عمتي وبين هناء التي بدأت تنظر لي بنظرات اعجاب فصرت انا ايضا ابادلها نفس تلك النظرات 

 

طلب مني أبي ان اخذ هناء للصالة لكون الجلوس على الكرسي هنا غير مريح.. اما عمتي صفية فرفضت وأبت ألا ان تبقى مع ابي ولا تشاء تركه.. مطيلة معه أحاديث الاشتياق وتبادل اخبار واحداث السنوات الطويلة من القطيعة.

 

في الصالة تبادلنا انا وهناء احاديثاً مشتركة خاصة اننا من نفس الجيل وكلانا من الطلاب فصرت اسألها عن اجواء الجامعة لكونها طالبه في كليه الحقوق وماهي . النصائح التي ممكن ان تفيدني في حال اجتيازي للامتحانات وقبولي في احد الجامعات .. صارت هناء تجيبني والحماس واضح عليها وهي تتفاعل بشكل ايجابي معي

 

نشأت حالة جميله بيني وبين هناء وشعور لطيف بتقارب أسري ونفسي.. تتخلله بعض الضحكات الخفيفة والابتسامات 

 

لكن هيام صارت تنظر لنا بنظرات فاحصة من بعيد وهي تجول في البيت مابين تحضير العشاء او جلب شيء ما من غرفة الضيوف..أظن انها لم تركز بنظراتها وحسب بل وكذلك تنصتت لأحاديثنا انا وهناء رغم انها كانت احاديث عابرة 

 

بصراحه لم استطع اخفاء اعجابي بهناء لكونها فتاة جميله وتعرف الاتيكيت و كيف تثير اعجاب المقابل . في تلك الاثناء جاءت هيام وقعدت تجلس معنا تشاركنا الحديث 

 

هيام: انا قلت اقعد معاكو شويا على ما يجهز العشا .. 

هنا: اهلا يا مرات عمي.. ازايك

هيام:انا كويسه…. هو انتي حتبقي محامية لما تتخرجي؟

هناء: اه.. بس لسه قدامي سنتين..

هيام: عقبال زكي .. لما يخش الجامعة كده ويرفع راسنا ويشرفنا..

انا: آه…ايوا.. انشالله..

 

صارت هيام تطرح الكثير من الأسئلة على هناء .. لقد لاحظت انها بدأت تشعر ببعض الغيرة من هناء ربما غيرة بنات فقط بسبب الفارق الثقافي فيما بينهما فحاولت هيام ان تجاري هناء في بعض المعلومات.. ثم أوضحت لهناء انها لم تكمل الدراسه بسبب الظروف ولو انها اكملت لاصبحت الان على الاقل محاميه شاطرة !!!

عادت هيام بعد ذلك للمطبخ.. ووسط اندماجي بالحديث مع هناء.. قطعت هيام سلسلة افكاري وهي تناديني في المطبخ.. فهيام متعودة مني على مساعدتها احيانا كما انه لا يصح ان تطلب مساعدة من الضيوف في اول ليلة لهم.. فذهبت الى المطبخ على وجه السرعة .. طلبت مني هيام ان آتي لها ببعض الاواني العالية جدا عليها.. كانت احيانا تجلب كرسيا لتصعد عليه وتنزل تلك الاواني لكنها طلبتني هذه المرة ..

 

هيام: انا مقدرش اسحب كرسي عشان الضيوف.. عشان كده قلت انت اطول مني وتقدر توصل للاطباق..

 

بدت هيام من حديثها متوترة بشكل طفيف جدا.. ولم تحتمل الصمت اكثر حتى قالت لي وانا اناولها الاواني

 

هيام: حلوه.. ومتعلمة .. 

انا: ها.. اااه.. ايوا

تحدثت معي هيام وكأنها تحاول استفزازي لكي اكشف لها ما اخفيه بداخلي

هيام: ولايقه عليك كمان.. واضح انها عجبتك يا سي زكي !

انا: مين… انا!!

هيام: امال انا! 

 

شعرت . بغيرة هيام الآن بشكل اكبر وأوضح.. ليتني دعوت هناء من زمان.. هناء حركت غيرة هيام علي.. ! شيء افرحني..

 

انا: هو انت غيرانه منها ولا ايه بالضبط؟

غيرت هيام من ملامح وجهها محاولة ان تبدو غير مهتمة.. وشهقت وهي تقول

هيام: انا.. وهغير ليه انشالله.. هو يعني هي احلا مني ولا احسن مني بأيه عشان اغير منها! 

 

فأقتربتُ من هيام والصقت كتفي بكتفها وانا اناولها الأواني والغريب انها لم تمانع كثيرا.. وقلت لها في غزل واضح

 

انا: دا مافيش وحدة بجمالك وطعامتك ورقتك ودلعك يا جميل.. 

 

تبسمت هيام قليلا وردت علي بنبرة تدل على رضاها بكلامي الاخير

 

هيام: هو انت لسه فاكر انك حتقدر تضحك عليه بالكلمتين دول.. 

انا: انا . ماعاش الي يضحك عليك يا هيومه.. انا بتكلم بجد..

اضافت هيام وهي متسائلة ومتهربة من كلماتي الأخيرة

 

هيام: طب هي مش عاجباك ولا ايه.. بنت أموره وقدك وزيك كمان متعلمة.. وقريبتك برضو.. !

انا: لا.. مش عاجباني!

هيام: ليه بقى..؟ ناقصها ايه ماهي زي القمر..

انا: عشان انتِ عارفة كويس مين الي عاجباني.. وساكنة بقلبي..ومحدش يقدر ياخذ مكانها..

 

تغيرت ملامح هيام وانفرجت اساريرها وهي مستمتعة بمديحي الذي انعش غرورها.. وقالت بدلع: بطل يا واد .. كلامك ده مابيخشش دماغي.. ! روح.. روح اقعد جنب عروستك يا عريس… لا توحشها .. !

 

كنت اعرف ان هيام تتكلم بسخرية وتهكم ممازحة لي.. لكني استطعت من بين سطورها تلك ان المس غيرتها علي . وغيرتها من هناء.. كنت احب هيام رغم غضبي الدفين عليها بسبب الفيديو الاخير لها مع حكمت.. والذي كنت اتحجج فيه لها بعدم ظهور وجهها.. رغم ان كل شيء اخر يدل على انها كانت هي نفسها في الفيديو.

 

عرفت بعد ذلك ان عمتي وهناء سيطيلان المكوث عندنا لبضعة ايام..منزلنا كان بسيطا ولم يكن لدينا غرفة ضيوف صريحة.. هي غرفة اضافية تحتوي كذلك على بعض الاثاث لخزن الاطباق والاواني الاضافية التي قد تحتاجها هيام في مثل هذه الظروف.. وكانت تحتوي على صوفا ممكن قلبها لسرير .. وستنام عمتي صفية وابنتها هناء في تلك الغرفة.. 

 

حاولت النوم .. لكن طاردتني افكار كثيرة . اهمها قلقي من كلام عادل حول فتحي.. 

 

كانت الساعة الثانية ليلا.. سمعت أصوات خفيفة .. خارج غرفتي..فتحت الباب لأرى ماذا هناك..ورايت نور المطبخ مضاء..وسمعت همهمة وكأن شخصا يبكي بهدوء..

 

ذهبتُ للمطبخ على اطراف اصابعي وبهدوء شديد..فرأيت هيام.. !! هيام كانت جالسة على كرسي واضعة راسها على يديها وتبكي بهدوء.. 

 

انا: هيام!!! مالك فييييه اييييه بس.. انت بتعيطي ليييه؟؟

 

جفلت هيام لسؤالي فتوقفت عن البكاء وراحت تمسح دموعها بيديها وعدلت من هيئتها

 

هيام: هو انت صاحي يا سي زكي؟

انا: مجاليش نوم.. وسمعت حاجة وقلت اشوف في ايه.. بس انت خضتيني عليك… وقلقتيني.. هو انت كويسه يا هيام؟

 

اقتربت منها وهي جالسة ووضعتُ يدي على راسها امسد شعرها محاولا تهدأتها

 

هيام: لا.. لا.. مافيش حاجة متشغلش بالك انت بس

انا: مافيش حاجة ازاي؟؟ وانت قاتلة نفسك من العياط.. 

هيام: لا بس افتكرت المرحومة امي..

 

طبعا لم اصدق عذر هيام . ولكن اظطررت لمجاراتها وتهدئتها 

 

انا: معلش .. الله يرحمها.. قومي اغسلي وشك.. ونامي يا هيام..

 

نهضت هيام.. فانتبهت الى أنها كانت ترتدي ثوبا قصيرا وفضفاضا جداً ذو لون قريب على البرتقالي .. وكل اجزاء جسمها وتضاريسها واضحة من خلاله ..

 

وغسلت وجهها بماء الحنفية .. التي في المطبخ .. واخذتها أنا بيدها لكي ارافقها لغرفة ابي.. لكنها وقفت عند باب غرفتي انا وفاجأتني بسؤالها..وقالت بصوت خافت وهامس لكي لا نوقظ احد

 

هيام: هو الكلام القلتوهولي النهارده.. كان جد ولا هزار؟

عرفت مقصد هيان لكني احببت ان اراوغها قليلا

انا: اي كلام.. ؟

هيام: لما.. لما سألتك وقلتلك بتعجبك هناء ؟ .. وانت قلتلي.. قلتلي ان انا اللي في قلبك.. وكده يعني؟؟

 

صرت انظر لهيام وهي تنظر لي بعيونها . السوداء الجميلة التي تحاول ان تخترق أعماق روحي لتتأكد من صدق اجابتي .. اما انا فصارت عيوني تتنقل مابين عينيها وكذلك نحو جسدها المغري الذي بات واضحا جدا بسبب ذلك القماش.. وقلت لها وانا اضغط بقوة اكثر على يدها التي كانت بيدي..

 

انا: طبعا جد.. انت وبس الي في قلبي.. انا بحبك يا هيام.. مش اول مرة اقولها لك.. بس حفضل اقولها واعيدها لحد ماتصدقيني

 

لم تعلق هيام بأي شيء .. اكتفت بالتحديق في عيني.. مستمتعة بانتصارها الجديد على غريمتها هناء.. وانا اجدد اعترافي لها مرة اخرى باني احبها هي.. استغليتُ هدوئها بمكانها واقتربت من وجهها الجميل .. لم تبتعد عني هذه المرة.. فطبعت قبلة خفيفة على شفتيها الرائعتين..ونحن واقفين ..فاغمضت هيام عينيها ولم تهرب مثل كل مرة بل.. وتشجعت انا من بعدها اكثر.. فأطلت لها تقبيلي حتى شعرتُ بها وهي تبادلني القبلة الرومانسية الطويلة . بالنسبة لي تحرك كل شيء في جسمي وزبري كذلك.. لكني لم اشاء تحطيم هذه اللحظة الرومانسية الرائعة وهيام تتفاعل معي بشفتيها اللذيذتين.. حتى انقطعت سلسلة افكارنا على صوت ابي وهو ينادي هيام من غرفته.. فجفلت هيام وكأنها استيقظت من حلم جميل .. ولم تنبس ببنت شفة.. فأبتعدت عني بهدوء ومشت على اطراف أصابعها حتى وصلت لغرفة ابي وهي تقول له

هيام: ايوه .. انا هو.. كنت بشرب.. بس وطي صوتك عشان نايمين..

 

واغلقت الباب ورائها سارقة معها قلبي ومشاعري وروحي.. اه منك يا هيام.. اخيرا تحركت مشاعرك معي. ليت هناء وعمتي قد زارتانا من قبل

 

في اليوم التالي استيقظتُ بمزاج عال جدا.. وسعيد جدا.. بعد ان استطعت النوم بعمق.. فقبلة هيام بالأمس كانت كفيلة بجعلي أنام مرتاحا وهانئا.. واعطتني بارقة الامل من تحول هيام بمشاعرها نحوي.. بل انها اعلان بالتزامي العاطفي تجاهها.. فلن استطيع بعد تلك القبلة ان اجازف بمستقبلي معها.. او اتهور امامها متقربا من هناء.. سيكون مخاطرة كبيرة وغير محسوبة مني..

كان لابد لي من فتح المحل هذا اليوم.. فاعتذرت لعمتي وابنتها على تركهما لكوني مظطر للعمل فيه. 

 

صفية: مش حتفطر معانا يا ضنايا..

انا: كان بودي يا طنط.. بس اكل العيش . اعمل ايه بقى.. سامحيني

صفية: ربنا يوفقك في كل خطوة يا ضنايا ويرزقك ويوقف في طريقك اولاد الحلال..

 

في المحل 

اتصل بي عادل مرة اخرى معرباً عن قلقله البالغ

 

عادل: انا خايف يا زكي.. عشان الهدوء ده بيقلقني..

انا: هو انت مش نافع معاك لا ده ولا ده؟ طب مش المفروض اننا مانقلقش لان الموضوع هدي وعدا على خير؟

عادل: مش عارف يا زكي.. انا الصراحه لسه قلقان.. خايف لا يكون حكمت ورجالته عرفو كل حاجة بس هما مستنين اللحظة المناسبة عشان ينتقموا فيها مننا؟

انا: ماتخافش قلتلك.. انا حعرف اتصرف ازاي معاهم .

عادل: هو انت يعني مين يا زكي.. بروسلي ولا جت لي.. ولا زكي شان .. فهمني انت حتعمل ايه معاهم..

انا: قلقتلك متخافش.. كل شيء بأوانه يا عادل.. 

عادل: ربنا يستر.. طب سلام.

 

كان اتصال عادل كالعاصفة التي تحرك الرماد . فتعكر صفاء الجو.. وكان علي ان ابقى متماسكا.. وأتصرف بشكل طبيعي قدر الإمكان….

 

سار هذا اليوم بشكل طبيعي جدا دون حدوث ما يثير الريبة رغم ان عادل زرع بداخلي توترا من اول اليوم.. فكنت يقظا وحذرا جدا طوال اليوم.. عدت للبيت هذا اليوم ايضا دون ان اذهب للجيم.. فلدينا ضيوف ولابد ان اكون معهم.. وفي البيت استقبلتني هيام بالباب بأبتسامة ونظرة جميلة اشعرتني بالسعادة وجعلت قلبي يدق اكثر وكأنها تقول لي.. بأني حبيبها وانها حبيبتي.. اشارة لالتزامي تجاهها وخاصة امام هناء.. 

 

بالطبع .. كنت احاول ان ابدو طبيعيا جدا مع عمتي وكذلك هناء.. مع الحذر في انتقاء العبارات.. لأن هيام كانت تلقي علي بنظراتها الفاحصة كل قليل.. حتى اني شعرت بأني مراقب من قبل المخابرات العامة..

 

انعكس . تعاملي الاخير هذا سلبا على هناء التي شعرت بالتأكيد بحذري ووقوفي في مكاني لا اتقدم اكثر لكسب ودها او لمبادرتها بمجاملات اكثر.. النساء يشعرن بذلك بسرعة.. ورغم اني احيانا القي نكته هنا.. او اسرد موقفا هناك.. فتضحك عمتي وكذلك هناء.. لكني لم اسلم من مراقبة هيام..الصارمة.

 

جلسنا جميعا في الصالة بعد انتهاء العشاء.. وتركنا ابي ليرتاح قليلا في غرفته .. وفي الصالة أستلمتْ عمتي المهمة في سرد الذكريات الجميلة من زمن فات.. وبعد قليل دار هذا الحوار

 

صفية: ايييه.. ايام حلوة.. ياريتها ترجع تاني.. بس هي كده الحياة.. مش كل حاجة حلوة فيها، إلا بالحق يا زكي.. هو انت مفكرتش بالجواز ياضنايا؟؟

كان سؤالا مفاجئاً من عمتي صفية

 

انا: ها.. لا. بصراحه.. 

صفية: وليه بس يابني.. مانت بقيت راجل . ومحتاج وحدة ست تقف جمبك وتساعدك في حياتك وتعمل معاها عيلتك…ولا ايه يا مرات اخويا؟؟

 

ردت هيام بشيء من الارتباك فهي لم تتوقع اشراك صفية لها بهذا الحوار..

 

هيام: ها.. اااه… طبعا.. طبعا كلامك صح يا سلفتي..

انا: يا طنط.. مش لما اخلص الثانوية واجيب مجموع كوبس.. لسه بدري ع الجواز ياطنط.. 

صفية: بس كل دا مايمنعش من جوازك ياضنايا.. بالعكس دانتا اكثر واحد لازم يتجوز.. عشان بابا عيان ومراته مشغوله فيه بتخلي بالها منه.. وانت يا حبة عيني ماحدش واخذ بالو منك و انت بقى لازم تتجوز عشان مراتك هي اللي تخلي بالها منك.. وألا ايه يا مرات اخويا.. 

 

لا اعرف سبب الحاح عمتي صفية باشراك هيام بالحوار وطلب دعمها.. ربما من قبيل المصادفة فقط.. لكن هيام حاولت ان تكون طبيعية . في حين ان هناء صمتت بخجل وكأن عمتي تعنيها بالكلام..

 

هيام: اااه.. طبعا طبعا.. يا سلفتي.. لازمن يتجوز ويلاقي بنت الحلال الي تستاهله.. 

كانت هيام تتكلم وتنظر بنظرة ثاقبة نحو هناء .. فقررتُ انا لحظتها انهاء النقاش.. بعد ان خفت من ان يكون ارتباك هيام واضحا جدا فيفضحها.. 

 

انا: ياطنط.. مش وقتو ارجوكي.. كله باوانه.. انا المهم عندي دلوقتي ان بابا يرجع كويس وكمان انا اخلص الامتحانات على خير..

انتو مش حتشربوا شاي تاني ولا ايه.. دي هيام بتعمل احسن شاي .. مش كده يا مرات ابويا ؟؟ 

هيام: ها.. اااه.. من عنيه حالا .. حالا حجيبلكو شاي ثاني.

 

في تلك الليلة وانا احاول النوم في غرفتي..افكر بكلام عمتي صفية وكذلك بقبلة هيام لي بالامس وكذلك طريقة استقبالها لي.. وهذه التغييرات الجديدة.. حتى صارت الثانية ليلا.. فاذا بشخص يطرق بابي.. بشكل خجول وخفيف جدا..نهضتُ فففتحت الباب فاذا بها هيام.. وهي ترتدي ثوب نوم ذو لون احمر قاني وقصير. وفد انسلت فورا لغرفتي وهي خائفة. تلهث . لاحظت انا على وجه السرعة ان هيام كانت قد نظفت كل جسمها وكأنها تتجهز لعرس..

 

اغلقت الباب بهدوء.. وسالتها ببراءة: ايه فيه ايه.. مالك يا هيام.. حصل حاجه؟

اجابت هيام وهي تقف امامي.. مستنده بظهرها للباب بعد ان اغلقته..

هيام: هو انتو يا رجالة .. كلكو.. بتكدبو ليه 

استغربت من سؤالها هذا

انا: فيه ايه بس.. هو انت جايالي بنصاص اللليالي عشان تقولي كده؟ 

هيام: يعني مش ناوي تجاوبني.. 

انا: اجاوبك على ايه بس يا هيومه

هيام: انت مش قلتلي اكثر من مرة انك بتحبني.. وعلى اساس اني انا الوحيدة اللي في قلبك ومفيش وحدة تانية تاخذ مكاني بقلبك… ؟

انا: طبعا.. ولسه بقول الكلام ده!

هيام: امال ايه الكلام الي سمعته من عمتك النهارده.. ؟ 

طبعا.. ما أكيد عمتك مخططة لكل حاجة . اتاريها جايه بعد سنين طويلة تشوف ابن اخوها.. وجايبه معاها البنت المسلوعه دي اللي اسمها هناء.. عشان تجوزهالك.. و مش بعيد بتكون خطة مرسومة من ابوك وعمتك .. 

 

كانت هيام تتكلم وهي تحاول ان تسيطر على صوتها كي لا يرتفع لكن وجهها احمر لشدة الغضب..

 

انا: حيلك.. حيلك.. جواز ايه وخطة ايه.. واتفاقات ايه.. مافيش من الكلام دا خالص .. ماحصلش حاجه منه خالص.. انا زيك بالضبط سمعت بيه اول مرة من طنط صفية.. 

هيام: ايواه كده اضحك عليا.. مانت زيك زي كل الرجاله.. ميهمكوش غير نفسكو وبس.. قول انك كنت بتتسلى بيه وقلت لنفسك ..ايوا ياض ماتضحك عليها بكلمتين!!

انا: مالك يا هيام.. فيكي اييه.. انت مش راضية تصدقيني ليه.. مانا قلتلك اني بحبك وكلام طنط صفية سمعته زي زيك.. وانا قدامك رفضته . مش قلتلها اني مش بتاع جواز دلوقت؟؟ واني لازم بابا يبقى كويس واني لازم اخش الجامعه الاول؟؟ حصل ولا محصلش؟؟

 

هيام هدأت قليلا وهي تحاول تصديق كلامي.. حتى ان عيونها قد ادمعت قليلا وهي تقول

 

هيام: يا حبيبي يا زكي.. انا ياما قلتلك انه فيه فرق كبير مابين الحب والجنس.. وقلتلك .. اني مستعدة اديك جسمي لحد ما يجيلك ملل مني.. او تزهق مني، مش حقولك لا.. بس الحب ده حاجة تانيه.. وانت قعدت تقولي انك بتحبني.. وميهمكش الجنس والكلام ده..

انا: وانا لسه عند كلمتي..عشان انا فعلا بحبك.. وبغير عليك وعايزك لي لوحدي .ومش قادر ابص لغيرك 

هيام: يعني .. انت بجد اول مرة تسمع الكلام من طنط صفية؟ مش ناوي تتجوز البنت المسلوعة دي؟

 

ابتسمتُ واقتربت من هيام وامسكت يديها بحنان وانا اكلمها وانظر في عينيها

 

انا: هو الي معاه القمر.. بيبص للنجوم يا هيومه ؟ . دانا ولا ستات العالم كله ممكن يأثروا فيا.. لاني بحبك انت.. انت وبس يا هيومه..

هيام: بجد يا زكي.. بجد بتحبني؟

انا: ورحمة ماما بحبك.. وبعشقك.. وبموت فيك.. بس ..

هيام: بس ايييه؟؟؟؟

انا: بس مش عارف لو انت بتحبيني برضو؟

هيام: كل دا ولسه بتسأل؟

انا: ااه.. من حقي اعرف.. عاوز اسمعها منك..

هيام: مش كفايا احساسك بيها مني؟

انا: بس عاوز أسمعها..

 

لم تنطق هيام.. لكنها اقتربت مني تقبلني.. بشكل مختلف تماما هذه المرة..وبادلتها القبل.. وتحولت قبلتنا شيئا فشيئاً لقبلة فرنسية طويلة وعميقة واحتضنا بعضنا.. ولأول مرة اجرب طعم لسان هيام.. الذي كان عبارة عن رحيق الازهار. عطر وحلو بنفس الوقت صارت هيام مرتخية بيدي.. فقدتها للفراش وجلستْ بجنبي على حافته دون ان نقطع قبلتينا.. اردتها ان تكون لأطول فترة ممكنة لكي اثبت لها انني احبها. فهي مؤمنة بأن القبل فقط بين المحبين..ولكن بعد فترة اشتد انتصاب زبري.. لابد ان يكون هناك جائزة له.. اخذت افرش ثدييها بلطف من خارج الملابس.. فوجئت بها وهي تهمهم مستمتعة.. تذكرت كيف عندما نكتها من قبل وانا اكاد امزق ثدييها من قوة امساكي له لكنها لم تكن تتفاعل معي ابدا.. اما الآن فحلماتها انتصبت فورا لمجرد لمس وتفريش لطيف لثديبها..نزلتُ على رقبتها أشم عطر جسدها اللذيذ.. وثم طرحتها على الفراش. لم تكن ترتدي اي شيء تحت ثوب النوم.. مجرد ان افرجت عن ساقيها..انزاح الثوب للاعلى.. وبان كسها.. الذي كان هذه المرة محمرا منتفخا واضحا جدا.. ورطبا ولامعا بسبب رطوبته.. كان املسا محلوقا للتو..لأول مرة ارى كسها بهذا الوضوح..كان شفريها بارزين.. لم يكن كسا لفتاة بكر..عليه علامات الاستهلاك . لكن هذا لم يثنيني عن رغبتي به.. كان زنبورها بارزا لشدة تاثرها وشهوتها المتقدة.. اقتربت مباعدا بين ساقيها وصرت اشم كسها واتنفسه.. ووضعت شفتي عليه اقبله وهيام تتأوه مع كل قبلة..واخرجت لساني اتذوق كسها لاول مرة.. وامرره من الاعلى للاسفل وبالعكس مابين شفرتيها البارزتين وطيتي كسها المنتفخة .. فصارت هيام لزجة ورطبه جدا.. صعدت عليها اعتليها وهي تسهل لي ذلك.. وانا انظر لوجهها الجميل وشعرها المجعد وهي تبتسم ابتسامة خفيفة دلالة على استمتاعها وتجاوبها وفرحها..ثم..قبضت على نهديها افرشهما والحس حلمتيها وامصها واشم عطر شق صدرها..فصار زبري فوق عانتها الملساء.. وقبل ان ادفعه.. نظرت لي هيام وقالت لي انها تريد ان تمصه.. 

 

على الفور . صرت فوق صدرها.. ووضعت زبري بين ثدييها والتقفته هيام بيديها تمصه وتتلاعب به بلسانها الخبير.. معطية لي متعة لم اشعر بها ابدا من قبل .. خفت ان اقذف.. فسحبته من فمها.. وعدت اعتليها.. فهمت هيام حركتي وافرجت ساقيها اكثر.. حتى أدخلت زبري بسلاسه .. وانا غائب في غيوم اللذة والاستمتاع.. شعرت بجدران مهبلها وكأنها تتلقف زبري وترحب به.. وصرت ارهز فيها وانا اقبلها من فمها وهيام تهمهم مستمتعه وتبادلني القبل ايضا… تفاعلت هيام معي أكثر وصارت تنهيداتها ترتفع.. حتى سمعتها تقول لي

 

هيام: اااه… مش قادره استحمل اكثر.. عايزة لبنك دلوقتي..

قلت لها بلئم: مش لما اسمعها بوداني منك..

هيام: بحبك.. بحبك يا زكي .بس جيبهم دلوقتي فيا مش مستحمله اكثر..

أنا: بتحبيني يا هيام..

هيام: ايوا بحبك

انا: وحتكوني ليا وبس.. 

هيام: حكون ليك وبس..

 

كنت اريد . شيئا منها يقنعني بانها لي فقط ويقتل كل شكوكي حول المشهد الاخير.. لكنها لحظات شهوة ممكن ان يقول فيها الانسان أي شيء… كان يعنيه ام لا..

 

انا: حتبقي مراتي وليا لوحدي انا ياهيام.. فاهمه؟

هيام: ايوا ..حكون مراتك.. حكون مراتك وليك وحدك.. جيبهم بقااااا…أرجوووووك

 

وهنا حين سمعتها تقول ذلك.. قذفت بشكل لم افعله معها من قبل.. وكاني اقذف فيها لاول مرة..والشعور كذلك اختلف جدا.. كنت اشعر قبل باني افرغ شهوتي فقط.. لكن هذه المرة صرت اشعر اني احب واهب لمن احب كل مشاعري وحبي على شكل دفعات متتالية من القذف الجميل في داخلها..حتى قذفت هيام معي وشعرتٰ بمياهها تنزل بكثافة فأغرقتْ فراشي من تحتها.. وكانت تصرخ من الرعشة لكني القمت شفتيها بقبلة كي لا تستمر بالصراخ فننفضح.. 

بقينا هكذا . كلانا مستمتعان بهذ الشعور لدقائق طويلة . . وهيام لا تزال تبادلني القبل الجميلة ومستمتعة بمنيي الذي أستقر في مهبلها.. وزبري لا يزال يأبى الخروج من كسها..

 

كانت نيكة جميلة جدا بين حبيبين عاشقين.. لم أشاء ان اظغط على هيام اكثر . رغم انه لا يزال لدي طاقة ورغبة متجددة لجولة اخرى.. كنت انتظر مبادرتها هي.. كنت حذرا معها.. اريد ان اثبت لها اني نكتها لا لأني اشتهيها.. بل لأني احبها..

بعد ان هدانا استلقيت بجانبها وصرنا نتنفس كلانا بشكل واضح.. بعد هذا المجهود..

فقلت لهيام وانا انظر لها..

 

انا: بحبك.. بحبك يا هيام و ياريتك تحبيني زي ما بحبك..

كانت عبارة غريبه مني لكن هيام اجابت

 

هيام: وانا كمان يا زكي.. بحبك.. بحبك جدا . بس انت اكيد عاذرني لأني مش بسهولة صدقتك.. وتعرف كمان اسباب ترددي من ناحيتك.. يبقى تسامحني يا زكي ع الي عملته فيك..ارجوك

انا: طبعا مسامحك ياهيومه يحبيبتي.. اذا كنت مش انا الي بفهمك . مين حيفهمك بس؟ 

نظرت لي هيام وهي لاتزال تأخذ نفسها بسرعة

هيام: بس اوعدني يا زكي

انا: اوعدك بايه يا هيومه..

هيام: اوعدني انك مش بتلعب بيه؟

انا: هو دا معقول بس.. انا العب بيك يا هيام؟

هيام: معلش.. خذني ع قد عقلي

انا: خلاص يا ستي.. بوعدك.. اني مش بلعب بيك واني صادق ناحيتك وبحبك ومافيش حد ثاني بقلبي غيرك..

هيام وهي تضحك وتبتسم: كويس انك قلت دا كمان ووفرت علي الكلام . عشان انا.. زي الفريك يا زكي.. مابحبش شريك..

انا: وانا كمان يا هيام.. ما بحبش شريك..

 

خرجت عبارتي تلك وكانها تلميح لشيء .. لكن هيام ابتسمت واقتربت مني ثانية وقبلتني وعدت لتقبيلها مجددا..وشعرت منها برغبتها في نيكة ثانية وعندها.. باشرنا بالجولة الثانية.. وجعلتُ هيام ترتقيني.. لتكون فوق زبري.. وصارت تتنطط عليه مستمتعه وانا بنفس الوقت كنت مستمتع بمنظر جسمها وممسك بثدييها واتنعم بجمالها.. حتى افلتت هيام صرخة وهي تقذف وانا اقذف.. في كسها.. صرخة خفنا ان يستيقظ الباقين على اثرها…

استمرينا نمارس الجنس.. للمرة الثالثة فطلع الفجر . وخفنا ان تنهض عمتي او يلاحظ ابي اختفاء هيام.. فاكتفينا بذلك.. 

عادت هيام وهي ممتلئة بلبني لغرفة أبي . أما انا فبقيت صاحيا للصباح.. لا اصدق ما حصل.. كأني لاول مرة انيك هيام.. كنت فرحا ومستمتعا جدا بهذا ألانجاز..لم يكن في حساباتي ان تعود زيارة عمتي صفية المتأخرة جدا لنا بتلك الفائدة.. فوجود هناء وكلامي معها أيقظ مشاعر وغيرة هيام لتشعر بانها فعلا تحبني وتبادلني المشاعر.. 

لكن .. لاتزال في حلقي غصة.. تتعلق بموضوع حكمت والفيديو الأخير.. ولا زلت لا أعرف كيف أنتهي من هذا الموضوع.. لصالح هيام!!! خاصة بعد ماحصل بيننا وأحبتني اخيرا.. وقلبي متعلق جداً بها وسينحاز بالتأكيد الى جانبها . مثل كل مرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: ممنوع النسخ