نوع آخر – الحلقة التّاسعة

كنت لا ازال صامتا لا اجيب على سؤال ابي . واجهل مايحدث تماما في خارج الغرفة..ترى كيف هي مشاعر هيام الآن .. مؤكد انها سمعت كل شيء الآن الذي صار واضحا كوضوح الشمس .. علي ان اجد طريقة لتأجيل الموضوع ولو فقط بضعة أسابيع.. دون ان أغضب أبي الذي صارت صحته تتدهور أكثر كل يوم بدل ان تتحسن.. مما أثار قلقي فعلا.. حتى اني أفكر بعرضه على اطباء اكثر شهرة وكفاءة وفي افضل المستشفيات الخاصة.. نعم سيكلف هذا مالاً.. لكن المال يمكن تعويضه..

 

قطع صوت ابي سرحاني وشرود تفكيري وهو يكرر علي سؤاله: هاااا.. يابني.. انت سرحت في ايه بس.. يعني مرديتش علي؟

انا: ها.. ايوا يابه.. انا مقدرش ارفضلك طلب.. بس برضو من الاصول اننا نخطبها وهي في بيتهم .. مش وهي ضيفة عندنا.. ولا انت شايف ايه يابا؟

ابي: عداك العيب يابني.. ادي اللي كنت بترجاه فيك دايماً .. عين العقل يابني.. متتصورش فرحتي بيك دلوقتي قد ايه.. ومادمت انت طاوعتني ورضيت ببنت عمتك هناء . انا قلبي وربي راضيين عليك ليوم الدين يابني..

انحنيت على يد ابي اقبلها.. وهو يطبطب على كتفي سعيدا فرحا بعدم اعتراضي رغم اني لم اوافق بشكل صريح.. لأني لم ارد ان اغضبه او اسبب له توترا واؤثر على صحته.. فمنظر ابي في الوقت الحالي يصعب على الكافر.. فكيف وانا ابنه .. وابي..ضحى بكل شيء لأجلي.. حتى ان زواجه بهيام لم يكن برغبته بل فقط من اجلي ولأجلي.. ولهذا احيانا اشعر ان هيام موجودة في حياتنا .. لأجلي انا بالذات.. وربما هذا ما يعطيني شعورا ان لي حق فيها في كل شيء.

 

انا: امرك يابا.. بس انت ريح نفسك خالص كده.. ومتشغلش بالك في اي حاجة غير صحتك.. وطمن عمتي صفية ان اللي جاية علشانهُ حيحصل.. واحنا كده بعد كام يوم ولا حتى شهر.. نروح انا وانت لعندهم ونخطب هناء رسمي زي ما أردت يابا..

 

أبي: ماشي . هو شهر كثير .. بس المهم انك وافقت يازكي.. فرحتني قوي قوي يا ابن حسن.. وانا مش حكسر كلمتك وماخليش في خاطرك..وزي ماقلتلي .. شهر ! .. وانا معاك في كل خطوة تخطيها

انا: ربنا مايحرمنيش منك يابا.. ويخليك ليا ويطولنا بعمرك..

 

تركت غرفة أبي وقلبي محترق وفي صدري غصة كبيرة.. بين نارين.. نار حبي لهيام.. المشتعلة التي نشبت للتو.. ونار اخرى ستشب حتما لو أغضبت أبي.. وتزيد من سوء حالته . في الصالة كانت عمتي صفية تجلس لجوار هناء وهن يتهامسن فقطعن همسهن بمجرد خروجي من غرفة ابي.. بينما هيام كانت واقفة في نفس الزاوية المنظورة من المطبخ.. وجهها متجهم وباهت .. لا تعابير فيه.. وكانه وجه لشخص مات لتوه فلم يبق فيه حياة.. هيام كانت هي الحياة.. نفسها في بيتنا.. بحسها تدخل في قوبنا البهجة . وضحكاتها ومزاحهها وحركتها ونشاطها المستمر… كالنخلة النشيطة فوق حقول الزهور

 

كأن كل شيء الآن أختفى من وجه هيام! هيام ذكية بما يكفي لتدرك ما قد حصل وتم تنفيذه من المخطط المرسوم بين عمتي وابي.. وجهتْ لي عمتي احاديث .. لم استطيع التركيز معها فكنت اجيب ببلاهة.. ب.. ااه.. نعم.. فعلا.. صح.. اي كلام.. لمجاملتها.. لكن بالي وروحي لم يكن معها … ابدا..مر الوقت بطيئا جدا لدرجة انه خنقني فصرت اتمنى الخروج الآن من البيت رغم ان الوقت متأخر.. لكي استنشق هواء طريا.. بعيدا عن الاكتئاب الذي هجم على البيت.. بمجرد ان اختفت ابتسامة هيام منه..

 

انا: معلش يا طنط.. انا استأذنك لازم اخرج.. عشان نسيت مفاتيح المحل عند الواد عادل.. وماينفعش اسيبهم لبكره.. 

صفية: اذنك معاك يا ضناي.. بس متتأخرش يحبيبي وخلي بالك من نفسك..

 

كنت اكذب . واختلق الاعذار لمجرد ان اخرج من البيت قبل ان اصرخ في وجه عمتي وابنتها.

خرجتُ من البيت والساعة قاربت منتصف الليل..

وضعت نقالي على وضع صامت فور خروجي من المنزل.. لا اريد احداً ان يزعجني ويبعدني عن فصلاني وشرودي بذهني

 

كنت امشي بلا هدف ولا وجهة معينة.. امشي فقط.. بلا عنوان.. تائه بين افكاري التي تأخذني للمجهول فلا تعيدني..حتى وجدت نفسي في زقاق بعيد شبه مهجور.. لا اعرف كيف وصلت اليه.. 

 

زقاق لمنطقة فقيرة .. ورائحة النفايات المنتشرة على جوانبه تثير الاشمئزاز . واصوات القطط وهي تتعارك فيما بينها على تلك القمامة..وثلة من الاشخاص.. يقفون هنا وهناك.. يدخنون الحشيش ربما.. ويشربون كحولا.. لست متأكد..حتى لمحت وجه اعرفه..حين اقتربت منه.. ميزته من حلقة الباندا حول عينه اليمنى.. انه فتحي!!! الذي صار يكشر عن انيابه مبتسما وهو يقف مع رجلين آخرين ..

 

فتحي: دا انتا جريء قوي يا زكي.. هو انت جايلي برجليك لهنا بعد الي عملتو فيا؟؟ 

 

لا اعرف نية فتحي بالضبط الآن.. لكني يجب ان اقرر.. اما ان استجمع قوتي للهروب والنجاة بنفسي من هذا الموقف.. واما ان اواجه.. لكني قررت ان ابداء محاولتي فض النزاع بطريقة دبلوماسية مثل ما يفعل السياسيون..

انا: انا ماعملتش اي حاجة فيك يا فتحي.. مترميش خيبتك مع مديرك عليا.. ولو عاوز ارضيك بقرشين زيادة . بدل الضرب اللي انت اخذته على وشك.. معنديش مانع.. 

 

غضب فتحي اكثر.. وصار يقول: بقه كده .. يابن حسن.. بقا دا جزائي اني ساعدتك..

 

اتجه فتحي ومعه صاحبيه بسرعة باتجاهي ينوون ضربي.. بصراحه لم يكن ينفع الهروب الآن.. فات اوان اللحظة المناسبة للهروب.. كنت مجبرا ان اواجه.. كان بودي ان انتصر عليهم ثلاثتهم كما ينتصر بطل الفيلم على اعدائه.. لكن الكثرة تغلب الشجاعة.. بدأت الضربات تأتيني من كل جانب لا اعرف هذه اليد لمن ولا تلك الضربه لمن.. لكني لم اقبل ان اكون لقمة سهلة.. فكنت اضرب بشكل عشوائي اي جزء من اجسامهم تطاله يدي واي عضو تصله رجلي.. لكني تلقيت اكثر مما ضربت.. ولم أشعر .. الا والدنيا بدأت تسود في عيوني.. وصرت لا ارى شيئا.. ومقاومتي قلت بكثير.. وسقطتُ على الارض ولا يزال فتحي واصحابه يوجهون لي اللكمات والشتائم من كل اتجاه . حتى توقف الجميع على صوت صراخ لأحد الحراس القريبين..( ميين هناااااك) ففر فتحي واعوانه.. تاركين اياي على الارض بوضع مزر.. وجهي تملاه الدماء وملابسي مابين ممزق ومترب وازرار مقطعة . . والألم في كل مكان من جسدي لدرجة عجزت عن تحريك اصبع من اصابعي.. لم اشعر ألا وهذا الحارس الطيب ومعه عدد من الرجال.. واقفين فوقي.. وهم يتكلمون معي دون ان استطيع سماعهم.. كنت استطيع ان ارى وجوههم مشوشة بسبب صعوبة الرؤية.. واخيراً ميزت قول بعضهم وهو يدعو لطلب الأسعاف.. والآخر لنقلي فورا للمستشفى.. وبعضهم رش ماءا من قنينة في يده.. وفعلا انتبهت بعد رشي بالماء قليلا لما حولي وانا انهض بصعوبة على قدمي..

 

انا:.. انا . كويس.. كويس..!!

احدهم: يابني انت محتاج تروح المستشفى.. ماينفعش نسيبك خالص في الحاله دي..

انا: لا..لا..خلاص.. بقيت كويس.. 

 

لم اشاء ان اثير قلق ابي بعد ماحصل لي.. فهو حتماً لا ينقصه ذلك.. 

 

نهضت متربا ومتعبا ومتألما وبصعوبة بالغة..والناس من حولي من يساعدني .. أحدهم سائق تكسي.. تبرع بإعادتي للمنزل .. كانت الساعة تقترب من الواحدة.. انتبهت الى ان هاتفي بداء يهتز كثيرا وهو بجيبي.. وانا اركب التكسي.. كانت هيام.. من يتصل..ففتحت الخط.. فتحدثتْ هيام بصوت مرتعش وهي قلقة جدا علي

هيام: انت فييييينك لحد دلوقتي؟؟ اتاخرت لييييه؟؟ حصلك حاجة.. مابتردش . ليه على مكالماتي.. بقالي كثير برن عليك..

انا: عمتي نامت؟ بابا نام؟؟

هيام: اااه.. ناموا.. هو احنا في ايه ولا ايه يا زكي.. طمني عنك انت كويس..؟

انا:اااه.. اااه.. كويس.. بس انا عايزك انت اللي تفتحيلي الباب.. كلها عشر دقايق وحكون في البيت..

هيام: حاضر.. بس متتاخرش اكثر وحياتي عندك.. دنا قلبي نشف من القلق عليك..

كنت اعرف ان هيام تحبني.. لدرجة انها تجاهلت كل احداث اليوم المزعجة واهتمت فقط لسلامتي التي تعنيها من كل قلبها..

انا: بحبك..يا هيام

لم ترد علي هيام . اكتفت بتنهيده واغلقت الخط..

 

وصلت للبيت وشكرت السائق الطيب بكثرة.. فعلا لا تزال الدنيا بخير.. فمثلما هناك امثال فتحي..السيئين.. هناك امثال هذا السائق الشهم الطيبين..

 

ما ان طرقت الباب بشكل خفيف حتى فتحته هيام وهي قد انصدمت بمنظري وانا في حالة فوضى.. فتحت هيام عيونها للآخر و وضعت يدها على فمها وهي تحاول ان تمنع نفسها من الصراخ لشدة فزعها من منظري.. فهي ايضا لا تريد ايقاظ ابي واثارة فزعه غير الضروري الآن.. كذلك ضيوفنا قد ناموا مبكرا ..

 

سحبتني هيام من يدي للحمام.. وهي تهمس مذعورة جدا: اااايه اللي عمل فيك كده.. حصل ايه فهمني.. انت كويس . انت بخير . تعالا بس خش تعالا..

 

انا: اااه.. ذراعي ..حاسبي.. بعدين احكيلك.. 

هيام: طمني عليك .. يازكي.. دانا كنت حموت من الخوف والقلق عليك.. وفي الآخر تجيلي بمنظرك دا.. ليه كدا بس يا زكي.. حرام عليك الي تعملوه فيا دا..

 

كانت كلمات هيام مدموجة ببعض الدموع والخوف والذعر والعتب.. كانت لا تريد في تلك اللحظة سوى بضعة كلمات مني لتطمئنها على حالي.. لكني للأمانة.. كنت اعجز حتى عن تحريك فكي للتكلم..

 

توجهت بي هيام للحمام.. وهناك وقفتْ معي تحت الدوش.. وكانت تفك عني ملابسي الممزقة والمتشابكة بنفس الوقت.. غير مبالية بتلوث يديها من دماء وجهي او الاتربة والاوساخ التي علقت على شعري وجسمي..كنت اود تحذيرها . فوضعنا هكذا في الحمام لايمكن فهمه من الرائي بحُسن نية ابدا..لكن آلام فكي منعتني من الكلام.. اكتفيت بالاستسلام ليدي هيام الناعمة التي كانت منفعلة وغاضبة بنفس الوقت وهي تتمتم مع نفسها بصوت هامس لكن مسموع .. تارة تسألني عن سبب ما حصل وتارة تكلم نفسها وهي تقول ( ايه الي عمل فيك كده بس.. مين ولاد الحرام الي عملو فيك كده.. معندهمش قلب ؟) او توجهني لتحريك يدي او ساقي لكي تخلع عني القميص او البنطلون.. حتى شعرت لوهلة ان التي معي هي امي الحبيبة.. التي لاتزال تزورني ذكرياتها كل حين.. واتذكر كيف كانت تعتني بي بذلك الهوس والانفعال غير مبالية بالعالم كله.. ربما لذلك.. انا احببت هيام.. هيام.. استطاعت ان تؤدي دور أمي حين يتطلب الموقف ذلك.. واستطاعت ان تؤدي دور الصديقة المرحة المحبوبة التي لا أستطيع اخفاء سرا عنها.. واستطاعت ان تكون حبيبة كذلك.. احببت . هيام لأنها المرأة التي استطاعت ان تفعل لي كل ذلك.. دون مقابل.

 

لم اشعر ألا بيَدَيّ هيام وهي تمسك صابونة وتمررها على جسمي .. ادركت للتو ان المياه صارت تنهمر من الدوش.. و تبللنا كلينا.. لم تهتم البتة هيام بتلك اللحظة سوا بي.. تبللت ملابسها وهي واقفة معي فتقوم تنظيفي واسنادي ايضا كل قليل و تجعلني اتكاء عليها احيانا وهي تغسل قدمي.. لم يتبادر لذهني اي افكار جنسية بتلك اللحظة.. رغم ان منظر هيام اصبح مغريا جدا بعد تبلل ثوبها الخفيف والتصق على مفاتن جسمها كله.. كان الألم شديد جدا في كل انحاء جسدي.. لدرجة تكاسلت عن النظر لجمال هيام الخلاب الذي سرق قلبي..

 

بعد قليل شعرت بالمنشفة وهي تمر على شعر راسي وجسمي .. لفتني هيام بالمنشفة واخرجتني وهي مبتلة غير آبهة بنفسها .. وقادتني لغرفتي وانا متكاء عليها.. فالقتني على السرير.. حتى أحسستُ بيديها وهي تلبسني ملابسي الداخلية النظيفة ثم البيجامة الجديدة. .. وصارت تنظر لي وهي في حالة فوضى بسببي.. نصف مبتلة وشعرها مبتل وهي تهمس لي بكلام فهمت بانها تطلب مني ان ارتاح وانام..فما شعرت بشيء بعدها … … …

 

في الصباح صحيتُ متأخرا بصعوبة..فقاربت الساعة العاشرة ..سمعت جلبة في الصالة واحاديث وداع…عرفت فيما بعد ان عمتي صفية قد نوت المغادرة.. سألت عمتي صفية هيام عني بعد ان ودعتْ أبي.. فهمت فيما بعد ان هيام كذبت عليها.. اخبرتها انني غادرت مبكرا للعمل..! احسنتٍ يا هيام . لم يكن من اللائق ان تراني صفية وابنتها بهذا المنظر كما لا أريد ان اتعرض لأسالتهما عن سبب حدوث ذلك.. 

 

غادرت عمتي وابنتها اخيرا ًمودعة هيام

 

.. جائت لغرفتي هيام بعد قليل..رأتني صاحيا..

 

هيام: ازايك ياحبيبي.. عامل ايه طمني عنك.. تحب اجيبلك دكتور.. تحب اخذك للمستشفى؟

اجبتها بصعوبة: ماتقلقيش ..يا هيومه.. انا احسن دلوقتي.. ٫ هو ايه اللي حصل قبل شوية.. طنط صفية سافرت؟

هيام: الحمدلله انك احسن.. انا قلقت قوي عليك.. انا حسيبك ترتاح كده كم يوم لحد ماتبقى كويس.. بس لازم اعرف منك بعدين ايه اللي حصل بالضبط..٫ وطنطك صفية روحت بيتها هي وبنتها المسلوعة دي.. اقصد.. عروستك..!

مكانش ينفع يشوفوك بالمنظر ده . كذبت عليهم وقلتلهم انك خرجت بدري للمحل..

 

كان فكي يؤلمني عند التحدث.. كنت اود ان ارد على هيام بخصوص تسميتها لهناء بعروستي.. لكن فضلتُ تجنب الآلام وساترك ذلك لاحقا للتوضيح..

 

هيام: انا اسيبك ترتاح.. عارفه انك متقدرش تتكلم كثير.. يبقه انا حشقر عليك كل شويا لحسن تكون محتاج حاجة.. 

خرجت هيام وانا انظرلها في نظرات حب و حسرة بنفس الوقت فضلت البقاء مستلقيا طوال اليوم..لا اعرف ماذا سأقول لأبي حين يراني في هذا الحال..سأفكر في ذلك لاحقا..

 

امسكت نقالي فوجدت عشرات المكالمات الفائتة اغلبها كانت لهيام بالامس . واثنتين لعادل. الأفضل ان ارد عليه برسالة sms

 

انا: حصل حاجة مهمة..لازم تعرفها.. بس اكتبلي مسج.. عشان مقدرش اتكلم.

رد علي عادل بعد قليل برسالة

عادل: فيه ايه طمني عليك.. انت قافل المحل ومابتردش عليه كمان..؟ انا قلقت عليك ياصحبي جدا

انا: حظي الهباب.. خلاني اشوف صاحبك المقرف فتحي.. قي حتة مقطوعة.. وهجم علي هو واتنين من صحابه!

عادل: اييييه…. أنا جايلك حالا..

انا: لا.. متجيش.. مش عايز ابويا يعرف اني في البيت.. بكرا حنتقابل في المحل !

عادل: ماشي . ولو انه موضوع مش يطمن ومايستحملش تاخير بس براحتك .. 

 

مر اليوم كله ببطيء.. تعودت على اجواء المحل والعمل بصراحة.. كانت هيام تاتي كل قليل بلهفة تسألني عن حالي او ان احتجت لشيء.. عملت لي شوربة لكي استطيع تناولها دون ان امضغ واحرك فكي..لا اعرف اظن ان فكي مخلوع.. سأذهب للطبيب ان بقي الحال طويلا هكذا

 

في اليوم التالي اقنعتْ هيام ابي بانني جئتُ متأخرا للبيت ووجدتهُ نائما فنمت . اكسبتني يوما آخر لتفادي رؤية ابي.. شددت من عزمي هذه المرة وخرجتُ للمحل رغم اعتراض هيام الشديد..ثم جائني عادل في المحل فشاهد.. تلك الكدمات المتبقية حول فمي .. 

 

عادل: سلامتك الف سلامة يا صحبي . متقولي ايه اللي عمل فيك كده.. فتحي؟؟ اما دا طلع واحد نذل وجبان صحيح

انا: ياسلام.. يا خويا.. مش ده انت الي تعرفه من رجالة حكمت واتفشخرت بمعرفتك فيه؟

عادل: هو انت عايز تقول ان كل دا كان بسببي؟ مش انت كنت عايز حد يدخلك جوا المخزن؟ 

اناا: خلاص يا عادل متاخذش في كلامي.. انا مقصدش.

عادل: وانت ناوي على ايه دلوقت؟

انا: ولا حاجة..! 

عادل: انت حتسيب حقك؟ كده بالسهولة ديه

انا: مالك يا عادل.. اوعى تفتكر اننا في فيلم العراب ولازمن ناخذ حقنا وننتقم..؟ ياعمي فوق.. احنا في الواقع الاسود ياعادل !! وكويس انها عدت على خير..وعلى رأي المثل.. علقة تفوت ولا حد يموت..

عادل: خلاص ياصحبي.. زي ماتشوف . بس انا خايف من الي حصل لا يحصل تاني! 

انا: ماتخافش.. الي حصل كان بسبب حظي الهباب الي اخذني لمكان فتحي.

عادل: ماعلينا.. انت سمعت باللي حصل.. والناس كلها بتتكلم فيه؟

انا: حصل ايه

عادل: بيقولك يا سيدي حكمت عاوز يرشح نفسه الانتخابات..!!

انا: ومالو.. حقه.. برضو.. بس سيبك منه.. وقولي.. اخبار مزتك الجامدة منى أيه؟؟ 

عادل: لا.. كله بقى تمام.. والدنيا احلوت.. بس انت دق ع الخشب كده ..وادعيلي .. 

ضربت الخشب وانا اضحك رغم الام فكي

انا: ادعيلك؟؟ ليه . انت ناوي تتجوزها ؟؟ ههههه

عادل: وليه لا.. ماهي جايزا ليه.. لو عمي طلقها..

انا: يعم سيبك من الكلام ده دلوقت.. وركز معاها وعشلك كده يومين حلوين..بلاش الافكار الهدامة وحياة ابوك.. جواز ايه ونيلة ايه..

عادل: معلش.. انا مش حناقشك في الموضوع ده عشان مقدر تعبك .. بس انت مالك يا صاحبي.. فيه حاجة مخبيها غير الي باين على وشك ده ؟ 

 

حكيت لعادل ماطلبه أبي مني.. والموقف المعقد الذي انا فيه الآن . تفاعل معي عادل وتعاطف كثيرا.. 

 

عادل: وانت حتتجوز بنت عمتك بالسرعة والسهولة دي.. ؟

انا: ماعرفش يا عادل.. لو عندك حل.. مايأثرش على صحة ابويا.. هاته…

 

بالطبع لم يجد عادل حلا منطقيا لي..واكتفى بمساندتي ودعمه لي .. كان بودي ان احذره من ترك عواطفه الحياشة تذهب بلا حساب نحو منى.. خوفا من ان يتألم فيما بعد.. لكن.. أجلت الحديث لاسباب كثيرة اهمهما فكي الذي يؤلمني بالحديث

 

بعد عدة ايام.. كنت انا اتجنب رؤية ابي..قدر المستطاع حتى خَفَتْ الكدمات من على وجهي واستخدمت مضطرا مكياجا خاصاً لأخفاءها حين انوي رؤية ابي في غرفته.. لم تتكلم هيام معي حول ماحصل من موضوع هناء.. كانت تصبر مضطرة. .. تنتظر شفائي وتطمئن على سلامتي قبل ان تواجهني..

 

.في تلك الأثناء.. اشتريت كاميرا لاصقة ووضعتها فوق باب البيت.. وربطتها بنقالي.. كان علي فقط ان اشبكه بالانترنت.. لكي احصل على بث مباشر..وهذا مافعلته..كان الشك ينمو في داخلي ويكبر ولا استطيع ايقافه.

 

في المطبخ .. تكلمتْ هيام معي حين رأتني قد تماثلت للشفاء.. ولكن بتهكم وبشكل ساخر وهجومي

هيام: وامته ان شاء الله .. نويتو تقرو الفاتحه وتكتبوا الكتاب وتعلو الجواب؟؟ 

انا: كتاب ايه يا هيام.. انا بس اخذت ابويا على قد عقله.. انت عارفه كويس ان صحته متستحملش . مقدرش ازعله

هيام: ايوا ..كده.. انا فهمت خلاص..

انا: فهمتي ايه؟

هيام: حتقولي ..عشان باباك.. وعشان متزعلوش.. وتبقى انت كده بتضحي عشان الكل يعيش بسعادة.. ومعرفش ايه.. من كلام الافلام الاسود والابيض!

انا: يا هيام.. انت ليه مش عايزه تحسي بي واللي انا فيه؟

هيام: وانا.. ما تحسش بيه ليه؟؟ مليش حساب عندك؟ مليش دور في حياتك خالص!

انا: ازاي بس.. انت كل حاجة في حياتي.. 

قاطعتني هيام غاضبة: بطل بقى يا زكي.. ارجوك.. بطل تلعب بيه وبمشاعري.. حرام عليك . انا برضو بني ادمة عندها قلب ومشاعر.. ليه تعمل فيا كده

انا ياما قلتلك.. ياما.. لو عاوز جسمي.. خودو.. بس قلبي..لا ماتلعبش بيه وبمشاعري

انا: هو انت ليه كل مرة تقولي الجملة دي؟ خود جسمي.. وقلبي لا.. خود جسمي .. وقلبي لا..هو انت بتقولي كده لأي حد يقولك انه عاوزك ؟؟ 

هيام وهي مصدومة من كلامي الجارح لها: هو انت شايفني كده يا سي زكي ؟؟ بجد.. هي دي فكرتك عني.. طب كثر خيرك يا سيدي.. انا الي استاهل ضرب الجزمة على نفوخي…

 

زعلت هيام واغرورقت عيونها بالدموع . وهي تترك المطبخ.. لا اعرف اين ذهبت.. المهم ان لا تراني او نكون معا في نفس المكان..

 

لا اعرف لماذا صرت اتكلم هكذا فجرحتها.. كنت اريد ان اقضي على شكوكي لكني بالعكس افصحت عنها واذيتها..

مرت بضعة ايام على زعل هيام التي اخذت موقفا قويا ضدي وتجنبت كل محاولاتي للكلام معها.. وفي احد الايام وانا في المحل مشغول بالزبائن.. نظرت صدفة لشاشة نقالي المرتبط بالكاميرا.. رايت هيام.. نعم هيام تخرج من البيت.. وهي ترتدي ملابس محتشمة..سوداء اللون.. نادرا ماتخرج هيام.. !! اغلقتُ المحل واعتذرتُ من الزبائن المنتظرين.. بدعوى ان الأمر طاريء.. واستأجرت تكسي على وجه السرعة.. لمخزن حكمت.. ونزلت قبالته في زاوية تمكني من رؤية الداخلين.. دون ان انكشف.. وبعد دقائق . حدثت الصدمة.. الطامة الكبرى.. 

 

هي.. هي هيام.. بلحمها وشحمها وثوبها ووجها الظاهر.. نزلت من التكسي.. وبيدها حقيبة صغيرة.. المفاجأة ان الحارس الواقف على الباب ادخلها فورا.. هذا يعني انه يعرفها.. وتلك ليست اول مرة..!!

 

وددتُ لحظتها لو صرخت فيها امنعها من الدخول.. اسحبها من يدها بالقوة.. واشبعها ضربا..!! الغضب المحتقن والشعور بالخداع والظلم والكراهية.. الرغبة بأن اثور الآن.. كل ذلك.. يخالجني الآن.. على شكل بركان هائج يريد ان ينفجر ويثور ويلفظ حمما تقتل الجميع.. 

 

رغم كل هذا سيطرت على نفسي بصعوبة بالغة واخرجت نقالي واستخدمت الزوم والتقطت صورا لهيام ووجها واضح وهي عند الباب . وصورت بعدها فيديوا قصيرا والحارس يفتح لها الباب دون اي سؤال ..

وانتظرت على أمل خروجها بسرعة.. وانا ااكل بداخلي من الغضب.. واصرخ في افكاري بين جدران عقلي وامنعها من الهروب لأوتار حنجرتي.. رغم اني احتاج ان افعلها الآن .. لكن قاومت.. قاومت.. وصرت اعد الوقت.. وامرت عقلي بعدم التفكير كي لا تفعل بي افكاري شيئا..لا يحمد عقباه..وصرت احسب الوقت.. دقيقة تلو الاخرى.. ثانية بعد الاخرى.. تك.. تك..تك..

 

وكل تكة تعمل كخنجر ينغرز في صدري وقلبي..

 

خمسون دقيقة!! حتى ظهرت هيام مرة اخرى على البوابة.. خمسون دقيقة وانا احترق ببطيء على نار وقودها الغضب والكراهية والشعور بالخيانة والظلم..

 

لم تطل هيام الوقوف حتى اخذت تكسي وغادرت..كنت افكر في قتلها . عقابا لها.. ام اعذبها قبل هذا؟ ام افضحها امام أبي وكل الناس .. ثم ارميها كالكلاب في الشارع.. لترجع الى عمها نياكها وقوادها.. ويكرروا بطولاتهم في النصب على الناس والاستيلاء على مشاعرهم ونقودهم؟ ماذا سأفعل بك يا هيام.. ؟ 

 

لم يمنعني من ذلك الآن.. سوى مرض أبي.. لولاه لأطلقت العنان لغضبي.. دون اي تفكير بالنتائج.. فانا لست من اولئك المتباهين بقيمهم.. انا انسان عادي.. أُخطاء.. كثيرا . . واكرر اخطائي.. واغضب.. ولا اكون حليما في وقت غضبي.. كما اني لست كريماً جدا فأسامح..

 

لن يمر ذلك دون عقاب يا هيام..

 

كنت شارد جدا في افكاري..لدرجة عدت ماشيا ادراجي للمحل.. فلايزال الوقت مبكرا للعودة.. ولعلي اجد في العمل مهربا من تلك الصدمة . حتى انني ذهبت للجيم رغم آلام اكتافي وفكي المستمرة.. لأني اريد اخراج ما بداخلي من غضب ..اخذني الوقت.. حتى رن هاتفي.. هيام تتصل!! لقد تأخرت.. لا اعرف كيف سأتصرف فانا لم اضع اي خطة في بالي.. كل ما كنت افكر فيه هو كيف اتخلص من الام جسمي .. والام قلبي.. الذي مزقته هيام بمخالب خيانتها.

 

هيام: انت فينك يا زكي يا حبيبي.. تاخرت كده ليه؟؟ شغلتني عليك

انا ببرود: جاي.. في السكة.. 

هيام مستغربة لبرودي الواضح: مالك يا حبيبي.. جرالك حاجة؟ انت لسه تعبان!!!

انا: لا . انا كويس.. جاي في السكة.. (كاني اردد الكلام كروبوت آلي)

هيام: طب بس متتأخرش كثير يحبيبي عشان باباك كمان قلقان عليك..

 

انتهى الاتصال وانا انهي تماريني بعد ان كررتها للمرة الثالثة.. دون ان اشعر.. حتى الالم في جسمي لم يكن مؤثرا.. امام تاثير الام قلبي المجروح.. وشعوري بالظلم والخيانة..

 

عدت للبيت .. متجاهلا رنات عادل.. لا اعرف ماذا يريد في هذا الوقت.. لم يكن لي اي مزاج..

 

طرقت الباب وفتحت لي هيام وهي تبتسم.. فما لبثت ان تختفي ابتسامتها لبرودي ووجهي الذي صار كمومياء لا حياة فيه.

 

هيام: مالك يا زكي . في ايه يا حبيبي؟؟

 

لم ارد عليها.. دخلت كرجل آلي يمشي فاقدا لإحساسه ثم سمعت صوت ابي . . 

 

ابي حسن: انت جيت يابني؟؟ انت تأخرت كده ليه وشغلتنا عليك..

انا ومن دون ان ادخل لغرفته: مافيش حاجة يابا.. انا كويس.. بس محتاج اريح شويا..

ابي حسن: ربنا يعينك ويقويك يابني.. خش اوضتك واستريح يابني..وماتنسيش يا هيام.. سخنيلو العشا.. 

هيام: من عنيا حاضر.. حالا..

انا: مافيش داعي.. ماليش نفس..

وذهبت اسحب اقدامي بثقل نحو غرفتي.. رميت نفسي على السرير كالميت..

 

بعد لحظات لحقتني هيام للغرفة.. وقفتْ فوق راسي .. كانت ترتدي ثوبا.. كفيل بان يحرك قلب الأعمى . قصير كالعادة.. وشبه شفاف.. لا ترتدي اي شيء تحته.. ثدياها واضحان من خلفه. . وكذلك كسها الذي يبدو انها نتفته مؤخرا..ثوب مكشوف الكتفين.. والابطين.. مثلما احب منها ذلك دوما..ثم جلست بجانبي.. وانا مستلق..صرت اشم منها رائحتها المميزة الواضحة التي تحرك اساطيل الشهوة في زبري لاحتلال كسها الشهي..تلك الرائحة التي كانت سبب تعلقي وعشقي لها.. 

 

هيام: ايه.. مالك.. في ايه.. واوعى تخبي عني حاجة.. 

انا: انا الي اخبي عنك؟ ولا انتي المخبيه عني؟

هيام: تقصد ايه.. يا زكي.. 

انا: سيبيني واخرجي.. مش ناقص خناق في نصاص الليالي.. انا مش فايقلك خالص

هيام: انا.. انا يا زكي.. مابقتش تستحمللي كلمة؟ عاوزني اسيبك؟؟ لااااا.. دا اكيد فيه حاجة..ولازم اعرفها..

انا: اللهم طولك ياروح.. 

هيام: ايوااااا.. اظهر وبان.. على حقيقتك . عايز تخلع.. ؟ تتعب نفسك ليه .. قولها كده في وشي وانا اريحك مني خالص.. 

 

امسكتها من يدها اريد سحبها لي..وهي مقاومة في استغراب..

 

هيام:انت بتعمل ايه.. عايز ايه . . سيبني!!

انا: واسيبك ليه.. انا عايزك.. دلوقتي.. 

 

هيام: عايزني؟؟ انت مش خلاص نويت تتجوز البنت المسلوعة.. عاوز تاني مني ايه.. سيبني بقولك!

 

كانت هيام لا تقاوم بشدة.. لكنها واقفة على كلمة واحدة مني فقط لتكون ملكي وتحتي.. كلمة حب واحدة مني.. ستنسيها هناء وام هناء و كل عتبها لي.. وستستسلم لي بكل جوارحها..لكن الغضب والظلم بداخلي حولاني الى شخص لئيم ..

 

انا: بقولك تعالي . انت مش قلتي لو عاوز جسمك اخذوه.. تعاليلي.. عاوز جسمك.. يالا اديهولي..

 

صرت اسحبها بقوة باتجاهي وهي ممانعة ومستغربة لتصرفاتي وبدأت دموعها تنزل.. 

 

هيام: انت بتعمل معايا كده ليه.. حرام عليك.. ليه تعمل فيا كدا..

 

سحبتها بقوه للسرير.. وقد توقفت هيام عن المقاومه.. وقلبتها وصرت فوقها.. وانا اتوسط قدميها وامسك نهديها من خارج الملابس افرشهما بقوة.. وهيام تبكي بهدوء.. صرت اقبل شفتيها دون ان تتجاوب معي..صرت كوحش هائج هائم في الخلاء بلا هدف.. 

 

انا: ايوا . انا عاوز جسمك.. مش قلبك.. يالا اديهولي.. بسرعة.. بسرعة يا قحبة..

 

اثناء ذلك.. انهارت هيام بالبكاء..ولم تعد تقاوم.. فتوقفتُ عنها فجأة.. وابتعدتُ عنها.. وصرت انا ايضا ابكي بلا صوت.. مستلق لجانبها.. اما هيام فزاد بكائها أكثر.. وبدا صوت بكائها يعلو قليلاً

 

انا: هو انت ايييه… انت اييبه.. اي حد كده يقولك.. بتسلميلو تفسك على طول.. فهميني.. انت اييييه.. عايز افهم تركيبتك انت معمولة من ايييه.. 

 

لم تجب هيام على اسألتي.. لكنها لملمت نفسها.. واعدلت جسمها لتجلس على حافة السرير.. فقالت لي بأنكسار شديد وبصعوبة بالغة.. 

 

هيام: انا عملتلك … ايييه عشان تعمل كل دا فيا.. ذنبي ايييه..

 

بعد ثواني صامته اقتربت منها ولا زلت غاضبا وغير متأثر بدموعها

 

واخرجت لها الهاتف ووضعته اما عينيها وانا ممسك به … فتحت الأستوديو..وشغلت الفيديو لها مع حكمت في المخزن.. كما قلبتُ لها صورها ألحديثة اليوم من امام مخزنه.. أريتها كل شيء.. كل دليل قاطع على خيانتها

 

انا: بصي.. بصي كويس يا بتاعت المشاعر والأحاسيس..بصي كده شوفي نفسك ازاي وانت بتتنططي على زبر حكمت يا شرموطة.. بصي على حقيقتك الي مخبياها عني . وعن أبويا .. بصي.. بصي كويس!!

 

امسكتها من شعرها من خلف راسها.. فجفلتْ وهي تنظر مستمرة بالبكاء وزاد بكائها.. حتى خفتُ ان يسمعه ابي فيستيقظ من نومه.. لم ترد هيام على اي شيء. فقط بكاء. بكاء. بكاء وبحرقة واضحة..فأكملتُ وانا ازيد بجرحي لها اكثر

 

انا: دا انتي على كده لقطة.. ورخيصة قوي.. اي حد يكلمك.. يقولك انو معجب فيكي..تروحي مديهالو في وشه (( خود جسمي ولا تاخدش قلبي..خود جسمي ولا تاخدش قلبي.. ))

 

قلت ذلك وانا اسخر منها ومقلدا لصوتها وصرت اضحك.. واقهقه .. بهستيريا واضحة

 

انا: دانتي لقطة بجد . دا محدش حياخذ فيك اكثر من دقيقة ويروح رازعك بزبره ونايكك على طول.. دانتي فعلا لقطه بجد.. وببلاش كمان.. هههههه…ههههههه..

 

صرت اضحك ودموعي تنزل من عيوني.. متألما وغاضبا ..و أشدُ شعر هيام بقوة .. التي لم ترد ابدا على كلامي سوا ببكاء.. حاولت ان اؤلمها اكثر..ثم..سحبتها نحوي مجددا والقيتها على السرير.. و بدأتُ اضربها.. اضربها.. اريد ان افرغ غضبي فيها.. كل هذا وهيام.. لا ترد سوا بالبكاء.. بكاء بحرقة.. بكاء..ومغطية وجهها بيديها لتتفادى ضرباتي..

 

وانا مستمر بضربها: .. . يا قحبه يا رخيصه.. يا منيوكة عمها .. يا شرموطة.. انا حنيكك دلوقتي برضو.. عشان انا عايز جسمك.. مش قلبك.. فاهمه.. يا شرموطة..!!

 

لم ترد هيام بحرف .. اكتفت ببكاء وكلمات غير مفهومة.. مثل حرام عليك.. كفايه بقى.. كفايه.. لا . لا مش كده..

اما انا فصرت كمجنون فاقد لعقله.. 

 

اعتليتها مجددا.. ولم اهتم لها بتاتا.. رفعت يديها كاشفا أبطيها لتبرز رائحتها اكثر.. تلك الأروما التي كانت السبب في انجذابي لهيام .. كنت بحاجة هذه اللحظة لمؤثر جنسي يعيد النشاط لزبري.. ونجحتْ تلك الرائحة بايقاظه.. وباعدتُ بين ساقي هيام دون مقاومةٕ تذكر.. واعتليتها دون قُبَلٍ و دون كلام..شق زبري طريقه بسهولة لكسها المنتوف . . الذي لم يكن رطباً كعادته.. استخدمتُ بعض البصاق فكسها كان يشبه الخشبة.. فرهزتُ.. وصرت ارهز .. ارهز بكسها كحيوان بري هائج.. غير مبالٍ بهيام ولا بمشاعرها . كان الدافع القوي هو غضبي ورغبتي بالأنتقام من هيام.. مذلاً لها.. فقذفت.. قذفت لبني دون اي شعور بالمتعة.. احساس غريب يشعره المرء تلك اللحظة.. لا اعرف كيف يستجيب الانسان لغرائزه ودوافعه للانتقام احيانا..؟؟ افرغت لبني.. وانا ارتخي فوقها.. ولم اسمع سوا بكاء هيام الذي يشبه بكاء الأطفال. انقلبت عنها.. واستلقيت بجانبها.. وانا اتنفس بشكل واضح.. لم اشعر بالانتصار بعد مافعلته.. بل شعرت بالفراغ.. فراغ فقط.. لا اكثر.. كأناء من الفخار.. يكفي ميلان بسيط.. لتسقط.. فتتناثر الى أشلاء .. لا يمكن جمعها مجددا ابدا.. هكذا هو أنا الآن.. اردت ان اشعر بأي شيء . اي شيء.. فقلت لهيام

 

انا: قومي فزي من جنبي.. مش طايقك.. مش طايق ريحتك (بعد ان كنت اعشق رائحتها) قومي يا وسخة..غوري..من وشي بسرعة..

وانقلبت لجهة معاكسه لها.. وهيام تبكي… تبكي… تبكي… حتى قامت.. ببطيء واعدلت ثيابها.. ومشت بخطىً ثقيلة.. وهي خارجة من الغرفة.. فأكملتُ

 

انا: مش عايز اشوف وشك تاني.. مش طايق ابص في وشك تاني.. متورنيهوش.. فاهمه.. 

 

ابتعدت هيام فلم اعد اسمع بكائها لبعدها عني . رغم انها لم تتوقف عن ذلك. ثم بدأت انا أشعر بالدموع وهي تنزل على وجهي.. لا اعرف على من ابكي.. على نفسي ام على خيبتي .. ام على خسارتي لهيام..!

قيّم هذه القصّة

كم نجمة ستعطيها؟

متوسط النتائج 0 / 5. عدد المقيمين 0

كن أوّل من يقيّم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!