نوع آخر – الحلقة العاشرة

لعل السجائر تحترق بنار روحي فتخفف منها قليلا.. لكني لم ادخن من قبل.. وليس معي الآن حتى ولو سيجارة واحدة.. كنت اضع سرا تحت سريري عددا من زجاجات البيرة.. اشربها احيانا لتعديل او تغيير المزاج.. لم اكن اظن اني سأشربها لمثل هذه الاوقات الداكنة التي تخنقني.. شربتُ .. واحدة تلو الأخرى.. دون فواصل.. وكأني قادم من صحراء قاحلة وعانيت من قسوة عطشها ولعل البيرة تروي جزءا من ضمئي..اردت ان اغيب بسرعة عن الوعي.. كلما غبت اسرع.. كان هذا ارحم لحالي وروحي المنكسرة وقلبي النازف على سكين آلامه..

 

لم اشعر إلا بخيوط الشمس عند الفجر تظهر امام عيوني الدامعة والمشوشة رؤيتها.. وانا اجلس امام شباك غرفتي المفتوح

 

كسر اندماجي هذا و بشكل مفاجيء صراخ هيام ..من غرفة أبي ! صراخ مليء بذعر وخوف

 

هيام: .. الحقني.. الحقني يا زكي.. ابوك حيروح مني.. تعالا بسرعة!!!!

 

لم أفكر بأي شيء.. تركت زجاجة الخمر تسقط من يدي.. فأنكسرت على الأرض.. وركضت غير آبه بالزجاج المنثور على الارض ولم اشعر بوخزه لقدماي وانا اركض خارجا.. غير مسيطر على جسمي المترنح..

دخلت غرفة ابي..كان مغمض العينين.. اردت ان اراه يتنفس.. نظرت لصدره .. كان يتحرك.. فارتحت قليلا لأني اخشى ما اخشى من تلك اللحظة الحتمية التي ينتظرها كل انسان .

 

رأيتُ هيام وقد أحمرت عيونها واسودت اجفانها لكثرة بكائها.. بكائها على جرحي لها وكشفي لحقيقتها.. وكذلك خوفها الواضح بصدق على سلامة ابي..

 

جلستُ بجوار أبي وصرت فوقه احضنه.

واحركه بقوة.. رافضا بعناد ان يتركني الآن وأنا في أمس ألحاجة له.. فصرخت مذعوراً !!

 

انا: يابا… يابا… رد عليا.. انت كويس.. رد عليا…بقولك.. ماتسيبنيش..!

 

كنت اترنح.. ولاحظت هيام ترنحي.. فصرخت هيام بوجهي مذعورة! وامسكتني بقوة من ياقة قميصي.. تهزني.. 

هيام: كلم.. عادل.. كلمه حالا.. خليه يجي يساعدك..فاهمني.. كلمه بقولك..!!

 

انتظرت طويلا وانا اتصل بعادل.. الوقت لايزال فجرا.. كم اكره هذا الوقت.. حين يكون الجميع نياما هانئين.. حالمين.. منتظرين صباحا يوم جديد يحققون فيه احلامهم.. في حين انك تكافح وتتسابق مع الوقت من اجل اغتنام كل ثانية لصالحك..

 

اخيرا.. رد عادل

: خي………

قاطعته وانا اصرخ: ابويا.. ابويا يا عادل.. الحقني.. تعالالي.. معرفش اعمل اييه…الحقني ابوس أيدك!

عادل:طب هو ابوك كويس.. حصله اييييييه… طمني؟؟؟؟

انا: معرفش.. معرفش.. مش بيتكلم خالص.. بس لسه عايش.. انا عاوز الحقه.. بس مش اعرف اسند طولي.. عشان انا سكران !!!! 

عادل: وهو دا وقته يا زكي.. ربنا يسامحك بس.. .. .. اهدى.. أهدى..انا حجيب معاي التمرجي جمعة.. وكمان هو عنده عربية… . بس اعمل حسابك عشان ناخذه معانا للمستشفى.. بس انت انشف كده ياصاحبي وماتقلقش.. ابوك حيكون بخير..تطمن..!!

 

ارتديتُ ملابسي وانا مترنح.. كيفما اتفق.. وهيام لم تسكت لحظة من البكاء..ولا من لطم خدودها بيديها ذعراً .. لم تقدر ان توجه لي عتبا لكوني كنت شبه سكران.. لن تجرؤ على فعل ذلك..!!

 

عدت.. لجانب ابي احضنه ووضعته على صدري حاولت ان اغير ملابسه.. واستغربت هيام لفعلتي.. فعلا.. هل هذا وقت مناسب ؟ لتغيير ملابس شخص شبه فاقد للوعي؟ كان أبي دائماً أنيقاً يهتم بمظهره.. لم أرغب ان يكون مظهره عكس ما يرغب امام الناس.

 

تدخلت هيام فورا وهي تساعدني في تلبيس ابي .. كانت تتجنب ان يحصل اي تلامس عرضي بيننا.. حتى انا.. لم اطق ان المسها.. ابتعدت قليلا منها.. جلبتُ ماءا احاول ان اسقيه لأبي الذي صار يأن قليلا.. ومع اناته اتعشم بالأمل اكثر..

 

طُرق الباب بعد اقل من نصف ساعة.. ففتحته.. دخل عادل ومعه التمرجي جمعة وبيده حقيبة طبية.. خرجتْ هيام من غرفة ابي.. لم تكن في لبس او وضع لائق يجعلها تنتظر بالغرفة..

 

عادل وهو يحضنني: متقلقش.. متقلقش ياصاحبي.. ابوك حيكون بخير.. 

 

كنت ابكي ولم اتكلم..

 

استلم التمرجي جمعة مهامه .. وفحص ابي بأجهزته.. لا علم لي بأمور الطب كثيرا.. لكنه علق محلولا وريديا لأبي.. ثم قال: ابوك حالته حرجة جدا.. احنا لازم ننقله ع المستشفى.. انا علقتله محلول عشان ضغطه بالنازل .. وكمان السكر نازل قوي.. 

 

انا: هو عنده ايه بس.. يا جمعة..؟ عشان الدكتور بتاعه قاللي انه حيبقى كويس..بعد اسبوعين.. بس كلامه ده من قبل شهرين.. ولسه ابويا عيان.. وما يرضاش يتحسن..

عادل: سيبوا الكلام ده.. دلوقتي يالا بينا حالا ننقله ع المستشفى..

 

قبل ان نخرج جميعا.. وضعتْ هيام عبائة على جسدها تستره..وهي تطل علينا من باب البيت ..ونحن متجهين لسيارة جمعة حاملين أبي بين أيدينا.. وخاطبتني.. وهي تنظر لي بعيون منكسرة مليئة بالتوسل

 

هيام: ورحمة امك لا تخلي بالك منه.. وطمني عنه بالتلفون.. ورحمة امك يازكي متسيبني قلقانه كده..!! 

 

لم ارد على هيام.. اومأت براسي فقط.. 

 

أدخلنا انا وعادل وجمعة ابي في السيارة.. جلست لجانب ابي في المقعد الخلفي بعد ان ساعداني جمعة وعادل بادخاله بصعوبة بالغة..و كنت ممسكا المحلول عاليا بيدي. وآملا بالافضل

 

سمعت جمعة يخاطب عادل بعد تشغيل السيارة وهو يقود ( هو صحبك سكران ومتنيل كده لييه؟) 

لم يجبه عادل..الا ب( ظروووف بقه.. ركز ع الطريق وحياتك ياعم جمعة ) 

 

في المستشفى، وبعد الأنتهاء من الروتين القاتل.. فحص الطبيب الخافر ابي وعمل له بعض التحاليل واضاف له محلولا اخر وحقنه ببعض الحقن..

 

انا: طمني يا دكتور.. ابويا ماله.. طمني وحياة ابوك عندك؟

الدكتور: هو ابو حضرتك عيان من امتى؟

قصصت له بشكل مختصر قصة مرض ابي وما قاله الطبيب المشرف على حالته بشأنه

 

الدكتور: هممم.. بص يا سيد زكي.. المرض الي عند والدك.. مش كويس.. ووضعه حرج. احنا حنضطر نخليه يقعد كم يوم في المستشفى لحد ما يتحسن شويه.. كمان والدك مش متغذي كويس ..وجسمه هفتان قوي 

 

انا: انا محرموش من حاجة يا دكتور.. صدقني.. وماشي على كل الي وصفهولي الدكتور بتاعه..

 

الدكتور: انا مقلتش انه دا بسببكو.. دي المشكلة عند والدك.. جسمه مياخذش المعادن والفيتامينات اللي يحتاجها.. احنا حنعوض جسمه بكل النقص اللي عنده عن طريق المحاليل والعلاجات.. وان شاء الله حيتحسن..

 

ثم انتبه الطبيب.. الى جروحي قدمي… وبعض الدماء واضحة عليها.. لاني كنت حافٍ !

 

الدكتور: انت جرحت نفسك يا سيد زكي.. لازم تروح اوضة الضماد.. عشان يعالجو جرحك…

 

صمت.. وانا لم انتبه لتلك الجروح طوال ذلك الوقت.

سأذهب بسرعة لتضميد جروح قدمي.. فالدماء لوثت ارضية غرفة الأنتظار..

اتمنى.. لو كان هناك قسم ايضا لعلاج جروح قلبي.. وليس قدماي فقط !

 

بعد ذلك بقيت انا وعادل وحتى جمعة التمرجي في العناية المركزة حتى طل النهار وكثرت حركة الناس.. بعد قليل طلب عادل من جمعة ان يذهب فلديه عمل في مستشفى آخر.. وشكره وشكرته انا ايضا بحرارة لموقفه الجميل .. وطلبت انا من عادل ان يتركني كذلك .. فاحيانا يطلبه خاله للعمل..رفض عادل بشدة وبقي بجانبي.. كنا نجلس خلف الزجاج الفاصل امام غرفة العناية.. والوقت يمر ببطء..

 

بداء تأثير الكحول يخف عني.. وتوا انتبهت لمكالمات هيام التي لم ارد عليها..كنت اود تركها تتعذب في خوفها وقلقها اكثر.. لولا انها اقسمت علي بروح امي..لكني رغم ذلك تعاليت.. فلم اتصل بها.. انتظرت ان تكرر اتصالها لأرد عليها.. وفعلا ما هي سوى لحظات.. حتى رنت .. ففتحت الاتصال وقالت بصوت مرتعش وخوف واضح

 

هيام: طمني وحياة امك.. طمني يا زكي.. انا حموت من الخوف والقلق..

انا وببرود كالعادة: متقلقيش.. ابويا حيبقى كويس.. 

ردت هيام ببكاء حار: ربنا يشفيه ويقومه بالسلامة.. ربنا يرجعه ليا سالم.. ربنا يشفيه..ربنا لا يحرمني منه.. 

 

كانت تتلو كلماتها بسرعة ولمست صدقها في دعائها..وبكائها

 

انا: آمين.. طب سلام.. انا مشغول دلوقتي..

 

انتهى الاتصال من طرفي! 

 

في غرفة الانتظار.. ألحّ عادل علي بأسئلته (مالك فيه اييه.. انت سكران طينه كده لييه ؟؟).

لم اجبه.. متهربا من أسالته.. لا اعرف ماذا اقول له.. 

 

طلبت من عادل بعد يوم كامل قضاه معي حتى أشرفت الشمس على المغيب ان يذهب ليرى مصالحه واخرجته بصعوبة من المستشفى رغما عنه.. كان يرفض .

 

بعناد تركني..هذا العادل الوفي.. الذي وجوده معي لا يزال يعطيني أملاً بأن الحياة لا زال فيها رمق من الخير..

لكن.. اجبرته في اليوم الثاني على الذهاب.. لكي يرى مصالحه.. فتركني مرغماً.. ولم ينقطع اتصاله عني.. فكان يتصل كل ساعة.. ليطمئن عل حال أبي

 

بعد يومين.. من الأنتظار والقلق المشحون بالخوف والتوتر.. وكذلك الدعاء المتواصل.. تكلم ابي..أخيراً !!!!! وفتح عينيه.. وعادت له الحياة.. واول اسم ناداه كان ( زكي.. زكي) سمح لي الممرضين بصعوبة الدخول عليه وحضنته بحنيه خوفا من أن أؤذيه.. وفرحاً جدا لتحسن حالته.. ودموعي تحجب عيني من الرؤية بشكل واضح لكثرتها..

 

انا: أوعى تعملها تاني فيا يابا.. بحذرك اهو.. مش حسامحك .. خالص..مش حسامحك !!

 

كنت فرحا وعيوني مدمعة لشدة الفرح.. فرد أبي ببطء والتعب واضح عليه.. وهو يبتسم

يا حبيبي يابني .. انت واحشني بجد.. هو انا اقدر على زعلك يابني.. هو انا اقدر اسيبك يا حبيبي.. انا هو قاعد على قلبك.. 

ابتسمتُ ونحن نحضن بعضنا بحب وفرح وقاطعني أبي بسؤاله

 

ابي: هي هيام فييين.. طمنتها يابني؟؟ دي بنت غلبانة ومالهاش حد في الدنيا دي غيري وغيرك يا زكي.. مسكينة.. طمنها يابني.. متشغلش بالها اكثر من كده وحياتي عندك..

 

اضطررت للتنازل عن عنادي تلبية لطلب أبي لأني لم ابادر ابدا للاتصال بهيام .. لكن.. طلبات أبي أوامر عندي.. وانا الممتن..

 

هيام: الو.. طمني يازكي.. طمني وحياة باباك.. ازايه هو دلوقتي؟؟ طمني وريح قلبي يا زكي بالله عليك

انا ولكن بدون تفاعل كبير: بابا..بقى كويس.. صحي.. وبيكلمني .. كمان

 

انهارت هيام من البكاء وهي ترجوني بشدة: طب .. ورحمة امك.. ادهولي.. عايزه اسمع صوتو.. ارجوك يا زكي.. اديهولي 

 

ناولت الهاتف لابي. ومسحتُ دموعي..

 

صار أبي يرد بشكل متقطع وبصعوبة على هيام.. لانها انهالت عليه بالأسئلة المصحوبة ببكائها وفرحها.. حتى لم يستطع ان يكمل عبارة واحدة لتأثر هيام الشديد

 

ابي: ال…ال.. الو.. الو.. انا.. ما انا كويس والله.. كويس اهو بكلمك.. متعيطيش بس كفايه.. يا هيومة.. ٫ بقولك.. كويس 

 

كنت اسمع قليلا صوت بكاء ولهفة هيام بالهاتف.. وابي يحاول تهدئتها وهو يبتسم متعاطفا لحالتها

 

ابي: الله.. هو انت عايزني اعيا تاني من جديد. ؟؟ طب متعيطيش.. كفاية كده عياط يا هيومه.. عارف.. عارف واللهي.. انا كويس.. كويس بقولك.. اهو..

ها.. ايه.. ايوا .. ايوا ..زكي كمان كويس! ربنا يخليه ليه..دنا عايش على حسه…ههههه..

ايييه.. طب متزعليش يا ستي…. وعلى حسك كمان يا حبيبتي..

 

كان اتصالا مثيرا للمشاعر.. انتهى بدموع وفرح غامر 

 

بعد قليل جاء الطبيب

 

الطبيب: انته بقيت عال العال اهو يا سيد حسن.. انا كتبتلك كدة ادويا تصرفها وتمشي عليها.. و وتقدر تخرج لبيتك آخر النهار لو حبيت.. ولا انته ماوحشكش بيتك ؟

 

ابي: ربنا يخليك يا دكتور.. اكيد وحشني بيتي قوي قوي..

 

اوصى الطبيب براحة تامة وعلاج صارم ودقيق.. اتصل بي عادل وفرحته بخبر تحسن ابي.. فجاء لي على وجه السرعة وحين رآني صار يحضنني فرحا بشفاء ابي ويذكرني بقوله (مش قلتلك ان ابوك حيبقى كويس). 

 

قبل حلول المساء اخذنا أبي للبيت.. كنت قررت بداخلي ان اعمل هدنة من طرف واحد.. مع هيام.. سابقي لساني في فمي ولن اثير الموضوع.. في الوقت الحالي.. فقط كرامة لأبي وحفاظا على صحته.

لن اتكلم معها ولن افضح امرها في الوقت الراهن.

 

استقبلتنا هيام بدموع وفرح.. وارتمت على حضن أبي.. تحضنه بقوة.. وتبكي .. وأبي يهداء من روعها ويطمئنها أنه بخير..لا اعرف لماذا شعرتُ بها تحتضن أباها الذي تفتقده.. لا زوجها!! 

لم ارغب بترك البيت حتى اطمئن تماما على أبي.. سأبقى يومين على الأقل..رغم أني سأعاني فيها بسبب رؤية هيام امامي كل قليل.. فكنت اتجنبها قدر المستطاع.. لحسن الحظ.. لم ينتبه أبي كثيرا.. لانشغاله بصحته .. اكيد لاحظ قلقنا و خوفنا عليه.. وتعبنا كذلك..ولم يرغب بطرح الأسئلة غير الضرورية في الوقت الراهن.

 

لم تغير هيام كثيرا من ملبسها.. لأنها لا تملك ملابس اخرى اكثر احتشاما.. كل ملابسها على نفس النسق.. ففضلتْ ان تلازم ثوبها المحتشم الذي ارتدته بوجود عمتي صفية.. لم يكن يُظهر كثيرا من جسمها.. لكن احيانا.. تسقط نظراتي عليها وهي منهمكة بالعمل.. واشاهد حركة نهديها الحرين خلف ملابسها.. فأتحسر.. اتحسر على حبي الكبير لها.. كنت اتمنى ان تكون كل قطعة في جسدها ملك لي انا فقط… لكن فور ان اتذكر خيانتها…تمر صوراً بخيالي وارى متخيلا آثار أصابع حكمت على ثديها.. فأقرف بسرعة.. واشيح بنظري عنها.

بعد مرور يومين كانا صعبين علي من رجوع ابي للبيت واطمئناني عليه..كان لابد لي من العودة للمحل.. شغلني امر ابي كثيرا لدرجة منعتني من التفكير كثيراً بخيانة هيام او الاستسلام لآلام غدرها.. فرب ضارة نافعة.. مرض ابي الشديد شغلني فعلا عن التفكير المؤذي والشعور بالألم والكف عن عقاب نفسي وانا اتذكر حكمت مع كل حركة تقوم بها هيام امامي.. وانا اشاهد جسدها.

فأتألم!

 

في المحل كنت بلا مزاج.. تماماً.. رغم فرحتي بنجاة أبي من وعكته الصحية الأخيرة.. ألا اني لا زلت متنغصاً بما فعلته هيام بي…

 

كان عندي في المحل تلفزيون صغير.. اشغله احيانا لأقضي على الفراغ.. وعندما شغلته.. ظهر لي فيديو كليب قديم نوعا ما.. لفنان اسمه عبدالفتاح الجريني على ما اظن.. واغنيته تقول..

( اشوف فيك يوم ع اللي انتا عملتو فيا.. 

لما انت غدرت بيا.. واللي انت بترضاه عليا

.. بكره ارضاه عليك ..لآخر الأغنية) 

كأن تلك الاغنية .. عُملت مخصوص لوصف حالتي الآن.. كما ان طريقة التصوير للفيديو كليب.. تشبه ما كان يحدث بيني وبين هيام.. من مزاح ومواقف طريفة ومقالب.. تأثرت جدا بهذه الاغنية.. حاولت ان اخفي دموعي وانا اتعامل مع الزبائن حتى صرت لا اسمعهم وهم يكلموني اكثر من مرة لكي انتبه لطلباتهم.. وكأن رغبة الانتقام عندي قد تجددت و عادت لي بعد رؤية هذه الاغنية

 

مر بي عادل وانا في المحل كعادته.. وبعد أن سألني عن حال أبي والاطمئنان عليه…تكلمنا بشكل عام.. ولكن عادل لاحظ تغيري بوضوح

 

عادل: الحمدلله انه ابوك بقى كويس.. خلاص.. بس انت.. ليه من ساعتها وانت مش على بعضك كده.. وحزين وكنت سكران ليلتها.. ايه فيه ايييه يا زكي.

مالك عاملي جو زي احمد حلمي في فيلم آسف على الازعاج ؟ اطلع من المود دا شويا.. وقلي.. في ايه؟؟

انا: عادل.. انا ينفع اثق فيك تاني.. عشان موضوع حياه او موت.. 

عادل مستغربا: طبعا ينفع يا زكي.. انا اخوك..دا انا افديك برقبتي.. بس هو ايه اللي حصل ؟ انا حاسس انك مخبي عليا حاجة كبيرة جدا ..

انا: اللي كنت أنا فاكره عن هيام.. طلع صح ؟؟

عادل: انته بتقول اييه.. انت متأكد يا زكي ؟ 

انا: ااه.. متاكد.. وصورتها مرتين وفيديو كمان.. هي هي بعينها؟؟ كانت عند حكمت.. بتخوني معاه؟؟ الوسخة.. الشرموطة.. انا حوريها بنت زيد..

عادل: انا بصراحه مش مصدق.. انا لا يمكن اصدق الي سمعته ده.. معقوله؟؟؟ لا لا.. في حاجه غلط

انا: بقولك انا شفتها بعنيه دول!

عادل: طب.. مش يمكن هي بتعمل دا غصبن عنها؟ انت مش قلتلي ان عمها كان ضلالي ومفتري وغصبها على حاجات كثير ما كانتش عايزاها؟

انا: ااه.. بس لما كانت عند عمها.. ومش متجوزة بابايا.. وهي اللي فهمتني انها اتغصبت على كده مع عمها..وبصراحة مابقيتش اقدر أصدقها.. معرفش لو كانت هي دي الحقيقة !! .. وحتى لو كان دا صح ٫ ايه اللي حيغصبها دلوقت مع حكمت..؟ خصوصا لما انا صارحتها بحبي ليها.. لييييييه بتعمل فيا كده.. لييييه !!

 

علا صوتي فنبهني عادل لكي اخفته.. حتى لا يلاحظني بعض الزبائن الذين يقاطعون محادثتنا كل قليل بتسوقهم..

 

عادل: يابني انا عارف هيام دي من احنا وكنا صغيرين.. دي بنت كويسه وجدعة .. وقلبها طيب.. مش بتاعت الحاجات ديه.. لا لا.. انا مش ممكن اصدق..لا يمكن هيام تعمل كده من غير سبب واضح..

انا: هو انا يعني اكذب عليك وافتري عليها ؟؟ قلتلك انا شفتها وصورتها كمان

عادل: حتى لو كان ده حصل.. يبقى فيه حاجة ناقصة.. في حاجة انا بقولك اهو يا زكي اسمع كلامي وبطل تفكر بطريقتك دي عشان انت دلوقتي مش شايف حاجة قدامك لأنك موجوع وكل همك تنتقم للوجع اللي انت فيه..انا برجع تاني واعيدها عليك .. فيه حاجة ناقصة في الحدوتة دي.. وبدال ماتقعد تولول كده على حظك وتعملي فيها العندليب في أغنية ( جبار) .. فتح دماغك شويا وحتلاقي اني على حق.. 

 

استغرقت قليلا قبل ان ارد على عادل..

انا: ماعرفش.. يا عادل.. ماعرفش.. مبقيتش عارف اي حاجة.. ومش متأكد من اي حاجة.. غير ان هيام.. وجعتني قوي.. وجعتني كثير…

 

عادل: انت تقول كده؟ فين زكي الي ينصحني ازاي ابقى مسيطر وجامد وحدق.. ومعرفش اييه عشان النسوان تحبني.. فينه؟

أنا: أنا بقيت واحد تاني يا عادل.. الحب خطير جدا.. عشان كده.. لازم الواحد مننا يفكر ألف مرة قبل ما يخطي خطوة وحدة لقدام.. ويحب.. 

بعد قليل استأذن عادل مني وهو يواسيني ويشد من عزيمتي. ولازلت مشغولا بالمحل.. حتى زارني شخص اعرفه من جديد..

 

انه غانم… رايته وهو يأتي على دراجة هوائية! و كان منظره مثل آخر مرة.. نزل عادل واوقف دراجته جانبا.. وسلم علي بخجل.. عرفت ان ابيه ارسله.. لن يجرؤ عبيد منذ اهانتي الاخيرة له على المجيء مرة اخرى.. لكن.. فضل ان يرسل ابنه بدلاً عنه

 

غانم: ازايك… يا زكي.. عامل ايه؟

 

لا اعرف لماذا خطرت ببالي فكرة للتو وغيرتُ معاملتي معه..

 

انا: اهلااااا.. اهلااااا يا ميتر.. دنتا شرفتنا بالزيارة .. انت كنت فين بس وغبت عليا كل المدة ديه؟

 

استغرب غانم نفسه ترحيبي الحار به..

 

غانم: ها.. اصل.. اصل.. انت تعرف الجامعة وكده .. 

انا: ااه.. طبعا طبعا.. شوف انا نسيت ازاي.. تعالا خش.. تفضل تفضل..

غانم: شكرا.. !! 

جلس غانم معي وكان في يده ورقة طلبات..اخذتها منه..

انا: لا.. انت تستريح.. وحجيبلك كوباية شاي تروق دماغك كده.. وسيب عليا الطلبات دي.. حخلصهاك حالا..

غانم: ها.. مايصحش.. يا زكي.. انا.. انا معرفش اقولك ايه.. 

انا: ماتقولش حاجة.. انت تستريح كده..عقبال ما الواد كباية يعملك شاي ويجيبهولك.. دا الشاي بتاعو حلو قوي.. من القهوة اللي على يميني..

 

لا يزال غانم مستغربا تعاملي الجيد معه .. وهو جالس خائف من ان يكون ربما مقلبا فيه. اتممت طلباته.. وجلست معه.. احاوره عن اشياء عامة واسأله عن اجواء الجامعة واطلب نصائحه لي.. حاولت ان اكسب وده وثقته قدر الأمكان.. اريده ان يتكلم معي بحرية اكثر..

 

اكملت لغانم طلباته واخبرته ان الحساب هذه المرة مدفوع مني.. واكدتُ على ضرورة تكراره لزيارتي في المحل.. حاولت ان اجعل غانم يشعر بي كصديق. فرح غانم كثيرا بما قمت به.. ومسحت عنه الصورة التي اخذها عني آخر مرة.. حين استقبلته بانزعاج وعاملته ببرود.

لا اعرف ماذا حركني الآن بالضبط.. الفضول ؟ ام الانتقام؟ 

 

بعد ايام قليلة.. كرر غانم زيارته لي..! انا واثق انه أخبر ابيه عبيد بتحسن تعاملي معه.. وان ابيه عبيد أمره بأستغلال طيبتي اقصى ما يمكن .. لكن لا بأس.. ليس مهما هذا الآن.. 

 

كررت نفس تعاملي مع غانم بزيارته الثانية بل وزدت اكثر وطلبت له سيارة اجرة .. حتى تركني فرحا وسعيدا.. لاني جنبته حملاً كان في غنى عنه.. لو عاملته ببرود.

 

في البيت ..الحياة تستمر.. ووضع أبي صار أفضل مع الدواء الجديد.. لم يستعد صحته كاملة.. لكنه اصبح بعيدا عن الخطر..يكفيني فقط وجوده في البيت.. فأنا أعيش بحسه.. اما هيام.. فكنت احسب لها العد التنازلي دون ان تعلم ذلك.. كنت مصر على الانتقام.. فقط بانتظار الوقت المناسب..

 

كنت لا اريد النظر في وجهها.. كنت اتاخر كثيرا في المحل والجيم كي لا يحرجني ابي باسألته لي عنها، لأنه سيلاحظ بالتاكيد البرود الواضح الذي ظهر جداً الآن بيني وبين هيام .. لهذا كلما بقيت خارج البيت كان هذا افضل لي.. لا اعلم كيف تشعر هيام.. لكنها لم تستحق مني اي تعاطف.. كنت الاحظ اهمالها لنفسها.. وسكوتها وشحوبها والسواد حول عينيها..ودموعها احيانا.. لكن.. بمجرد ان اتذكر خيانتها.. و تلك الدقائق الخمسون.. التي احرقت كياني وروحي وحولتهما لرماد.. حتى تثور ثائرتي وتقضي على اي تعاطف ممكن ان يولد تجاهها.. لا رحمة ولا عطف يا هيام.. ابدا..

 

في المحل .. زادت زيارات غانم لي اكثر من اللازم..فصارت شبه يومية.. كنت اعرف ان ابيه يزج به إلي زجّاً .. لم يزعجني استغلال ابيه له ولي ..لاني كنتُ أريد شيئاً منه بالمقابل .. ليس الآن.. لكن في الوقت المناسب حتماً.

كنت اعرف ان الناس التي على شاكلة عبيد عبارة عن وحوش بشرية.. تأخذ كل ما هو متاح امامها وتفتح فكوكها كالأفاعي بشكل اوسع مما تقدر.. لتنهم اقصى ما تستطيع من لحم الضحية.. هؤلاء هم الجماعة الذين يقولون.. لو كان صاحبك عسل.. كولو كوله.. !

 

حان الوقت لأضع غانم بين مطرقتي وسندان ابيه.. سأستغل صداقته مثلما يستغله ابيه.. ومثلما كلاهما يستغلاني

 

اقنعت غانم اننا اصدقاء.. وانه ليس عليه المجيء للمحل كل مرة لكي يراني.. فكنت اعزمه احيانا للخروج على حسابي لمطعم ما.. او كافيه ما محترم.. حتى اني عرفته على عادل.. الذي لا يزال يجهل نواياي بخصوص غانم عرفتُ فيما بعد ان غانم صاحب مزاج ايضا.. فكنت اعزمه على بيره اكثر من مرة.. وعملت مرة سهرة شبابية.. في مكان يعرفه عادل.. مخصص لهذه الامور.. فاستأجرنا شقة لبائعة هوى .. فتكيف غانم على الآخر.. الذي اعتبرني الآن كجني المصباح السحري الذي ظهر له فجأة ملبياً لأمنياته.. حتى انه صار يشتاق لهذه السهرات ويتمنى تكرارها..بل ويطالبني بها!

 

لما لا ؟.. مادامت السهرة مجانية بالنسبة له.. 

تكلم معي عادل في احد المرات: هو انت قافش في الواد دا كده زياده ليه؟ انا مابقتش اعرفك يا زكي.. هو انت بتعمل ايه؟ فهمني.. ؟

انا: اصل غانم دا.. واد غلبان.. وبرتاحلو.. وانا بعمل فيه ثواب

عادل: انا عارفك ياصاحبي.. دا غانم مش من نوعك خالص.. كلامك مابيخشش دماغي.. ! 

انا: ماتشغلش بالك بيه دلوقت.. خلينا كده ننبسط ونبسط الواد الغلبان معانا..

 

بعد يوم .. رتبت مع عادل لسهرة خاصة جديدة..سنعزم فيها غانم، احضرنا في هذه المرة راقصة معروفة في المنطقة اسمها تهاني،ةشديدة الجمال.. وكذلك مشروبات كحولية قوية.. على شرف غانم.. وسقيتُ غانم الكثير من الكحول.. على غير العادة.. وشربتُ قليلا فقط لكي ابقى محافظاً على اتزاني

 

بعد فاصل راقص طويل ومثير من الراقصة تهاني المثيرة جداً على أنغام الأغاني الشعبية التي تعدل المزاج… و التي حركت الشهوة في رؤوس ازبارنا صوب الراقصة. حانت لحظة العربدة.. فدخلت الراقصة لغرفة النوم.. وهي تخبرنا بالدخول عليها.. واحدا تلو الآخر! ( جماعي..لاء.. فاهمين) وهي تضحك!!

 

لن نفعل ذلك أبدا يا تهاني! لا تقلقي.

 

دخل عادل اولا على تهاني. وخرج وهو متكيف ع الآخر.. ثم تبعه غانم.. الذي اطال قليلا.. لكنه خرج كذلك فرحاً مبتسما..

 

ثم دخلتُ انا عليها. 

 

كانت تهاني .. جميلة طويلة..مثيرة.. معها حقيبة مليئة بواقي ذكري.. رمت بوجهي واحدا.. كي ارتديه.. حتى مصها للزبر كان لابد ان يكون من فوق الواقي( كوندوم) .. 

كانت تهاني بسبب نيك غانم وعادل لها.. متعرقة قليلا..

 

جسمها مشدود وثديها بارز.. وجلدها املس تماما.. لا شيء فيها غير مثير .. بل كلها أثارة.. كانت تضحك وتتدلع.. وهي تفرجُ عن ساقيها وتدعوني لنيكها بعد ان مصت زبري من فوق الكوندوم و هاج زبي جدا وانتصب.. صعدت فوقها.. اشمها واقبل رقبتها وانا افرش ثديها.. حاولت تقبيل شفتيها..فأشاحت بوجهها عني.. حاولت مرة اخرى.. كذلك انزعجت وقالت( بلاش بوس) كنت ادخل زبري للتو بكسها.. الذي كان واسعا جدا.. لكثرة الممارسات .. حتى انها اضافت لكسها مادة زلقة لتسهيل حركتي..

 

كررت تهاني على مسامعي ( بلاش بوس) وانا ارهز بكسها.. ذكرتني هذه العبارة بهيام.. حين كنت اغصبها على النيك في البدايات.

 

هل هيام تفعل هذا كذلك مع زبائنها.. ؟؟؟ هل صرت أظنها قحبة لدرجة انها تتعامل مع زبائن مثل تلك الراقصة ؟؟ اشتعلتُ غضبا وانا ارهز.. فرفعتُ يدا الراقصة فوق رأسها وكاشفا لأبطيها بشكل أوضح وهي مستغربة لفعلتي لكنها لم تمانع واقتربت من أحد أبطيها الأملسين وكان متعرق قليلاً .. اريد ان اشم رائحة فرموناتها.. لم اشم اي شيء.. من هيام فيها ..لا شيء.. بالطبع كان للراقصة رائحتها الخاصة الخفيفة التي ضيعتها بوضع المعطرات ومضادات التعرق

 

كنت اريد ان اتذكر رائحة جسد هيام.. في الراقصة.. لكن تلك الأروما لم تكن موجودة .. لم تكن حاضرة..حتى فقدت جزء شهوتي.. لم اعد اريد ان اكمل…لكن بسبب حركات الراقصة تهاني المحترفة.. استطعت ان اقذف.. بدون اي احساس باللذة.. كأنه واجب عليك أدائه..

 

سحبت زبري من كس تهاني واستلقيت بجانبها .. وانا سارح في السقف..وعلى الفور نام زبري وفقد انتصابه.. لم تكن مشكلة انتصاب عندي.. لقد فعلتها قبل ايام مع شرموطة اخرى.. المشكلة كانت في الذكرى التي اجتاحت تفكيري الآن.. وسلبت شهوتي

 

تهاني: للدرجه دي بتحبها!!!!

انا: وانت ازاي عرفتي دا ؟ هو انتي بتنجمي كمان ؟

تهاني: مش منجمة ولا حاجة… بس انا اعرفت رجاله كثير.. قد شعر راسي.. واعرف الراجل الي فيهم لما يحب من قلبه..

انا: خلاص.. سيبي الموضوع مش حابب اتكلم فيه

تهاني: انت لو عايزني استناك عشان تكمل واحد تاني.. استناك.. 

انا: لا خلاص.. خلص الكلام.. 

 

خرجت الراقصة تهاني بعد ذلك. . وتركتْ الشقة بعد قليل… فهي لديها زبائن اخرين في مكان آخر.. !

 

خرجتُ من الغرفة.. ونظرت لغانم وهو سكران على الآخر.. ويغني مع نفسه ويأكل بعض المكسرات فجلست بقربه 

 

انا: طب ايه. . ياغانم… مافيش عندك مزة من هنا ولا هنا.. ايه.. حتخلصها كدا ع الناشف يا ميتر..؟

رد عادل وهو يخلع نظارته التي لا تفارقه. ويقول بلغة ركيكة لسكره الشديد

غانم:هو فيه..طبعا فيه.. بس لسه بدري عبال ما اتخرج.. واتجوزها

 

ناولته كأسا اخرى من الكحول

 

انا: وليه تستنى كل دا.. انت مش بتحبها؟؟

قال وهو يتناول الكحول بشراهة: ها.. اااه.. ااه بحبها.. وهي بتحبني.. بتحبني قوي.. قوي!

انا: طب ماتتخطبوا لبعض….مش خايف لا يجي حد من زمايلك ويخطفها منك..؟ 

ثم ناولته كاسا اخرى وقال وهو يتناولها من يدي: اصل.. بصراحه.. مفيش فلوس… ما فيش فلوس.. فلوس مافيش.. !

فقلت مع نفسي : بالطبع الوضع لا يسمح.. لان ابيك عبيد يآكل النقود أكلاً .. لا اعرف اين يصرفها !!

انا: اهااا.. فهمت.. يعني انت ..ع الحديده.. يا ميتر.. 

فرد غانم وهو سكران جدا ويضحك بلا سبب: بصراحه.. اااه..ههههه.. ع الحديدة قوي.. قوي

كأنه يقولها بطريقة محمد ثروت مع شيكو في اللعبة !

 

تدخل عادل بالحديث معنا وهو سكران ايضا..

 

عادل: مالك يا زكي.. ماتسيب الواد .. يروق الدي.. ويكبر الجي.. ولا.. يروق الجي.. ويكبر الدي.. انهي جملة منهم بتاعت مكي صح!! هههه

 

كنت اقلهم تناولا للخمر.. فقرصت عادل من يده بشدة وهو بجنبي

انا: ملاكش دعوة يا عادل.. غانم صحبي. متحشرش روحك بيننا

 

ضحك عادل وتركنا فذهب للغرفة الأخرى وهو يحاول ان يتصل بمنى!

 

أما غانم صار يتشجع اكثر للكلام وكأني وضعت يدي على مكان لتنفيس الغاز المضغوط في قنينة قبل ان تنفجر.. وانا اناوله كأسا كل قليل فصار يشرب والكحول تتساقط على جانبي فمه وثيابه

 

انا: وليه كل دا.. هو ابوك ما محوششي حاجة ليك ؟؟

غانم: لا .. بقه.. ابويا حكايته حكاية!! دا واحد قمرجي.. ومخلص فلوسه ع الشرب والنسوان.. دا واحد قليل الأصل… اااه.. قليل ألاصل.. قوي.. قوي

انا: هو انت يا غانم ليه ما بتجيش مع ابوك لما تزورونا.. مش هيام بنت عمك برضوا.. دنتا ما جيتش ولا حتى مرة وحده معاه..هو انت ما بتعزش بنت عمك هيام ولا ايه؟ مش واجب برضو تزورها كل فتره؟ 

غانم: ازاي معزهاش؟؟ دي هيام زي أختي والله.. دا مافيش في حنية هيام ولا زي قلب هيام.. بس..بابا.. بابا دا وحش.. وحش قوي..قوي

انا: لييه.. وحش.. لييه بقى؟؟ قولي يا شطور..

نظر غانم للأرض وسقط الكأس من يده وذرف دموعا.. وهو يتكلم بلغة ركيكة

غانم: عشان.. عشان انا قفشته.. قفشته.. وقلتله لا.. بس هو ضربني جامد قوي.. قوي..ههههه

انا: قفشته ازاي ومع مين… انطق؟ 

 

كأن غانم بداء يتذكر حادثً اليم حصل له.. واسترسل بعدها بالكلام

 

غانم: قفشته.. مع هيام.. وهي صغيرة.

مسكينة.. كانت تبكي.. قفشته.. وهو يضربها كمان.. انا خفت لا يعمل كده كمان فيا ولا في اخواتي الصغيرين.. خفت منه قوي.. قوي 

صرخت.. قلتله لا.. ماتعملش كده …حرام.. بس هو ضربني جامد.. جامد قوي.. وخوفني كمان.. قالي انه حيذبحني لو تكلمت عن اللي حصل.. حيذبحني قوي!

 

صار غانم يبكي اكثر.. وبداء بالنواح وهو يصيح بلا عناوين واضحه فتارة يذكر اسم حبيبته ساره ويصرخ بأنه يحبها .. وتارة يصرخ انه يكره ابيه.. وتاره يبكي ويقول انه خائف ان يفعلها معه عبيد مثلما فعلها مع هيام..!

 

عادل كان مشغولا.. بسكره وسرحانه وهو يتصل بحبيبته منى في الغرفة الاخرى التي كانت تجازف احيانا ليلا وتتصل به وتعمل معه فون سكس.. فريحني من تدخلاته.. وانا استمع لمعاناة غانم.. الذي راح يكمل حتى دون ان اطلب منه ..

 

غانم: اتجوز انا ساره أزاي… وماعنديش فلوووووس.. بابا.. رهن الشقة اللي حيلتنا.. كل يوم يبيع حاجة.. كل يوم.. لحد ما رهن الشقة .. وخسر فلوسها كلها ع القمار كمان.. رهنها المجرم.. رهنها لحكمت!!!!!!! الي كل يوم.. كل يوم..بيقوله… هات فلوسي.. هات فلوسي قوي..قوي

 

انا: اييييييه… انت قولت اييييييه؟؟ 

 

مسكت غانم من ياقة قميصه وهو جالس بحنبي وفاقد لشعوره تقريبا.. هززته بقوة من كتفيه.. اريد ان اعرف منه اكثر.. اريد ان اسمع هذا الاسم مرة اخرى..

 

انا: انت قلت مييين… ؟؟ اتكلم..؟؟

غانم: حكمت.. حكمت.. حكمت المجرم.. بقت كله حاجه بأسمه.. احنا.. عايشين تحت رحمته.. طب قلي يا زكي.. انا اتجوز سارة ازاي؟ اتجوزها ازاي.. واحنا مديونين قوي.. قوي

 

استرسل غانم بالحديث اكثر وبشكل مفصل اكثر.. واعترف بأسرار كثيرة وهو تحت سكره..

 

غانم: .. بقى.. كل يوم من ده.. كل يوم من ده.. انا خلاص هطق.. 

 

لقد عرفت للتو معلومة مهمة..لكن اردت ان أعرف العلاقة مابين رهن شقة عبيد لحكمت وزيارات هيام له..؟ 

حتى هذه النقطة.. تركت غانم يفرغ ما بداخله من احزان.. وانزويت في مكان اخر بعيد عنه افكر بأفكار كثيرة.. حتى غلبني النوم………

في اليوم التالي بعد ان بت خارج البيت طبعاً .. وصحيت متأخرا.. ورأسي يكاد ينفجر..من الصداع.. تركت عادل وغانم نائمين.. في فوضى عارمة ورائحة الكحول و دخان الأرجيلة تملاء الشقة..

 

كعادتي توجهت للمحل وكنت على اعصابي.. ارسلت لعادل رسالة بالهاتف طلبت منه ان ياتيني للمحل حالما يصحو من نومه.. كنت اشعر بفضول كبير.. بعد ان سمعت قصة غانم..

 

قبل المغرب زارني اخيرا عادل.. 

 

انا: اخيرا .. جيت.. ما لسه بدري!

عادل: في ايه مالك .. متصربع على ايه بس.. فهمني؟

قصصت لعادل باختصار رواية غانم..

عادل: اتاريك… بقالك مدة مصاحبه… وانا مستغرب.. واقول لنفسي هو الواد زكي مصاحب غانم ليه؟؟؟ يبقى انت شاكك في حاجة.. صح.. وعاوز تعرفها.. 

انا: انا الفضول واكلني يا عادل.. عاوز اعرف كل حاجة عن عبيد وابنه .. 

عادل: الفضول… ؟؟ ولا الحب يا زكي ؟؟ انت لسه بتحب هيام يا زكي. انا متأكد من ده.. 

انا: لا يمكن احب واحده خاينه ورخيصة زي هيام.. دي ضحكت عليا وعلى ابويا.. مش حرتاح غير لما اشفي غليلي منها.. وانتقم

عادل: سيبك من الفشخرة الكدابة يازكي… انا عارف ان الكلام ده كله من ورا قلبك.. وانك لسه بتحبها.. وانك فكرت في كلامي اللي قولتهولك.. وانه فيه حاجة ناقصة لازم تعرفها عشان الحدوتة تبقى كاملة…ما تخجلش مني يا زكي.. انا اخوك وصاحبك وفاهمك كويس..

 

صرخت بعادل غاضباً: قلتلك انا ما بحبهاش.. فاهم.. مابحبهاش. انا بكرهها.. بكرهها موت.. ولو بأيدي كنت حشرب من دمها!انا بعمل دا عشان انتقم منها وبس.. بحاول اعرف كل حاجة عنها .. يمكن تفيدني لما تيجي لحظة الانتقام المناسبة

 

اجاب عادل وهو غير مقتنع بما اقول: خلاص خلاص هدي شويا.. وقلي.. انت جايبني على ملا وشي ليه؟؟ 

انا: عشان عرفت من غانم.. انه ابوه النذل عبيد.. رهن الشقة اللي حيلته لحكمت. يبقى لازم فيه حاجة تربط مابين الرهن.. وهيام.. وحكمت..؟

عادل: طب ماتكلم هيام.. اسالها.. ممكن تحكيلك عن كل حاجة..

انا: انت بتتكلم ؟ .. وانا حعمل زي الأهبل واصدقها بعد كده.. دا لا يمكن يحصل تاني ابدا.لادي كذابة وخاينة اصدقها ازاي.. ؟

عادل: طب حتعمل ايه.. فهمني.. 

انا: انا.. حروح لحكمت.. !!!!

عادل: لاااااااه… دا انت اتجننت في عقلك.. تروح لحكمت تقوله اييه..؟؟

انا: حواجهه بكل حاجة.. ولازمن هو يقر بكل حاجة.. 

عادل: لا.. لا.. دي مش فكرة كويسه خالص.. انا قلتلك اهو.. ايه اللي حيخلي واحد ثقيل زي حكمت.. وكمان مرشح نفسه للانتخابات يقر على حاجات ممكن تأثر عليه وعلى سمعته.. اسمعني يا زكي كويس.. دا جنون رسمي!

انا: انا بقيت مش مهتم بأي حاجة.. ولا خايف من اي حد. غير اني اعرف سبب خيانة هيام ليا وكذبها عليا المدة دي كلها.. انا خلاص… بكرا حروح أقابل لحكمت!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: ممنوع النسخ