لم يكن بالامكان ترك الفتى يموت ..
تلى الراهب بعض الادعية في سره و كاد يخطئ في بعض الاسفار لشدة ارتباكه وهو يتجه الى حيث الفتى المتمدد على السرير باستسلام كامل..
اقترب بخطوات سريعة نصف متعثرة محاولا طرد الافكار الخاطئة عن ذهنه الكهنوتي و هو يخرج من جعبته أعشابا نصف جافة ..
و شمر عن ساعديه و اقترب من مؤخرة الفتى المنتصبة باغراء مستسلم ..
و بيد مرتجفة باعد بين فلقتي المؤخرة الشهية ..
و عقد حاجبية وهو يرى الشرج الدامي من اثر الجماع الخشن ..
و بسرعة اخذ الاعشاب و فركها و وضعها على الشرج فتأوه الفتى بصوت يمتزج فيه الالم بالمتعة كما لو انه فتاة يتم جماعها ..
هذه العشبة لاذعة لكنها ذات مفعول كبير في التعقيم و تخدير الالم ..
يدرك الراهب ان هذه العشبة لا تكفي الا لتخفيف الالم و منع التهاب الجرح لكنها لا تكفي كعلاج اساسي للجراح ..
المشكلة ان جرح الفتى لا يمكن تضميده .. و هو بحاجة الى تغيير العشبة و تعقيم الشرج كلما قضى الفتى حاجته ..
و راح الكاهن يتشاغل بعمل خلطة لوضعها على الجرح بغية علاجه بشكل افضل ..
و نظر الى الفتى فوجده ينظر اليه ..
يا للشيطان ..
ما هذه العيون الساحرة و النظرة الناعسة ؟..
ما هذا الجسد الشهي ؟..
و حول الراهب بصره عن الفتى الى ما يقوم بخلطه من اعشاب و سوائل ..
هناك كدمات خفيفة على جسد الفتى مما يدل على عنف التعامل معه ..
أي وحوش هؤلاء الذين يقسون على فتى جميل كهذا؟..
و مرة اخرى عاد يولي اهتمامه لعمله و ان تعلقت افكاره بالفتى الجريح ..
ان لم يتم علاجه بشكل جيد فلن يعيش طويلا ..
انه اليوم الثالث ..
الفتى يتحسن كثيرا بعد ان رفده الراهب بالعلاج الكثيف و باحتراف كبير و تابع تطور التئام الجراح و عالج أي التهاب فور ظهور علاماته ..
لا يزال الجرح موجودا و ان خف كثيرا لكنه لم يذهب ..
هناك بقية السحجات و الجراح الخفيفة في انحاء جسده و التي جعلته لا يطيق ارتداء أي ملابس وهو اصلا لا يملكها فقد مزقها مغتصبوه عنه وقتها ..
الغطاء الي كان يردتيه قبل علاجه لا يصلح للاستعمال لانه تعفن من ددمم الجراح ..
( انا اصولي من بلاد الشمال البعيدة ما بين بلاد الثلج و بلاد البحر فلا اعرف لبلادي اسما .. نحن نعيش في قبيلة تنأى بنفسها عن بقية الشعوب و تعيش بعدده القليل في قفار لا يصلها احد من الغرباء و نعتاش من الصيد الوفير و على ماء جار عذب و فواكه و خضار بلا عدد في قمم جبال تمنع عنا أي عدو مهما كانت قوته ..
عيشنا رغيد و صحتنا جيدة لا نكاد نعرف الامراض و اعمارنا طويلة ..)
و تنهد الفتى ثم تابع بصوته الرقيق : الاف السنين كنا هكذا حتى جاء يوم حملت في بعض الرياح الى مكاننا مخطوطة قديمة تتحدث عن بلاد عجيبة تجمع فيها الخيرات التي لا توصف و الامان الذي لا مثيل له .. بلاد الذهب و الماس والمال الوفير .. ارض بلا امراض ولا شيخوخة ولا فقر ولا تعب .. جنة لا مثيل لها .. لكنها بعيدة جدا ..و قررت ان ارحل اليها لعلي انال منها ما يضمن لي عمر طويلا بلا تعب و ثروة تغنيني عن التعب .. و فجر ذات يوم رحلت ..و بعد مسير طويل وصلت .. و ليتني لم افعل ..لم اجد تلك الجنة بل وجدت جحيما مريعا .. تبدلت البلاد و زالت خيرات و انقلبت الجنة الى ارض خطيئة مقفرة لا يسكنها الا كل ملعون و شيطان .. لم اكد اظهر للعيان حتى تخطفني الناس و نهبوا ما معي و عندما شاهدوا جمالي تناوبوا على معاشرتي كالانثى اياما وراء ايام ..كنت انتقل من حضن الى حضن من الصباح حتى المساء رغما عني دون ان اتمكن من الفرار .. و ذات يوم وصل المكان قوم ضخام الجثث كالفيلة و فور ظهورهم فزع الناس و هربوا بلا وعي .. كنت وقتها حبيس احضان احد السكان و الذي لم يتمكن من الهروب بسرعة و حالا انتزعني احد الضخام من على عضو الرجل و داس عليه فقتله حالا و التف الضخام حولي و انا عارٍ تماما و هم ينظرون الي بدهشة و يتفحصون جسدي و شعري و وجهي ثم حملني احدهم الى احد المنازل و هناك اخرج ذكره الذي هو اضخم من ذراعي و حشره في شرجي رغم صرخاتي المتألمة و راح يمارس الجنس معي حتى قذف منيه داخلي ثم انتزع قضيبه مني و القاني لآخر فعل بي نفس الشيء .. كانوا خمسة ..و عندما انهي الاخير قذف منيه داخلي اخرج قضيبه مني و القاني فوق سرير كاني مخدة بالية فسقطت فوقه متهالك القوى لا اقدر على الحركة من شدة الالم في شرجي و بطني .. اما هم فقد التفوا حول مائدة خشبية هناك و راحوا يأكلون بشراهة شديدة طعاما اخرجوه من اكياسهم .. عندما تمكنت من الحركة لففت نفسي بملاءة السرير وهم لا زالوا منهمكين بالطعام ..و نظرت حولي فرأيت ان البيت مهجور و ابوابه و نوافذه مشرعة .. لا ادري كيف لكني وجدت نفسي اجري خارج المنزل . و تنبهوا الى ان عاهرتهم الجميلة قد فرت فثاروا ورائي و انا اجري كالمجنون .. و انت تعرف الباقي .
تنهد الراهب قائلا : اجل .. اعرف الباقي .
قال الفتي متابعا : اصدقك القول انني في مرحلة ما كنت استمتع بجلوسي على قضبان الرجال الذين كانوا يضاجعوني بحب و لطف كاني غانية جميلة ..لا ادري كيف .. في بلادي لم يحدث هذا ولم ار رجالا تضاجع الفتيان .. لكني في اخر مرحلة حقا كنت اتمتع بما يفعلونه بي قبل ان يأتي هؤلاء الغلاظ و يشقوا شرجي و يكادوا يقتلونني .
كان الراهب يستمع الى كلامه مستغربا و ثمة صور تجري في خياله عما جرى للفتى..
و صمت الفتى قليلا قبل ان يقول : وانت انقذت حياتي .. لذا سأكون تابعك المخلص ما حييت .. انت تملك روحي و جسدي و اطيع كل امر لك ولو كان فيه هلاكي .
قال الراهب : لكني لم اطلب هذا منك.
قال الفتى : هكذا شريعتنا في قومي .. ولا احيد عنها ابدا .
قال الراهب : ليكن .. لكن انت الآن لا زلت مريضا و بحاجة الى علاج .
قال الفتى : هذا لا يعارض ذاك يا سيدي .
و لا اراديا نظر الراهب الى الفتى من قدميه الى رأسه .. ثم ارغم نفسه على تحويل نظره عن مفاتن الفتى وهو يتلو في سره تلاوات عسى ان تزيل عنه الافكار الشيطانية التي راحت تطرق ابواب قلعة افكاره الصامدة ..
و قال الراهب دون ان ينظر للفتى العاري : عندما تستعيد قدرتك على المسير سنرحل من هنا فنحن لسنا اندادا لهؤلاء .
نظر الفتى الى جسم الراهب المنتفخ العضلات كالمصارعين و قال : لكني اظنك بقليل من الجهد تستطيع التغلب عليهم فهم حقا ضخام الجثث لكنهم مجرد لصوص همج .
قال الراهب بضيق : انا راهب ولست مقاتلا .. ولا احب قتال احد ولو كان لصا ضعيفا و لن اغير من طباعي .
صمت الفتى قائلا بخفوت : كما تأمر يا مولاي .
جاء صوته ناعما كصوت فتاة مدللة ..
و لأول مرة لم يجد الراهب في نفسه ضيقا تجاه هذا ..
لا يدري لماذا ..
لكنه لم يكن متضايقا من الامر كما يجب ..
ما الذي يحدث له ؟..
هل اصابته لعنة ارض الخطيئة؟ ..
هل كان الفارس على حق ؟..
انكر هذا في نفسه و ان كان انكارا تشوبه شائبة من العناد ..
انه راهب بني اسرائيل الاكثر شهرة و ربما الاغزر علما و حكمة ..
وهو لا يقع في الخطيئة ابدا .. ابدا ..
واستغرق في افكاره حتى سمه صوت انفاس الفتى النائم ..فالتفت ليراه نائما على السرير موليا ظهره له وهو يضع كفاه بين فخذيه .. و كانت مؤخرته الشهية نصف مفتوحة الردفين وهو شبه منطوٍ على نفسه ..
لم يستطع تحويل نظره عنه لدقيقة كاملة وهو شبه مشلول الفكر ..
و بجهد كبير اجبر نفسه على النظر لجهة اخرى و قد احس لأول مرة منذ دهر بقضيبه يتمدد من تحت ثوبه الكثيف ..
و حاول جهده ان يشعر بالغضب و الضيق .. لكنه لم يوفق في هذا تماما ..
و كانت الافكار تنهمر على ذهنه ..
انه الآن خادمه و قد ملَّك الفتى نفسه اليه لأنه انقذ حياته .. أي انه ليس مجرد تابع له بل مملوك له و بالتالي فهو من حقه مثله مثل الحصان و ما عليه ..
لكنه ذكر ..
رغم نعومته و انوثته فهو لا يزال ذكرا ..
و حتى لو كان انثى .. الراهب يجب ان يتبتل كتضحية للرب ..
و ضبط الراهب نفسه يختلس النظرات الى جسد و مؤخرة الفتى العاري النائم مجددا ..
و علل هذا بأنه يريد الاطمئنان على الفتى الجريح ..
كان يتمتم بكلام مختلط لا يدري ما هو لكنه يفترض ان يكون **** ما ..
لقد خلط هذا الفتى الفاتن حياته و كيانه ولو لم يعترف هو بذلك ..
ما ان لاح الصباح حتى كان الراهب يجمع اغراضه و يرتبها على ظهر حصانه و قد وضع بها كل ما يحتاجانه لرحلة صوب بلاد بعيدة..
و بصعوبة صعد الفتى على ظهر الحصان و قد لفه الراهب بقطعة من خيمته الخاصة بالمبيت اثناء السفر و صعد خلف الفتى كي لا يسقط الفتى من ظهر الحصان و هو لم يشف بعد و الالم لا يزال باديا عليه عند الجلوس ..
و مع حركة الحصان المندفع عبر الطرق القديمة التصق جسداهما خاصة مع التفاف ذراع الراهب حول خصر الفتي كي لا يقع ..
و بالتالي احس بمؤخرة الفتى الشهية تلتصق بحضنه القوي ..
و مرة اخرى احس الراهب بإحراج كبير ان قضيبه يتمدد و يلامس ما بين فلقتي مؤخرة الفتى المستسلم لذراعه القوة ..
و لم يبد الفتى اية ردة فعل مما خفف احراج الراهب قليلا ..
و كان الفتى يرشد الراهب للطريق و احيانا يتهدج صوته مما يدل على انفعاله ..
لم يكن بيد الراهب حيلة ..
لا يمكن التوقف ..
ولا يمكن ان يضعه خلفه و الا سقط و هلك ..
ولا يستطيع منع قضيبه من التمدد ..
ما الذي يجري؟
لا شك انه إما اختبار من الرب لايمانه او انه عمل شيطاني سيزول مع تلاواته ..
في مكان ما من اعماقه يدرك انه يشتهي الفتى لكنه ينكر هذا بشدة ولا يعترف به ..
اما الفتى فقد كان يدرك ان الراهب يشتهيه ..
يشعر بقضيبه يحك مؤخرته بشكل مثير ..
منذ ان اغتصبه اول فحل بات يدرك انه جميل و جذاب و يغري الرجال ..
و عندما انتهي منه آخر فحل ادرك انه صار يحب الجنس لدرجة الادمان ..
هذا الراهب القوي الجسد فتي الهيئة رغم وقاره ..
و قضيبه الذي يلامس مؤخرته الجائعة صلب غير سميك كقضبان الوحوش الضخام الذين كانوا يطاردوه بعد ان كادوا يقتلوه اغتصابا ..
الراهب ايضا ماهر بالطب و السحر و العلوم ..
لا يزال شرجه جريحا و بالتالي لا يمكنه الممارسة اصلا ..
لذا لا قلق من ناحية الراهب او غيره ان يضاجعوه و بالتالي يدموا شرجه مجددا ..
ربما عندما يشفى – وهو يكاد يشفى – قد تختلف الامور ..
ربما ..
و وصلا الى مفترق طرق احدهما و على مد البصر يفضي الى حقول خضراء و بساتين وارفة و منازل جميلة ملونة و جداول رقراقة ..
و الاخر يوصل الى قفار موحشة خالية من الحياة تقريبا و تلال صوانية و رمال لاهبة
الاول على اليسار و الثاني على اقصى اليمين ..
و اشار الفتي للراهب ان يأخذ يمينه ..
لكن الراهب نقل بصره بين الطريقين و من ثم لوى عنان حصانه لليسار ..
فصاح الفتى : لا يا سيدي.. لاتعدنا الى الارض الملعونة مجددا .. ارجوك .. دعنا نخرج من هنا و الا لاقينا صنوف العذاب او تهنا في بلادهم .
ذكَّره هذا الموقف بموقف الفارس في اول رحلته ..
لكنه العناد مجددا ..
انه يرى انه قادر على مواجهة الجن و العفاريت و مردة الشياطين بعلمه و حكمته ..
و لذا اتخذ الراهب الطريق الايسر دون ان يحاول حتى نقاش الامر مع الفتى الذي صمت و عيناه الجميلتان تتسعان رعبا و يأسا ..
انه مجرد تابع للراهب ولا يحق له حتى نقاشه ..
يدرك ما لا يدركه هذا الراهب الغريب ..
ستكون اياما صعبة عليهما معا .. لكنه لا يملك من الامر شيئا ..
– يتبع -