ارتشف (يوري) رشفة ثم تابع : كزخات من سهام صغيرة انغرست في الحقيبة التي احملها على ظهري وفي رقبة حذائي السميك والجلود التي ارتديها حول ساقي اتقاء الاشواك والزواحف والحشرات .. لم اكن بحاجة للنظر للخلف لادرك انها تنطلق من الحرس .. كنت اسمع اصواتا يشبه الواحد منها انفلات سدادة قارورة الخمر ثم احس بشيء مدبب صغير يعلق في مكان ما مني او مما احمل .. كنت مذعورا وانا اتخيل هذه الاشياء تنغرس في عظامي .. لكني بكل الاحوال لم اتوقف ابدا فقد كنت ادرك ان توقفي يعني هلاكي المؤكد.. كان بعضها يصيب الصخور برنين مرعب ينتج عنه شرارات تومض بعنف وتلك الاشياء ترتد من حولي بأزيز قوي ..انها قادرة على ان تشق ثورا .. جريت كالمجانين شوطا طويلا حتى احسست ان تلك الاشياء قد توقفت عن الاصطدام بي او بالصخور .. جرؤت والتفت للخلف بحذر فرأيت أولئك الوحوش بهيئتهم العجيبة وارديتهم الغريبة ورماحهم القاتلة يقفون وهم يتهامسون دون ان يرفعوا حتى اسنة رماحهم تجاهي وهم الذين كانوا يجتهدون لقتلي قبل قليل .
نظر (يوري) حوله ثم تابع : تلفت حولي لأعرف سبب احجامهم عن مطاردتي او حتى رشقي بتلك الاشياء القاتلة فلم اجد ما يريب .. وكان امامي تلة متوسطة الارتفاع تشبه دودة ضخمة خضراء مستلقية لا اكثر .. اذن ما سر توقفهم هذا وما سر تلك النظرات الشامتة والتي شابها كما توهمت بعض الشفقة كأنهم يرونني اقف على شفا فوهة جهنم؟.. مسرورون لموتي وفي نفس الوقت يشفقون علي من هول تلك الميتة.. لا شيء مختلف من حولي عما مضى من الارض وما فوقها .. الصخور هي الصخور والاشجار لم تختلف والاعشاب نفسها.. فما الذي يجري ؟؟ هل نبت حاجز خفي منعهم من مواصلة مطاردتي ؟.. لم اعلم شيئا الا انه يجب ان ابتعد عن هؤلاء الوحوش قدر الامكان قبل ان يواصلوا مطاردتي ومحاولة قتلي وقبل ان يتحركوا .. لذا عدت للانطلاق وانا الهث بقوة من شدة التعب لكنهم لم يحركوا ساكنا وبقوا ينظرون الي بنفس النظرات الشامتة والتي بها مسحة اشفاق عجيب كما يشفق النمر على فريسته وهو يراها تلقي بنفسها من عل ..
ارتشف (يوري) من كأسه وهز رأسه متابعا : حكماء كان هؤلاء الوحوش الملعونون.. حكماء حقا .. وقد عرفت هذا بنفسي لاحقا .. عندما صعدت التلة الدودية تلك اكتشفت انها ليست طبيعية وانما بنيت بشكل مقصود وان خلفها واد شاسع المساحة يضم ابنية عملاقة سوداء منقوشة بنقوش عجيبة .. اعمدتها وجدرانها ملئت نقوشا كما معابد الفراعنة واكثر قليلا ..حقيقة لم يكن الامر مشجعا ان اعبر تلك الاماكن واتوه فيها وخاصة ان قوما مثل هؤلاء توقفوا امامها وخشوا حتى توجيه اسلحتهم صوبها ..
سألته (نورا) بضيق : ولماذا لم تدخل تلك المدينة او المعابد؟ .. ما ادراك ان البقية ليسوا هناك ؟ لم اعهدك جبانا يا (يوري) .
قال يوري بغلظة : لست جبانا يا (نورا) لكني لست احمقا كذلك .. فان كانت حفنة الوحوش هؤلاء قد احجمت عن مجرد الاقتراب من تلك المعابد فلا شك انني سأكون غبيا لو عبرت احد ابوابها .. ما الذي سيجنيه العالم من هلاكي؟ .. كذلك سبق ان قلت لك انني التقيت احد الحرس في زنازينهم وهذا يعني على الاغلب انهم جميعا كانوا اسرى هناك ..
و لانت لهجته قليلا وهو يتابع : لقد درت حول تلك المعابد وسرت اياما طوال اقارع الوحوش والزواحف والضواري .. فقدت امتعتي كلها ولم يبق معي الا ذاك السيف القصير ادافع به عن نفسي واصطاد بعض الطعام به .. تهت طويلا وسرت طوال النهار ونمت قليلا من الليل حتى وجدت نفسي ذات يوم امام سلسلة تلال ممتدة لم تكن غريبة علي .. انها تلك التلال التي رأيناها ونحن نعبر المدخل الذي اوصلنا الى ذاك العالم العجيب .. كمجنون انطلقت اعبر التلال .. كانت اطول واشد وعورة مما تخيلت .. وعندما عبرت الى المدخل كنت في حالة يرثى لها .. عانيت مرة اخرى وانا اعبر المداخل بعكس مسار الرحلة الاولى حتى وجدت نفسي على قمة الجبل الملعون الاجرد الذي ترونه من هنا بعد ان تسلقت الحبال التي تركناها سابقا لدى هبوطنا للمدخل .. وتعرضت مجددا للأخطار وللوحوش المنتشرة حول هذا المكان ولقطاع الطرق حتى وصلتكم وانتم تعرفون الباقي وقد كاد فقداني للسيف القصير يوردني حتفي لكني نجوت .
ساد الصمت بعد ان اتم (يوري) قصته وراح يرتشف شرابه بصمت مديرا عيناه بين الحضور ومتوقفا بناظريه عند (جون) اكثر من غيره وقد بدا مستمتعا بتعابير وجوه الجميع المتباينة التعابير والانفعالات ..
كان (جون) هو اول من قطع حبل الصمت قائلا : لم نستفد كثيرا من قصتك يا عم (يوري) بشأن كيفية العبور الى تلك البلاد دون مخاطرة .
تجشأ (يوري) ثم نظر اليه وارتشف من كأسه ثم قال : بالعكس يا صغيري الجميل .. ما رويته لكم يحوي العديد من الامور التي تساعد أي حملة جديدة على تلافي الاخطار .. نحن عانينا منها لأننا لم نكن نعرف بوجودها او نتوقعها .. اما من سيذهب فهو سيملك المعلومات مسبقا حول كل ما مر بنا وسيتخذ احتياطاته .. وبشيء من الذكاء وحسن التصرف سيحقق ما لم نحققه.. لن يقع في فخاخ الممر ولن يتفرق الفريق في البساتين وسيتخذ الحمايات المناسبة من شياطين التلال وسيعرف مسبقا بالقرية الحجرية ..
قالت (سارة) بإصرار : بكل الاحوال سأنطلق وابحث عن والدي .
اردفت (نورا) : وانا لن اتخلى عن زوجي .
و قال (جون) بهدوء : انا لن اتخلى عن حلمي مهما كلف الامر .
صاح بهم العالم بسخط : هل انتم سكارى ام ماذا ؟.. نحن لا نتحدث عن نزهة في حديقة القصر .. من انتم حتى تقرروا امرا رهيبا كهذا ؟ .. أي خبرات عسكرية او جغرافية او تاريخية او حتى طبية لديكم لتقوموا بحملة كهذه ؟ .. ان اقل واحد في الحملة المنكوبة كان يملك خبرات تحتاجون الى قرن من الزمان لتملكوها .. لو خرجتم الى خارج هذه الاسوار فلن تقطعوا اكثر من ميل واحد قبل ان تصيروا جميعا نهبا لقطاع الطرق وتتحولون الى ادوات متعة جنسية لهم لفترة من الزمن حتى تذوي اجسادكم ويزول جمالكم فيطعموكم لوحوش الجبل او يتخلصوا منكم بأسوأ طريقة ممكنة .
قال (جاك) بتردد : لكن لابد من انقاذ الآخرين ..اليس كذلك ؟
قال العالم بغضب وضيق : لم انفِ هذا .. لكن ليس بهذه الطريقة الحمقاء .
قالت (سارة) بحزم : وهل لديك اقتراح ما ؟.
اجاب العالم : ليس قبل ان ندرس الامر جيدا .
قالت (نورا) بسخرية : اجل .. تدرسون الامر وتعقدون الاجتماعات ويطول النقاش اسابيع واشهرا ربما يكون خلالها زوجي ومن معه قد صارت اجسادهم طعاما للوحوش وعظامهم حطبا لتدفئة سكان تلك القرية المتوحشة ..
رمقها العالم بنظرة صارمة وقال بغضب : تدركين ان هذا غير صحيح .. في النهاية هو ولدي والآخرون بعضهم مساعدون لي وبعضهم من خيرة حرسي وبعضهم متطوعون لهم اهالٍ وعائلات وهناك من يبكي على فراقهم .. لست وحشا في النهاية ولا زلت امتلك احاسيس انسانية تجعلني اهتم للأمر جديا يا (نورا) ..
لوحت (نورا) بذراعها وتمتمت بكلمات مبهمة كأنه لا يعجبها الامر ..
و قال (جون) : بكل الاحوال سأذهب واخوض التجربة .. سأحتاط لكل ما ذكره العم (يوري) .. لكني لن اذهب الى تلك القرية الحجرية بل سأقتحم الاطلال السوداء فانا اعتقد انها تخفي من الاسرار ما هو جدير بالمجازفة .
قال (يوري) بدهشة مصطنعة : تقتحم الاطلال السوداء؟.
ثم هز رأسه وقال بلهجة عجيبة : ان كل ما واجهته انا قد لا يقاس بجزء مما قد تجده هناك .. فان كانت ثلة من المقاتلين الشرسين برماحهم الطائرة تلك قد خافوا مجرد الاقتراب منها فماذا تتصور ان يكون موجودا بها من كوارث ؟..
قال (جون) بحيرة خفيفة : لربما وجدت دليلا ما من سكان المناطق او لربما عرفت من السكان بعضا مما يفيدني بهذا الخصوص.
قال العالم هذه المرة وبلهجة بطيئة : لن تجد هذا ولن تحصل على ذاك .
و طاف بنظره بينهم جميعا وهو يتابع : سكان المناطق خارج الاسوار هذه لا يثقون بالغرباء ولا يمكن ان يفشوا اسرارهم لاحد وحتى هم يجهلونها الا فئة محددة منهم وكذلك لا يتعاملون بالنقود التي نتعامل بها بل بنظام المقايضة ..
و نظر الى (جون) نظرة طويلة وهو يقول : اتدري ما يمكن ان يكون عملة صالحة لتحصل منهم مقابلها على شيء ما ؟ امران فقط .. الاول ان تعطيهم شيئا مبهرا لا يوجد لديهم وفي نفس الوقت يثير دهشتهم وطمعهم ويكون نفيسا جدا .
صمت العالم فقال (جون) بحذر : وما الامر الثاني ؟
نظر اليه العالم نظرة غامضة قبل ان يقول : الجنس .. ان تمنح جسدك لهم أكنت ذكرا او انثى وان يكون جسدك ملكا لهم جميعا ويتمتعون به مدة تتناسب مع نفاسة ما تطلبه وهم عادة لا يكونوا امينين بالنسبة للمدة بل قد تمتد اضعاف المتفق عليه وبشتى الحجج .. فتخيل كم من الوقت ستمضي في احضانهم مقابل اسرار سوداء مثل اسرار معابدهم ..
صمت (جون) وهو يفكر بكلام العالم ..
لا شك ان الامر لن يكون سهلا ..
و تطلع في عيونهم التي تنظر اليه كأنها تقول له انه يتحدث بكلام اكبر منه ..
صمت قليلا ثم قال فجأة : ولو .. عندما قلت انني مستعد لكل شيء من اجل حلمي فانا كنت اعني كل حرف مما قلته .. اجل .. كل شيء .. حلمي يستحق .
تراجع (يوري) مستندا لظهر مقعده وهو يرتشف شرابه وعيناه تلمعان بنظرة عجيبة وهو يرمق (جون) بصمت كامل..
اما البقية فقد علت الدهشة وجوههم كأن كلام (جون) قد فاجأهم تماما ..
و قال العالم مقطب الحاجبين : وهل تتوقع ان تقدر مثلا بعد عشرين عاما من عبوديتهم الجنسية تلك ان تحصل على حلمك ؟ هراء .
قال (جون) بعناد : سأحاول .. وسأجد الف طريقة كي اعرف اسرارهم واتخلص منهم فيما بعد واحصل على ما اريد .
اختنقت الكلمات في حلق العالم قبل ان تنفجر بقوله : احمق .. هل تظن انهم مجرد همج ومجموعات من الرعاع لا اكثر ؟.. هل تظن ان وحشيتهم لا تحوي عقولا مفكرة وماكرة وقادرة على التخطيط وتحليل الامور وادراك ما تظنه انت خافيا عليهم ؟ .. هل تظن انك اول من يحاول عبور بلادهم والحصول على كنوزهم ؟ لقد سبقك اليهم من هو اشد منك جمالا وفتوة وقوة واكثر عبقرية من مجلس شيوخ .. لم اسمع ان احدا منهم قد نجح فيما سعى اليه مهما كان بسيطا بل لم نسمع ان احدا قد عاد من بلادهم اصلا ..
قال (يوري) وهو ينظر الى الشراب في كأسه : لا تقسُ على الفتى يا (ديك) .. انت تحطم احلامه التي ترك اهله واصدقاءه وعالمه واتى الى هنا من اجلها .
هدأ العالم قليلا ثم تنهد ناظرا للسقف قليلا قبل ان يعود ببصره الى (جون) ومن ثم يطوف بنظره في وجوه الجميع قبل ان يقول : لست اقل منكم لهفة للخروج والحصول على اهدافي واهمها ابني نفسه واعضاء بعثته .. لكن بقايا الحكمة التي راكمتها سنين عمري ترفض الاندفاع برعونة الى فم وحش مفترس ينتظر حماقة منا كي يلتهمنا جميعا بلا رحمة .. انتم ترون ان (يوري) اسطورة بلاده بالكاد نجى بمعجزة من مجرد قرية من قرى تلك البلاد .. فكيف تريدون هكذا الخوض في بلادهم وحماهم خاصة انهم تنبهوا لوجود غرباء وستجدونهم على اهبة الاستعداد لاقتناصكم جميعا ؟ .. يجب ان نفكر الف الف مرة حتى قبل ان نخطو خارج الاسوار فهم الآن ينتظروننا ويدركون اننا سنقوم بطريقة او بأخرى بمحاولة انقاذ من تركهم (يوري) خلفه .. بل لا استغرب انهم تركوه ينجو ويصل الى هنا كي يخبرنا بما حدث وبالتالي نخرج في حملة جديدة تجعل من الجميع صيدا سهلا لهم وننضم للآخرين في مصيرهم المجهول ..
صمت مبتلعا ريقه قبل ان يتابع : قد يقول احدكم ان (يوري) لم ينج بسهولة .. اجل .. لا بد ان يضعوا الصعوبات امامه كي يكون الامر في نظرنا حقيقيا وانهم بذلوا جهدهم لصيده لكنه نجى منهم ووصل الى هنا ولو ان هذا حدث بشق الانفس والا فلماذا لم ينج منهم كل تلك الشهور والسنوات ؟ لا يخبرني احدكم ان سنوات الرفاهية في الجنان تلك كانت في غفلة عنهم قبل الاختبارات .
قالت (نورا) بضيق : الا ترى انك تبالغ قليلا ؟ ..
و نظرت الى اظافرها متابعة : لا زلت ارى هؤلاء مجرد اوباش بربرية متوحشة في غالبيتها وانها لا تعرف الا معدتها واعضائها التناسلية .
و فردت كفيها على الطاولة وقالت وهي تنظر للعالم : لا خيار امامنا .. انهم هناك في خطر .. وكل ساعة تمضي قد تعني حياة احدهم هذا ان بقوا احياء .. لكني متشبثة بالامل .. اريد انقاذ زوجي من براثنهم .. وان كانوا قد قتلوه فأريد الانتقام له من كل فرد فيهم .. انت تعلم انني قادرة على هذا ان اعطيتني بعضا مما في مخازنك .
قالت (سارة) محتجة : لن ابقى هنا .. سأرافقك او انطلق وحدي .
اضاف (جون) : يمكنني المخاطرة رغم انني احترم كلام استاذي .. لكن الحلم لا يمكن ان يتحقق بمجرد الجلوس والتمني .
تبسم (يوري) وقال بخفوت : صغار اليوم يتحدثون كالحكماء .
قال العالم بحنق : ويتصرفون كالمعاتيه .
ثم رفع صوته قائلا بحزم : لن يتحرك احد دون اذني ولو قيدتكم الى الجدران .. ستنطلق الحملة بأقرب وقت ممكن .. لكن لن يتحرك احد دون ان يكون كامل الاستعداد وبالخطة والطريقة التي سأرسمها بنفسي وبالمعدات التي سأجهز بها المشاركين .. لن امنع احدكم من المشاركة في الحملة لكن لن اسمح لاحد بالخروج من البوابات الا بعد ان اتأكد تماما انه مجهز ومستعد بالطريقة التي احددها انا .. وفي الوقت الذي احدده انا .. نحن هنا لا نعبث والخطر لا يعرف المزاح والملاطفة .. وهذا قولي النهائي .
وعقد ساعديه امام صدره وهو يتطلع للجميع بصرامة قاسية ..
و ساد الصمت والكل ينظر الى البقية كأنه يلتمس منهم المشورة او ينتظر ردود افعالهم في حين استرخى (يوري) في مقعده اكثر وراح يرتشف كأسه باستمتاع حقيقي وهو ينظر الى البقية متأملا حيرتهم بجذل عجيب ..
بعد صمت قال (جون) بخفوت : لا بأس .. لكن على ان لا يطول الامر اكثر من اللازم .. فكما قالت (نورا) .. حياة الآخرين في خطر ولا الوقت لا ينتظر .
قال العالم : ادرك كل هذا .. لا انكر انها على حق .. لكن الفارق يكمن في اسلوب العمل .. حتى جيوش الدول لا تذهب للحرب والانتقام مباشرة دون خطة مهما كان حجم عدوان الآخرين عليها ومهما كان عدد الضحايا .. خطط ثم نفذ وبحذر .
و حل ساعديه وقال ملوحا بذراعه : التخطيط ليس لعبة أطفال ايها السادة .. انه بحاجة الى ان تدرس كل كبيرة وصغيرة وان تضع في حسابك كل شيء ممكن حتى حالة الطقس وتضاريس الطريق وما قد تمر به وعادات اهالي المناطق التي ستمر بها وكل الاحتمالات حتى العجيب منها .. ان تضع حلولا وبدائل لكل وضع وحالة .. ان تكون لديك خطة تشمل حالات كأن يصاب احدكم او يتم خطفه او تفقدوا اسلحتكم وتموينكم او ان يهاجمكم غرباء آخرون او ان تحتاجوا لمترجمين او ان يمرض احدكم او كلكم وكذلك خطة تنقذكم ان فقدتم الطريق وحلولا لعشرات الامور التي قد تحدث لكم في رحلتكم ..
و راح يسير في المكان كأنه يحدث نفسه متابعا : ان تأخذ الخطة في اعتبارها قدراتكم ونقاط قوتكم ونقاط ضعفكم ورغباتكم وحتى نزواتكم وردود افعالكم تجاه المواقف المحتملة وكيفية تصديكم للأخطار وكيفية بلوغكم الاهداف وما ستجدونه هناك من وضع للأسرى وحالاتهم وحتى احتمال خيانة احدهم او ان يكون هناك كمائن قربهم .
و توقف ونظر اليهم عاقدا كفيه خلف ظهره متابعا : اتدركون كم من الجهد والوقت يستغرق كل هذا عدا عن تجهيزكم وتدريبكم على استخدام ما تحمله من معدات واسلحة عجيبة ؟ .. لكن ما يطمئنكم هو انني لست وحدي من سيقوم بكل هذا .. وعليه اعدكم ان تنطلقوا انتم او من يرغب منكم في المشاركة في غضون ايام قليلة هي ما تحتاجونه للاستعداد .
ثم اتجه الى الباب متابعا : اما الآن فسيعود كل شيء الى طبيعته وستتابعون اعمالكم المعتادة حتى استدعيكم الى اجتماع جديد وهذا سيكون قريبا .
خرج العالم من المكان تاركا اياهم صامتين وقد احسوا بثقل الامر لأول مرة بعدما القى العالم عليهم هذه الاقوال والتي نبهتهم الى جزء من حقيقة الامر ..
حقا انهم على قدر غير قليل من السذاجة عندما تخيلوا ان الامر لا يتطلب اكثر من حمل السلاح والتوجه الى تلك القرية ومن ثم قتل الحرس وانقاذ الاسرى والعودة بهم الى ديارهم سالمين مسرورين دون اية خسائر تذكر ..
لم يتخيل احدهم انه قد يلقى مصرعه في هذه الرحلة وعلى احسن تقدير قد يفقد حريته ويعيش سجينا ذليلا لدى المتوحشين وفي احسن احواله قد يمتطيه كل يوم كومة منهم مقابل بعض الطعام والشراب من بقايا موائدهم ..
لكن هذا لم يجعلهم يتخلوا عن مسألة الخروج وانقاذ الاسرى وكذلك السعي وراء الاحلام التي تمنوها خاصة (جون) وكان اكثرهم اصرارا وحماسا للأمر ..
لم يضع أي منهم الوقت وشرع الكل ممن يريد المشاركة بالاستعداد للرحلة الرهيبة التي قد لا يعودون منها وان عاد احدهم سيكون خاتمة المطاف والراوي للمصير البشع الذي آل اليه من ذهبوا وراء الريح بحثا عن اوهام وهراء ..
كانت الحملة ستضم الجميع ومعهم (يوري) الذي اصر على المشاركة كدليل وقد انتخب العالم لهم مجموعة محترفة من الحرس المسلح بشكل قوي ..
(اريد ان اتحدث اليك وحدك يا (جون) .. تعال الى المعمل وحدك دون ان يراك احد في منتصف الليل فلدي ما يهمك وما يفيدك في رحلتك) ..
حتى انتصاف الليل كان (جون) مشغول الفكر بامور شتى ..
الرحلة المميتة ..
كلمات العالم ..
رواية (يوري) ..
استدعاء العالم له ..
ترى ما الذي سيختصه به دون البقية ؟.. اهو سلاح ام معلومات ام ماذا ؟..
لا يدري ..
و انتبه الى نفسه وقد انتصف الليل فاسرع ينهض من سريره ويرتدي ملابسه فقد كان عاريا تماما لأن الجو كان خانقا الى حد ما في تلك الليلة ..
خرج (جون) بحذر من الغرفة وتلفت حوله فلم يجد احدا فانطلق الى المعمل ودفع بابه فوجده مفتوحا والعالم هناك وحدة يطالع خريطة ما طواها فور دخول (جون) واسرع يغلق الباب محاذرا اصدار صوت ما وهو مرتبك قليلا ..
اشار لـ (جون) بالجلوس وهو يحضر بعض الاشياء ثم جلس بجانب (جون) ووضع ما بيده على الطاولة واراح يده على فخذ (جون) قائلا : كيف حالك ؟
قال (جون) وهو يشعر بيد العالم تتحسس فخذه برفق : بخير حال .
قال العالم وهو يتحسس فخذ (جون) من ركبته وحتى بداية مؤخرته : لدي بعض الاسئلة لك ان لم يكن هذا يضايقك لكنها ستفيدك كثيرا .
قال (جون) متجاهلا ما يفعله العالم : بلا شك .. سل ما تريد يا سيدي .
قال العالم : عدني اولا ان تجيب بصدق وان لا يخرج لأحد سوانا ما نتحدث به هنا ولا باي شكل من الاشكال وان يبقى بيننا فقط .
قال (جون) بصدق : اعدك .
ابتلع العالم ريقه وهو مستمر بالتحسيس على فخذ (جون) ثم قال : اخبرني .. هل ما قلته في الاجتماع انت تعنيه ام كان فورة حماس لا اكثر؟.
قال (جون) : بل اعني كل حرف منه .
قال العالم بلهجة خاصة : حتى ما ذكرته من احتمال اسرك واستغلالك جنسيا من قبل المتوحشين او قطاع الطرق او غيرهم ؟
قال (جون) : اجل .. انا ذكر .. ولن احمل جنينا لو مورس مع الجنس من قبلهم لكني سأحصل بالمقابل على حلمي او ما يساعد في تحقيقه .
قال العالم بصوت متهدج : وماذا عني ؟ .. لقد علمتك وآويتك وصنعت لك ثروة .
قال (جون) : ماذا عنك يا سيدي ؟ .. لم افهم ..
قال العالم : قد يكون هذا آخر لقاء لنا .. لا ادري ما يحصل لك فقد تمضي سنين قبل عودتك اكون خلالها قد رحلت عن الدنيا ..فهل تحقق لي رغبة اخيرة ؟ .. واعدك ان اعطيك شيئا سيجعلك تتخطى كل الصعاب مهما كانت .
قال (جون) بلهفة : اجل .. سل ما تريد يا سيدي .
قال العالم وهو يتلمس مؤخرة (جون) برفق : انت .. اريدك انت .. اريد جسدك لي ولو لمرة واحدة .. ام ان الاوباش افضل حظا مني ؟.
صمت (جون) مفكرا كأن الامر فاجأه لكنه قال : حسنا ..بشرط ان تعطيني ما ذكرته لي وكل ما يوصلني الى حلمي .
قال العالم بلهفة شديدة : اقسم لك ان افعل .
فرد (جون) فخذه باتجاه العالم وقال : لا بأس .. افعل ما تريد ..
انقض العالم على فخذيه يتحسسهما بشهوة بالغة ويدخل يديه تحته متلمسا تكويرة مؤخرته ثم بتردد طلب منه ان يتعريا فوقف (جون) وببساطة راح يزيل ملابسه والعالم مرتبك اما هذا الجسد الشهي وقضيبه ينتفض منتصبا ثم اسرع ينزل ملابسه ايضا ..
بعدها راح العالم يتحسس جسد(جون) الذي توتر قليلا ثم قال بتوتر : اعتذر ..انها المرة الاولى في حياتي التي يحدث هاذا لي فيها .. فانا لم اعتد ان يتم معاملتي كأنثى ابدا حتى في الكلام .
لم يكن يدري انه قد تمت مضاجعته عشرات المرات من قبل وهو مخدر ..
و قال العالم : لا بأس .. على الاقل سيكون اول من سيمارس الجنس معك شخص يحبك وليس مجرد متوحش في البراري .
صمت (جون) مقتنعا وترك العالم يفعل ما يريد بجسده ..
تلمس العالم كل جزء من جسد (جون) ثم تناول علبة وطلب من جون ان يقف ووجهه للطاولة وينحني للأمام ممسكا طرف الطاولة ..
و فهم (جون) ما يريد العالم فانحنى وارخى بدنه له .. واحس بشيء بارد منعش يلامس شرجه واصابع العالم تجوس في مؤخرته فشعر لدهشته بنوع من المتعة والتنميل اللذيذ في شرجه حتى انها دفع مؤخرته للخلف باتساعها ..
و شعر بالعالم يمسك وركه ثم احس بقضيب العالم يلامس مؤخرته ويعبر من بين فلقتيها برفق ويلامس شرجه الهائج من اثر المرهم الجنسي ..
بسلاسة عبر قضيب العالم شرج (جون) مما ادهش كلاهما فقد كان العالم يتوقع مقاومة من شرج بكر لم يتم عبوره من قبل بسب الالم وكذلك كان (جون) يتوقع الما كبيرا كما كان يسمع ممن مارسوا الجنس الشرجي لكن لم يحدث هذا حتى ان (جون) ظن ان مسألة الالم تكون للصغار ربما او ان من ذكروها كانوا كاذبين واما العالم فادرك بشكل ما ان (جون) مارس الجنس الشرجي كثيرا من قبل وما يحيره ان كلامه يدل على انه لا يدري بهذا وهذا يجعله يظن ان هناك من مارس الجنس معه دون ان يدري ..
لم يعلق على هذا ولم يكن هذا يهمه الآن لذا راح العالم يُدخل قضيبه في شرج (جون) حتى لامست خصيتاه لحم مؤخرته الناعمة وابقاه قليلا هكذا ثم راح يخرجه حتى منتصفه قبل ان يعود لدفعه مجددا حتى آخره ومن ثم راح يكرر هذا بسرعة اكبر وهو يلهث متعة وشهوة ..
كان (جون) مستمتعا بهذه الممارسة بعكس ما ظن قبل ان يبدأها ..
كان يعتقد ان الممارسة الشرجية الم خالص وانها لا متعة ابدا فيها ..
الآن صار يطلبها لكن دون ان ينطق بحرف رغم ان حركاته كانت تدل بشدة على هذا .. ولم يبخل عليه العالم العاشق بها فراح يمارس الجنس بلهفة واتقان وهو يتحسس فخذي (جون) الناعمتين ومؤخرته الشهية وجسده الجميل ويغمر بالقبلات كل ما تصله شفتاه في حين بدأت اصوات غنجة تصدر من (جون) لا اراديا ..
ان كان هذا هو جنس الشرج فمرحبا به كل حين .. هكذا فكر (جون) وهو يغمض عيناه متعة ويحاول الحصول على المزيد من الجنس ..
لكنه يدرك انه لا يمكنه هذا مع الجميع ..
هذا عالم وهو قدوة له وهو انسان كتوم رزين ولربما لو اسلم مؤخرته لغيره لفضحه او آذاه او لربما جاء بكل معارفه ليشاركوه جسد (جون) ..
و سرعان ما احس (جون) بقضيب العالم ينتفض داخل شرجه وهو يدفع به الى اعماقه بقوة فادرك انه يقذف منيه في اعماقه ..
لكن (جون) كان قد اجتاحته شهوة جنسية لم يشعر بها في حياته وجوع جنسي في شرجه لم يعرفه من قبل لذا وعندما سحب العالم قضيبه من شرجه اعتدل وتمطى بحركة اغراء شاهدها لفتاة في حفل راقص ..
و ادار رأسه من فوق كتفه ينظر للعالم فرآه مشدوها مفتوح العينان وهو متسمّر امام هذا المنظر الذي يغري الف عابد ..
و سرعان ما عاد قضيب العالم يتمدد فاقترب منه (جون) ودفعه برفق الى مقعد قريب فاجلسه عليه وصعد فوقه وامسك قضيبه بيده ونزل فوقه ..
و غاص قضيب العالم في شرج (جون) بسلاسة حتى لامست مؤخرة (جون) حضن العالم و(جون) يحيط رقبة العالم بذراعيه ويبتسم له بغنج ..
لقد انقلبت شخصية (جون) تماما بدقائق فصار يحب الجنس الشرجي بعد ان ذاق لذته واجتاحت الشهوة بدنه الشهي الجميل ..
لم يترك العالم (جون) يفعل هذا وحده فانطلقت يداه تتحسسان فخذي (جون) بنهم لا يشبع وتطوفان فوق مؤخرته التي يعبرها قضيبه وتتحسسان كل جسده..
ثم اهوى على شفتي (جون) بقبلة عاشق ولهان .. قبلة لم يتوقع يوما ان يقبلها حتى لـ (سارة) او امها او شقيقها او لأي فتاة نالها من قبل ..
يا لهذا الفتى الاسكندنافي الذي يثير شهوة الصخور ..
هو الآن اسعد انسان فوق هذه الارض ..
مرة اخرى انطلق المني يغمر جوف (جون) الذي لم ينهض رغم هذا من فوق قضيب العالم بل كان يريد التمتع به اطول فترة ممكنة ..
ثم نهض (جون) من فوق قضيب العالم الذي بدأ يذبل قليلا ..
في النهاية العالم رجل كبير السن نوعا ما وقدراته الجنسية ليست كالرجال الاقوياء ولا حتى مثل الفتيان في مثل عمر (جون) ..
سيحاول (جون) تلافي الممارسة مع أي شخص رغم انه بات يحس برغبة جنسية لا تفتر في الممارسة الشرجية ..
لأول مرة يدرك جماله واشتهاء الآخرين له بهذه الطريقة ..
ابتعد قليلا عن العالم وقال بلهجة انثوية ادهشته هو نفسه : والآن اين ما وعدتني به ؟ هيا احضره واعدك ان ابقى في احضانك حتى الصباح .
تنبه العالم من دهشته واسرع عاريا الى خزانة رفوف قريبة ودفع احد جوانبها قليلا فانزاحت ليظهر من خلفها رف عليه صندوق متوسط من الخشب اسرع العالم يخرجه ويعود به الى الطاولة والخزانة تعود وحدها الى مكانها .
و وضع العالم الصندوق امام (جون) وقال : ها هنا اسرار لم يعرفها البشر من قبل كلها علوم صوتيات ونتاج سنوات لا حصر لها .. هنا العلم والقوة .. هنا الطريق الاكيد لتتوصل الى تحقيق حلمك لكن اياك ان يعلم به احد والا كان هناك خطر كبير على حياتك واحتمال اكبر ان تفقد كل شيء حتى من اقرب الناس لك .
تبسم (جون) واراح مؤخرته على حافة الطاولة بجانب الصندوق وقال للعالم : هيا نكمل ما نفعله قبل ان نفتح الصندوق .
اقترب العالم منه وقبل ان يبدأ الممارسة قام بعمل شيء فاجأ (جون) ..
– يتبع -