يومان من المسير الروتيني لم تكن تحمل للبعثة الكثير من مستجدات الامور فقد كان السير متشابها باستثناء اختلاف الاماكن والمناظر بالطبع ..
لكن في اليوم الثالث وفي الصباح الباكر كان (يوري) قلقا وهو يوقظ الجميع بهزات متوترة متشنجة دون ان يلامس افخاذ ومؤخرات الفتيان والفتيات كعادته كلما ايقظ احدا من البعثة ذكرا او انثى ..
و اجتمع الكل امامه متسائلين بقلق فقال لهم بلهجة متوترة وهو يعتلي صخرة : الزاحفة الكبرى في طريقها الينا وستصلنا بعد ثلاثة ايام او ثلاثة ونصف .
سرت همهمات بين الجميع ما بين ذعر من البعض وتساؤل من الاخرين ..
لم يكن (جون) يعلم ما هي الزاحفة الكبرى لكن (يوري) تابع بنفس اللهجة : من لا يعرف ما هي الزاحفة الكبرى اقول انها عاصفة شديدة البرودة غزيرة الامطار بطريقة يمكنها تجميد الزيت المغلي واغراق مدن وتلال بارتفاع مائة متر في طوفان عريض من مياه السيول ..
قالت (نورا) وهي تربط خنجرا على فخذها الناعم : وما الحل يا هذا ؟.
صمت (يوري) كأنه يزن كلماته قبل ان يقول : الحل الوحيد بالنسبة لنا وبالنسبة لمكاننا هذا ونظرا لبعدنا عن المكان الآمن وهو قصر العالم (ديك) فالحل الوحيد لدينا هي قلعة الماسة السوداء وهي على مسير اربعة ايام للسير العادي وثلاثة ايام للمسير الجاد المتواصل حيث يمكننا اختصار يوم كامل ان قلصنا اوقات التوقف قدر المستطاع وربما لو نمنا ساعتين اقل من المعتاد واتخذنا الاتجاه الصحيح دون طرق جانبية او دوران غير ضروري .
قالت (سارة) وهي تعدل تنورتها الصغيرة : اذن لنختصر الوقت ولننطلق .
قال (يوري) : امر اخير .. مالك القلعة لا يستقبل الضيوف مجانا رغم كرمه الشديد مع من يسمح لهم بدخول قلعته وحتى البقاء فيها .
قال (جون) بقلق : لكننا لا نحمل الكثير من المال كما تعلم .
اجاب (يوري) : المال هو آخر ما يفكر فيه (جارد) مالك القلعة .
قال (جون) بحذر : اذن ما الذي يطلبه ؟ .
قال (يوري) وهو يهبط عن الصخرة : عندما نصل سنعرف يا جميلي .
و حالا كان الكل يلملم اغراضه بسرعة للمسير دون ان يتركوا قشة خلفهم وسرعان ما كان يوري ينطلق امامهم بخطوات كالجري دون ان يتذكر احد انهم لم يتناولوا طعام الافطار حتى وقد انتابهم القلق من كلام (يوري) رغم ان الجو كان لطيفا جدا كيوم ربيعي مشرق دافئ ..
لكن في اليوم الثاني بدأ الجو يميل للتغير وراحت رياح باردة تهب من جهة الجنوب الغربي بشكل خفيف لكنه راح يتزايد عند المساء بشكل طفيف نسبيا حتى ان البعثة احكمت خيامها تحسبا لاشتداد الرياح او رما نزول المطر رغم انه ليس موسم الامطار المعتاد في هذا الوقت ..
اثناء المسير في صبيحة اليوم الثالث كان (جون) يسأل احد الحرس عن تلك القلعة فأجابه دون ان يتوقف عن الانطلاق : انها قلعة ضخمة جدا منحوتة في قمة جبل رهيب الحجم مكون من صخور البازلت الشديدة الصلابة حيث ان الجبل كله عبارة عن صخرة واحدة بحجم مدينة ولا يعرف احد من نحته لكنه مكان معد للعيش آلاف السنين بأمان تام من كل غزاة او اخطار من أي نوع ولا ادري ما تحويه القلعة التي تشبه كهفا بالغ الضخامة لكنها تكفي من يسكنها للعيش دون الحاجة للعالم الخارجي ابدا ولها باب واحد ان تم اغلاقه فلا احد يمكنه اختراقه او زحزحته فهو عبارة عن باب بارتفاع عشر قامات وعرض عشرة وسمك قامتين من الفولاذ الدمشقي الصافي وتحركه عجلات من نفس المعدن وسمك جدران القلعة وتكوينها يجعل من المستحيل غزوها او هدمها او الاضرار بها وحتى نوافذها من الكريستال الماسي البالغ الصلابة ..
في تلك الاثناء كانت البعثة تعبر طريقا مشقوقا بين الصخور ملتفة حول مرتفع صخري عندما توقف يوري فتوقف الجميع ليجدوا انفسهم امام منخفض ارضي بالغ العمق كواد شبه مستدير ينخفض ما لا يقل عن مائتي متر نزولا ويتسع على مد البصر تحيط به الجبال على شكل قمع وفي وسطه ارتفع جبل بالغ الضخامة اسود اللون حاد الانحدار بشكل عمودي وكانت قمته تشبه القبة الهائلة وتحيط به ارض جرداء مستوية قليلة النبات ..
قال (يوري) : هيا لا تضيعوا الوقت .. امامنا نصف نهار لنعبر هذه الصعاب ونصل الى قمة القلعة والا هلكنا جميعا مع اول موجة من رياح الزاحفة الكبرى .
بلا تردد انطلق الجميع يتقدمهم (يوري) عبر دروب هابطة صوب الجبل ومن ثم انطلقوا صوب الجبل عبر المساحات الخالية و(جون) يتساءل عن طريقة صعود هذا الجبل العمودي الاملس والذي لا تظهر عليه اية جسور او صواعد ..
كانت الظهيرة قد قاربت عندما وصلوا الى اول الجبل فلاحظ (جون) وجود طريق صاعدة تتسع لشخص واحدو لها حافة خارجية قليلة الارتفاع ..
و لحسن حظهم كانت تواجه الجهة التي اتوا منها فلم يضطروا لانفاق نصف نهار في الدوران حول الجبل للبحث عنها ولذا انطلقوا يصعدونها باقصى سرعة وقد بدأت الرياح تشتد حاملة معها قطرات خفيفة من المطر ..
صعدوا دون ان يعلموا كم مضى من الوقت لكن عندما وصلوا القمة ونظروا للاسفل ادركوا جميعا انهم على ارتفاع شاهق بحق يكاد يصيبهم بالدوار ..
كانت الرياح تشتد والمطر يطرق الاجساد والوجوه و(يوري) يدق على الباب الفولاذي بمقبض فأسه المعدني كي يسمعه من في الداخل ..
قليل من الوقت وسمع من مكان خفي من يقول : يا من تدق بابنا هربا من الموت .. هل يمكنك دفع ثمن ضيافتنا كما نريد لا كما تريد؟..
صاح (يوري) : اجل يمكننا .. فكل شيء تأخذونه هو افضل من الموت بردا وغرقا.. لكن اسرعوا فنحن في قلب الخطر .
صدر صوت احتكاك معدني مزعج والبوابة تنزاح لليمين وبالكاد انفرجت بما يتسع لجسد (يوري) عندما عبر الاخير جريا ولحق به الكل حيث ما ان عبر آخرهم حتى عادت تنغلق خلفهم بنفس الصرير المزعج وهم يعبرون ما يشبه الممر بطول اربعة امتار او اكثر ادرك (جون) انه سمك جدار المكان الضخم .. ثم ساد الهدوء والكل ينظر الى ما امامهم ..
كانت هناك مجموعة من الناس بازياء ناعمة جميلة وخلفهم جدار من الصلب له باب معدني وفوق الجدار اصطف عدد كبير من الحرس باسلحة عجيبة ووسط الجميع كان هناك رجل قوي الجسد بادي السطوة في الاربعينات من عمره في زي مختلف ينظر للقادمين بتمعن ..
و ادرك (جون) انه (جارد) مالك المكان ..
قال (يوري) بهدوء : نقدم الاحترام للمبجل (جارد) ونطلب الاذن بالبقاء ها هنا ضيوفا امناء لبعض الوقت ريثما تسكن عاصفة الشيطان تلك .
قال (جارد) بهدوء لا مبالي : نرحب بكم على شرط ان تدفعوا قيمة المكوث في قلعة (جارد) الفاخرة (الماسة السوداء) حيث سيطيب لكم العش ان اردتك حتى آخر عمركم وان دفعتم ثمن هذا فالمكان يفوق ما تحلم به الملوك .
قال (يوري) بجفاف خفيف : اعتقد اننا يمكننا تسديد ثمن مبيت اربعة او خمسة ايام فنحن نحمل بعض المال وبعض النفائس.
قال (جارد) بنوع من البرود : بل شهر وربما اكثر .
قال يوري مستنكرا: شهر او اكثر؟ ولماذا؟ .. لأجل المزيد من الرسوم ؟.
قال (جارد) ببرود : بل لأن ما تسمونه الزاحفة الكبرى هذه تختلف عن المألوف سواء في وقتها او في حجمها او مدتها .. هذه العاصفة الشيطانية ليست طبيعية تماما بل لقد تم العبث بها من قِبَل بعض شعوب الجنوب المهاجرين وقد فقدوا السيطرة عليها نوعا ما وهي ستستمر لاكثر من شهر بامطار غزيرة وبرودة شديدة ولمدة طويلة أي حتى يحدث الاعتدال الفصلي تقريبا ومجرد خروجكم الان من هذا الباب يعني مصرعكم في لحظات قصار جدا مع سرعتها وحيث انها تحمل الكثير من الحصى الدقيقة والتي تنطلق بسرعة وقوة تكفي لخرق دروعكم كلها وتمزيقكم شر ممزق .
صمت الجميع بعد قوله هذا وهو يتبادل النظرات الجافة مع (يوري) الذي قال : حسنا .. لا بأس .. قل لي كم تطلب من مال مقابل مكوثنا هنا تلك المدة؟ نحن لا نحمل الكثير من المال والنفائس .
تبسم (جارد) وقال ؟: تعالوا اولا لتتعرفوا على مكان عيشكم ومن ثم سنناقش التكلفة وثقوا انها اماكن تستحق تماما ما نطلبه من اسعار .
نظر (يوري) للوراء لمن معه قائلا : يبدو اننا قد نضطر لمواجهة العاصفة بعد يومين او ربما اقل من هذا .
ضحك (جارد) واستدار قائلا : اتبعوني جميعا .
و عبر الباب الحديدي وهم خلفه متوترين قليلا يتقدمهم يوري والحرس ينظرون اليهم من فوق بتحفز دون ان يهبط احد منهم ..
عندما عبروا ادركوا ان الجدار مصنوع حديثا لصد من يحاول مهاجمة المكان غدرا بعد عبور البوابة وهو يحوي من الخلف ادراجا من الحديد واماكن لوضع الاسلحة والادوات الكافية لصد فرقة من الجنود حيث ان تسلقه من الطرف الخارجي مستحيل بعكس طرفه الداخلي وهو مدعم بطريقة قد يستحيل معها اختراقه او تدميره او حتى زجزجته من مكانه ..
اما المساحة خلفه فكانت عبارة عن مساحة كبيرة مستوية مكونة من قطعة واحدة من الصخر الصلب الذي يتكون منه الجبل وقد نحتت به بدقة مدهشة اماكن للجلوس والنوم وطاولات ومقاعد مريحة انسيابية والكثير من الامور وكان المكان بحجم قرية صغيرة ..
قال (جارد) وهو يطوف يهم في المكان : هنا ستجدون متعة الحياة الآمنة والسهلة .. على محيط المكان توجد منامات فاخرة دافئة مريحة جدا حيث يمكنك النوم وقربك طعامك وشرابك وادواتك وتطل من نافذة من الكريستال النقي الشفاف البالغ القوة والصلابة على ما يشرف عليه الجبل دون ان يقدر شيء على العبور اليك مستمتعا بما تراه خارجا .
و صمت (جارد) ثم تابع : وهناك منامات مشابهة في العمق لمن لا يحب النوافذ وكل المنامات توفر الخصوصية وتتسع لاكثر من فرد بسهولة .
قال العبارة الاخيرة مبتسما بخبث فابتسم الجميع مدركين قصده ..
ثم تابع : هناك اماكن للطعام والاسترخاء والسهر والسمر.. وكما ترون فان المكان رغم انغلاقه هواءه نقي منعش متجدد ومنار بشكل يشبه النهار فالهواء والضوء يتم نقلهما الى الداخل بطرق آمنة تماما وفي الليل تنار الاماكن بشكل جيد خفي المصدر لا يزعج من يريد النوم ولا يعتم على من يريد السهر .. وايضا الطعام وفير طازج متنوع ..
و من ثم تابع سيره نحو ركن قصي قائلا : هناك نبع ماء شديد العذوبة يعبر المكان ونحن نغطيه بشكل متقن كي لا يتلوث فهو مصدر شربنا وتتفرع منه انابيب كريستالية وزجاجية يتم فتحها واغلاق نهاياتها بغوالق محكمة من المطاط والمعدن وتوفر الماء الصافي لجميع الاماكن حتى المنامات بطريقة لا تجعل الماء ينسكب على الفراش او بغير مكانه المطلوب .
و تبسم متابعا : الجزء القادم هو من اجمل الاماكن هنا لكن شرح ميزاته قد يثير خجل او ضيق البعض منكم خاصة النساء.
قال (يوري) بخشونة ساخرة : لا تقلق من هذه الناحية .
نظر (جارد) نظرة سريعة الى ازياء وافخاذ (جون) و(سارة) وامها ومن يرتدون القصير قبل ان يتابع مبتسما ابتسامة راضية : هناك نبع ساخن يثير الانتعاش بدرجة حرارته التي ترخي الاعصاب ومياهه الحاوية لمعادن علاجية وتصميماته تمنع الانزلاق اثناء الاستحمام وتمنع الغرق بنفس الوقت الذي تتيح فيه للفرد ان يغطي من جسده كما يشاء من الماء الساخن ..و هناك الكثير من الاماكن الفردية والزوجية والجماعية الخاصة بالجلوس والاسترخاء والاستحمام وتتوفر فيها اماكن لتناول الشراب والطعام وادوات النظافة الفاخرة للجميع وهذه الاماكن نوعان .. النوع الاول عادي بمجالس مريحة للابدان .
سكت (جارد) فسأله (يوري) : والنوع الثاني ؟.
عاد (جارد) ينظر للملابس الكاشفة والسيقان الشهية متابعا بنوع من التردد : انها اماكن مشابهة لكن تم نحت اضافات خاصة بها لتوفير المتعة لمن يرغبها .. نتوءات ملساء تماما على شكل قضبان ذكرية يتراوح حجمها ما بين حجم اصبع اليد وحجم قضيب دب متوسط الحجم موزعة بطريقة لا تضايق اثنان لو جلسا عليها متجاورين ويمكن للفرد ذكرا او انثى اختيار الحجم المناسب له وهي منحوتات ملساء شديدة الاتقان حتى انها مع الماء الساخن تنزلق للداخل بسهولة ومع ذلك يتم اضافة نوع من الزيوت المزلقة لما تم وضعه من ادوات للمستحمين وتبقى هذه الزيوت فعالة ليومين حتى مع الماء الساخن والدلك وان اراد احد ازالتها يمكنه استخدام صابون بلون اخضر بجانبها فتزول حالا مع الدلك الخفيف .. وهي صالحة للذكور والاناث حيث اننا نحرص على متعة ضيوفنا جميعا .
صمت قليلا ثم تابع : هناك اماكن تستخدم كمراحيض واخرى للتخلص من القمامة وثالثة كمخازن ورابعة اماكن نوم للحرس والعاملين وغير ذلك الكثير وهي منفصلة عن منطقة الضيوف وتعلوها في نفس الوقت للرقابة والدفاع وتحمي الضيوف من الاخطار جميعا رغم انعدامها منذ الاف السنين .
سألته (نورا) : أي دفاع؟ لم ار أي حرس من الخارج ويمكن لاي عدو نقب هذه الجدران الحجرية ببعض الجهد ومزيد من الوقت .
ضحك (جارد) وقال: هذا لأنك لا تعلمين شيئا عن هذا المكان .. ان صلابة صخوره تفوق عشرة اضعاف صلابة اصلب المعادن المعروفة واضعاف ذلك من صلابة اقسى الصخور المكتشفة فهذا الجبل صخرة واحدة هالة لا يدري احد كيف اكتسبت هذه الصلابة حتى ان امتن الاسلحة لا يمكنها خدش جزء منها او قطه نتوء رفيع فيها ولا احد يدري يقينا من وكيف ومتى استطاع احد ما نحت هذا القلعة في مثل هذه الصخرة ولا كيف اوصل اليها الماء البارد والساخن ولا كيف صمم نظام تهويتها والذي لا ينقل حر صيف ولا برودة شتاء ولا اوبئة ولا غازات سامة من الخارج بأي شكل من الاشكال .
قال يوري بضيق : حسنا .. وكم تطلب ثمنا لكل هذا ؟
نظر اليه (جارد) وقال بنصف ابتسامة : ماذا يمكنكم ان تدفعوا ؟ تذكر انكم تشترون حياتكم نفسها فالخروج لمتر واحد خارج القلعة الآن معناه الموت الفوري ولذا لا خيار اماكم الا البقاء هنا .
قال يوري بغضب : ادرك هذا .. دع الابتزاز والمساومة واذكر ما تريد .. فلربما كان الثمن باهظا لدرجة اننا نفضل الموت عوضا عنه .
اجاب (جارد) : الثمن باهظ نوعا ما لكنكم تملكونه وزيادة .. لا اعني الذهب والجوهر فلدينا منه ها هنا ما يبهر ملوك الجان وعندما ترحلون يمكنكم اغتراف ما تشاءون منه .. ولا نريد مما لديكم من اسلحة وادوات فلدينا ادواتنا واسلحتنا ونحن نعلم حاجتكم لها في المراحل القادمة من رحلتكم التي يبدو انها بالغة الخطورة .. ما نريده منكم هو عين ما نقدمه لكم وما قد تلمسونه بأنفسكم ها هنا لكن بطريقة مختلفة عما نقدمه نحن لكم .
قال (يوري) : لا زال سؤالي ساريا .. ماذا تريد مقابل كل هذا الكرم ؟.
قال يوري وعيناه تلتمعان : المتعة .. لديكم من يحوز كماً كبيرا جدا من الجمال والاغراء ونحن نعتبر هذا اثمن من كنوز المال والماس والمقتنيات .. اسمحوا لنا ان نتمتع بهم ولكم منا فوق ما تريدون واضعاف ما تتوقعون .
التفت (يوري) الى من خلفه كأنه يسألهم رأيهم فقال (جون) بحسم : لا ارى ضررا من هذا يا (يوري) .. انها مجرد ممارسة جنسية او تمتع بالجسد وانت تعلم ان هذا لا يشكل بالنسبة لنا مشكلة او عائقا امام ما نسعى اليه .
قالت (سارة) ببطء : اجل .. انا ايضا ارى هذا يا (يوري) .
قال (يوري) للجميع : تدركون ما هو مطلوب .. ان كان لدى احدكم اعتراض فليتقدم به وسنناقش الامر مع مضيفنا لنتوصل الى حل يرضي الجميع .
اسرع (جارد) يقول : العرض له وجهان .. يمكنكم انتم ايضا التمتع باجساد من تشاءون هنا بنفس الكيفية ولن تجدوا اعتراضا من احد .. المطلوب هو انه ان اراد احد التمتع بجسد احدكم فعليه ان لا يمنعه عنه ولدينا هنا مراهم ومستحضرات طبية تمنع الالم وتجعل من الممارسة متعة تصل لحد الادمان وانا اضمن لكم عدم حدوث ضرر لاحدكم بل والمتعة التي تفوق اعمق متعة جنسية حصلتم عليها يوما ما .. كلكم مارستم الجنس ولن اصدق لو انكرتم وخاصة المتمتعون بالجمال منكم والامر بالنسبة لنا متعة لا اكثر .
تبادل الكل النظرات وسرت همهمة خفيفة بينهم فتابع (جارد) : اعتبروا اليوم الاول ضيافة منا ولتجربوا الامر ومن اراد الرفض فليفكر مليا بعد ان يجرب الامور عمليا وفي حال استمرار رفضه بشكل او بآخر فهناك بالتأكيد طرق اخرى للسداد .. وانا واثق ان الجميع سيرحبون بعرضنا الاول لانه اسهل وامتع الطرق للتمتع بكل ما هنا ومن هنا وسترون ان الامر ممتع بحق للجميع .
كان مكان نوم (جون) مرتفعا بنحو ثلاثة امتار وهو يشبه غرفة صغيرة بها سرير عريض مريح جدا وله غطاء من المخمل الناعم الدافئ ونافذة تطل على الخارج يرى منها الوديان والسهول والجبال على مد البصر من الجهات الثلاث وهي نافذة شفافة للغاية ولكنها صلبة جدا ولها ما يشبه الحافة الداخلية يمكن وضع ما يريد المرء فوقه والسرير محاط بحواف يمكن وضع الطعام والشراب فوقها والامتعة في خزائن تحت السرير وكانت الجدران الداخلية عبارة عن قواطع من زجاج داكن تتيح لمن في الداخل رؤية الداخل بوضوح بكل تقاسيمه وساحاته ولا يتيح العكس ويمكن رؤية من يصعد السلم الانيق الى حيث مخدعه الذي لا باب له لكن له جدران داخلية فحسب ودون سقف ..
هذا المخدع يتيح له الخصوصية التي يريدها وكذلك الراحة الكاملة في النوم او الجلوس او فعل ما يريد وتأمين اشياءه ايضا ..
في عصر اليوم كان يرى الساهرين يلتفون حول موائد الطعام والشراب وبعضهم يسترخي في احواض الماء الدافئ سواء العادية او ذات القضبان الصناعية فيجلسون عليها ذكورا واناثا بمتعة واسترخاء ويتناولون الطعام والشراب احيانا بل ويمارسون الجنس بل انواعه واوضاعه ..
غدا سيستحم لكن لم يقرر بعد في أي منا سيجلس وان كان يرى ان لا احد يهتم بخيارات الاخرين او ينظر اليه نظرة استنكار مثلا ..
و فيما هو يتأمل الجو الجميل في الداخل والجو الهادر العاصف وفيضاناته في الخارج لمح شخصا ما يصعد الى حيث مخدعه ..
كان (جون) قد خلع كامل ملابسه ووضعها تحت السرير لان الجو دافئ جدا وكان يحس بوبر الغطاء يتلمس جسده بنعومة كلما تحرك تحت الغطاء كأن ايدٍ دقيقة تتحسس كل جزء من جسده الناعم الجميل مع كل حركة مما يعطيه شعورا رائعا وجميلا شهيا مع كل حركة ..
مع صعوده اتضحت تفاصيل القادم نوعا ما ..
شخص ربما كان فتاة تتدثر بغطاء سابغ من قمة رأسها ذو الشعر الناعم الفاحم القصير الى كعبيها محنية رأسها مما منع رؤية ملامحها جيدا ..
هكذا كانت نظرة (جون) الذي وجد انه لن يجد الوقت لارتداء ملابسه قبل وصول الضيفة او الضيف الى حيث هو لذا شد الغطاء على نفسه اكثر ..
ثم تذكر مسألة ثمن المبيت هنا وان القادم ربما يريد او تريد الجنس معه وهو بالتالي لن يستطيع الرفض خاصة وانه كان اول من ابدى عدم اعتراضه على مطالب مالك المكان بشأن دفع ثمن المبيت من اجساد الضيوف عبر الجنس الشرجي والعادي او حتى التحسيس والقبلات وغيرها ..
لذا انتظر (جون) القادم بصمت واستسلام ونوع من الفضول والترقب ..
بكل الاحوال القادم او القادمة تحمل او يحمل له المتعة الجنسية ..
وهو صار يحب تلك المتعة والتي بات يهواها لدرجة الادمان ..
عندما وصل القادم ارخى الدثار من حولة فبان جسد فتى اشبه باجساد الفتيات ببشرة بيضاء نقية ناصعة وقد اهيف ومؤخرة بارزة مستديرة وافخاذ اقرب للطول والامتلاء دون سمنة وخصر اقرب للنحول قليلا وصدر كصدور الاولاد ووجه طفولي جميل بعيون عسلية واسعة ورموش طويلة وشعر اسود املس قصير مستدير وبشرة نقية بيضاء تسر المشتهين ..
لولا قضيب الفتى الممتد امامه لأقسم بكل المقدسات انها فتاة شرقية ..
تمطى الفتى وتقدم صوب مخدع (جون) بخطوات غنجة وفخذاه يرتجان ارتجاجة خفيفة مغرية وببساطة ودون كلفة رفع الغطاء ..
توقف الفتى مبهوتا وهو ينظر الى جسد (جون) الفاتن الشهي المتمدد امامه بنعومة واغراء ولاحظ (جون) اشتداد انتصاب قضيب الفتى ولاحظ ايضا ان قضيبه هو قد اشتد بدوره ..
تغلب الفتى على انبهاره فاندس بجانب (جون) وهو يلهث قليلا من الانفعال ثم تمالك نفسه وقال : انا (شاك) من اصول شرقية وانا عشيق الزعيم الاكبر (جارد) وقد طلب مني سيدي ان القي عليك التحية هذه الليلة .
ادرك (جون) ان الزعيم ارسل فتاه المفضل اليه لكي يجس نبضه فعلى ما يبدو انه يريد ان يشاركه الفراش قريبا ولا بد من ان يعلم عنه كل شيء جنسيا ..
دون مقدمات راح الفتى يتحسس جسد (جون) بطريقة احترافية لطيفة من تحت الفراش وهو يتحدث معه ..
و ادار (جون) مؤخرته للفتى وهو يسأله : هل الحرية الجنسية موجودة مسبقا هنا ام انها فقط تخص الضيوف ؟ حدثني قليلا عن مجتمعكم هنا .
قال (شاك) وهو يتحسس مؤخرة (جون) وفخذيه وظهره بشهوة : سأحدثك لكن بما لا يحوي اسرارا عسكرية او حتى من أي نوع .
قال (جون) وهو يغمض عيناه متعة : لا اريد اسراركم بل اريد ان اعرف .
قال (شاك) وهو يباعد فلقتي مؤخرة جون ويطلي شرجه بسائل سميك القوام اشعل شهوة (جون) : لا ادري تحديدا تاريخ الجوهرة السوداء لكنها هكذا منذ الاف السنين ويتوارثها نسل مالكها الاول وقد فشلت كل المحاولات للاستيلاء عليها ولو بالخدعة فالحرس دوما اقوياء ومن امتلكوها دهاة عبر العصور .
قال (جون) وهو يدفع مؤخرته للخلف باتساعها : وكيف تؤمنون طعامكم باعتبار ان لديكم نبع ماء عذب .. الطعام لا يدوم لسنين خاصة اللحوم .
قال (شاك) وهو يضع رأس قضيبه بين فلقتي مؤخرة جون ويحركه : نحن لسنا معزولين عن العالم الخارجي ونتبادل معهم السلع مقابل المال الذي نجنيه من بيع بعض المعادن المنتشرة في الوادي التابع للقلعة ولدينا الكثير من الكنوز اصلا بما يغنينا الاف السنين .
قال (جون) وهو يحرك مؤخرته فوق رأس قضيب (شاك) بشهوة : هل يحملون اليكم اللحوم ؟ قد تفسد على الطريق او تكون مسمومة ربما .
قال (شاك) وهو يدفع قضيبه برفق الى اعماق شرج (جون) : قد يدهشك ان تعلم ان لنا قطعانا من الماشية بانواعها بل ومزارع اسماك وطيورمن كل صنف وشكل .. وما نحصل عليه من الخارج يتم فحصه بدقة فنحن نتوقع المكائد دوما ممن يطمعون بما لدينا من كنوز من ماس وذهب وحتى من فتيان وفتيات يثيرون شهوة الجان .. ولدينا اطباء ومهندسون وكل المهن التي تتواجد في اي مجتمع خارجي متكامل وهم مهرة للغاية .
قال (جون) وهو مستمتع بالجنس الشرجي : ان قلعتكم وحدها تعادل نصف كنوز الارض فهي فريدة من نوعها بتكوينها وموقعها وكل ميزاتها .
قال (شاك) وهو يشد وسط (جون) اليه ويدخل ويخرج قضيبه بتسارع : معك حق .. لكن كما قلت لك .. لا احد امكنه تحقيق هذا .
و قذف منيه بقوة في اعماق (جون) وتأوه بمتعة قبل ان يسحب قضيبه من شرج (جون) متحسسا فخذيه وجسده ومن ثم يدير ظهره لـ (جون) الذي استدار نحو (شاك) متحسسا مؤخرته الناعمة وفخذيه وجسمه الشهي ..
قال (جون) وهو يفتح فلقتي مؤخرة (شاك) : يبدو ان لديكم نظاما متكاملا .
قال (شاك) : قم بمضاجعتي مباشرة فقد اعددت نفسي لك قبل المجيء .. نعم .. نظام حياتنا متوارث منذ القِدَم وهو نظام محكم فعال للغاية عبر الزمن .
ادخل (جون) قضيبه في شرج (جاك) السلس فشعر بمتعة رهيبة وهو يقول : لقد احسست بهذا من طريقة استقبال قائدكم لنا مما يدل على انكم راقبتمونا من مسافة بعيدة قبل ان نصلكم واعددتم العدة لنا حيث كان الكل يقف متحفزا لنا فور دخولنا وقبل معرفة ماهيتنا .
قال (شاك) بصوت بدت فيه آثار المتعة القوية : اجل .. قمة الجبل الشبه كروية تحوي اماكن مراقبة سرية لا يمكن رصدها او الوصول اليها حتى من الجو .. وهي تمكن الحرس من رصد كل الجهات ومن علي مسافة كبيرة .
قال (جون) وهو يدخل ويخرج قضيبه من شرج (شاك) : قد توقعت هذا .
ثم راح يحرك قضيبه دخولا وخروجا بشكل اسرع متمتعا بملامسة حضنه لتكويرة مؤخرة (شاك) الناعمة الشهية وهو يقول : اتدري يا (شاك) ؟ .. حتى لو عرف عدو بهذه التفاصيل فسيقف عاجزا عن فعل شيء الا تطويق وحصار القلعة املا بنفاد مؤنها ولو بعد سنوات وسنوات .
شهق (شاك) بمتعة قبل ان يقول : لن يفلح هذا .. الجبل اولا شديد المنعة على كل آلات ووسائل الحصار ..و حتى الطريق الموصل لمدخل القمة يمكن لثلاثة جنود ان يمنعوا عبور جيش كامل من خلاله دون ان يصابوا .. وثانيا ان الجبل مكون من طوابق منحوتة داخله بها مراعٍ للماشية ومزارع وبساتين تكفينا سنوات بلا عدد وكلها تصلها اشعة الشمس والهواء والماء عبر نظام محكم عجيب تم صنعه مع انشاء القلعة قبل قرون طويلة .
قال (جون) وهو يطلق منيه في عمق سرج (شاك) : انها بحق تستحق تسميتها بالجوهرة السوداء فهي لا تقدر بكنوز الارض وهي جنة للساكنين .
قال (شاك) وهو يشد بشرجه على قضيب (جون) : معك حق .. وفوق هذا بها غرف واسعة تمتلئ بكل نفيس من ماس وياقوت وذهب وفضة ونفائس لا تقدر بثمن لو اراد كل من في القلعة ان يعيش عيشة الملوك هو وذريته لعشرة اجيال ما نقص منها الا اقل القليل .. بعض النفائس لو اراد احد بيعها لحصل مقابلها على كنوز تغني شعبا باكلمه .
قال (جون) وهو يتحسس جسد (شاك) ويحرك قضيبه مجددا داخل شرجه : لهذا لم يكترث زعيمكم بمسألة المال عندما كان يجادل دليلنا .
ارخى (شاك) شرجه لـ (جون) وهو يقول : المتعة والمال متوافران هنا .. لكني اصدقك القول ان زعيمنا شخص يهوى الجمال والمتعة .. وقد رأى جمالك وجمال الفتيات والفتيان فادرك انكم فريدون من بين الزوار وان القدر قد ساق هذه العاصفة العاتية وساقكم معها لتعيش قلعتنا اجمل ايامها ربما منذ نشأتها .. الكل من السكان يتحدث عنكم بانبهار شديد .
اخرج (جون) قضيبه من شرج (شاك) وهو يقول : نحن نحب المتعة ايضا ولسنا نخجل بها ولا نبخل بها .. وحقيقة ان العيش هنا بكل هذه الامور هو متعة لا تدانيها متعة كما قلت انت .. لكننا خرجنا من اجل هدف كبير ضحينا من اجله بمتع تشابه المتع المتوفرة هنا تقريبا .
ثم اعتدل كلاهما جالسا ونظرا عبر النافذة الى الاجواء العاصفة المجنونة في الخارج والسيول الجارفة وسمعا الرعود القاصفة تدوي اثر الصواعق المدمرة والتفتا الى بعضهما مبتسمين متمتعين بالدفء والامان واقتربا بشفاههما من بعضهما وغاصا في قبلة ساخنة على الفم دون ان يدريا ان (جارد) كان يرقبهما من بعيد مبتسما ويراهما حتى عبر الزجاج المعتم.
-يتبع-