أرض الخطيئة | الجزء الثّاني – الحلقة الثّامنة عشرة

نهض (جون) من على قضيب (ماك) وتمطى قليلا غير مبالٍ بالمني الذي يسيل على فخذيه ومن بين فلقتي مؤخرته ولا بما ملأ جوفه منه وقال : علي ان انطلق الآن فقد تأخرت كثيرا عن بقية البعثة ولا شك انهم يتساءلون عن غيابي..

قال (ماك) وهو مسترخٍ بتهالك مكانه : لا اعتقد هذا .. فلا شك عندي انهم الآن جميعا اما قتلى او اسرى بيد حاكم تلك المناطق او موزعين بين قتلى واسرى فذاك الطاغية لن يترك احدهم طليقا في بلاده ابدا ولو خسر الاف الجنود ..

ثم اعتدل قليلا وقال وهو ينظر الى جسد (جون) الذي كان ينظف نفسه استعدادا لارتداء ملابسه واسلحته : لا تقم بحماقة ما .. اتخذ طرقا واساليب غير تقليدية للوصول الى هناك وتحرير رفاقك وخذ اعظم حذرك فهؤلاء دهاة اريبون ولا يؤمن جانبهم ولا استغرب انهم بشكل ما ينتظرون عبورك اليهم ليضموك الى رفاقك في قبورهم او سجونهم .. استعمل ما لديك بحكمة ..و ما اعطيته لك من اسلحة وادوات خاصة مؤخرا سيجعل منك قادرا على مواجهة قواتهم لكن لا تعتمد عليها دوما بل استخدمها بحكمة وسرية فهم ايضا لديهم علماء واسلحة سرية وقوية .. بكل الاحوال كن حذرا ..

قال (جون) وهو يعدل ثيابه ويحكم اسلحته : وأي الطرق تنصح بها؟..

قال الرجل : ابعد الطرق واكثرها وعورة .. سر بها ليلا قدر المستطاع واستخدم المنظار الذي يريك في الليل ما هو امامك كانه النهار .. واحذر ان يعرف احد بما لديك من اشياء فقد يعرضك هذا للخطر مهما اتخذت من احتياطات ..

تبسم (جون) وقال : عند عودتي سأمر عليك بالتأكيد ..

و غادر (جون) المكان تاركا (ماك) يقول بصوت قلق خافت : هذا ان عدت يا حبيب القلب .. انت لا زلت صغيرا ولا تدرك حقا ما ينتظرك هناك ..

كانت فكرة مجنونة تعربد في عقل (ماك) وقتها وهو يرى (جون) يبتعد عن المكان ..

اما (جون) فقد كان يدرك انه بطريقة او بأخرى فان البعثة التي سبقه افرادها ستواجه صعابا كثيرة رغم ان (يوري) معهم ويدلهم على ما عرفه من مخاطر وطرق وغيرها ..

لا شك ان سكان تلك المناطق يعلمون بأمر البعثة الاولى واستعدوا للثانية جيدا ..

ان مناكفة اهل منطقة خبراء بها اشبه بملاعبة القرود ..

كذلك فان عبور مناطق يراها المسافر لأول مرة في حياته اشبه بعبور غابة استوائية في ليلة حالكة الظلام في جو ماطر وارض موحلة ..

بكل الاحوال لم يكن هناك بديل امام (جون) الا المخاطرة والحذر الشديد ..

سار (جون) بلا هدى تقريبا عبر الوديان والسهول وفي مناطق لا يعلم ماهيتها حيث ان (يوري) من كان يرشد الجميع للطريق المطلوبة و(جون) الآن عليه ان يعتمد بشكل كامل على حظة وحدسه حيث ان كل ما يعرفه فقط الجهة التي اتجهت اليها البعثة لا اكثر دون اية تفاصيل مفيدة بشأن طرقها وسكانها وأي شيء آخر ..

اطلق الذئب عواءه المتألم على شكل انين يثير الشفقة وهو يتلوى على مسافة بضعة امتار من (جون) الذي كان يطلق صوبه وصوب قطيعه المتناثر ارضا موجات صوتية حادة كي يصد هجومهم الشرس عليه بغية افتراسه ..

انه مرهق من كثرة القتال وانفاسه لاهثة من كثرة النفخ في الادوات الصوتية الدفاعية والمتنوعة والليل على وشك الحلول على الجبال من حوله ..

توقف (جون) عن النفخ بعد ان بات يشعر بالتعب والدوار من كثرة القتال ..

الاسلحة الصوتية اشد نجاعة من الاسلحة الضوئية عندما يكون العدد كبيرا والعكس عندما يكون العدد قليلا والقوة المعادية كبيرة وعاتية ..

لكن كثرة النفخ اورثه الصداع والتعب وضيق النفس حتى ان هذه المواجهة كاد ينهزم بها فالمفروض ان تقتل هذه الموجة كل القطيع عن طريق تفتيت عظامه والاضرار الشديد بأعضائه الداخلية والتسبب بالنزيف الحاد لجميع الذئاب لكن ضعف النفخ بسبب الارهاق جعل الموجة قادرة فقط على التسبب بآلام كبيرة للقطيع لكن ليس الى درجة كافية لقتل أي ذئب من الذئاب العديدة التي هاجمته ..

استعمال الاسلحة الضوئية يتطلب شمسا جيدة وكذلك استعمالها سيجعل أي عدو يحدد مكانه من مسافة اميال كثيرة لشدة السطوع ..

عندما توقف (جون) عن النفخ كان قد قرر استعمال الاضواء ولو للتسبب بحروق لأي ذئب مهاجم الى حين التقاط انفاسه ومعاودة النفخ بالأسلحة الصوتية حتى لو كشف مكانه فهو لم يعد قادرا على الدفاع اكثر من هذا ..

ان أي ذئب من هذا القطيع قادر على التهام جسده الناعم الصغير لذا فهو يدرك جيدا انه يخاطر بحياته عندما توقف عن النفخ لكنه لم يعد قادرا على الصمود اكثر ..

و لحسن حظه ان القطيع بأكمله نهض مبتعدا بكل افراده الذين مشوا مترنحين بشدة مع الدوار والالم اللذان اصابهم من اسلحة (جون) الذي بدوره ابتعد مترنحا من الارهاق بعد معركة طويلة انتهت بنوع من التعادل مع قطيع الذئاب هذا ..

لم ينته الخطر بعد ..

لا زال المحيط يعج بالمفترسات والاخطار ولربما عاود هذا القطيع الجائع هجومه هو او قطيع آخر او كلاهما او غيره من الوحوش الهائمة حوله ..

تسلق التل المقابل له بحثا عن مكان آمن حتى عثر على ما يشبه التجويف الصخري المرتفع عن الارض بعمق مناسب وكان خاليا من كل الاحياء ويرتفع اربعة امتار عن الارض ويصعب على المفترسات تسلقه وكأن السماء قد صنعته خصيصا له لينام بأمان فقد كان تجويفا طبيعيا وليس من صنع البشر ولذا تسلق (جون) اليه واستخدم ادواته ليصنع ما يشبه الغرفة الصغيرة الآمنة واستقر بها وقد راح الظلام ينتشر فاغلق باب خيمته على نفسه بعد ان ثبتها في المكان جيدا وانار لنفسه نورا خافتا مناسبا لا يمكن رؤيته ابعد من باب الخيمة ووضع ادوات تنبيه توقظه اذا ما اقتحم شيء ما خيمته ..

رغم تعبه الا ان (جون) لم ينم فورا بل راح يسرح بافكاره المختلفة بشأن حلمه الذي خرج من اجله وما حدث وما قد يحدث واحلام جنسية وعاطفية وخيالات محمومة عن احداث ممتعة وهمية حتى انه تخيل ان الذئاب تضاجعه وتخيل سماكة قضبانها وكيف ستضاجعه وكيف سيكون عاريا بينها والكثير الكثير من هذه الاحلام حتى غلبه النوم فنام بوداعة الطفل لا يشغله من الدنيا الا احلامه الساذجة الجميلة ..

بكل الاحوال يجب عليه ان يستيقظ في الصباح نشيطا مرتاح كي يتمكن من المواجهة مع أي خطر سواء كان حيوانيا او طبيعيا او بشريا ..

عندما استيقظ صباحا ارتدى ملابسه بعد ان خلعها جميعها ليلا كانه ينتظر احدا ما ليضاجعه اثناء نومه ومن ثم تناول افطاره ولملم اشياءه ثم انطلق ..

من الجميل ان ليلته كانت هادئة تماما بعكس ما توقع ..

قبل ان ينطلق قام بالنظر عبر ادواته الضوئية المقربة بحثا عن أي خطر ..

لم يكن هناك امرٌ ذا بال على المدى القريب فما دام المكان خاليا من البشر فهو آمن حتى لو امتلأ بكل اخطار الطبيعة المعروفة ..

سار (جون) محاذرا ان يكشف نفسه لمخلوق قد يراه ولو من بعيد..

لكن عندما اقترب من حدود مساحات شجرية جميلة على مرمى البصر سمع اصواتا مختلطة تأتي خافتة من بعيد كأنها مجموعة اصوات متداخلة ..

و عندما اقترب متسللا من بين الصخور صوب تلك الاصوات ادرك انها مزيج عجيب غير منطقي من مختلف الادوات الموسيقية من طبول وابواق ومزامير ودفوف وطبلات والات وترية من مختلف الانواع تعزف كلها بشكل عشوائي تماما ..

من المجانين الذي يقومون بهذه الفوضى المزعجة ولماذا ؟..

ولاحظ (جون) ان الاصوات الغوغائية تلك ليست ثابتة بل تتحرك بشكل شبه عشوائي وتختلط باصوات بعيدة مما يدل على انها عدة مجموعات تطلق تلك الاصوات المزعجة وتتحرك في طول المناطق وعرضها وكأنها تبحث عن شيء ما او انها تريد ان تبلغ الاصوات كل مكان ممكن في تلك النواحي وما حولها ..

لم يكن يخطر بباله تقربا ان هذا الشيء متعمد وانه هو واسلحته الهدف من تلك الضوضاء المختلطة وان هناك عشرات الكمائن تنتظر عبوره اليها ..

لم يكن حقا يعلم كل هذا لكن شعورا ما لا يدري له سببا جعله يتخذ جانب الحذر ولا لا يُظهر نفسه حتى لطيور السماء وهو يتسلل صوب تلك البقاع ..

لهث احد افراد تلك الفرق الموسيقية وهو يجلس على صخرة مريحا احماله من ادوات التطبيل ارضا وهو يقول : لم اعد احتمل هذا الجنون المرهق .. اننا ندور في الغابات منذ الصباح نزعج حيواناتها وطيورها حتى تهالكنا جميعا دون ان نرى اثرا لذلك الفتى الاسكندنافي الصغير والذي اثار قلق قادتنا اكثر مما اثاروه متمردو الجنوب ..

قال زميل له وهو يجلس بدوره : لا شك ان لديهم اسبابهم .

قال ثالث : لذا لنسترح جميعا قليلا ولنكمل مهمتنا ولو افزعنا الشياطان في اعماق الارض فنحن لا ندري ما سيحصل ان تسلل ذاك الفتى فقد لا يكون وحده ولربما ملك اشياء لا نعلمها وما نصدره من اصوات يقولوا انه يفسد ما يحمل من اسلحة ..

كان افراد المجموعة يتناقشون في الامر ويتناولون الماء وبعض الطعام دون ان ينتبهوا الى ان (جون) يستمع اليهم عبر احد اجهزة الصوت التي اختلسها من العالم (ديك) اثناء تمتع الاخير بجسد (جون) هناك في قلعته ..

حقا ان (جون) صغير السن لكنه ليس احمقا وبشكل غريزي لا بد ان يحاول الحصول على المزيد وعلى اكثر مما سمح له العالم (ديك) وحتى (ماك) و(جارد) كذلك فهو لا يزال يحمل فضول الطفولة وكذلك حلم القوة ..

و ادرك (جون) ما يحدث من خلال كلام تلك المجموعة ..

الامر جد خطير بحق او نجحت فكرة ذاك القائد الداهية وعطلت الضوضاء فاعلية اسلحة الصوت او حدت منها بشكل او بآخر ..

ماذا عليه ان يفعل؟.. هو ليس ذو خبرة بالمؤامرات والخدع ولا هو خبير بالمناطق تلك ولا شيء يمكنه فعله بشكل يضاهي ما يفعله الكبار من الجهتين ..

لكن وبشكل منطقي كان عليه ان يلتف بطريق طويلة حول مناطق صانعي الضوضاء وان يتلافى الطرق المعتادة وغير المعتادة حتى وان يصل لهدفه مباشرة وهو مقر حكم نلك البلاد وبلا شك ستنفتح ابواب الجحيم امامه حينها ..

بكل الاحوال لم يكن خائفا فهو قد واجه حتى الآن اخطارا تهز الجبال وجندل عمالقة قتال شديدو المراس والقوة وهزم فرق جند بلا عدد باسلحته الصوتية.. طبعا كل هذا بمساعدة رفاقه المدهشين اما الآن فهو وحده ضد قوة ربما فاقت كل ما واجهوه..

ما يطمئنه انه حصل على اسلحة ضوئية قاتلة ومدهشة توازي وربما فاقت اسلحته الصوتية بشيء يسير ويمكنه استخدام كلاهما حسب مستجدات الامور ..

الجميل في الامر ان كل تلك الاسلحة والادوات لا تثير انتباه احد وتختفي في اشياء بسيطة في ملابسه وجسده لا تثير اهتمام حتى سارقٍ مدقعِ الفقر ..

عليه السير اياما طوالا ربما والتعامل مع مخاطر طبيعية وبشرية مجددا لكن ربما اقل مما مر معه حتى الآن وان تصرف بذكاء لربما وجد معاونة ما من السكان العشوائيين على تخوم مناطق اتباع الحاكم الاكبر وحرسه الشرسين ..

يدرك ان هؤلاء ايضا قد يكونوا عدوانيين او جواسيس للحاكم او حتى يرفضوا المساعدة ..

سار وهو يحسب ما بقي معه من مؤن واحتياجات ..

الحصول على الطعام والماء ليس امرا هينا ولكنه ليس من الامور التي تعتبر مشكلة بالنسبة لـ (جون) فقد اعتاد على هذا اثناء الرحلة هذه ..

ما كان يتفقده باهتمام كبير هو المرهم الجنسي الخاص بالشرج فهو بات لا يطيق التوقف عن الجنس فترة طويلة والمرهم يمنع عنه الالم والجرح الشرجي ويمنحه متعة كبيرة عند دخول القضيب في شرجه بشكل لا يحدث ابدا فيما لو دخل دون المرهم والذي يمتد تأثيره بعد كل استعمال لفترة ما بين سبعة الى عشرة ايام حسب الممارسات وسماكة القضبان وعوامل اخرى كثيرة وهو لا يدري كم ستطول رحلته ومتى سيحصل على كمية جديدة من هذا المرهم الذي لن يجد مثله طبعا في هذه البلاد البدائية ..

كانت الشهوة تتزايد في كيانه فهو لم يمارس الجنس منذ ايام منذ ترك مقر (ماك) الذي مارس معه بكثافة جعلته يكاد لا يغادر المكان والآن لا يدري كيف سيطفئ شهوته التي راحت تتصاعد برغم ادراكه انه لا يمكنه الثقة بكل ذكر يصادفه ..

كان نوعا ما يستغرب هذه الشهوة الشديدة للجنس الشرجي التي استقرت في كيانه فهو قبل ان يدخل عالم العالم (ديك) كان ذكوريا تماما لا يقبل مجرد المزاح بشأن جماله او وصفه باي صفة جنسية سالبة رغم شيوع هذا بين المراهقين امثاله ورغم زيه القصير المثير للشهوة فهو معتاد عليه وكل اجياله كذلك لكن جماله الانثوي كان مصدرا لكل محاولات الاتصال الجنسي والعاطفي معه طوال حياته والامر ذاته مع شقيقته مما جعل لديه رغبات خفية طمرها عميقا في نفسه واهال فوقها تراب الجدية والغضب ممن يحاول التواصل جنسيا معه ولا شك ان شقيقته لها نفس الوضع لكن الامر اختلف تماما الان بعد ان سمح لرغباته ان تطفو على السطح لارضاء معلمه مقابل تحقيق احلامه المستحيلة والتي حقق بعضا منها حتى الان لكن بالمقابل بات انثويا للغاية دون ان يفقد ذكوريته امام الجميلات ..

قطع افكاره مشهد اضواء خافتة بعيده قرب احد التلال وتنبه الى ان الوقت صار قريب الغروب بعد ان سار لساعات تتقاذفه الافكار وتتنقل به الطرقات حتى وصل مكانا لا يدري هل ابتعد به عن هدفه ام جعله اقرب اليه ..

يجب ان لا يذهب الى هؤلاء القوم قبل ان يتأكد من طبيعتهم ..

كان اصوات الضوضاء لا تزال مسموعة لكن من بعيد فادرك انه ابتعد عن تخوم اعداءه نوعا ما وان بقيت تلك الاصوات تمنعه من استراق السمع عن بعد ليعرف ماهية القوم اصحاب الاضواء المتراقصة والتي بالتأكيد شعلات نار امام خيام او انه معسكر صغير لجنود او اناس مرتحلون او اي شيء مشابه يتفق مع الوضع ..

لا مكان آمن حوله لينام فيه ولا زال الوقت مبكرا على النوم لذا لديه مجال جيد لاستطلاع الوضع ومعرفة ان كانوا مسالمين ام اعداء ..

سار بحذر قدر الامكان رغم ان المكان امامه شبه مكشوف به بعض الصخور والشجيرات المتناثرة هنا وهناك لكن الغروب كان ساترا لا بأس به ..

اقترب (جون) واقترب حتى بات يرى المزيد من التفاصيل عن القوم ..

من خلف صخرة كبيرة شاهد ما يشبه المجموعة من المختلطة من الناس قليل منهم يملك سلاحا وبينهم نساء وأطفال يرتدون جميعا ملابس بسيطة نوعا ما وتبدو عليهم خشونة الحياة وينصبون خياما اختلطت باكواخ من الخشب والقش وبعض الطين وقد اشعلوا نارا يطهون فوقها طعامهم وهناك صيد يتم تجهيزه وعددهم جميعا ربما زاد عن المائة قليلا حسب تقديره وكانوا اشبه بقرية صيادين او ما شابه ..

و فيما هو كذلك احس بيد خشنة تكتم فمه وسمع صوتا خشنا خافتا يقول : لا تصدر صوتا والا ذهبت قربانا لآلهتم فهم يبحثون عن فتى غريب كل فترة للتضحية به لآلهتم الحجرة خلف التلال تلك وانا يمكنني فقط ان انبههم اليك فينقضوا عليك جميعا ويهلكوك بلحظات حتى لو مات منه عشرات .. فما قولك؟

خفف يده قليلا عن فم (جون) الذي قال بحنق : من انت وماذا تريد؟

تجاهل الرجل سؤال (جون) ودون ان يبعد يده عن فمه راحت يده الاخرى تفتش جسد (جون) بحثا عن مال او مقتنيات ثمينة ..

و احسن (جون) برجفة خفيفة في يد السارق الذي بلا شك تفاجأ بجسد (جون) الناعم الطري الاروع من اجساد الفتيات وبأن (جون) شبه عارٍ بملابسه الاسكندنافية التقليدية تلك وانه صغير السن تقريبا وشبه مستسلم لا يقاوم سارقه ..

كان (جون) ماهرا للغاية بإخفاء ما يملك من مال وسلاح في ملابسه القصيرة واما حقيبة ظهره والتي بها ادوات التخييم والمؤن فكانت بعيدة قليلا عنه بحيث لم ينتبه لها اللص على ما يبدو وهو يتسلل خلف (جون) ليسرقه ..

و راح اللص يتحسس جسد ومؤخرة وفخذي (جون) بدافع الشهوة لا السرقة ..

و استسلم له (جون) الذي كان بدوره يشعر بجوع جنسي يلهب شرجه فترك اللص يفعل به ما يشاء واسترخى بين يديه تماما دون مقاومة ..

احس اللص باستسلام (جون) له فزاد سعاره في التحسيس وراح يلهث ثم احس (جون) بيد اللص تعري نصفه السفلي وبكفه تباعد بين فلقتي مؤخرته قبل ان يقتحم رأس قضيبه فلقتي مؤخرته ويلامس شرجه ويضغطه قليلا دون عبور ..

ثم تحرك اللص يمينا ويسارا قليلا ودفع قضيبه للأمام فعبر شرج (جون) بسلاسة لم يتوقعها فراح يدخل ويخرج به و(جون) مستمتع للغاية بتلك الممارسة التي غابت عنه لأيام طوال اما اللص فكان كمن لا يصدق نفسه انه يضاجع هذا الجمال وتلك النعومة حقا وليس في احلامه فراح يتحسس جسد (جون) كأنه يتحسس كنزا من الذهب ..

دامت المضاجعة اطول كثيرا مما هو طبيعي ولم تكن القبيلة تدري ان خلف الصخرة تلك لص يضاجع فتى شديد الجمال والنعومة ..

كان قضيب اللص اسمك قليلا واقصر مما توقع (جون) ولكنه اعطاه متعة كاملة وان احس بنوع من الالم في البداية مما يدل على ان المرهم الجنسي قارب انتهاء مفعوله فهو لم يضع المرهم منذ مدة كونه لم يجد من يمارس معه الجنس وكذلك قلة الممارسة جعلت شرجه يضيق مجددا وان سماكة قضيب اللص جعلت شرجه الصغير لا يستوعب مع هذه العوامل ادخالا همجيا كهذا فشعر بداية ببعض الالم قبل ان يرتخي شرجه مجددا مع بقايا المرهم ويشعر بنشوة الممارسة الشرجية من جديد ..

بعد ان قذف اللص منيه الغزير في شرج (جون) مرتين سحب قضيبه منه تاركا بعض المني يخرج من مؤخرته الصغيرة الناعمة ..

و التفت (جون) ليرى مُضاجعه لأول مرة فرأى رجلا قصيرا نوعا ما رث الثياب نامي الذقن اقرب للامتلاء حاد النظرات يبدو في الاربعينات من عمره يشبه بثيابه المهملة لصوص بغداد كما صورتها اساطير الغرب وعلى جنبه سيف قصير وما يشبه الحقيبة القماشية التي يضع فيها الناس بعض متعلقاتهم الشخصية لسفر قريب ..

كان اللص لا يزال نصف عارٍ وقضيبه نصف المنتصب ظاهرا من تحت ملابسه المرفوعة ولم يحاول (جون) ارتداء ملابسه بدوره ..

ساد الصمت بينهما عدا لهاثهما من اثر الممارسة الجنسية الملتهبة ..

سأله (جون) بلهجة غنجة ناعمة بها رائحة الخبث: لماذا تتخفى عن هؤلاء ومن هم ؟

قال اللص بخفوت : كما قلت لك .. هم قوم يضحون لآلهتهم الغبية باي فتى يأسروه ظنا منهم ان هذا يجلب الرخاء لهم وهم يغيرون احيانا على محيطهم لتأمين اضاحيهم ..

سأله (جون) : وهل لهم علاقة بحاكم المناطق البعيدة تلك ؟

قال اللص : كلا .. انهم من جماعات التخوم المحاذية لبلاد الحاكم الطاغية .. الاف غيرهم في كل مكان ولديهم معتقدات عجيبة ويعيشون عيشة قاسية لكن ليسوا مشردين او جياعا اغلب الاوقات وهم قليلو الخلطة بغيرهم ..

سأله (جون) بحذر : هل تعرف انت خفايا هذه المناطق ام ماذا؟

قال اللص بفخر : اعرف كل شبر في البلاد كلها .

تبسم له (جون) قائلا بنعومة : انا غريب عن البلاد كلها فهل تكون دليلي ولك كل ما تريد؟

قال اللص : بكل سرور ما دمت ستسمح لي بالتمتع بجسدك الشهي هذا ..

قال (جون) وهو يقترب منه بدلال : ولك اكثر من هذا ايضا .

قال اللص بخفوت : لا تكثر الحركة فهم كالضباع يشتمون رائحة الآخرين بسهولة .

ثم امسكه من يده وجذبه مبتعدا فتناول (جون) حقيبته وارتداها بخفة وهو يتسلل مع اللص من صخرة لشجرة لغير ذلك مما يصلح ليتواريا عن اعين الرقباء حتى بلغا مكانا آمنا فجلسا تحت ضوء النجوم والقمر ليستريحا بعد جريا شوطا ..

و كان اللص يتأمل جسد وجمال (جون) كل الوقت كأنه لا يصدق انه ضاجع هذا الفتى الجميل الناعم الذي قل مثيله بين الناس ..

ثم سأل اللص (جون) : الى اين ستمضي بحيث تحتاج دليلا ؟ ..

صمت (جون) قليلا ثم بشكل مختصر جدا شرح له ما حصل وان جماعته اختفوا وانه يشك بل متأكد انهم اسرى لدى الحاكم كما حصل مع سابقيهم ..

صمت اللص بدوره وهو ينظر الى (جون) نظرة مختلفة تماما عن نظرة الاشتهاء السابقة ثم قال له بلهجة عجيبة : انت اذن من الوافدين من وراء الجبال السوداء ؟..

هناك في مكان فسيح يشبه القاعة المقسمة الى ما يشبه المجالس والمخادع كانت نساء وفتيان البعثة عراة تماما موزعين على تلك المخادع التي كان واضحا انها قد تم اعدادها لمتعة اشخاص ذوي نفوذ كبير فقد كان كل مخدع يمتلئ بما لذ وطاب من طعام وشراب وفواكه وحوله الزينات والبهارج وحتى نوافير المياه والازهار الجميلة والهواء المنعش يأتي من كل صوب بحيث ان احدا ما يمكنه البقاء اياما هناك دون ملل خاصة مع فتى عارٍ جميل او فتاة فاتنة هيأوها للجنس مع شخص ما ..

كان هناك حشد من الحرس والشخصيات والقيادات من حولهم كقطيع ذئاب ينتظر لحظة الانقضاض والتهام فرائسه ولكن لا احد يتحرك لان القائد شدد على عدم المساس بهم قبل ان يتناول هو ما يريد من هذا الكنز الفاتن ..

قال احد الفتيان بوجل همسا لـ (سارة) المستقرة على مخدع قريب : ماذا سيفعلون بنا يا (سارة) ؟.. لماذا يقفون وينظرون الينا هكذا ؟..

قالت (سارة) بمرارة ساخرة : سيضاجعوننا جميعا بكثافة ..

همس مذعورا : كل هؤلاء؟.. يا للهول .

قالت بنفس اللهجة: وماذا بيدنا ان نفعل؟ .. لذا اصمت وحاول ان تتمتع بالجنس فهذا افضل من ان تخاف وترتعب فلا شيء لتفعله لا انت ولا نحن جميعا .. .

قال بقلق : المرهم الجنسي في امتعتنا ونحن لم نمارس الجنس كثيرا مؤخرا واخشى ان مفعوله قد خف قليلا وهؤلاء قضبانهم كبيرة كما اتوقع ..

قالت ساخرة : اذن سيكون هناك بعض الالم يا صغيري ..

نظر اليها فرأى السخط واليأس مع لمحة كبرياء ولا مبالاة على وجهها فادرك انها عاجزة مثله عن التصرف لكنها تواري قلقها وخوفها خلف قناع السخرية واللامبالاة حيث ان الامل ضعيف جدا بان ينقذهم احد ما فهي لا تثق ابدا بكفاءة (جون) ولا بقدرته على انقاذ نملة وترى انها النهاية وان البعثة لاقت مصير سابقتها بل اسوأ ..

لذا اكتفى الفتى الجميل بالصمت ولا شعوريا مد يده يتحسس مؤخرته الصغيرة متخيلا كيف سيعبرها قضيب كبير لأحد هؤلاء الضخام وتساءل عما سيحصل له وهل سيعالجوه لو تأذى من الممارسة ام لن يبالوا به وسيتمتعوا به لا اكثر ؟..

كل شيء وارد وعليه ان يحتمل فكما قالت (سارة) لا شيء بيده ليفعله ..

هناك في الجهة الاخرى وفي غرف متعددة تحت مستوى سطح الارض بكثير حيث الدهاليز المتشابكة والغرف المتناثرة والممرات المتعددة والادراج الطويلة كان رجال البعثة يستقرون في زنازين قوية محروسة بشدة وقد تجردوا من كل شيء ..

كانت الزنازين عبارة عن غرف بلا نوافذ وذات ثلاثة جدران ولا جدار رابع لها بل قضبان حديدية متقاطعة قوية بها باب من القضبان ايضا وتحوي كل زنزانة سريرين من الحجر متقابلين مفروشين بفراش عادي وفي المنتصف ما يشبه المرحاض الصغير يحوي ادوات نظافة وفي الزاوية قارورة ماء زجاجية وما يشبه خزانة الطعام وطاولة خشبية ومقعدان من الخشب والزنازين عبارة عن صفين متقابلين يفصل بينهما ممر عريض تناثرت به مقاعد وطاولات للحرس وبعض قوارير المياه وحاملات علقت عليها سلاسل وادوات معدنية مجهولة الهدف وكان المكان قليل الانارة بشكل عام لكنه نظيف ..

كانت هناك اصوات خافتة تصدر من الزنازين المقابلة لزنازين افراد البعثة لكنهم لم يتبينوا اصحابها كون المكان شبه مظلم ولم تعتد عيونهم على المكان بعد خاصة ان الحرس لم يسمحوا لهم بالمكوث فترة كافية في الممر واودعوهم الزنازين مباشرة ..

لا يمكن ان يبقى جمع من السجناء صامتين خاصة انهم قد سمعوا الامير يحذر من التعرض لهم قبل وصول المحققين لذا راحوا يتحدثون بشتى المواضيع ولم يكترث الحرس المرهق كثيرا حيث غط اغلبهم بالنوم وبقي البعض متيقظا يحادثون بعضهم ايضا ..

رويدا رويدا علا لغطهم حتى بات اعلى من الطبيعي ولم يكترث الحرس بل ازدادوا كسلا وخمولا ومللا مع مرور الوقت ..

و فيما احد افراد البعثة يتحدث الى زميله عن البعثة وما حصل لها ويتناقش معه فيما يجري هب نزيل الزنزانة المقابلة وامسك بالقضبان وهو يرهف سمعه متسع العينان بدهشة ويحدد النظر عبر الممر شبه المظلم نحو الرجل ..

ثم هتف بخفوت : هاااي .. انت.. يا من تتحدث عن بعثة ريتشارد ..هاااي ..

التفت اليه الرجلان الجديدان بشك وحذر فتابع بنفس الصوت وقد انضم اليه زميله : هل انتم افراد بعثة جديدة من طرف العالم (ديك)؟

قال الرجل بحذر : اجل .. من انتم ؟

قال الرجل العاري الهزيل بمرارة : تبا .. لقد وقعتم انتم ايضا مثلنا بنفس الفخ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *