نزلت الشارع اتمشى شويه كانت مجموعه احاسيس بتحوم حواليا اعمل ايه اعمل ايه … دا فاضل اسبوعين بس ليه يحصل دا كله معايا … ليه دلوقتي بالذات …
نفضت كل دا من دماغي … ممكن اكون ظالمها … الوقت قادر يوضح كل حاجه … رحت مقابله عمل …
كان في مول قرب يشطب كنت اتكلمت مع صاحبه يبيعلي مطرح ارضي اعمله مطعم واتفقت معاه فاضل بس التوقيع … رحتله ووقعنا العقد وسجلته واتفقت معاه يجيب ناس ثقه يعرفهم يجهزوا المطعم وادوني وعد اسبوعين يخلصوا كل حاجه …
كنت مقرر اكبر واكبر اكتر من كدا … المرحوم ابويا كان ما بيفكرش في الفلوس نهائي كان عايش على ايجار الشقق الي في العماره بس عمره ما فكر يجمع فلوس او يشتغل بشهادته … كان دايما الفلوس الي تفضل من المصاريف الشهريه يجمعها لمده سنه ويعطيها للغلابه … كان سعيد بلي بيعمله … نظره الفرحه في عيون الغلابه كانت سر سعادته … ياما ناس ساعدهم واغلب الدعاوي كانت ليا انا مش ليه … ممكن عشان كدا انا محظوظ ومبخت … او ممكن عشان يتمي بدري وموت ابويا في عز شبابي واحتياجي ليه عوضني بيه ربنا بالفلوس … مش عارف ملاك ورقيه كمان تعويض ونعمه انعمها عليا والا نقمه …
راجع للبيت ظهري مثني من حمل الافكار الي في دماغي … الحمل يا ناس ممكن يكون في العقل مش في الماديات بس … حتى الناس الي عندها فلوس ممكن ينكسر ظهرها بسهوله وبسبب التفكير الكتير …
من وقت ما رجعت الشقه اتغديت وشفت الي شفته دماغي تقلت من كتر الحوارات الي عماله تشطح فيه … وصلت لباب العماره وقابلني البواب يسلم عليا ويدعيلي كالعاده … قالي ان في شقه فضيت الي كانوا مؤجرينها عزيلوا … وطمني انه حيلاقي عيله نظيفه تأجر الشقه تاني …
ما كنتش سامع حاجه من كلامه كنت بهزلوا دماغي وبس … طلعت للشقه كانت ملاك في اوضه النوم … دخلت عملت لنفسي قهوة ممكن تريح دماغي من الوجع … كنت قاعد سرحان وبفكر ملاك قعدت قدامي تكلمني … ليه يا ملاك ليه تعملي معايا كدا … ليه تكدبي عليا ؟؟ انا حبيتك ليه تغصبيني على حاجات مش عاوز اعملها … خنتي ثقتي ليه يا ملاك ؟؟
كل الاسئله دي كانت في دماغي … لحد ما لقيت ملاك نزلت على ركبها قدامي …
ملاك: عاوزه اقولك حاجه وخايفه تزعل مني …
انا: قولي يا ملاك في ايه …
ملاك: في ست كبيره جات عندي قبل الغداء … بتقول انها اااا …
انا: انها ايه ؟؟
ملاك: بتقول انها مامتك وعاوزه تقابلك … وانا خفت من ردت فعلك لاني عارفه الي فيها …
انا: شفتها نازله من عندك … وعشان كدا كنت ناوي اطلق الليله عشان خبيتي عليا لما سألتك مالك مش على بعضك … كنت خايف تخبي عليا اكتر … لولا انك قلتيلي دلوقتي كنت حجيب ابوكي والمؤذون واطلقك …
ملاك بابتسامه: واهون عليك تسيبني …
انا: انتي عارفه اني اكتر حاجه بكرهها الكذب او تخبي عني حاجه … انتي مراتي يعني نصي التاني … يعني كل حاجه تخصك لازم اعرفها … صحيح يا ملاك اني بحبك بس كل الحب دا ممكن يتكسر بسبب الكدب وقتها مش حقدر أأمنلك تاني … وبكدا كل الحب الي في قلبي ليكي ينقلب كره …
ملاك مسكت ايدي وباستها: وانا وعدتك اني مخبيش حاجه عنك او اكدب عليك … انت كل حياتي …
خدتها فحضني وبوست جبينها …
ملاك: حتعمل ايه معاها ؟؟
انا: مش عارف …
ملاك: حاول تسمعها لان واضح من هدومها ان وضعها صعب هي واخواتك …
انصدمت كأني مش متوقع انها تخلف تاني: اخواتي ؟؟
ملاك: ايوه اخواتك عندك أخ صغير واختين …
سكت شويه افكر: متأكده ان حالتها صعبه ؟؟
ملاك: اظن انك شفتها هدومها مش بتاع واحده نازله من الخليج … واضح انها فقيره اكيد جرالها حاجه … عشان كدا طلبت منها تجيبهم معاها تتعرف عليهم …
قبل ما ارد الباب خبط رحت افتح وقعدت واقف كأني جماد … صنم مش بيتحرك … حجر صوان مرسوم على تقاسيم وشي … سبت الباب مفتوح ورجعت للصالون …
دخلت ست في اواخر الاربعين من عمرها … رغم الهدوم الي مبهدله وسنها بس جمالها لسا واضح … وراها بنتين وولد …
ملاك قامت رحبت بيهم وقعدتهم دخلت المطبخ بسرعه وجابتلهم عصير … برود اعصابي مخبيه النار الي قايده فجسمي … جمود ملامحي مخبيه بركان المشاعر الي مولعه فيا …
ببرود: عاوزه ايه ؟؟
نزلت دموعها غصب عنها مش عارفه ترد بإيه … بصيت لاخواتي وكانوا كلهم مدمعين وعيونهم في الارض … مقدرتش اصبر اكتر من كدا قناع البرود الي لابسه مش حيقدر يستحمل واكيد حينكسر …
قمت من مكاني موجه كلامي لملاك: انا نازل عندي مواعيد … ابقي شوفيها عاوزه ايه …
كنت حنزل بس سمعت شهقة لفيت وشفت اخويا الصغير ماسك بطنه ويحاول يكتم دموعه: تعالا هنا …
بص لأمه الي هزت رأسها بأيوه … قام من مكانه وجالي … مسكت ايده وخدته معايا …
نزلت انا وهو ركبت العربيه وخدته اشتريتله هدوم ولبس منهم طقم … بس لسا ماسك بطنه لحد ما سمعت صوت طالع منها … كان جيعان ومش عاوز يقول … ايه الكبرياء دا كله … ولد صغير جعان واضح انه ما اكلش من الصبح وماسك نفسه … خدته معايا المطعم وطلبتله اكل … طريقة اكله تبين انه كان جيعان اوي … بعد ما خلص اكل … حاولت اعرف منه اي حاجه عنهم …
انا: اسمك ايه ؟؟
اخويا: شرف …
ابتسمت: طيب يا شرف انت عارف انا مين ؟؟
شرف: ابيه شهاب …
ابتسمت اكتر مش عارف ليه حسيت بفرحه ان بقا ليا اخ يحترمني ويحبني رغم ان امه رمتني لحمه حمرا: طيب يا شرف انا اخوك الكبير وعشان كدا عاوزك تحكيلي كل حاجه من غير ما تخبي عليا … وطبعا من غير كدب عشان ما بحبش الكدب … لو صدقت فكلامك حجيبلك لعب كتير …
شرف: مش عاوز لعب حقولك الي اعرفه عشان الكدب حرام …
ابتسمت: طيب يا حبيبي … قولي نزلتوا من السعوديه امتى وليه ؟؟
شرف: نزلنا من 4 ايام بعد ما بابي مات … وابن مراته طردنا من البيت …
انا: وليه طردكم من البيت ؟؟؟
شرف: انا سمعتهم لما كان بيكلم ماما وقالها ان كل فلوس بابي والشركه كانت بتاع مامته ورثه من ابوه وبابي كان شغال عند مامته بس واتجوزها عشان ياخد باله من الشغل …
انا: اممممم طيب لما نزلتوا رحتوا فين ؟؟
شرف: رحنا بيت خالي بس ماكنش هناك ومراته طردتنا … بعدها رحنا لبيت خالتي وقعدنا هناك … لحد ما جوزها طردنا الصبح …
انا: وطردكم ليه ؟؟
شرف: ماما اتخانقت مع خالتي وسمعتها بتقول جوزك حاول معايا ولما ما نفعش حاول مع بناتي ولولا اني دخلت عليه كان حصلت كارثه … وجوزها ابتدا يزعق وطردنا من البيت … ماما خدتنا وسابتنا في بيت ست كبيره كانت تعرفها ونزلت وبعدها رجعت وقالت اننا حنروح لبيت اخويا ممكن نلاقي مكان ننام فيه لحد ما تلاقي شغل وتأجر شقه …
انا: امممم وانت ايه رأيك تقعد معايا والا عاوز تروح مع ماما لمكان تاني …
شرف: لا عاوز اقعد معاك يا ابيه عشان انا خايف …
قمت وخدته فحضني: اوعى تخاف طول ما انا جنبك فاهم يا حبيبي …
هز راسه بأيوه وانا لسا حاضنه وهو مكلبش فيا وواضح الخوف عليه طبطبت عليه وهديته: يلا نرجع للبيت …
خدته معايا واشتريتله شوكلاطه وحلويات وشيبس وحاجات كتير ورجعنا الشقه … اول ما دخلت لقيت اخواتي وامهم لابسين لبس من عند ملاك … رميت السلام ودخلت اوضة النوم … شويه ولقيت ملاك داخله ورايا …
ملاك: ما تسبهمش يا شهاب على الاقل افتكر انهم اخواتك …
انا: مش حسيبهم بس بشرط أمهم لسانها ما يخاطبش لساني … وضبي الاوضتين عشان البنات تنام في اوضه وشرف وامه في اوضه … لحد ما نرجع اسكندريه وننتقل كلنا للفيلا الجديده عشان جهزت من اسبوع …
ملاك باستني من خدي: ويلوموني على حبك ههههههه
سابتني وطلعت فهمتهم كل حاجه … وانا خدت دش وطلعت قعدت اتعرف على اخواتي البنات …
شموخ 17 سنه وشروق 16 سنه قعدت اتكلم معاهم شويه واعرف مستواهم الدراسي وفهمتهم اننا حنسافر بكره بالليل لاسكندريه عشان عندي شغل هناك وحنستقر فيها وادخلهم مدرسه هناك يكملوا تعليمهم فيها …
في الوقت الي كنت بتكلم معاهم كانت بتبصلي بدموع في عينيها … شايفه ازاي بتعامل مع اخواتي عادي واهزر معاهم واحاول افكهم شويه واضحكهم … كانت عارفه اني مجروح جامد منها … عارفه انها غلطت غلطه كبيره فحقي … بس مش عارفه تعتذرلي ازاي او حتى تدافع عن نفسها … ملاك وصلت شرطي الوحيد ليها … انها ما تكلمنيش خالص ولا اكلمها …
قامت من مكانها ودخلت اوضه واتفتحت في العياط الموقف كان صعب عليها جامد … حاسه بوجعي ومش قادره تطبطب عليا … حاسه بجرحي ومش قادره تضمده … وعارفه اني بتصرف ببرود من ورا قلبي … كل دا كان سبب انفجارها … عيطت كتير لدرجه اغمى عليها … ملاك دخلت تشوفها لما اتأخرت ولقتها واقعه على الارض والدموع على خدها …
ندهت عليا واول ما دخلت اتجمدت فمكاني من منظرها … اتصلت بدكتور معرفه قريب … 5 دقائق وكان عندي … اداها حقنه وفهمني انه انهيار عصبي مع ضغط شديد وارق طول الايام الي فاته اداني روشيته ووصاني ما حدش يضغط عليها … نزلت جبت الدوا واديته لملاك تشربها … طمنت اخواتي عليها وانها تعبت بسبب الي حصلهم ومش شدة خوفها عليهم …
قعدت معاهم شويه وملاك اصرت تنام عندها وتاخد بالها منها وانا دخلت نمت انا وشرف في اوضتي والبنات كمان دخلوا يناموا …
عدا كم يوم كنت نقلت لاسكندريه تاني … سكنتهم معايا في الفيلا … وكانت كبيره وواسعه وفي منطقه شيك … كنت بتأخر في الشغل عشان ما ارجعش البيت واشوفها … انا لسا شايل منها … مش عارف ازاي اسامحها … مش عارف ليه كل ما حاول اسامح افتكر اني قضيت حياتي يتيم الام … افتكر ازاي تنزل دموعي لما اشوف العيال ماسكين ايد امهاتهم … افتكر لما اشوفهم يوصلوهم لباب المدرسه ويبوسوهم قبل ما يدخلوا … افتكر كم مره حد اتريق عليا عشان ما ليش ام … افتكر ازاي كبرت شويه والعيال كانوا بيشتموني بأمي … امي الي سابتني وراحت اتجوزت حد تاني … امي الي اطلقت من ابويا الي بايع الدنيا ومهتم بالاخره … امي الي كانت تدور على حد يسفرها ويلبسها اشيك لبس واحسن دهب … دا كل الي فاكره عن امي من كلام ابويا … ازاي اسامح وانا شايف كل دا يمر قدام عيوني لما اشوفها قدامي …
عدت الايام وضبطت مع مدرسه لاخواتي ووصيت عليهم المديره وكانت مرات صاحبي وزبون عندي في المطعم … وبقيت اوصلهم كل يوم وارجعهم … علاقتي بيهم بقت اقوى … عرفتهم على رقيه الي فرحت اوي لما عرفتهم بس كانوا مستغربين ازاي متجوز وخاطب … ملاك فهمتهم اننا بنحب بعض وانها متفقه مع رقيه في كل حاجه …
أمي كانت حالتها النفسيه بتسوء يوم عن يوم وصحتها ابتدت تتدهور … وكنت ملاحظ الشيء دا … وخاصة انها بقت دايما قافله على نفسها الاوضه تطلع تاكل وترجع … كأنها اخدت قرار تبعد عني وتسيبني اعيش بعيد عن عيونها …
كنت بتقطع من جوايا … ازاي ما تجيش تصالحني … ازاي ما تحاولش تبررلي … مجرد اني طلبت ما تكلمنيش اكتفت بدا ومحاولتش ولا مره تكلمني … مش فاهم دماغها فيها ايه ؟؟ بتفكر ازاي ؟؟ للدرجه دي مش عاوزاني ؟؟ بالنسبه ليها وجودي جنبها بس عشان اصرف عليها وعلى عيالها … والا خوف منها ان حاولت معايا اطردها هي وعيالها … ما بقتش عارف افكر …
قطع تفكيري شموخ نازله تجري تقولي ان امي دايخه … مسكت التليفون بسرعه واتصلت بدكتور صاحبي … وطلعت فوق لقيتها واقعه في الارض شلتها ونيمتها على السرير وفضلت جنبها لحد ما الدكتور ادالها حقنا ونفس كلام الدكتور الاول بس زود عليه انها بقت عندها السكر في المراحل الاولى وان الزعل بيتعبها اكتر … شكرت الدكتور وحاسبته وجبت الدواء وكانت لسا نايمه بسبب الحقنه …
قعدت مع اخواتي وملاك الي باين من عيونها انها عاوزه تقول حاجه … عدا كام ساعه والكل ساكت …
انا: قولي الي عندك يا ملاك عارف انك عاوزه تقولي حاجه …
ملاك: مش عاوزاك تزعل مني …
شروق اختي الصغيره: حقول انا عشان ما تزعلش من ملاك …
انا: طيب يا اوزعه قولي …
شروق: ماما تعبانه يا شهاب عشان انت مش عاوزها تكلمك … كاتمه فقلبها من زمان … من صغري وانا فاكراها ازاي تتكلم عنك وعن شوقها ليك … عاوزه تضمك وتبوسك … كانت كل سنه تعملك عيد ميلاد وتكتب اسمك على التورته … ورغم ان بابا كان يزعل ويضربها بس برضو السنه الي بعدها تعملها تاني … وانت دلوقتي قسيت عليها ومش عاوز تكلمها خالص ولا حتى سمحتلها تدافع عن نفسها …
انا بانفعال: كانت مستنيه مني ايه ؟؟ هاه ؟؟ مستنيه اول ما شوفها اخدها بالحضن واطبطب عليها … ابوس ايدها وجبينها ؟؟ ازاي ؟؟ ازاي عاوزاني اعمل كل دا ؟؟ الحاجات دي يعملها الابن الي عاش في حضن امه وبعدها غاب عنها … الي حس في يوم نقطه واحده بس من حنان امه … الي امه علمته ازاي يمشي … ازاي يجري … ازاي يتكلم … الي سهرت جنبه وهو مريض … الي فرحت لفرحه … الي حزنت لحزنه … دي الام الي اي حد يروحلها ويحبها ويبوس ايديها … اما انا لا … انا رمتني لحمه حمرا … الحضانه كانت من حقها بس سابتني وراحت … ايوه سابتني وراحت اتجوزت راجل اغنى من ابويا … عاوزه تعيش حياتها وتتمتع بصغرها وتسافر وتشوف العالم … اما انا طز فيا … سنه كامله عايشه فمصر قبل جوازها ما فكرتش تزورني … عيلتها كلها ما حدش اعرفه ولا سأل عني … في حد ما يعرفش اخواله وخالته ؟؟ انا بقا معرفهمش … عمرهم ما فكروا يزوروني حتى في الاعياد … لو كانت عاوزه تتطمن عليا كانت على الاقل تسأل على اخباري من اخواتها … عاوزين اسامح ازاي … وانسى ازاي ؟؟ انسى دموعي الي تنزل كل عيد لما اشوف العيال ماسكه في امهاتهم ورايحين الملاهي … انسى دموعي الي تنزل لما اشوف فرحه امهااات اصحابي بنجاحهم … انسى ايه والا ايه …
ما حدش فيكم عاش الي انا عشته … ما حدش فيكم شاف الي انا شفته … يعني ماحدش يلومني علي بعمله … انا بعمل ايه ؟؟ بتصرف عادي مع واحده معرفهاش ولا عمري عرفتها … يبقى اتكلم معاها ليه واسامحها على ايه ؟؟ انتوا اخواتي على راسي وعيني ملكومش ذنب في حاجه … بس هي …
أمي: هي تستاهل ضرب الجزمه … عارف ليه ؟؟
بصيت ليها لقيتها واقفه ورايا وسامعه كل كلمه قلتها … سكت ومردتش …
امي: حقولك انا ليه … بنت 18 سنه تتجوز جواز صالونات من شخص صورلها المستقبل كأنه حلم … بعد الجواز بسنه كنت حتطلق منه … كان مش عايش في الدنيا خالص … لا يشتغل ولا يعمل حاجه غير انه يقعد في البيت شويه او على القهوة شويه … عايش على ايجار الشقق بس … عايش على التقشف يصرف اللازم في اللازم … ما كنش بخيل لا ؟؟ كان حريص اننا نصرف على الحاجات الي نحتاجها بس الكماليات والجماليات لا … كان يجمع الفلوس وبدل ما نطلع نتفسح او نخرج او نشتري حاجه لينا يروح يديهم كلهم للغلابه … طلبت الطلاق بس اتأجل لما عرفنا اني حامل … صبرت وقلت ممكن حاله يتعدل … قعدت معاه اربع سنين … مافيش يوم اشتريت فيه هدمه من يوم جوازي … مافيش يوم جابلي هديه او طلعنا نتمشى او نتفسح … كل الي حلمت بيه طلع كذب فكذب … ما بقتش قادره اعيش معاه خاصه بعد موت ابويا وامي … رجعت بيتنا وطلبت الطلاق … شرط عليا اني اتنازل عنك لو عاوزه الطلاق … ما كنش في حل تاني عشان اخلص من القرف الي كنت فيه … ومن يوم الطلاق حلف لا ادخله بيت … ولا يخليني اشوفك … ياما جيتله واترجيته اشوفك ورفض … كرهت نفسي وكرهت عيشتي تاني … لحد ما الجيران عرفوني على جوزي التاني … كان جواز صالونات … كل الي عاوزه بنت مصريه يتجوزها وياخدها معاه السعوديه … كان كريم وغني … ورسملي أحلام ورديه وعيشه هنيه … صدقته واتجوزنا … اول ما سافرنا لقيت نفسي خدامه لمراته الاولى … كانت صاحبه المال … يعني كدب وخبا عليا … طلبت الطلاق تاني … بس سرق جواز السفر مني … مقدرتش اعمل حاجه … كل ما اطلب منه استعمل التليفون يضربني … كل ما اقله انك وحشتني وعاوزه اشوفك او اسمع صوتك يضربني … كل عيد ميلاد اعمله ليك يضربني … لحد ما مات وابن مراته طردنا بهدومنا … وصلنا السفاره ورمانا قدامها … مافيش حل غير الرجوع … ورجعت … ولقيت كل حاجه اتغيرت … كل اصحابي اختفوا … كل حبايبي اختفوا … حتى عيلتي طردونا … انا عملت ايه عشان اشوف كل دا … عملت ايه في حياتي يا رب …
انهارت قدامي تعيط وتتخبط في الارض … دموعي كانت نازله زي الشلال … قلبي رق وحن ليها … مهما الي عملته فيا … بس مش حقدر اجي عليها … رحتلها ونزلت بست رجليها … مسكت ايدها وبستها … خدتها فحضني وطبطبت عليها … دموعنا نزلت مع بعض … كانت بتترعش من التأثر وهي فحضني … ما بقتش حاسس بالزمان ولا المكان … كل الي حاسس بيه اني انسان …
انسان عاش الحرمان ولقاه … عاوز يشبع من حنانها … تعوضه كل الي فاته … دا كان قراري … هديتها وخلتها تقعد في الصالون … طلعت غيرت هدومي واتصلت بالمحامي بتاعي وطلبت منه يجهز توكيل للوالده عشان ناوي ارفع قضيه … شويه ولقيت المحامي اتصل بيا يعلمني بوصوله … خدته ودخلت لامي مضت التوكيل من غير ما تفهم ناوي على ايه طمنتها وقلتلهم اني راجع القاهره وممكن بكره ارجع … قبل ما اطلع خدتها فحضني تاني وطمنتها اني مسامح في اي حاجه عملتها … وانها تثق فيا …
نزلت القاهره ونمت انا والمحامي في الشقه بتاعتي لحد الصبح هو راح عمل محضر حصر ورث لعيلة امي وطلب استرجاع حقوق وتتبع اخواتها قانونيا بسبب انهم قسموا الورث بينهم من غير ما يدولها حقها …
بالنسبه ليا انا رحت لبيت خالتي بعد ما سألت شموخ عن مكانه … سألت البواب عن جوز خالتي وقالي انه موجود … طلعت وخبطت لقيت راجل اقرع وقصير بكرش صغيره فتح الباب كان وشه محمر وعرقان وخايف … سألته دا بيت سيد وطلع هو …. اول ما رد لقا نفسه واقع على الارض … دخلت فيه ضرب ما رحمتوش لحد ما عدمتوا العافيه والجيران اتلموا علينا ومراته الي كانت قاعده عند جارتها جات جري تبوص في ايه … اول ما دخلت وهي تزعق سمعنا صوت بنت تعيط جوا … خالتي وكل الي موجودين دخلوا يشوفي مين … وكانت الصدمه …
سيد مدرس بيدي دروس خصوصيه وكان كل ما يجيب العيال تدرس يبعت خالتي عند جارتها عشان الكل يركز … بس مش دي الحقيقه … سيد كان يوزعها عشان يتحرش بالبنات واول ما يحس ان بنت منهم عاجبها اللمس والهمس يجيبها لوحدها يديها درس … بس اول ما تدخل ومراته تطلع يتحول لمغتصب … بعد ما يسخنها ويسيحها يحاول يفرشلها … بس لو رفضت يديلها عصير ينيمها ويصورها ويجبرها تتناك منه في طيزها …
اول ما الناس دخلت شافه البنت عريانه في سريره وشافوا الموبايل بتاعه في وضعيه التصوير … اول ما شفت الحوار والناس نازله ضرب فيه وخالتي داخت من الصدمه سحبت الموبايل بتاعي واتصلت بالشرطه … خدت تليفونه بسرعه ادور لو ليه فيديوهات لاخواتي او صور … حمدت ربنا ان ما لحقش يعمل حاجه معاهم وطلعوا من عندهم بسرعه…
وصل البوليس وخدوا البنت المستشفى يكشوفوا عليها وخدوا الموبايل بتاعه حرز واخدوه في البوكس متكلبش …
بصيت لخالتي وكنت ماشي …
خالتي: انت مين …
ابتسمت بشماته: انا بقا شهاب ابن اختك الي عمرك ما فكرتي تزوريه ولا تعرفيه … ودا بقا جوزك الي خسرتي اختك عشانها … بهدلتيها ورميتيها في الشارع مع عيالها عشانه … اهو طلعت اختك معاها حق وكان بيحاول يوصل لاخواتي … بس ربنا كشفوا صدفه … كنت جاي اضربه بس علي عملوا فيهم بس ربنا كان عاوز ينقذ الغلبانه الي كانت جوا …
خالتي بصتلي برجاء: طلقني منه … ارجوك طلقني منه … واقف معايا …
ضحكت جامد: اقف مع مين ؟؟ انا معرفكيش اصلا … انا جيت ارجع حق امي واخواتي … على فكره انا رافع عليكم قضيه ورث الي قسمتوه انتي واخوكي لحالكم … سلام يااااا يا خالتي …
نزلت وسبتها وسط دموعها … في الشارع كان الكل متجمع والكل باصصلي باحترام وشكر … في راجل كبير قرب مني … حط ايده على دماغي من فوق …
الحج: ربنا يحرسك ويحميك ويبعد ولاد الحرام عنك وحواليك … ربك حيعوضك … مهما شقيت يا ابن ادم افتكر ان العوض عوض ربنا … مهما اتظلمت وتعبت افتكر انك لو كنت فطريق الحق ربنا ينصفك ويداوي جرحك … توب لربك اكتر واكتر … وكل ما تبت وعملت الخير حتلاقي الخير اكتر واكتر … روح يا بني ربنا يباركلك …
ابتسمت وشكرته وركبت عربيتي ورحت قعدت على البحر اراجع كل الي حصلي من يوم ما قابلت ملاك …
ربنا رزقني المال بعد تعب ورثت من ابويا شويه فلوس من ورثه لجدي دا كان تعويض من ربنا لايام الفقر الي كان معيشني فيها والدي الي كان يكره التبذير … فتحت المطعم وكانت الغله تعتبر محترمه والحال ماشي … عملت الوصفه ولسا مش عارف ان كانت حتدخل فلوس كتير والا زي اي طبق عادي … لقيت ملاك الغلبانه الجيعانه … عطفت عليها وخليتها تاكل في اي وقت عاوزاه من المطعم … وكانت المكافئه طلب فريده لعدد حلو من الاطباق … شفتلها شغل وكانت المكافئه بطلبات الاوتيل للوصفه … اتجوزتها ورغم تزييف حياتها ومسامحتي ليها جاتني طلبات ضخمه من مها هانم صاحبه الاوتيلات … قربت منها وحاولت اسعدها على قد ما اقدر من خروجات وفسح وهدايا وكانت النتيجه رجوعي لحضن والدتي واخواتي … كل فعل خير او سامحت حد كان يرجعلي دوبل …
الملخص: بحبك يا وش السعد ملاكي …
رجعت الفيلا وحكيت لهم عن كل الي حصل … ماما زعلت شويه على اختها بس ما حبتش تبين … خايفه تتكلم وازعل منها تاني … خدت قرار جديد بس مش قبل ما اعلمهم الادب وان الله حق …
رحت المطعم بعد اتصال من المحافظ … كان يتعشى مع عيلته عندي وعاوز يعرفني على اخوه وابن اخوه الي نزلوا من فرنسا … دخلت ورحت عندهم سلمت عليهم والمحافظ عرفني بيهم …
سامح: 53 سنه صاحب مجموعه مطاعم في فرنسا ابيض وقصير تخين بشكل عبيط وبطنه قدامه …
مراته هانم: 52 سنه كيرفي بزاز كبيره وطيز قابه لورا … بشرتها بيضه على شويه حمار ملبن بنت الايه ومهتمه بنفسها جدا تبان اضغر من سنها … شعرها مصبوغ اصفر وعيونها خضرا …
ابنهم علاء: 25 سنه قصير ونحيل وناعم شبه امه بس مش زيها في الجسم وراسم ابتسامه عبيطه …
مرام: 25 سنه جسم فاجر طويله وبزاز كبيره مرفوعه لفوق وطيز متوسطه بشرتها قمحي وشعرها اسود وعيون سودا …
علاء بصوت ناعم: ازيك يا كابتن عاش من شافك يا راجل …
ابتسمت: ادينا عايش بفضل الله انت اخبارك ايه ؟؟
علاء: كله تمام يا كابتن … سمعت ان الدنيا ضحكتلك …
انا: كله من فضل ربي …
عادل المحافظ: ايه دا ؟؟ انتوا تعرفوا بعض ؟؟
علاء: ايوه يا عمي انا وشهاب ومرام كنا في نفس الدرسه من صغرنا وافترقنا بس في اول سنه في الجامعه … كان شهاب اختفى من الشله ونسمع عنه بس في المقابلات التلفيزيونيه عشان كان بطل ملاكمه …
مرام بصتلي بحنين للماضي: كانت احلى ايام … يا ريت كنا مع بعض زي زمان …
الكل بصلها …
انا بغموض: الشله كلها اتفرقت وما حدش سامع خبر عن حد … كل شخص شاف حياته بطريقته … استأذنكم انا دلوقتي معايا شويه شغل … طبعا يا سيادة المحافظ الحساب عندي ومش حقبل نقاش … انتم ضيوفي الليله …
الكل شكرني وسلمت عليهم ورجعت البيت … اتعشيت معاهم وقعدنا نهزر ونضحك كلنا …
تاني يوم كنت قاعد في المكتب ولقيت طرق على الباب … اذنتله يتفضل … ولقيت شخص متوقع انه يزورني قريب …
مين الشخص الي جالي دا وعاوز مني ايه … وايه القرار الي خدته بخصوص عيلة امه … وحعمل ايه لملاك في الفتره الي جايه …. نشوف دا في الاجزاء الجايه …